الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

يوسف شاهين 3 هى فوضى؟ 2

يوسف شاهين 3
هى فوضى؟ 2
 
هى فوضى ؟
الشخصية الرئيسية
البطل التراجيدى
"حاتم"
التساؤل و الجواب المريض
"اللى مالوش خير فى حاتم يبقى مالوش خير فى مين ؟
فى مصر ! ! !

هى فوضى ؟



أصدقائى سنكمل حديثنا معاً اليوم عن فيلم "هى فوضى" ، و سنكمل من خلال نفس الشخصية ، و هى شخصية "حاتم" ، ثم نتجول معاً من خلال الشخصيات المختلفة فى الفيلم ثم نختتم بالتكنيك السينمائى فى ذلك الفيلم و لا ننسى أنه أحد أفلام المخرج "يوسف شاهين" .
و لنبدأ معاً فى تناولنا الشخصيات و سنتفق أولاً أن للشخصية فى العمل الدرامى - أياً كان الوسيط – ثلاثة أبعاد ، هذه الأبعاد الثلاثة هى المتحكمة فى تصرفاتها و تعاملها مع الأخرين ، و هى نفس الأبعاد التى نراها فى حياتنا الطبيعية اثناء تعاملنا مع أى شخص ، و هذه الأبعاد هى :
أولاً : البعد المادي(الجسماني) : و هو التكوين الجسمانى و هل به عاهة معينة نتيجة إصابة لها ما يبررها فى السياق الدرامى ، و شكله هل وسيم أو قبيح أو عادى ، و السن و لون الشعر و كل الملامح الجسدية .
ثانياً : البعد الإجتماعي : و هو البيئة التى وجدت فيها الشخصية و علاقتها بالمحيطين و المستوى المادى و الثقافى و التعليمى .
ثالثاً : البعد النفسي : و هنا نحن نتحدث عن أصعب الأبعاد التى يمكن أن نتحدث عنها ،  حيث يصعب الإمساك بذلك البعد فى تكوين الشخصية ، فنجد الشخصية تسير بشكل طبيعى جداً طوال الأحداث حتى يحدث شيئاً ما فتخرج الشخصية ما فى خبايا النفس ، و قد تكون واضحة منذ البداية أن تلك الشخصية شخصية غير سوية على المستوى النفسى .
و عند تناولنا لشخصية "حاتم" فى فيلم (هى فوضى) سنتناول هذه الأبعاد .
أولاً : البعد المادى : هو كأحد أفراد الشرطة يملك جسد قوى ، رياضى لا تشوبه شأبة ، و شكله طبيعى عادى ليس بوسيم و لا بقبيح ، أصلع مثل الكثيرين ، فليس به شئ غير عادى .
ثانياً : البعد الإجتماعى : يتيم ، قام عمه بالإستيلاء على ميراثه ، وهو منعزل تماماً عن المحيطين به ، ويتعامل بعجرفة مع كل من حوله من هو دونه ، يرى نفسه سيد الكون ، و من الواضح جهله الشديد و قد ظهر هذا فى تعامله مع اللوحة الموجود فى غرفة مأمور القسم ، حيث تعامل معها على أنها مجرد مصدر رزق له ، دون أن يعرف قيمتها الفنية أو التاريخية ، أو أى شئ من هذا القبيل ، فهو لا يشغل باله بهذه الإمور التى يراها تافهة ، و من الناحية العلمية من الواضح إنه حصل على شهادة بسيطة ليستطيع ان يكون أمين شرطة ،ثم من حيث المستوى المادى من الواضح أنه لديه رصيد ضخم من المال ، حيث نراه يحصّل مبالغ ضخمة نتيجة خدماته غير القانونية ، و هو يستغل سلطته ، و لكنه لايستطيع تعدى حدود سلطاته و نرى ذلك فى مشهد الصدام بينه و بين وكيل النيابة ، فلو كان شخص أخر لكان هناك صدام عنيف ، كذلك نرى مدى جهله فى إنسياقه خلف الدجل و الشعوذة ، حتى يأخذ فضلات الطيور على إنها مياه جن .

