الخميس، 24 أكتوبر 2019

أمير و الثلاثى س 4


أمير و الثلاثى س
4


جلسنا فى "لو شانتييه" و كلنا نعشق ذلك المكان فلنا جميعاً فيه ذكريات كنت أنا الوحيد الذى ظل يعيش حياته بشكل غير بسيط فلقد قررت العزوف عن الزواج بعدما رأيت ما مر به بعض الأصدقاء فقررت الإستمتاع بحياتى دون المرور بتجربة قد تدمر حياتى مثلما حدث مع الكثير من الأصدقاء و كانت الشلة كلها تعرف قصص الأصدقاء  . . .
فهذا إنفصلت عنه زوجته و أخذت الشقة التى هى ورث العائلة و أخذت الأطفال و أصبح هو فى الشارع لا يستطيع رؤية أطفاله .
و هذا أصابه الجنون بسبب ما فعلته به طليقته . . .
أما ذاك فقد قرر إنهاء حياتها قبل أن تنهى عليه فأطلق عليها عدة طلقات من مسدسه الخاص و الأن هو فى سجن الأسكندرية فهو صديقنا من الأسكندرية.
و اخر من تذكرتهم هذا الذى جلس تحت شركته فلقد إنفصلت عنه و أخذت كل شئ و تركته مجنون يحادث نمل الرصيف .
و قبل أن أمضى فى الذكريات وجدت الدكتور سعيد يوجه إلى الحديث :
- "سمير بيه" روحت فين ؟
- أبداً . . . معاكم دكتور بس سرحت شوية فى قصة معروضة علينا نعملها فيلم ؟

العميد أمير : ربنا يوفقك و يطلع فيلم حلو مش من بتوع اليومين دول .
سليم : ما تقلقوش أنا عارف أفلام "سمير بك" أفلام متميزة على طول . أخيراً تحدث "البيه " .
سمير : المسألة بتكون فى إختيار الفكرة من الأول و بأشوف هل بييجى معاها سيناريو و حوار و ألا حنختار محترف يكتب السيناريو و الحوار و بعد كده بنختار المخرج و مدير الإضاءة و مدير التصوير و المونتير و مهندس الديكور و الأبطال و كل فريق العمل و بعد كده نتبدى نتفق مع الستديوهات .
أمير : حيلك يا منتج إحنا كده عايزين محاضرة فى مكان هادئ علشان نفهم كل عنصر من عناصر الموضوع ده بس بعد ما نخلص من موضوع "البيه سليم"
سليم : إيه ده يا "أمير بك" هو أنا بقا ليا موضوع مهم ؟
أمير : طبعاً "سليم بك" حضرتك موضوعك مهم جداً .
سليم : ههههههههههههههههه أوعوا تكونوا ناوين تجوزونى تانى .
أمير : حيحصل بس بعد ما نطمن على صحتك .
هنا جذبنا "أمير" للحديث عن أمر الحالة الصحية الخاصة ب "سليم" و أعطى الحديث للدكتور "سعيد" الذى قال فى لهجة طبيب :
- "سليم بك" حالتك الصحية تهمنا كلنا مش بس أنا كطبيب لكن إحنا التلاتة كأصدقاء إحنا صحتك تهمنا قزى و عايزين نطمئن على حالتك الصحية و علشان كده كنا سعداء إننا حنكون معاك يوم الرنين .
- أكيد "دكتور سعيد" إحنا اخوات و اكتر .
و مضينا فى الحديث عن شقاوات زمان و حال الجيران و أبناء الجيران و الجارات . و كانت دهشتى الكبرة إن إحدى نجمات السينما كانت جارتنا . و استمر الحديث فترة حتى طلبنا الشيك فأتى المتر و أبلغنا أن البيه دفع قبل جلوسه معنا قالها و هو يشير إلى "أمير" و هنا تحدث "دكتور سعيد" :
- إنت يا جدع مش حتبطل الشغل ده بتاع المخا . و لم يكملها فقد مددت يدى على فمه أمنعه من إستكمال الحديث فقد كان صديقنا لا يظهر عمله لأى أحد حتى لا يتخوفوا منه فالكل يعلم أنه كان ضابط بالجيش و خرج للمعاش ليستطيع متابعة أراضى و أعمال أهله .
سمير : يالا بينا يا جماعة علشان "البيه سليم" لازم يرتاح و أنا عرفت من اللى قريته لازم تشرب مية كتير و تقعد فى التكييف طول الوقت و ما تتعرضش للحر خالص .

