الخميس، 10 مارس 2011

إبتسامتها الطيبة الحلقة الثانية


إبتسامتها الطيبة
الحلقة الثانية


إبتسامتها الطيبة
الحلقة الثانية

قاطعتنى قائلة فى نوع من الإستغراب :
-       إيه حكاية أحمد رمزى فى جعلونى مجرما ، أحمد رمزى ماكنش فى جعلونى مجرما .
-       ضحكت بشدة و قلتلها : عارف طبعا ، شوفى "بيبى" إنتى عارفة إن دراستى كانت سينما و إنى بأعشق السينما من و أنا طفل و ساعدنى على كده عمل بابا اللى سهل لى متابعة كل أفلام السينما ، المهم ديه تركيبة نفسية فنية إخترعتها أحمد رمزى كان فتى الشاشة اللى دايما و بيضحك على كل بنت أموره إنه حيتجوزها و يقولها تعالى أعرفك على ماما
و فى البيت يسلبها أعز ما تملك . صح؟
-       صح .
-       جعلونى مجرما ، فريد شوقى كان إنسان عادى لكن كل الظروف المحيطة سهلت له إنه يتحول لمجرم . صح ؟
-       صح .
-       فأنا قلت ظروف البيت الفاضى و بنوتة جميلة  مثيرة و شاب فى حالة إثارة كل ده ساعد على تحويل الشاب الوديع لذئب بشرى و عشان كده قلت احمد رمزى فى فيلم جعلونى مجرما لأنه بقى مجرم لإنه بمجرد ما حصل اللى حصل بيخرج يقفل زراير القميص و هو فى حالة ذهول من اللى عمله و تخرج البنت وراه تزعق مجرم مجرم ، بس هى ديه الفكرة .
وجدتها تنظر لى كما لو كانت تفكر و تقل لى :
-       يخرب عقلك ده إنت حكاية .
-       طيب ممكن تقوليلى أنا سبب اللى أنتى فيه ده ليه ؟
-       شوف يا حبيبى .
كانت المرة الأولى التى تقول لى "حبيبى" و لم أعقب لأننى كنت أرغب بشدة فى أخراجها من حالتها النفسية السيئة .
-       تعرف إنك الوحيد اللى بيفتح باب العربية للأنثى اللى معاه و مش بس للبنوتة الأمورة ، لا ده إنت كمان بتفتحه لتيتة و لماما لما بتوصلهم أى مكان و كمان حضرتك بتتأكد إن الفستان أو السكارف أو العباية أو أى شئ من أشياء الأنثى دخل السيارة ، تعرف كام واحد دلوقت بيعمل كده مع الفيميلز .
-       شوفى بيبى .
و هنا قاطعنى النادل حيث حضر ليأخذ أوردر الطلبات فطلبت هى لنا كابوتشينو كراميل لإنها تحبه بشدة و برغم إحتياجى الشديد لفنجان قهوة تركى لأتغلب به على حاجتى الشديدة للنوم ، إلا إننى كنت لا أريد ان أشعرها فى تلك اللحظات إننا قد نختلف حتى لو كان الأمر مجرد مشروب لأننى أعرف طبيعتها منذ صغرها ، بعد إنصراف الويتر قلت لها :
-       حبيبى اللى بأعمله ده الشئ الطبيعى اللى المفروض الرجل يعمله مع الأنثى أيا كانت من هى أمه أخته حبيبته زوجته عشيقته أيا كانت العلاقة بينهما فاكرة و إحنا ماشيين بنشوف كام ديل فستان خارج من باب العربية ، بنشوف كام باب عربية مش مقفول صح ، ده أمان لينا إحنا الإتنين ، بالمنطق حبيبتى تخيلى الباب مش مقفول بشكل سليم ممكن يحصل حاجة مزعجة مثلاً ينفتح فجأة أثناء سير العربية ، لو ديل الفستان خارج منه جزء و إحنا رايحين حفلة تخيلى حالتك حتبقى إيه و بعض النمامين حيقعدوا يتكلموا ، و إنتى بعد الوقت اللى قضتيه عند الكوافير و المبلغ اللى دفعتيه حتبقى متضايقة و اللى يهمنى هنا هو حالتك النفسية كل ده جزء بسيط من أسباب اللى تخللى إن من الإتيكيت فتح الراجل لباب العربية للأنثى و أنا ماليش علاقة إن أغلب الرجالة دلوقت ما بيعملش كده إنتى بتكونى مبسوطة و أنا بأعمل كده و أنا عارف و متأكد من ده