البعد النفسى : و هنا نرى فى تلك الشخصية كمية عقد نفسية غير قليلة ، فهو يريد أن يسيطر على كل شئ حوله ، يريد أن يستولى على أموال الناس ، كما إستولى عمه على ميراثه ، نراه يرغب فى الإرتباط بجارته التى لا تبادله أية مشاعر ، و نرى فى مشهد جميل حين تمدحه السيدة التى حضرت للقسم كيف يتعامل معها حين تقول عنه "وشك سمح" ، و كيف يبتسم إبتسامة طيبة و يناديها "يا إمى" ، ثم يتحول الحمل الوديع لوحش مخيف حين تسأله عن إبنها المعتقل ، و حين يرى أن الفتاة التى يرغب فيها ستذهب لغيره يخرج وحشيته فى شباب الجامعة المعتقلين برغم صدور قرار النيابة بالإفراج عنهم ، و نرى طريقة معاملته للجندى الموجود معه ، والذى جعله معه برغم إن ذلك الأمر غير مخصص لأمين الشرطة ، و كيف أذله أمام الفتاة المعجبة به ، فقط ليعطى نفسه قدر غير قدره ، و لأنه لا ينال فتاته فلماذا ينال من يراه دونه فى المستوى فتاته ، و علاقته بالعاهرة فى الحجز ، و مساعدته لها فى الخروج لتجعله جميل الشكل ، و كيف إرتدى شعر مستعار و ملابس لا تناسبه ليبدو فى شكل شاب على الموضة ، ثم نرى ماذا فعله لعمل صورة عارية بالحجم الطبيعى لجارته لتصور له أوهامه وجودها معه ، ثم كيف أطلق الرصاص على عينيها فى الصورة ثم كيف وصل الأمر لمداه حين قام بإغتصابها .
كل هذا و حتى نهايته (نهاية البطل التراجيدى) كان نتيجة طبيعية لكل الأبعاد المكونة لشخصيته .
أما باقى الشخصيات فهى فى حالة مصالحة مع الذات ترضى بواقعها و ترغب فى تحسينه .
-"الست الناظرة" : تعيش فى حالة مصالحة مع الذات لا يكدرها سوى رغبتها أن يترك إبنها تلك الفتاة "سيلفى" ، التى تراها لا تصلح له على الإطلاق ، وهى تعيش على ظلال الماضى فى حب الزوج الراحل ، و كرست حياتها لتربية إبنها ، و ترغب فى أن يرتبط إبنها بأبلة "نور" التى تراها إمتداداً لها ، كما ترى إبنها إمتداداً لزوجها ، و هم يعيشون فى مستوى إجتماعى فوق المتوسط ، حيث نرى إبنها يركب سيارة شيروكى ، بما لا يتناسب مع دخل وكيل نيابة ، فمن الواضح إعتمادهم على دخل أخر .
- "ام نور" : نراها مثال للسيدة محدودة الدخل تعيش فى منزل بسيط فى حى أصبح شعبى ، نرى علاقتها الطيبة بكل من حولها و حرصها على إبنتها ، و تواجه بشراسة "حاتم" و تهدده إلا إنها تتراجع لعلمها أنه يستطيع فعل أشياء سيئة لإبنتها و لها .
 -"شريف" و كيل النيابة : نراه مأخوذ بتلك الفتاة"سيلفى" التى ملكت عليه نفسه ، و هو يرغب فى الطفل الذى حملته منه و لا يأبه لأمه لإنه يرأها تنظر له على إنه أبيه ، و لا يهتم بالأبلة "نور" التى تعشقه حقاً ، و هى تلمح لذلك دون مصارحة .