- تمام كده يبقى حنوصلك و حنطلع معاك نطمن إنك نمت و شغلت التكييف .
- تمام يالا بينا علشان فعلاً محتاج أنام .
خرجنا من "لوشانتييه" بعدما أصررت أن نسير إلى مكان سيارة "أمير" و كان راكن بجوار "مدرسة الأهرام" يعنى إتمشينا حاجة بسيطة و عدنا إلى منطقتنا التى لا تبتعد عن الكوربة غير مسافة بسيطة يا دوبك نعدى شارع الثورة فى نفق الثورة وجدت نفسى عيناى تدمع لإنه كان امر محزن أن يكون إجتماعنا بسبب مرضى الغريب . على كل حال إجتمعنا و عند وصولنا قرب منزلى قلتلهم :
- أنا شاكر ذوقكم لكن مش حأتعبكم أكتر من كده كفاية الدعوة على "لو شانتييه" و سواقة "أمير بيه" و الراجل لسة رايح التجمع فكفاية تعب عليكم و إنتم معايا من الصبح . أهوه "سمير" معايا و هو ساكن جنبى يعنى معايا حارس أمين . و ودعتهم بعدما نزل "دكتور سعيد" ليأخذ سيارته و يودعنا "العميد أمير" و هنا تحدث معى "سمير" :
- "سليم بك" إنت حتطلع تنام و الا اطلع معاك نقعد شوية اد ساعتين تلاتة قول أربعة خمسة و نجيب دليفرى ناكل لإنى جعان قوى و ألا انت مش عايزنى أعزمك ؟
- ههههههههههههههه ليه كده فناننا الرائع بس انت اللى تعزم و أنا اللى حأدفع حضرتك ضيفى .
- ماشى مش حأتكام كتير اللى تؤمر بيه بس لو ممكن نخليها إنجليزى يبقى أحسن علشان أطلب براحتى إنت عارفنى بأحب أكل برة .
- زى ما تشوف يا فنان يمكن علشان حضرتك سافرت أوروبا كتير بقيت حابب النظام ده و بصراحة ده أحسن .
- تمام يالا بينا نطلع .

و صعدنا و طلبنا الطعام و دخل "سمير" ليعد لنا نسكافيه لحين حضور الطعام . و دخلت لأغير ملابسى و أرتدى ترننج مريح و أحضرت مثله لصديقى حتى لا يظل فى ملابس الخروج . و حين عاد بالنسكافييه شكرنى و قال لى :
- تصدق فعلا كنت عايز اطلب منك ترننج بدل الجينز اللى لابسه و فرتكنى و البليزر اللى مكتفنى أيوه يا جدع خلينا مرحرحين ههههههههههههههه .
- تخيل لو واحدة من معجباتك المذيعات و الفنانات سمعتك بتقول كده تعمل معاك ايه ؟
- حتحبنى أكتر ههههههههههههههههههههه .
- هههههههههههههههههههه صحيح فنان .
و هنا سمعنا جرس الباب فقمت لإستلام الماكولات و دفع المبلغ و بعدما وضعتهم على السفرة أصر "سمير" على الدفع قلت له :
- يا بيه إنسى حضرتك ضيفى .
- كده يا "بيه" ده إتفاقنا ؟

- يا "فنان" حضرتك ضيفى و لو سمحت اقعد كل لإنى فعلا وحشتنى قعداتكم.
- "سليم بك" ما تتجوز و حضرتك معارفك فاتنات زى الفنانات .
- حضرة "الفنان" حنتكلم فى الموضوع ده تانى مش كفاية اللى شفناه و على كلا أنا فعلا فكرت زمان أتجوز و أسلم أمرى لله و أعمل مغامرة و يا صابت يا خابت . و الحقيقة إن تجاربى أثبتت لى إنى صح إنى ابعد عن الموضوع ده و زى ما قلتلكم زمان "الجواز نظام إجتماعى فاشل" سيبك من جوازات "الدكتور" و "العميد" دول ربنا بيحبهم و ما فيش داعى نتكلم فى الموضوع ده تانى يا "فنان" لإنك مش حتتخيل اللى حأقولهولك البقاء وحيد أفضل و خصوصا إنى دلوقت بقيت "صاحب مرض" يعنى اللى حتحتملنى النهاردة مش حتتحملنى بكرة .

- هههههههههههههههههه مرض ابه بس ديه حتلاقيها حاجة بسيطة و حتقوم منها بسرعة -كنت أعلم كما يعلم "سليم" أن الأمر لن يكون بسيط لكننا نتجاوز حتى لا يؤثر على نفسيته .
- ما علينا ! ههههههههههههههههههههه .
- أهى ما علينا ديه اللى تخلينى متأكد إنك حتعدى كل شئ .
- هههههههههههههههههههه عدينا يا روقة عدينا .
- ياه "سليم بك" إنت لسه فاكر الأغنية ديه .
- طبعا كل حاجة فاكرها بدقة شديدة . يمكن يكون حيطلع عندى مرض فى المخ لكن مخى مرتب مهما حصل .
- يا رب دايما بأقول ل "سعادتك" إيه ..... إيه رأيك ناكل ؟
- هههههههههههههههههههههه و الله فكرة يا فنان .
و بدأنا فتح الساندوتشات و تناولنا الطعام و نحن نتجاذب أطراف الحديث و سألنى الفنان :
- إيه اخبار مكتبتكم العامرة ؟
- و الله يا "فنان" بعد فترة لما لقيتها إتملت تراب و مهما جبت حد ينضف الشقة ما بيعرفض ينضف الكتب صح خدتها سكانر على الكمبيوتر و وزعتها على مكتبات الجامعات مش حتلاقى غير كام كتاب من اللى عليهم إهداءات للباشا دول ثروة قومية و دول تقدر تدخل الكيردور حتلاقيهم فى خزنة أديلك رقمها و حتلاقى دول بس اللى فى الخزنة .
- كانت رؤيته سليمة فمع التطور اأصبح القليل الذين يهتموا بوجود مكتبة و يكتفوا بالإطلاع دون الإستمرار فى القراءة للأسف مضينا نتحدث و فترة حتى وجدت "سليم بك" عينيه بتغمض فقلت له :
- "سليم بك" أمشى أنا لإنك حتنام و عندنا بكرة مشور كتيرة قلتها و أدخلته غرفته كان يسير كالسكران لا يستطيع السيطرة على جسده سندته حتى أدخلته السرير و أحضرت ريموت التكييف و شغلته و وضعت الريموت بجانب يده و خرجت بهدوء غيرت الترننج و إرتديت ملابسى و أخذت الترننج فى شنطة لغسله فأعلم ان "البيه سليم" لا يحب أن يرتدى ملابس مكان حد . مهما كان قريب منه . نزلت إتمشيت للفيلا و كانت أول شارع البك و بمجرد إقترابى من الفيلا وجدت "بوتشى" ينبح ليستقبلنى سعيد بحضورى كانت فيلتنا هى الوحيدة بالمنطقة بعدما باع الجيران بيوتهم ليتم بناء أبراج و يشتروا فلل بالتجمع و كنت برغم العروض التى تم عرضها على لا أرغب فى بيع الفيلا خصوصا أنها تحمل عراقة الماضى و قصص طيبة . وضعت الترننج فى الغسالة و ظبطها و دخلت للنوم و قمت بضبط الموبايلات على الساابعة صباحا لألستيقظ و أكون مستعد لأرسل ترننج "البيه سليم" للكى ليعود له كما سلفنى إياه .

