الجمعة، 4 مارس 2011

إبتسامتها الطيبة


إبتسامتها الطيبة
لقد قررت أن تظل فى منزلها لا تخرج منه أبداً دعاها الكثيرون للخروج قالت حاضر و لكنها أبداً لم تستجيب ، حتى أنا دعوتها مرتان قالت سأتصل بك و لم تفعل ، كان ما أصابها فى المرة الأخيرة جعلها ترفض التواجد خارج نطاق غرفتها ، و ليس فقط شقتها الجميلة الواقعة فى أرقى مناطق مصر الجديدة .
ذهبت إليها أدخلتنى أمها إلى غرفتها  و دموعها فى عينيها و قالت لى :
- يا ريت تقدر تخرجها .
دخلت لها ، نظرت إليهابإبتسامة و لم أتحدث ظللت أنظر إليها فقط ، و هى تبادلنى النظرات ، و أخيراً سقطت العبرات و الدموع ، و هذا ما أردته كنت أعرف كل شئ عنها ، قصصها كلها ، و بالأخص قصتها الأخيرة .
منذ البداية إتفقنا على أن نكون صديقان فقط كنت أعتبر صداقتى معها شئ إستثنائى ، كنت أعتبرها أختى 
و كانت وحيدة ، توفى أبوها منذ صغرها و ليس لها إخوة كانت أصغر منى بثلاث سنوات ، كنت أحبها بشدة حب غير حبى لصديقاتى ، كانت بالنسبة لى أخت و كانت تثق فى بشدة ،
 تركتها تسقط دموعها الغزيرة و حينما بدأت المياه تتساقط من أنفها إبتسمت . و أنا أمسك نفسى حتى لا أتهاوى أنا أيضاً و إقتربت منها و أنا أخرج مناديل ورقيه من جيبى و أمسح لها أنفها ثم قلت لها :
-       حنبتدى بقا نبر..ر ، و تأخدى مناديلى زى ما كنتى بتعملى زمان ، إيه يا سكرة إنتى عارفة إن أنفى سايب على طول فى الصيف و الشتا ، حتمشينى فى الشارع كده .
و أخيراً ضحكت . و هذا ما كنت أريده فقلت لها :
-       بأقولك إيه ، أنا جعان و نفسى أكل بيتزا من الأمور بتاع شارع الجيش و مش عايز أروح مع خنشور من اصحابى و كل صديقاتى مشغولات ، اللهم أجعلهم حبظلمن بظاظا ، تسمحى تكسبى ثواب فى واحد بيحبك أكتر من نفسه و تيجى تأكلينى على حسابى و بعد كده حنروح الأزهر بارك ، و بعدين نروح نشرب شاى أخضر فى الحسين و بعد كده نطلع المقطم نستنشق هوا فاسد ، فاكرة لما جيتى معايا أنا و بابا و أخويا عشان كنت حأشترى شقة ف المقطم عشان أتجوز بريهان شوفتى كنت عايز أخدها ف المقطم عشان الهوا النقى و أقدر أكتب الروايات الرومانسية زي يوسف السباعى 
الحمدلله أهى باريهان طارت هههههههههههه ، و الشقة كمان طارت ، فاكرة لما طلعنا مع بعض مع شلة سان جورج و القومية و الليسيه على المقطم ، قومى ياللا عايزك معايا من فضلك أنا فى حالة لو قعدت فى بيت مقفول حأنفجر ، قومى و فعلا وجدتها تقوم و هى تفكر و تحرك شعرها من الخلف بيدها و تقول لى :
-       أوكيه حألبس .
-       أوكيه إتفضلى إلبسى  .
-        طيب إتفضل أخرج .
فزادت إبتسامتى و قلتلها :
-       هو لازم يعنى ؟ قلتها لأخرج ضحكاتها
فقالت لى وهى تبتسم إبتسامتها الطيبة : وله و أمسكت زجاجة عطرها "الكيلويه نرسيس" كما لو كانت ستقذفنى بها
قلتلها و أنا أضع يدى أمام وجهى كما لو كنت خائف من أن تقذفنى بها فعلا :
-       طيب خلاص يا عم من غير ضرب .
فزادت إبتسامتها و قالتلى بمزاح و هى تضحك : عالم ما تجيش غير بالعين الحمرا .
و كان هذا ما أرغب فيه ، أن أردها إلى نفسها الطيبة و حينما خرجت إلى أمها قالت لى :
-       أيه الأخبار حتخرج تقعد معانا هنا و ألا رفضت تطلع من اوضتها برضوا .
-       بتلبس يا افندم علشان حتخرج معايا . قلتلها و قد زادت إبتسامتى .
-       كنت متأكدة من إنك الوحيد اللى ممكن تقدر تخرجها برغم شكى فى ده .
نظرت إليها كانت إمرأة جميلة بل رائعة الجمال تجاوزت الخمسين بعام واحد ، و قد وهبها الله سبحانه و تعالى جمال آخّاذ ورثته إبنتها ، و تذكرت فى طفولتى فمنذ اللحظات الأولى للتعارف عليهم قال أبى و أمى لى و لأخى  :