- أبلة "نور" : ربما يكون للإسم مغزى و هى النور الذى كشف عن شخصية الفاسد "حاتم" ، و بالتالى كشف عن كل الفساد المحيط به ، و نراها فى مصالحة تامة مع الذات معتدة بنفسها واثقة ، حتى نراها تتحدث عن إنها كيف تعطى التلاميذ فى المدرسة دراسة هى لم تدرسها فى كليتها بشكل كافى ، و نراها فى مواجهتها للفاسد"حاتم" قوية و لا تخشاه و تكشف حقيقته أمام نفسه، و هى تعشق "شريف" ، و هى و أمها تمثلان الطبقة المتوسطة كما ينبغى لها أن تكون .
و قد مر الفيلم بسرعة على شخصية الفاسد السياسى "أبو سيلفى" لنرى أن كلما كان هناك فساد أصغر فهناك فساد اكبر ممثل فى الأب .
الفيلم من الناحية التكنيكية لا يمكن الخوض فيه إلا بتناول تفاصيله كدر كدر لأنه من أفلام المخرج يوسف شاهين ، و لن أتحدث سوى عن شئ واحد اصابنى بالإحباط ، و هو إستخدام (الباك بروجيكشن) "شاشة العرض الخلفى" ، و هى ما يتم إستخدامه لتجنب التصوير الخارجى و تكاليفه الإنتاجية الباهظة و صعوباته ، و كذلك تجنب المتاعب المصاحبة للتصوير الخارجى ، و تلك العملية تكون بتصوير المكان المراد ظهور الأبطال فيه مسبقاً ثم يتم فصل الخلفية فى الإستديو ، و يتم وضع الفنانين سواء فى سيارة أو فى مركب او طائرة بأى شكل من الأشكال ، و يتم تحريك الوسيلة الموجودين فيها سواء سيارة أو أى شئ أخر بشكل يعطى الإيهام بالحركة ، و يتم تشغيل مروحة ضخمة مخصصة لذلك التصوير لتجعل هناك تيار هواء على وجه الفنانين ، و يتم فصل الخلفية بحيث لا يشعر المشاهد بوجود إختلاف بين "الباك جراوند" و "الفور جراوند" .
و لكن ما حدث فى الفيلم للأسف كان فصل بشكل بدائى لا يتناسب مع إمكانيات مخرج بحجم "يوسف شاهين" ، و لا إنتاج من إنتاج عدة شركات هى الشركات المنتجة للفيلم ، و سنرى نفس العيب يتكرر مع الفنان "خالد يوسف" فى  فيلم "حين ميسرة" ، حين سنعرض له . وبرغم ذلك لا يسعنا سوى أن نقول أن ذلك الفيلم كان على المستوى العالى فكرياً كأفلام "يوسف شاهين" كلها ، أتمنى أن تشاهدوا الفيلم . و سيكون لقاءنا القادم مع الفنان "خالد يوسف" و فيلم "حين ميسرة" أول أفلام المخرج"خالد يوسف" المثيرة للجدل فقد سبق الفيلم أفلام أخرى مثل :
- خيانة مشروعة   (2006)
- إنت عمري        (2005)
- ويجا                (2005)
- العاصفة            (2001)
و لكن لم يثير أياً من تلك الأفلام الجدل مثلما أثاره فيلمه"حين ميسرة"(2007) ، و لذلك سيكون لقاءنا الأول مع المخرج"خالد يوسف" مع فيلمه "حين ميسرة" .