فعلا نمت و رأيت فى أحلامى "مستشفى و طبيبات جميلات و موظفين طيبين و تمريض طيب" و كذلك رأيت وجوه أخرى غير طيبة وجوه تراها جميلة بمجرد ان تنطق ترى إنبعاث أشياء غير طيبة منها و كان "سليم" لحظات سعيد بالمعاملة مع الطيبين و لحظات مبتعد حتى رأيته فى جزء من الحلم كبطل فيلم "بيردى" و هذا أزهجنى بشدة و قمت مفزوع على صديقى الراجعى فى مجتمع أصبح "غير راقى" بمجرد قيامى مفزوع وجدت المنبهات ترن دخلت غرفة الغسيل وجدت الغسالة أنهت الغسيل و التجفيف خرجت إلى الحديقة الخلفية للفيلا نشرت الترننج وجدت من يطلق صفير لجذب إنتباهى رأيتها فتاة شابة تصفر و تغمز لى فقررت تقمص شخصية الخادم الموبى برغم إنى أبيض :
- إيوه ستوا هانم ؟
- ستوا هانم ايه يا حلو إنتا ده إنتا اللى سيدنا البيه .
- أنا خدام هنا ستوا و لو تحبوا أبعت أجيب عثمان يشتغل عندكم ؟
- عثمان ايه و خدام مين ؟ ده إنتى بيضا يا حلوة .
- إيوه ستوا إهنا نوبة بيضا سن أبيض .
- و عثمان أبيض كده و حلو زيك ؟
- أهلى ستوا أبعتله تليغراف ييجى بسرعة يشتغل عندكوا بس تتهملوا مصاريف الصرف و أكل . عوثمان بيهب أكل كتير .
- ماشى يا إنت إسمك إيه ؟ إدريس و ألا عبدووووو هههههههههههههه .
و اطلقت ضحكة رائعة .
- لا ستو سليمان .

كانت قد اعجبتنى الفتاة الشابة و أرد التعرف عليها و لم يكن مرادى أن تعرف إن البيه قاطن الفيلا و صاحبها ينشر ترننج صديقه المريض لم أكن أريدها أن تعرف أى شئ عنى كما أفعل مع كل من أتعرف عليهن أكن الغامض لهن و اختفى فى الوقت المناسب كل شئ فى حياتنا وراءه قصص غير بسيطة المهم إتصلت بالمكوجى الذى أرسل لى صبيه و اعطيته الترننج و قلتله عايزه دلوقت و يكون محطوط فى كيس و متعلق على شماعة شكرته لإهتمامهم و دخلت لأخذ دش سريع لم اكد أنهيه و أرتدى البرنس حتى حضر صبى الكواء و سلمنى الترننج و أوصل لى رسالة من "المكوجى" يسألنى ممكن يشترى الترننج ده منين ؟ و أبلغته إننى حين أنزل سأخبر الأسطى ممكن يجيبه منين . كنت لا ارغب فى إخبار أحد أنه يخص "البيه سليم" فلم نكن قد إتفقنا هل نخبر أحد عن مرضه أم لا و إتصلت بباقى الأصدقاء و إتفقنا ان يكون لقاءانا أمام منزل "البيه سليم" و طبعا تنفيذا لقسم "الفرسان الثلاثة" و "دارتنيان" لا يصعد أحد بمفرده إلا بوجودنا و جلست أنتظر و كان اليوم حر شديد الحرارة فشغلت التكييف فى سيارتى أمام منزل "سليم بيه" و إنتظرت حضور البهوات و فعلا حضروا سريعا و أشرت لهم بأدب أن يتفضلوا يجلسوا معى فى السيارة .