-       خدوا بالكم جنبنا ناس ساكنين جداد ، الأب متوفى و الأم بترعى بنتها ، يعنى فيه يتيمة جنبنا و لازم نتقى الله فيهم  .
علمونا إن هذا من الأخلاق قبل أن يجعلونا نعلم أنه من الدين .
كنت أنظر إلى الأم فى أعجاب شديد ، ليست نظرة رجل لإمرأة فاتنة فى كل شئ ، بل كنت أنظر لها فى إحترام شديد ، فإننى أعلم مدى ما عانته و كيف تعرضت لسخافات عديدة و مضايقات ، و كيف كانت أمى و كذلك أبى دائما الوقوف بجانبها ، و كيف كنت أدخل بيتها فى أى وقت كإبن لها ، كان إعجابى بها لأننى رأيت إمراة قاتلت بشدة فى مجتمع أصبح يفترس المرأة الجميلة و يتحدث عنها بالسوء لأنه لم ينالها ، و لو نالها لزاد هذا السوء ، كان إعجابى بالسيدة لأنها لم توافق على الزواج و بقيت على ذكرى زوجها ، أذكر فى إحدى المرات حين كنت أنا و أمى نسهر عندهم ، و تركت صديقتى تلعب بمفردها فى غرفة السفرة ،  و خرجت لأطلب من أمى شيئاً ما ، وجدت أمها تقول لماما إنها عرض عليها عدة أشخاص الزواج و ذلك فى مقر عملها ، و فى النادى ، و عند أمها و قد ضغطت عليها أمها للزواج و قد ردت على أمها قائلة :
-        مش حاخلى بنتى تعانى من جوز أم ، و مش حاخليها تكون نهبة لرجل غريب  ممكن يتطلع فى يوم ليها كأنثى ، أما عنى فمش حاكون مع حد غير من تزوجته و عشقته و عشقنى و مش حاسلم قلبى أو جسمى لغيره ، قطع حبل أفكارى خروج صديقتى ترتدي ملابسها متطيبة بعطرها المميز ، و قبلت رأس الأم و خرجنا نزلنا إلى سيارتى و ذهبت إلى بابها لأفتحه لها فقالت لى :
-       تعرف إن حضرتك يا بيه أحد أسباب اللى أنا فيه ده .
فنظرت لها مندهشاً و قلت لها :
-       أنا .
-       أيوه  .
-       ليه يا بنتى أنا عملت إيه بس ؟
-       إتفضل إركب و أنا أقلك .
-       طيب إتفضلى عشان أطمن إنك ركبتى مظبوط ، و بابك مقفول صح .
-       هو ده . قالتها و هى تضغط على أسنانها فى تعجب و تغير من وجهها .
-       هو ده إيه ؟
-       إتفضل ادخل العربية و انا أقولك .أغلقت بابها و جلست على مقعدى و أنا أنظر إليها مبتسماً و أقول لها :
-       أنا سبب اللى إنتى فيه فى إيه ؟ و إيه ده هو ده ؟
-       لإنى تعودت من زمان إنك تفتحلى باب العربية
و تطمن إنى ركبت مظبوط و لو طرف الفستان فى الخارج بتميل و تدخله العربية و دايماً مبتسم فى وشى لدرجة إن كل صحباتى قالولى هو ماعندوش مشاكل خالص على طول مبتسم و كنت فاكرة إن الناس كلها حتعمل ده معايا لكن المسالة من سي لأسوأ   
نظرت لها مندهش و قلت لها فى هدوء :
-       تحبى نتكلم هنا و ألا فى الكافيه قالتلى يالا نروح النادى .
-       حاضر .
-       أيوه هو ، إنت يا بنى مش حتستريح غير لما أدخل مستشفى المجانين .
ضحكنا معاً بشدة و تحركت بالسيارة فى إتجاه النادى . دخلنا النادى معاً ثم ذهبنا إلى إحدى الكافتريات الشهيرة بالنادى ، سحبت لها الكرسى لتجلس ثم جلست أمامها وجدتها تنظر فى عيناىّ بشدة و لأول مرة أجدها تقولى :
-       تعرف إن عينيك حلوة أوى
قلتلها و ملامح وجهى يعلوها الجد :
-       بأقولك إيه أنا مش من النوعية ديه .
ثم أنهيت كلماتى بضحكات عالية و تابعت كلامى قائلاً :
-       أيوه و بعد كده تقوليلى تعالى أعرفك على ماما فى البيت ، و فى البيت ماما تكون بره و تتحولى أحمد رمزى فى جعلونى مجرما .
قاطعتنى قائلة فى نوع من الإستغراب :
-       إيه حكاية أحمد رمزى فى جعلونى مجرما ؟ أحمد رمزى ما كنش فى جعلونى مجرما .
-       ضحكت بشدة و قلتلها : عارف طبعا .
-       شوفى بيبى"و هو ما أعتدت ندائها به"فكنت أعتبرها مثل أختى الصغيرة إنتى عارفة إن دراستى كانت سينما و إنى باعشق السينما من و أنا طفل و ساعدنى على ده عمل والدى اللى سهل متابعة كل أفلام السينما
المهم ديه تركيبة نفسية فنية أخترعتها