محمد أحمد خضر
+20123128543






الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

يوسف شاهين 2 هى فوضى؟1


يوسف شاهين 2
هى فوضى؟1







أصدقائى
صباحكم سكر .
كنا قد إتفقنا فى اللقاء الماضى على أن نتابع أعمال الفنان المخرج "يوسف شاهين" ، و إتفقنا أن نبدأ مع أخر أفلامه فيلم "هى فوضى؟" ، والذى إشترك معه فى إخراجه الفنان المخرج "خالد يوسف" ، و الذى سيكون ثانى مخرج نتناول أعماله و رؤيته الفنية فى أفلامه السينمائية و هو تلميذ الفنان المخرج "يوسف شاهين" ، و ذلك بعد إنتهاءنا من أعمال المخرج "يوسف شاهين" .
لماذا "هى فوضى؟" ؟
إختيارى للفيلم لنتحدث عنه سوياً بسبب أن السينما كما إتفقنا تقدم لنا الواقع - حسب ما يراه فنان الفيلم وهو المخرج – و فيلم "هى فوضى؟" كما نرى من إسمه تساؤل هى فوضى يا جماعة ؟ ، بمعنى أن المخرج يطرح تساؤل يجيب عنه الفيلم من خلال أحداثه ليقول لنا أيوه هى فوضى ، و لأن أخر أفلام الفنان المخرج "يوسف شاهين" ، أقربها لواقعنا الحالى ، هو ما جعلنى أختار أن أبدء بأخر فيلم فى قائمة أفلام الفنان "يوسف شاهين" و هو فيلم "هى فوضى؟" ، و الذى إشترك فى إخراجه معه الفنان المخرج "خالد يوسف" الذى إستمد فنه من موهبة الأستاذ "يوسف شاهين" و سيكون لقاءنا بعد فيلم "هى فوضى؟" مع أفلام المخرج "خالد يوسف" لنفرد لها رؤية خاصة لأنها تمت مهاجمتها و قالوا عنها أنها غير واقعية , و لنترك ذلك لحينه و الآن نبدا مع الفيلم .
هى فوضى؟
إخراج يوسف شاهين – خالد يوسف .
قصة و سيناريو و حوار : ناصر عبد الرحمن .
مدير التصوير : د. رمسيس مرزوق .
المونتاج : غادة عز الدين .
مهندس المناظر : حامد حمدان .
م . الصوت : مصطفى على .
الموسيقى : ياسر عبد الرحمن .
الأدوار :
حاتم (خالد صالح)
أبلة نور (منة شلبى)
وكيل النيابة شريف (يوسف الشريف)
الناظرة (هالة صدقى)
بهية أم نور(هالة فاخر)
 ضابط المباحث(عمرو عبد الجليل)
المأمور(أحمد فؤاد سليم)
يطرح المخرج الفنان"يوسف شاهين" تساؤل هى فوضى يا جماعة ؟ ، يعنى كل واحد يعمل ما بداله ، دون إحترام قانون أو عرف أو تقاليد ، يبدا الفيلم بمظاهرة يطارد فيها ضابط مباحث قسم شبرا (عمرو عبد الجليل) المتظاهرين ، و قد تم إختيار شبرا لأن بها أعلى كثافة سكانية من الطبقة الوسطى ، و عند وصول من تم القبض عليه من المتظاهرين القسم يبدا الترحيب بهم بالضرب و الإذلال ، و هنا نرى الفيلم يقدم لنا "حاتم"(خالد صالح) أمين الشرطة بالقسم ، يقدمه لنا فى صورة شخص ربما تكون وظيفته لا تسمح له بذلك النفوذ القوى و لكنه مجرد رمز لما هو أكبر بكثير ، و هى صورة واقعية لما أصبح عليه الحال ، فنراه يتحرك من منطلق أنه يستطيع فعل كل شئ حتى أنه يقول لمن يطلب منه خدمه إذهب للأمين فلان و قوله "حاتم باشا" بعتنى ليك ، فهو يرى نفسه "باشا" ، نراه يفعل ذلك و هو يلتهم تل من ساندوتشات الحواوشى ، و هو جالس يجمع حصيلة خدماته المتعددة و التى لا تنتهى ، و يجمع فى مقابلها كم من المال يشبه فى إرتفاعه حجم ما أكله ، و نرى فى ذلك المشهد صاحب المطعم يطلب منه أن يعطيه جزء من ثمن ما يأكله يومياً ، و فعلاً فى مشهد لطيف نجده يخرج له إحدى الأوراق المالية من فئة الخمسين جنيهاً ، و يهم المعلم بأخذها منه ، و لكنه يقل له فى جملة مهذبة بأن يمر عليه فى القسم لإنه لديه شكوى مقدمة ضده ، و هنا يرتجف المعلم فيأخذ منه "حاتم" أكثر مما أعطاه له بكثير ، ثم يردد الكلمة الشهيرة له "اللى مالوش خير فى حاتم مالوش خير فى مين ؟ و يرد عليه المعلم مالوش خير فى مصر" ، و هى جملة تدل على مدى الفساد الذى وصل له المجتمع و الخوف و الجبن ، و نرى الجندى الذى يقف خلفه دائماً كالخادم الذليل و هو رمز للمجتمع الخانع الخاضع ، ثم نرى الشخصيات الأخرى ، التى تقاوم الفساد بقوة مثل الناظرة(هالة صدقى) و إبنها "شريف وكيل النيابة" (يوسف الشريف) والذى يحاول ضابط المباحث إقناعه بعدم الإفراج عن المتظاهرين ، و يرفض لعدم وجود سبب لإبقاهم فى الحجز ، إلا أنه عند وصول الضابط للقسم يقابل "حاتم" الذى يؤكد له إن قرار النيابة يتم تنفيذه من خلال القسم ، و لن يتم تنفيذه طالما ضابط المباحث لا يرغب فى ذلك ، و نرى أن المامور(أحمد فؤاد سليم) لا يحب ضابط المباحث (عمرو عبد الجليل) و ضابط المباحث يكره المأمور ، فى رمز للتفسخ الذى أصاب المجتمع لذا يصل للأعلى دائماً من لا يستحق وهو "حاتم" على أكتاف هذا و ذاك ، ثم نرى رغبته المكبوتة فى المدرسة "نور" (منة شلبى) التى يرغب فيها بشدة منذ كانت طفلة ، و حين تبدأ بوادر إرتباط بينها و بين إبن الناظرة وكيل النيابة ينفجر " حاتم" حتى يكاد يضربه ، و لا يتوقف إلا حين تعلمه "نور" بأنه "وكيل نيابة" ، و هذا أسوأ لأنه لم يتوقف إلا بسبب خوفه من السلطة ، ثم نرى جهله المتأصل فيه حيث إتفق مع احد اللصوص المتخصصين فى السرقات الفنية على سرقة لوحة أثرية معلقة على حائط غرفة المأمور ، ونظراً لجهله يقوم بتمزيقها لإخراجها من التابلوه حيث لا يستطيع إخراجها من القسم بالتابلوه دون جذب الأنظار ، ثم ينتقل بنا الفيلم فى أحداثه عن قيام "حاتم" بإخراج إحدى بائعات الهوى من الحجز ، لتساعده ليصبح وسيم الشكل و هو ما يعبرعن مرضه النفسى ، و لعجزه عن الوصول ل "نور" يقوم بإختطافها و إغتصابها ، بعدما ذهب للشيخ ليعمل له حجاب محبة ، فأقنعه أن يتمايل مع أهالى الصوفية ، و هو لا يفهم ما يفعله ثم ذهب للقسيس ليعمل له حجاب محبة ، و حينما نبهه القس بأنه يجب عليه خفض صوته لإنه فى كنيسة قال له ما فيش إحتفالات دينية فى الشارع السنة دى لنرى مدى فساده ، يحاول "شريف" و "نور" الوصول للمراكبى الذى ساعد "حاتم" فى إختطاف "نور" و من ثم إغتصابها ، وعند الوصول له تتحرك النفوس المكممة ، فيتحدث عامل الشاى البسيط الذى يعمل فى القسم من أيام كان القسم قصر لأحد إمراء العائلة المالكة ، و يخبر"شريف" و "نور" عن الزنزانة السرية التى تم وضع المراكبى و المتظاهرين فيها ، و تقول الأم ما حدث لإبنتها من إغتصاب للجيران و تتحرك الأم التى تم إحتجاز إبنها فى المظاهرة و يخطب شيخ المسجد ، و قس الكنيسة ، لتخرج الجموع الغاضبة متجهة للقسم تطالب ب"حاتم" الذى يهرب منهم و من بين المطاردين له يكون العسكرى الذى أذله أمام من يحبها ، و ينتهى الفيلم بمقتله ، وهى نهاية البطل التراجيدى ، و كان الفيلم لا يخلو من السخرية اللاذعة حين قام "حاتم" بالذهاب مع العسكرى إلى أمه و جدته ، لعمل سحر للمحبة فيعطوه زجاجة بها فضلات الطيور. كذلك صّور الفيلم حالة "حاتم" النفسية نتيجة للظلم الذى وقع عليه من عمه بعد وفاة أبيه ، فهو يفعل هذا من منطلق رغبته أن يكون الأقوى دائماً ، حيث ينبهنا الفيلم أنه مهما كانت الظروف لا يحق لأحد أن يفعل ما يؤذى به الأخرين .
فاز الفيلم بجائزة إنتاج أحسن فيلم مصرى يناقش قضايا الفساد عام 2007 -2008 ، فى مسابقة أجراها البرنامج العربى لحقوق الإنسان , و كنت أحد اعضاء لجنة التحكيم ، و قد أجمعت اللجنة على فوز ذلك الفيلم  ، و الفيلم به موضوعات كثيرة سنتحدث عنها بالتفصيل على مهل المرات القادمة حيث سنتناوله جزء جزء , شخصية شخصية ، كدر كدر ، حيث أنه يستحق ، لأنه اخر اعمال الفنان المخرج "يوسف شاهين" ، وأول أعمال الفنان المخرج "خالد يوسف" .