و فعلا حضرا و جلسا و كان أول المتحدثين "دكتور سعيد" :
- إيه يا عم الفنان البارفان الرائع ده ده انا شامه من و أنا بأركن .
- ده بس من جمال ذوقك يا دكتور حأجيبلك إزازة منه .
- ميرسيه ممنوع نضع عطور لظروف عملى فى المستشفى .
- طيب أجيبلك إزازة "أمير بك" .
- للأسف نفس الحكاية ظروف شغلى و اجهزة التتبع الحديثة تمنعنى أضع اى عطور حتى و انا فى البيت .
- طيب مش حأطول عليكم كنت عايز أطرح حاجة عليكم و نتناقش فيها مع "البيه سليم" لما نطلعله .
- إتفضل "سمير بيه" .
- لو حد سألنا عن حال "البيه" أى حد زملاء زمان ، أصدقاء الماضى . حد يكون شافه معانا و بيسئل .
- صح ديه حاجة مهمة و كنت فكرت فيها . رد "أمير بك"
- و الله أنا كمان فكرت فيها . قالها "دكتور سعيد" .
- بصراحة أنا افضل ما حدش يعرف حاجة خالص لحد ما نشوف مرضه الغريب ده حيعمل فيه إيه و الأمر فى الأول و الأخر لصاحب الموضوع حنطرح عليه المر و نشوف يقول إيه و طبعا حنستأذن "سعيد بك" طبيبنا هو اللى يطرح الموضوع ده .
- تمام "أمير بك" مش يالا بينا نطلع علشان حأقعد معاكم شوية و جرى على المستشفى .
- يالا بينا . انا كنت فى مامورية و متفرغ اسبوع لحضرتكم و لموضوع "سليم بك" .
- و أنا موجود مع سعادتك على طول إلا لو استدعوني لأمر مهم فى الشركة .
- تمام يا فنان يالا بينا .
أخذت الترننج من شنطة السيارة و صعدنا إلى "البيه سليم" .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب. . .
                                 
                                   محمد أحمد خضر



+2 0122 312 8543
+2 0101 456 1217

+2 0114 955 5927

makarther90@yahoo.com

makarther90@gmail.com



الجمعة، 23 أغسطس 2019

فيلم للمخرجة اللبنانية نادين لبكي و هلاّ لوين ؟ ؟ ؟

و هلاّ لوين ؟ ؟ ؟


فيلم يقدم نساء زائدات عقلاً و دين
نادين لبكى تقدم نساء ذوات عقلاً راشد و دين ناهض
يقول القائل النساء نصف المجتمع و أقول النساء هن المجتمع كله ، فحين ينشغل الزوج الأب فى عمله لاهث خلف لقمة العيش تكون الزوجة الأم تربى البناء و تعمل فى عملها فهى المسئولة عن النشأ الجديد فالنساء هن من ربونا و ربوا أباءنا و الجدات هن من ربا أمهاتنا و اباءنا و لذلك فكل خير أصله المرأة و كل غير ذلك تكون مسئولة عنه إن لم يكن كله فبجزء كبير فيه .