أحمد رمزى كان فتى الشاشة اللى دايما بيضحك على كل بنت أمورة إنه حيتجوزها و يقولها تعالى أعرفك على ماما و فى البيت يسلبها اعز ما تملك صح؟
-       صح؟
جعلونى مجرما
فريد شوقى كان إنسان عادى لكن كل الظروف المحيطة سهلت له إنه يتحول لمجرم صح ؟

- صح .
فأنا قلت ظروف البيت و فتاة مثيرة و شاب مثار كل ده ساعد على تحويل الشاب الوديع لذئب بشرى و عشان كده قلت أحمد رمزى فى فيلم جعلونى مجرما لإنه بقى مجرم
لإنه بمجرد ما حصل اللى حصل بيخرج و تخرج البنت وراه تزعق مجرم مجرم ، يا سلام أل يعنى ههههههههههههه ،
بس هى ديه الفكرة .
وجدتها تنظر لى كما لو كانت تفكر و تقولى :

- يخرب عقلك ده إنت حكاية .
- ممكن تقوليلى أنا سبب اللى انتى فيه ده ليه ؟
- شوف يا حبيبى .
كانت المرة الأولى التى تقولها لى و لم أعقب ، لأننى كنت أرغب بشدة فى إخراجها من حالتها النفسية السيئة.

  
                            محمد أحمد خضر
+20123128543

الأحد، 27 فبراير 2011

الحفل "أين العدل"