محمد أحمد خضر
+20123128543


الاثنين، 13 ديسمبر 2010

يوسف شاهين 1


 يوسف شاهين 1






أصدقائى صباحكم سكر
سنبدأ معاً من اليوم حديث عن الفنانين الذين آثروا السينما المصرية ، كلاً فى مجاله من : المنتجين ، المخرجين ، مديرى التصوير ، مهندسى الديكور و الممثلين ، . . . . . .  و كل التخصصات السينمائية  المختلفة .
و سنبدأ معاً مع الفنان الراحل المخرج "يوسف شاهين" .
جيث سنتناول سيرته الذاتية ، أعماله الفنية ، ثم سنتناول كل عمل من أعماله بالشرح و إسمحوا لى أن أطلق على ذلك الفنان الرائع "رجل لكل العصور" .
رجل لكل العصور "المخرج يوسف شاهين"
ولد الفنان المخرج "يوسف شاهين" لأسرة من الطبقة الوسطى ، في 25 يناير 1926 في مدينة الأسكندرية لأم من إصول يونانية وأب من إصول لبنانية  ، وكانت أسرته تتحدث عدة لغات مما أتاح له التعرف على عدة ثقافات شأنه شأن من عاش فى تلك المدينة العظيمة "الأسكندرية" فى تلك الفترة ، و التى كانت "متروبوليتان" فى فترة كبيرة من فترات التاريخ  ، وكانت دراسته بمدارس خاصة منها "فيكتوريا كولدج" (كلية فيكتوريا) ، والتي تخرج منها الفنان "رشدى أباظة" و الفنان "أحمد رمزى" و "الملك حسين" ملك المملكة الأردنية الهاشمية الراحل ، و هى مدرسة ذات طبيعة خاصة - شرفت بأن زرتها أثناء تصويرى قصة حياة الفنان الراحل "رشدى أباظة"- حيث تجد بالمدرسة الثقافة و النظام الإنجليزى العريق فى التعليم .
و حصل مخرجنا منها على الشهادة الثانوية ، و بعد إتمام دراسته في "جامعة الإسكندرية" ، إنتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في :
معهد پاسادينا المسرحي Pasadena Play House)) حيث درس فنون المسرح .
و كان حلم حياة الفنان "يوسف شاهين" الذى ظل يراوده طوال حياته هو أداء دور "هاملت" و سنعرض لهذا فى حينه ، و بعد عودته إلى مصر ، ساعده المصور السينمائي (ألفيزى أورفانيللى) فى العمل فى السينما ، و قدم أول أعماله السينمائية فيلم (بابا أمين)عام  1950، ثم شارك فيلمه (إبن النيل) عام 1951 في "مهرجان أفلام كان" ، ثم حصل على جائزة "الدب الفضي" في "برلين" عن فيلمه إسكندرية ليه؟ (1978) ، وهو الفيلم الأول من الرباعية التى تروي قصة حياته الشخصية ، و الأفلام الثلاثة الأخرى هي :
- حدوتة مصرية (1982) .
- إسكندرية كمان وكمان (1990) .
- إسكندرية - نيويورك(2004) .
- و "حدوتة مصرية" له معى قصة شخصية حيث تناولته بالمقارنة مع "كل هذا الجاز"  (All That Jazz)للمخرج الأمريكى "بوب فوس" و ذلك أثناء دراستى للسينما عام 1990 فى "المعهد العالى للسينما" - و سنتناول هذا الموضوع فى وقته عند عرضنا لفيلمه "حدوتة مصرية" .
و هذه قائمة بأعمال الفنان يوسف شاهين :
- بابا أمين (1950) .
- إبن النيل (1951) .
- المهرج الكبير (1952) .
- سيدة القطار (1952) .
- نساء بلا رجال (1953) .
- صراع في الوادي (1954) .
- شيطان الصحراء (1954) .
- صراع في الميناء (1956) .
- ودعت حبك (1957) .
- إنت حبيبي (1957) .
- جميلة بوحيرد (1958) .
- باب الحديد (1958) .
- حب إلى الأبد (1959) .
- بين يديك (1960) .
- رجل في حياتي (1961) .
- نداء العشاق (1961) .
- الناصر صلاح الدين (1963) .
- فجر يوم جديد (1964) .
- بياع الخواتم (1965) .
- رمال من ذهب (1966) .
- الناس والنيل (1968) .
- الأرض (1969) .
- الاختيار (1970) .
- العصفور (1972) .
- عودة الابن الضال (1976) .
- إسكندرية... ليه؟ (1978) .
- حدوتة مصرية (1982) .
- وداعاً بونابارت (1985) .
- اليوم السادس (1986) .
- إسكندرية كمان وكمان (1990) .
- المهاجر (1994) .
- المصير (1997) .
- الآخر (1999) .
- سكوت حنصور (2001) .
- إسكندرية - نيويورك (2004) .
- هي فوضى (2007) مع المخرج خالد يوسف .
كذلك أخرج أخرج "يوسف شاهين" ستة أفلام قصيرة هي:
- عيد الميرون (1967) .
- سلوى (1972) .
- الإنطلاق (1974) .
- القاهرة منورة بأهلها (1991) .
- 11/9/2001 (2002) .
- لكل سينماه (2007) .
و قد أثار فيلمه (القاهرة منورة بأهلها) الكثير عند عرضه ، و سنعرض له فى وقته ، و سيكون لقاءنا التالى مع عرض تحليلى لأخر أفلام مخرجنا و هو فيلم (هى فوضى) ، و الذى أراه رؤية متميزة لمخرج متميز يتوغل داخل النفس البشرية بمنتهى النعومة و سنعرض لكل ذلك .
فإلى اللقاء مع أول أفلامنا فى سلسلة أفلام "يوسف شاهين" و الذى هو أخر أفلام المخرج المبدع "يوسف شاهين" .