و الأن إلى الفيلم . . .
يبدء الفيلم بنساء يرتدين الملابس السوداء يسرن فى خطوات أشبه بخطوة المارش العسكرى فى حالة الحداد حينما نودع زعيم أو شخصية هامة و نسمع كلمات شعرية جميلة تحمل اللهجة الشامية المحببة للنفس فتقول البطلة تصف الحال :
حكايتي و بحكيها ... و لمين ما كان بهديها
عن ناس بتصوم ... وعن ناس بتصلي
عن ضيعة علقانة ... م الحرب ع التلة
و علقت ما بعرف وين ... و ضاعت ما بين حربين
عن ناس صفيت قلوبهم ... و شمسن صارت في
و بقيوا يصفوها ... تا صار دمن مي
عن ضيعة معزولة ... و متفقة ع السلام
و قصتها مغزولة ... ع شرايط الألغام
حكايتي و ما فيها ... خيالات صحرا سود
لا هن أقمار ... و لا هن ورود
عيونن كحلها رماد ...
و تا يكبروا الأولاد
حكم عليهن الزمان ... يلبسوا تيابن سود
الإيقاع الراقص مميز و الحركة الراقصة مما يعرف بالرقص الإيقاعى المعبر عن الحالة  فهن يلطمن الخدود ، و لكن بدلاً من ذلك يلطمن الصدور بحيث تعبر عن لطم الخدود للتعبير عن الحال و وجوهن لا تبتسم فالحال حزن جارف و الأجساد تركع و تسجد ربما تتعبد و ربما تقدم التضحية ، نتبع الأحداث فنجد السيدات متجهات إلى المقابر يفصل بين المقابر الطريق مقابر على جهة للمسيحيين و مقابر على الجهة الأخرى للمسلمين لا نعرف مقابر أحدهما من الأخر غير بحركات تفعلها النساء فإحداهن تشير بالصليب و الأخرى ترفع يدها بالدعاء إلى السماء اللون أسود و الشاشة نراها بالأسود و الأبيض كما لو كنا نشاهد فيلم تم تصويره بالأسود و الأبيض و لكننا نرى الورود على القبور لونها "بنفسجى" و هنا نعلم أن التصوير بالألوان و لكن الظهور بالأسود و الأبيض للتعبير عن الحال و الزهور البنفسجية تفيد و تؤكد الحال فاللون البنفسجى قد إُتفق على إنه لون الحزن و الشجن .
نخرج من مشهد المقابر إلى مشهد جديد فنرى اللون الأصفر و ألوان باهتة أخرى دليل على التحول من الموت للحياة فنرى أشخاص على موتوسيكل يحملن "دش" و يوجهوه إلى السماء معهم راديو يبدو انهم يحاولوا إلتقاط إرسال ، و هنا نشعر بأن الضيعة معزولة لإنها لا تلتقط إشارة بسهولة غير من على التل و وسيلة الإتصال الوحيدة لدى "الضيعة" هى موتوسيكل الشاب الذى يحضر عليه كل ما يرغبه أهل "الضيعة" من باقى المدن نجد شاب يتركهم و هو غاضب لتعصب "المختار" بقوله ان هذا مشروع دولى و سماع فرقعة رصاص و يتركهم و هو يسب بعدها يصلوا للإرسال و يأخذوا تلفزيون من عند سيدة مسيحية إنها "إيفون زوجة المختار" و ياخذوا كراسى من الكنيسة بمساعدة "القس" نرى شخص يقوم بطلاء مكان به جميلة هناك نظرات بينهما مما يدل على حب صامت نرى رجل يحضر "عنزة" يبدو انها كانت ضحية الفرقعة التى سمعناها و قد تعددت ضحايا الفرقعات فيبدو أن هناك من يطلق على معيزه الرصاص أو تموت نتيجة ألغام أرضية فى تلك الضيعة المنسية ، معاكسات فى الطريق إلى المناسبة نرى الإحتفالية خاصة بالألفية الجديدة يجلسوا يشاهدوا "التلفزيون" سعداء ، نرى "المختار" يشكر "القس" و "الشيخ" رمز "وحدة الضيعة" ، عنزة "أبو على" مذبوحة حلال هم يعلموا أن الأمر ليس كذلك ، يشكر "إيفون" زوجته التى اعطتهم التلفزيون بكل سعادة الأمر ليس كذلك . الإحتفالية فى مكان مهجور لأن به إرسال ، حين يتم فتح محطة التلفزيون تعبر على مذيعة جميلة فنسمع صفارات الإعجاب فالرغبة لا تعرف حدود و الكل مهذب لكنها الرغبة حتى القس نفسه يصفر فالرغبة لا تعرف فوارق تنتهى السهرة و يمضى كلاً إلى حاله فنرى المتجر و الشراء و البيع و المشاحنات الكلامية بين من تقمن بالشراء حتى تقل لهن البائعة هذا ما تريدوه و هذا دواء اعصاب خدى واحدة و اديها واحدة علشان تهدوا الناحية الأخرى البيع للرجالنرى نفس الشئ و البائع يتقبل الكلام بطريقته الخاصة حتى تحضر مالكة المحل التى تقوم بطلاءه فتسألها النساء إيه أخبار من يقم بالطلاء و هنا نعرف ان الضيعة كلها تعرف بأنه هناك حب سرى بينهما . و نرى هذا فى المشهد التالى من خلال النظرات بينهما حتى إن المشهد يتحول إلى حلم يقظة إنها تغنى له و ترقص معه .
نتابع حياة القرية البسيط فالشاب المسيحى الطيب الذى لا تحب أمه إهماله لملابسه هو المسئول عن إمداد القرية بالبضائع على موتوسيكله البسيط .
أثناء تواجد اهل القرية فى مقهى البطلة نسمع فى الراديو إذاعة تخبر بوجود حوادث ضد الوحدة الوطنية فتنقل البطلة سريعاً إلى الأغانى تنتبه النساء دون الرجال المشغولون ، النساء يخشين أن يكون الرجال قد إنتبهوا فالحدث جد خطير و بعد إنصراف الرجال يقمن بقطع سلك الراديو حتى لا ينقل الأخبار .