و بأكون أنا كمان مبسوط جداً لإنى خليتك تنبسطى لإن العلاقة بينى و بينك أو بينى و بين أى أنثى هى علاقة إشتراك فى السعادة بنخرج عشان ننبسط مع بعض و أفتكر حضرتك فاكرة حكايتى مع رانيا اللى كانت لازم يومياً تتخانق معايا بدون سبب و إنتى قلتيلى سيبها لكنى فضلت معاها فترة أكبر من قدرة إحتمال الأنسان العادى لإن ظروفها النفسية كانت بتخليها صعبانة علّى ، من تعدد علاقاتها السابقة و اللى خلاها يتم إستغلالها أسوأ إستغلال لكن لما تعدى الأمر إحتمالى بسبب شئ لا يمكن أنى أذكره لإن فيه أساءة شديدة ليها سيبتها لإننا بنكون مع بعض لإسعاد بعض مش لإتعاس بعض و التنكيد على بعض بدون أسباب أما بالنسبة لموضوع طريقة التعامل اللطيفة ديه أنا أتربيت كده و ده إسلوبى لأن بابا بيعمل كده مع ماما و أخويا بيعمل كده مع مراته و عارف إن ده شئ غريب فى مجتمع أصبح الغالبية العظمى بتقول يالا نفسى و زميل من زمايلى قالى لما شافنى و أنا بأعمل ده مع واحدة من زميلاتنا ما كانتش معاها عربيتها فى يوم و لإنها تثق فىّ جت تركب معاى خصوصا و إننا جيران فى نفس المنطقة من مصر الجديدة و ما يفصلنا هو شارع واحد المهم قال لى :
-       يا عم بلاش تعمل كده بعدين حيتمرعوا بالمعاملة ديه ، أنا عارفهم كويس و لم أرد عليه
إبتسمت و سلمت عليه و مشيت لإنى عارف مهما إتكلمت مش حأقنعه بشئ هو لا يحبه ، المهم إنتى بتبقى مبسوطة و ألا لا ؟
-       أيوه بأكون مبسوطة جداً ، إنت مستحيل تتخيل إحساسى و إنت بتفتحلى باب العربية ، و تتأكد من دخول كل حاجتى و لو حاجة وقعت منى بتنزل تجيبهالى من غير ما تتكسف إنك نزلت أسفل رجل واحدة تجيب لها ما وقع منها
لكن المأساة الكبيرة إنى ما قابلتش حد بيعمل كده ،إنت عارف أد إيه أنا مرتبطة بيك من طفولتى و عارف إنى الوحيدة التى سيبتها تناديك بإسم الدلع بتاعك و ده عشان إنت أقرب إنسان ليّا و برغم إنى عارفة علاقاتك مع صديقاتك إلا إنك أبدا ما بصتش ليا بطريقة تخلينى أحس بالخوف منك بالعكس كنت بتشاركنى فى كل حاجة و لما كنت بتسافر أوروبا كان أول حاجة بتعملها لما بترجع مصر تجيب لى هديتى و كنت دايما أتعجب من ذوقك العالى فى أختيار الهدايا النسائية حتى إنى سألتك هى صحبتك الفرنساوية هى اللى بتساعدك إنك تنقى الهدايا الحريمى
وقتها ضحكت قوى و ما رديتش علّى بس ضمتنى بعينيك زى ما تكون بتقولى حأقولك بينى و بينك و فعلاً بعد كده قولتلى إنك معاها ما بتلاقيش وقت لأى حاجة فهى بتخذك من مكان للتانى تخليك تعرف باريس لحد ما بقيت
حافظها أكتر من حفظك للمنطقة اللى إتولدت و عشت فيها حياتك كلها مصر الجديدة ، فاكر يا محمد لما أنتشر موضوع السيتانكس "عبدة الشيطان" و إنهم بيمارسوا طقوسهم فى قصر البارون وطلبت منك اروحه و قولتلى إنك متعود على دخوله من أيام المدرسة الإعدادى كنوع من أنواع المغامرات و إنه مكان جميل جداً من الداخل و لما قلتلك نفسى أروحه بعد إنتهاء القضية ديه و إزاى خلتنى ألبس طقم أسود و إديتنى كشاف ليزر ما كنش منتشر فى مصر وقتها و إديتنى سيلف دفينس و قولتلى :
-       خدى بالك الأمن هناك حيفتكر إنك صاحبتى و إننا داخلين نتشاقى جوه .
-       وقولتلك يعنى إيه ؟
-       يعنى يا حبيبتى حيفتكرك صاحبتى .
-       طيب ما أنا صاحبتك .
-       أيوه إنتى صديقتى و أختى لكنهم بيشوفوا واحد و واحدة بيقولوا علاقة .
-       و فاكر لما صوت لما شفت مكان القطة المحترقة و حضنتك .
و هنا وجدنا "صافيناز" و هى صديقتها المقربة تنده عليها من بعيد و هى تشير لها بيدها و تحضر لتجلس معنا و تقول :
- الله الله على الراندفوهات . أيوه يا سيدى إنت و هي و عاملين قدامنا إخوات .
- نظرت لها و انا مبتسم و أقول :
- صافى إحنا أكتر من إخوات .
- أيوه ما هو النادى كله بيقول كده برضوا .
و كانت تضحك ضحكة رهيبة
محمد احمد خضر


+20123128543