فيلم "هى فوضى ؟"
محمد أحمد خضر
+20123128543


السبت، 11 ديسمبر 2010

صور مهرجان القاهرة السينمائى 34 لعام 2010

صور مهرجان القاهرة السينمائى 34 لعام 2010













Your Ad Here

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

غرام فى المستشفى




غرام فى المستشفى



إستيقظت فى الساعة السادسة صباحاً بمجرد خروجى من تأثير المخدر القوى الذى تلقيته بالأمس ، كان نوع قوى مؤثر بشدة ، حيث إضطررت لتعاطيه لمّا لم تفلح الأنواع الأخرى .
و برغم إننى أكره تلك الأدوية كلها ، و المخدرة على وجه الخصوص ، إلا إننى أُجبرت على أخذه ، و لم يكن باليد حيلة ، فقد كانت صرخاتى ترّج المستشفى ، كانت جراحة شديدة بعظام الكاحل الأيمن تم إجراءها لى ، بعدما أضطررت لها ، حيث تم أستخراج مسامير كانت تثبت الكاحل و بقيت فى جسدى لمدة ثمانى سنوات نتيجة إحدى حوادثى .
قمت لإشاهد شروق الشمس على الحديقة الخاصة بالمستشفى ، و الحديقة التى تقع خارج المستشفى ، جاء الإفطار ، فطرت و كان من يحضروا الإفطار أشخاص فى منتهى اللطف ، و معهم الممرضة الجميلة التى قالت لى :
- على فكرة أنا غيرت ورديتى عشان أبقى معاك بالليل .
إبتسمت لها وأنا مندهش مما قالته ، و وجدتها تغمز لى و تقولى :
- أنا ماشية دلوقتى و أشوفك بكرة بالليل ،على فكرة ممنوع تستحمى ، عشان الجبسونة اللى على رجلك ، بس لما أجيلك لو حبيت أحميك ممكن  ، أنا أعرف إزاى أحميك من غير ما تأثر المياه عليك .
و ضحكت  ضحكة لطيفة .
وجدت نفسى أرفع حاجبىّ فى دهشة و تتسع حدقتىّ عينى ، و أنا سعيد طبعا مما أسمعه ، سعيد لإننى المفروض فى أجازة من العمل بمعنى :
أقدر أصحى فى الوقت اللى أنا عايزه ، أنام فى الوقت اللى أنا عايزه ، أقرأ ، أتفرج على التلفزيون و الدش ، وأصيع . بس فى حدود غرفتى بالمستشفى ، و كده الصياعة جت لحد عندى نظرت لنفسى فى المرأة و إبتسمت ، و قلت لنفسى :
- إيه الهنا اللى أنا فيه ده ، يومين فى المستشفى و يحصل ده ، كنت مبسوط جداً مما يحدث ، و قلت لنفسى دى باين عليها أجازة سعيدة جدا ، و لم أتخيل ما سيحدث لى فيما بعد .
فقد قررت بعد الأفطار و بعد أن طلبت فنجان قهوة زيادة أن أستمتع بسيجارتى اللذيذة (كنت أدخن وقتها) ، أخرجت علبة سجائرى و بدأت فى إشعال سيجارة ، و أنا واقف خارج الغرفة فى البلكونة  ، و أنا أستمتع بتلك الأجواء الساحرة ، وجدت صوت ناعم لطيف يقول لى بهدوء :
- إنت بتعمل أيه ؟
و إلتفت لأرى مصدر الصوت ، الله على ما رأيت كانت سيدة تشعر معها أنك تقف أمام إحدى أميرات الأسرة العلوية ، من الشعر الطويل الأصفر الملتف بشكل جذاب  ، إلى بشرتها البيضاء إلى عينيها الزرقاء . كأنما هبطت إحدى ربات الشعر و الجمال عند الأغريق "الموزييه" فى غرفتى .
قلتلها بمنتهى الهدوء و أنا مستمتع بالنظر إلى ذلك الجمال المذهل :
- بأشرب سيجارة .
- لا يا حبيبى ، ده ممنوع ، التدخين فى المستشفى ممنوع ، و الأهم علشان صحتك ، و ألا عشان عندك طفاية حلوة و أشارت للطفاية التى أحضرها لى أحد الأصدقاء ، و كانت على شكل سيارة موديل قديم مما نطلق عليه أسم "أوتوموبيل" ، ثم قالت لى :