تصبح السهرة عند التلفزيون فلا توجد دور عرض سينمائى و لا مسارح فالضيعة حقا منسية و بمجرد ظهور محطة الأخبار تقوم النساء بتعلية صوتهن حتى لا يسمع الرجال أخبار الفتنة الطائفية تقول المذيعة و سمعت صوت قذائف فتعلو صوت النساء كالقذائف حتى لا يسمع الرجال الأخبار و يغطى صوت النساء كما القذائف على صوت التلفزيون لكنها قذائف محبة للسلام و تذهب النساء ليلاً لقطع سلك الإرسال و يحرقن الجرائد .
تحدث افعال بفعل شخصاً ما لكنه غير ظاهر و لا يمكن معرفته فنرى الحدث و ردود الافعال من عاقلين حكماء فنرى :
-        كسر الصليب و يقول القس أن ما يحدث خارج الضيعة إشاعات .
-        المسجد يتم إنتهاكه فيخرج شخص يهاجم المسيحيين و هو يصيح "بيت الله يا كلاب" و يذهب لتحطيم تمثال "السيدة العذراء" .
-        النساء يحملن تمثال السيدة العذراء للصقه .
-        يذهبن للمسجد لتنظيفه . و نرى فى المسجد الشيخ يهدئ المسلمين .
-        يوم القداس الأطفال المسلمين يشاهدون ما يحدث داخل الكنيسه من النافذة و عند خروج المسيحيين يهرب الطفال الأطفال المسيحيين يخرجن من الكنيسة وجوههم مليئة بالدم يجرى رجل من الخارجين خلف الأطفال الذين كانوا ينظرون داخل الكنيسة يظنهم من فعلوا هذا و يمسك طفل يسير على عكازان و يضربه تقل المسيحية العاقلة لأم الطفل التى وبخت الرجل على فعلته هل ستقل لأحدهم على ما حدث لإبنها ترد عليها إنها ليست مجنونة فمن يفعلها سيوقد شرارة الفتنة و هن العاقلات و يتفقن مع "إيفون" (زوجة المختار) لما لها من قدرات خاصة غنها تلقت خطاب من العذراء و النساء يخشين من إنكشاف لعبتهن فيتفقن على إحضار جروب فتيات إستعراض روسيات يقمن بالضيعة ليصرفوا فكر الرجال عن الحرب و فعلاً
بوصول الجميلات الروسيات تتحد الضيعة من أجل خدمتهن و يذهب الرجال للحلاق لقص شعرهم و حلاقة ذقونهم و نرى ثورة البطلة على الرجال بعد مشادة بينهم و تصرخ فيهم
-        "لسه ما إتعلمتوش من اللى حصل فينا" تتشاجر حتى مع من يقم بدهان مقهاها و الذى نشعر بوجود حب خفى بينهما تذهب له مع جارة مسلمة و ضيفة روسية ليستضيفها عنده هى مسيحية و هو مسلم و هى تحبه و هو كذلك .
-        تنهار "أم نسيم" عند موت إبنها و تتشجار مع "السيدة العذراء" و نرى دموع العذراء تنساب تخفى عن أهالى الضيعة موت إبنها "نسيم" تنظف ملابسه و تحاول ممارسة حياتها الطبيعية "عفاف" تأتى لتصالح إبنها على "نسيم" "أم نسيم" تواجه صديقاتها بموت إبنها "عصام" "أخو نسيم" يعرف بموت أخوه فيبحث فى جنون عن البندقية ليقتل أحدا ما تطلق الأم الرصاص على قدم إبنها حتى لا يخرج للقتال فتعود الفتنة للضيعة و ترقص الروسيات على أغنية
- Do You Love me Do you Do you ?
الروسيات سيغادرن فقد أتممن مهمتهن يتفق الشيخ و القس على المغادرة مع الروسيات النساء يعددن مخبوزات بكل أنواع المخدرات من خلال أقراص دواء أو كل ما تصل له أيديهن يبدا الرجال فى الشعور بالنشوة من تأثير المخدرات فتخرج النساء كلها لدفن الأسلحة كلها حتى لا يكون هناك سلاح فى يد الرجال تدق أجراس الكنيسة مع صوت الأذان معلنة فجر يوم جديد .
المختار يجد زوجته تصلى الصلاة الإسلامية و الجدران قد تزينت بآيات القرآن و زوجته ترتدى الحجاب و تتحدث كما لو كان الأمر عادى لقد ابدلن الأماكن المسيحيه تتصرف كالمسلم و المسلمة تتصرف كالمسيحية .
يخرج القس و الشيخ مع الروسيات مودعين القرية نجدهم قد إرتدوا ملابس العامة و تخلصوا من أزياءهم الخاصة .
يتم حمل نعش به "نسيم" و نرى اخوه يتبعهم مربوطة رجله من أثر الرصاصة التى تلاقاها من امه حتى لا يجر الضيعة لويلات الحروب و حين يصلوا للمقابر يسأل الحاملين  :
" و هلاّ لوين"
أين سندفنه فمقابر المسلمين فى ناحية و الناحية الأخرى مقابر المسيحيين فيعودوا به فلا أحد يستطيع الرد فلا يمكن الرد و كشف الستر و تستكمل من تروى الأحداث كلماتها فتقول
حكايتي وحكيتها ... و بعيونكن خبيتها
عن ضيعة وعيت ع السلام ... و الدنيا حواليها بالحرب عم بتنام
عن ضيعة رجالها ناموا ... و علي وجهن ضب
و وعيوا و ماعرفوا ... كيف ما عاد عندن حرب
حكايتي نسوانها بقيوا تيابن سود ... و سلاحهن صلاة وورود
و تا يكبروا الأولاد
حكم عليهن الزمان ... يلاقوا طريق جديد