الحفل



"أين العدل"
ركنت السيارة سريعاً و قفزت منها ، وأسرعت على السلالم ، لأصل إلى شقتى سريعا ، و ألقى شنطة أوراقى بحرفية عالية لتقع على المقعد المخصص لها و ضحكت فقد كنت أقلد فى ذلك العميل" دبل أوه سفن" أو المعرف بإسم "جيمس بوند" ثم بدأت أنادى من فى الغرفة الداخلية :
- "لومى" . قلتها و أنا أقوم بتنغيم و تلحين الإسم .
و حضرت "لومى" كملكة فى فستانها الأسود الذى يبرز كل مفاتنها ، بشرتها البيضاء ، شفتاها القرمزيتان دون أحمر شفاة ، فما بالكم لو وضعت أحمر للشفاة ، و كالمعتاد أثناء قدومها كنت قد إلتقطت ريموت السى دى ، و وضعت مكانه ريموت السيارة ثم أمسكت بيداها لأرقص معها ، وأنا أحتضنها برقة ، و أقبل شفتاها بنهم و عند هذا نظرت لى بعيناها الرائعتان و قالت لى :
- حبيبى كده مش حنروح الفرح ، كده حنقعد هنا .
- يا ريت
- ده فرح بنت خالتى و لازم أحضره ، لإنه مناسبة تتجمع فيها العيلة من كل مكان ، و بصراحة الأهم أتباهى بحضرتك جوزى الرائع ، و رفعت حاجبها الأيسر و أنزلت الأيمن فى أغراء رائع ، تركتها بعد قبلة بسيطة و دخلت غرفة النوم فى محاولة للهروب من رغباتى و التى لن تجعلنا نخرج لو تم تنفيذها ، خلعت ملابسى وضعت القميص و الملابس الداخلية فى سلة الغسيل و تركت الملابس الأخرى فى الهواء ، و نظرت على السرير فوجدتها قد أعدت لىّ "البدلة التوكسيدو" و الذى قمنا بإحضارها من "بلجيكا" و أعدت لنفسها فستان السهرة الأسود الذى ترتديه و الذى أحضرته لها من فرنسا ، كان الأمر رائع دخلت لأخذ دشى المقدس و حين خرجت لأرتدى ملابسى وجدتها تجلس فى الغرفة لتساعدنى لو إحتجت شيئاً ما ، و بدأت هى فى إخراج زجاجات العطر لأختار منها ما يناسبنى ثم حين سألتها :
- تفضلى أى واحدة أستخدمها ؟
قالت لى: أنا بأعشق "السكلبتشر" ، عشان هى أول بارفان شميته عليك بس ديه بنخليها لليل و القبلات و الليالى الخاصة حين إلتحام الأجساد فى ليلة شتاء دافئة أو ليلة صيف محمّلة بنسمات طيبة من الحب .
كانت شاعرة برغم إن عملها كان أبعد ما يكون عن الشعر .
- أوكيه بيبى ، إختارى لى البارفان .
و لأنها كانت متاكدة من هذا فقد وجدتها تخرج لى من تحت المخدة زجاجة "شانيل آلور سبور" ، فوضعت منها و بهذا كنت مستعداً تماماً للخروج فقالت لى :
- تعالى بيبى ، ساعدنى فى لبس الكوليه .
و فعلا وقفت خلفها لأضع لها الكوليه ، و هنا إلتصقت بجسد تلك المرأة المثيرة ، التى هى زوجتى و برغم مرور خمس سنوات على الزواج ، لا زالت هى المثيرة فى دنياىّ كلها ، برغم ظروف عملى التى تضطرنى لمقابلة فنانات و نجمات المجتمع ، و برغم علمنا سبب عدم إنجابها إلا إننى لم أتحدث فى هذا الموضوع و لا مرة واحدة ، وحين حاولت هى الخوض فيه معى لتقول لى إننى من حقى أن أكون أب أغلقت ذلك الموضوع بفرينش كيس على شفتاها و ليلة ممتعة مع الشامبانيا الغير كحولية ، جعلتها لا تتحدث مرة ثانية فى هذا الموضوع ، و حين ألتصقت بها زادت رغبتى بشكل قوى و بدأ تنفسى يتغير إيقاعه ، فقد كانت أكثر نساء الكون إثارة لى ، و قلت لها و أنا أقبل رقبتها :
- حبيبى إيه رأيك نتأخر شوية على الحفلة ، قالتلى :