- إنت مش لسة إمبارح بالليل خارج من أوضة العمليات ، و صريخك كان بيرج المستشفى .
و قفت فى صمت حيث شعرت بالإحراج .
ثم قلتلها : أصل العملية كانت .
- عارفة يا حبيبى كانت فى العضم ، و ديه أصعب عمليات .
كنت فى حالة إستمتاع و دهشة ، كنت مستمتع لأنها قالت لى يا حبيبى ، و مندهش لإنها تعرف عمليتى ، وهنا قلت لها مبتسماً :
- حضرتك عرفتى عمليتى إزاى ؟
- أصلى سألت ، لإن صرخاتك كانت مؤلمة جداً .
- أكيد مش أنا ، أنا ما بصرخش .
- أوكيه ،يبقى حد تانى . قالت هذا و إبتسمت .
شعرت بالسعادة بشدة بكلماتها فهى سيدة تعرف متى لا تجادل و تريح من أمامها ، وبدأنا بالتعارف قالتلى :
- أنا "أميرة" .
- أكيد لازم تكونى "أميرة" .
- ده إسمى . قالتها و زادت إبتسامتها التى أشرقت لها كل الأجواء .
- إسم على مسمى فعلا ، لما شفت حضرتك قلت إنك أميرة علوية ، فضحكت ، و أردفت قائلاً لها :
- و أنا .....
- إسمك . . . . . .
- خريج . . . . . . 
- بشتغل . . . . . .
- ساكن فى . . . . . . . .عنوانكم . . . . . . . .
نظرت إليها مندهشاً متسائلاً بينى و بين نفسى :
- كيف عرفت كل هذا ؟
و هنا دخلت أمى و قالت لى :
- صباح الخير يا حبيبي ، عامل إيه دلوقت ؟ إنت إتعرفت على "مدام أميرة"؟
و وجدتهما  يقبلاّ بعض ، و هنا عرفت من هو مصدر المعلومات التى لدى السيدة الجميلة .
- عامل إيه النهاردة ؟ ، طيب طالما "أميرة هانم" معاك أنا مطمنة عليك أسيبك معاها ، و أنا وصيت عليك "سماح" ممرضة الدور حتى حتغير نبطشيتها عشان تقعد معاك .
و هنا ، فهمت ما حدث من الممرضة .
فجأة ، تحولت كل أحلامى الرائعة إلى كوابيس ، فقد أصبحت مراقب : ممنوع التدخين ، و بالتأكيد لو حضرت صديقة لن تأخذ راحتها بسبب الست الممرضة ، و كذلك أصدقائى لن نستطيع السهر براحتنا .
ههههههههههههههههههههههه.
لا ، لسة . . . . . 
اللى جاى أجمل  . . . . . . .
كانت المستشفى بجوار مطار ألماظة الحربى ، و كان لى أصدقاء فى المطار برتب مختلفة ، كنا أصدقاء من زمان .
المهم حضر لى "حسين" و معه "محمود" كان "حسين" الأقرب لى ، أما "محمود" فقد تعرفت عليه من خلال "حسين" ، و كان شخصية لطيفة و له قصة غريبة مع الفيميلز ، مثلى .
المهم بعد الضيافة و الذى منه ، قال لى "محمود" :
- ديه عمتى معاك هنا .
-   معايا فين ؟
-  فى المستشفى .
طيب ، تعالى نروح نزورها .
- ما أحنا عدينا عليها ما هى فى السويت اللى جنبك .
- مين؟ قلتها و أنا أكاد اصرخ .
- مدام "أميرة" .
و هنا ضحكت ضحكة عالية و قلتله :
-عمتك مدام "أميرة" الست الحلوة اللى فى السويت اللى جنبى ؟
- أيوه هى ، و قالت إنها إتعرفت عليك .
- أيوه ، حصل . "محمود" تسمحلى أطلب منك إيد عمتك .
و هنا ضحكنا كلنا ، و حضرت الممرضة الجميلة التى كنت أظن ستكون معها المغامرات الليلية و التى تحولت إلى مراقبات دورية .
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
و لكن هذه قصة أخرى .
مساءكم سكر
مع تحياتى
محمد أحمد خضر




+20123128543