الفيلم كفيلم "نادين لبكى" الرائع السابق "كراميل" "سكر بنات" إنها تعزف بالسينما تبدع فى لوحة فن تشكيلى بشريط السينما و هى المتخصصة فى السيما النسائية فكما سبق و قدمت لنا نساء "كراميل" نساء المدينة فى الكوافير تقدم لنا نساء الضيعة فى "وهلاّ لوين" نساء لا يمكن سوى ان نقل عنهن نساء ذوات عقلاً راجح و فكر ناضج و قوة شخصية غير عادية فهن من حاربن من أجل ألا تعود الحرب لضيعتهن المسالمة فقد لاقوا من ويلات الحروب الكثير و نرى المخرجة تستخدم الوان فى تأثيرية مذهلة فهى تعنى بكل لون ان تصل بنا للإحساس و قد سيطر اللون البنفسجى و الرمادى على الأحداث ليعطى شعور بالحزن على من قتل و راح بلا سبب غير العصبية و القبلية حركة الكاميرا مناسبة بلا إفتعالات لا ضرورة لها و الموسحتى إختيار الأغانى و إستخدام الأغنية فى حلم اليقظة و رقص البطل مع البطلة التى هى "نادين لبكى" المخرجة .
الفيلم فى مجمله عمل قيم هادف دون إسفاف أو عرى او صريخ بلا داعى بل هو تعبير عن النساء اللاتى يعبرن بعقلهن و يسيرن الأمور كما ينبغى أن تكون فتحية لهن .

تحياتى و إلى اللقاء 
  . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 312 8543







الثلاثاء، 23 أبريل 2019

أمن قومى الحلقة الثامنة وحيد الحداد


أمن قومى
الحلقة الثامنة
وحيد الحداد

خرجت من معسكر الفرقة الخاصة وجدت أ.نهاد يقف أمام بوابة المعسكر ركبت دون أن أقل شئ و هو كذلك لم يتحدث حتى خرجنا من جو المعسكر وجدته يقل لى و قد إبتسم أخيراً :
- إيه الأخبار يا بطل أنا ما رديتش أبتسم و لا أتكلم غير بعد شوية لإنى عارف الفرقة بتبقى صعبة قوى و استعادة شخصية الواحد بتاخدلها وقت لحد ما يتجاوز اللى كان فيه .
- ياه يا "أ.نهاد" ديه فرقة غير بسيطة اللى يطلع منها كأنه عدى حفر موت .
- أمال ايه إنت فاكر إننى حنسيبك فى اللى جاى ببساطة من غير ما نجهزك تمام .
- هو سعادتك مريت بالفرقة ديه أ.نهاد ؟
- طبعاً . كل اللى فى الهيئة و الجهاز مروا بالفرقة ديه .
- الجهاز ؟
- المخابرات العامة يا بطل . اللى إحنا جزء منه .
- أيوه . أنا بأسمع و بأقرى اللى بيعمله الجهاز لكن .....
- ما تستعجلش يا "وحيد" حتعرف كل حاجة فى وقتها . المهم دلوقت إيه اللى حيتم ؟
- حضرتك حتنزلنى فى أى نقطة و انا حابتدى أتحرك ك"حداد يتيم" محتاج شغل و عايز يأكل عيش بالحلال من شغلانته .
- تمام حتنزل فين ؟
- أى مكان قريب من الدرب الأحمر .
- ورينى إيدك .
أريته كف يدى فصفر معجب بما حدث قائلاً لى :
- بجد رائع كف يد الفنان تحولت لكف يد حداد و فيها أثار حريق بسيط .
- الفرقة عملت فىّ أكتر من كده "أ.نهاد" بجد من الواضح إن حضراتكم قلتلهم إحنا حنعمل ايه بالظبط .
- مش بالظبط طبعاً لكن قلنلهاهم عايزين البطل بتاعنا يكون عامل إزاى .
- علشان كده كان أهم حاجة بيركزوا عليها بجانب الفنون القتالية الحدادة و إزاى أتجاوز النيران بسرعة .
- بالظبط "وحيد" المهم إحنا فى نقطة ميتة و ماحدش حوالينا تقدر تنزل . و فعلاً نزلت و بسرعة توجهت إلى حارة الحداد من يخرج من خلاله كل العمليات الإرهابية .
إتمشيت لحد ما وصلت عند محل بيبيع طعمية مقلية فى الزيت و وجدت حول الطعمجى ناس كتير حيشتروا و كنت أنظر للطعمية نظرة جوع شديدة . تنبهت لنظراتى سيدة ترتدى ملابس المنزل تقف فى الطابور لشراء الطعمية و وجدتها تقل للبائع :
- يا عم "مسعد" انبى حطلى خمس طعميات فى قرطاس لوحدهم معاهم حتتيين بدنجان و قرطاس ملح و بربع جنيه عيش .
- عينيا يا ست "ألفت" .
وجدت السيدة تضع هذه الأشياء فى شنطة وحدهم و تأتى لى تقل لى :
- إمسك يا بنى كل و قوت نفسك ربنا ما بينساش حد يا ضنايا .
نظرت لها شاكراً و أمسكت الشنطة فتحتها و بدأت فى تناول الطعام و قد كنت جائع بشدة . و بدأت ألتهم الطعام حتى أتيت عليه كله .
وجدت السيدة لا تزال تقف أمامى و يبدو أنها سيدة مهمة بالمنطقة قالكل يوقرها و يبدو أنها طيبة جدا فيبدو ان ملابسى القديمة و جوعى الواضح جعلنى اصعب عليها بشدة . و عرفت بعد فترة إنها يتيمة و لذلك تحب تعطف على الناس و إن ربنا فتحها عليها من وسع لذلك تحب مساعدة الغلابة :
- إنت شبعت و ألا أجيبلك أكل تانى ؟
- لا يا ستى كتر خيرك بس طالما إنتى ست طيبة قوى كده ما تشوفيلى شغلانة .
- بس كده عينيا إن شاء الله ربنا يرزقك شغلانة كويسة إنت بتعرف تشتغل إيه ؟
- أنا أجدع حداد و إسمى "وحيد الحداد" إسئلى عليا فى الصعيد كلاته كله حيجولك "وحيد الحداد" .
- هههههههههههههههههههه طيب يا "وحيد" إلا قولى إنت امك دعيالك .
- أنا ما عارفش لا امى و لا ابويا أنا على باب الله .
- كلنا على باب الله بس أكيد عندك ام و أب ؟
- أكيد يا ست بس هما فين ما عارفش . بس انت بتقولى أمى دعيالى ليه .
- ابداً لإن المعلم " بربش الحداد" لسه متخانق خناقة شديدة مع صبيه و طرده لإنه لقاه بيعمل شغل من وراه أوعى يا "وحيد" تعمل زيه .
- يا ستى لو الأمانة ليها أسم تبقى "وحيد الحداد" .
- خلاص ليك علي الليلة دى تكون شغال عند المعلم "بربش" . تعالى أقعد هنا و أجلستنى على كرسى بالمقهى و قالت للقهوجى لو المعلم سئل على مين الشاب ده قوله تبعى و لو إحتاج يشرب حاجة هاتله و أنا حأحاسب على كل المشاريب . و إنصرفت الست الطيبة "ألفت" و حضر القهوجى سألنى عما أرغب تناوله و إنصرف و أحضره لى كنت أتابع المنطقة بعين متفحصة دون أن ألتفت برأسى فهكذا كانت التعليمات أن تصبح رأسك كما منظار الغواصة تدور عينك تتبع كل شئ دون أن تحرك رأسك و هذا كان مما تعلمته فى مدرسة الصاعقة .
بعد قليل حضرت الست "ألفت" معها رجل تبدو عليه سمات الطيبة و السماحة و قدمتنا لبعض :
- الأسطى "بربش" أحسن حداد فى بر مصر كله .
- "وحيد" أسطى حداد أد الدنيا و عايز ياكل عيش و هو غلبان زى ما أنت شايف يا أسطى "بربش" و مالهوش فى اللف و الدوران و حيكون صبيك المطيع لإنه عايز يأكل لقمة عيشه بالحلال .
- إنتى تعرفيه منين يا "ست ألفت" ؟
- أنا لقيته قاعد بيبص على الطعمية و يا حبة عينى كان شكله جعان و لما إتكلمت معاه عرفت إنه حداد يتيم و جاى من الصعيد .
- يا خوفى يطلع زى اللى قبله .
هنا تكلمت :
- أنى ما عرفش اللى قبليتى عمل إيه . بس جربنى يا معلم و شوف لو شغلى كويس إقبلنى لو شغلى ما عجبكش إكرشنى .
- المهم الأمانة لإن اللى قبلك إستغل ورشتى فى شغل لحسابه .
- عمى لو الأمانة تنطق تقول "وحيد الحداد"
- ماشى يا عم "وحيد" حنجربك عشان خاطر الست ألفت و حظك النهاردة إتطلب منى شغل كتير يعنى حتبتدى من دلوقت و حأديلك خمستاشر جنيه فى اليوم علشان خاطر "الست ألفت" .
و هنا تكلمت "الست ألفت" قائلة للأسطى "بشبش" :
- يا أسطى خليهم تمنتاشر جنيه .
- حاضر يا ست الكل بس بعد ما أجرب شغله يعنى أول أسبوع خمستاشر الأسبوع اللى بعده تستعاشر يالا ده لو شغله تمام .
- تمام التمام يا أجدع أسطى .
ثم قال الأسطى بربش :
- قولى يا "وحيد" إنت بتنام فين ؟
- لسه يا أسطى ما أعرفش حأبات فين .
- طيب أنا حأخليك تنام الليلة دى فى الورشة لإنها مش مليانة بضاعة و لا شغل لإنى سلمت كل الشغل اللى عندى . لكن لما يكون فيها شغل و بضاعة حنتصرفلك فى مكان تانى .
- رب يبارك فيك يا كبير الأسطوات .
بدأنا التحرك ودعتنا الست "ألفت" بعدما حاسبت على المشاريب و رفضت أن يدفع الحساب الأسطى "بربش" لقد كانت سيدة جدعة محترمة .
ذهبت مع الأسطى "بربش" إلى ورشته و أرانى كل شئ و عرفت أين يتم وضع الأدوات و رصها و الزيت المستخدم حتى لا تصدأ و أين يضع مواد للقضاء على الحشرات حتى لا تتكاثر بالورشة و كل شئ و أشار إلى مكان لأقوم بوضع مرتبة به لأنام فيه . و بدأنا العمل فبعد معرفتى بكل شئ جاء للأسطى " بربش" عمل كثير فنده على :
- وشك حلو يا "أسطى وحيد" و حأخلى يومياتك سبعتاشر جنيه قبل ما أشوف شغلك . و ربنا يرزقنا الخير كله على قدومك يا أصيل .
- متشكرين يا أسطى "بربش" .
و بدأنا الشغل و مع شغل الحدادة وضعت لمساتى الفنية و أنهيت شغل باب فى ثلاثة أيام مع دهان بعض أجزاءه باللون الذهبى الذى لا يصدأ و وضعت أكرة ذهبية و فى نهاية العمل لم يصدق الأسطى "بربش" أننى أنهيته بتلك الحرفية و الشكل الجميل . و عبر عن سعادته بأن احضر لنا غذاء طلبية كبدة مشوية و سلطات و عصير قصب . و بدأت تناول الطعام فى جانب بالورشة حيث جلس الأسطى "بربش" مع ضيوف له خارج الورشة يتحدثون بخصوص عمل جديد و كنت أسمع بوضوح كل ما يقال فكان الكلام عن العمل و صبيه الجديد "وحيد الحداد" و كنت مع تناولى الطعام أستمع بحرص لعلى أسمع شئ يفيد المهمة التى حضرت من أجلها . لكن كان الحديث كله عن شغل الحدادة . فلم أسمع أى شئ بخصوص عمله بالتعاون فى العمليات الإرهابية طوال ستة أسابيع حتى كان الإسبوع السابع .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب فى الحلقة التاسعة . . .
                                 
                                                    محمد أحمد خضر

+2 0122 3128 543

+2 0101 4561 217

+2 0114 9555 927

+2 0155 0417 800