- شوف يا أستاذ أنتا ، إنت "أحمد ميكروب" بتاع "فيلم جناب السفير" ، ميكروب خطير و يظهر إنك عديتنى ، و أنا كمان عايزة ، عايزة نتأخر لنفس السبب بسى ، قالتها و قد بدأ ما حدث لى يحدث لها حين قالت هذا و هى تنهج و تبتلع ريقها و تخرج زفير حار معطر برائحة فمها الطيبة :
- لو حصل كده يبقى لازم ناخد دش ، و طبعا توفيراً للوقت ، حندخل ناخد دش مع بعض ، يعنى بعد الدش حنضطر ناخد دش تانى ، أوكيه بيبى كل ده كويس لأننا بنحب ده كله ، بس فيه مشكلة بسيطة ، حضرتك أنا أخدت النهاردة أجازة عشان أروح للكوافير أعمل شعرى عشان الفرح ، و ده معناه إن شعرى حيتدمر و حضرتك عارف إن بعد الموضوع ده لازم الدش يغرق شعرى كله ، صح ؟
قلتلها و قد بدأت أحلامى الجسدية تتبخر :
- صح يا عبد القوى أفندى .
فقالت لى و هى تضحك ضحكتها التى تجعلنى أدخل معها معركة جسدية جميلة ننتصر نحن الأثنان فيها :
- خلاص لما كلمتك بالمنطق بقيت عبد القوى أفندى ؟
 -إنت عبد القوى كده أو كده ، قلتها و أنا أداعب جانبها الأيمن.
فقالتلى وهى تفتح عيناها على إتساعهما و تحاول منع ضحكاتها لأنها كانت تتأثر بشدة من المداعبات :
-     وله إنتا ، بلاش الحركات ديه أحسن هاه ، إنت عارف حأعمل فيك إيه .
-     و هنا نظرت لساعة الحائط وجدت إنها قد تعدت الوقت المسموح به لنصل فى وقت مناسب و لذلك قلتلها :
-     بيبى يالا حأنزل أسخن العربية ، و أشغلك التكييف عشان شعرك و الماكياج بتاعك و لما تدينى العربية درجة الحرارة الداخلية المناسبة ، أرنلك على الموبيل علشان تنزلى .
-     و فعلا نزلت للسيارة و شغلت التكييف و نزلت حبيبتى بعدما كلمتها و أنطلقنا لذلك الزفاف و حينما دخلنا الفندق وجدتها تقول لى :
-     في حاجة عايزة أقولك عليها .
-     و سمعت ما قالته و كان الموضوع الذى لا أحب ان يتحدث فيه احد ، و هو موضوع الإنجاب ، بدأت تقل لى إن أختها أخبرتها بوجود طبيبة متخصصة فى العقم عند النساء و يمكنها أن تساعدها فى الإنجاب ، فقلت لها فى هدوء :
-     اللى تحبيه يا حبيبتى أنا تحت أمرك فيه ، بس كل اللى يهمنى إن ده ما يتعبكيش فى حاجة ، يعنى لازم تكونى متأكدة إنك عندى أهم من الدنيا كلها ، و قلتلك من أول يوم بعد الجواز إنك حتكونى الأنثى فى حياتى "أمى" و "أختى" و "حبيبتى" و "صاحبتى" و "مراتى" و "بنتى" ، يعنى أنا ما يهمنيش الموضوع ده لكن لو هو مهم أوى بالنسبة لك ، أوكيه ، إعملى اللى يريحك ، لكن لو حسيت إن الموضوع ممكن يأثر عليكى بشكل من الأشكال نتعاهد إننا نوقف الموضوع ده تماماً ، كان كلانا يعلم إصابة قلبها القديمة و التى جعلتنا نقضى فترة فى المستشفى الخاص بالنقاهة و العلاج الطبيعى فى "فرنسا" ، و هنا كنا قد إقتربنا من الفندق فى الطريق الصحراوى و بدأنا نستعد للزفاف ، كنت فى أشد حالات الإجهاد فكان عملى فى الفترة الحالية يضغط على بشدة دون راحة و كان لا أحد يعلم ما فى حياتى مع زوجتى و لا أحد يعلم ظروفها الصحية حتى اهلها ، كنا لا نتحدث مع احد عن أى شئ ، و كان هذا سر قوة منزلنا و بقاءه متماسك ، فكم حاولت أختها أن تتدخل فى موضوع "عدم الإنجاب" حيث حاولت ان تجعلها تظن إننى ممكن أكون أنا السبب فلم تكن تعلم إننا ذهبنا إلى الأطباء بعدما تأخر الإنجاب بناء على طلبها ، و حين عرفنا إن الموضوع منها طلبت منها ألا تخبر أحد بذلك فالأمر يخصنا وحدنا ، و كان أهم ما فى الأمر ان احافظ على مشاعرها من أن يجرحها احد بشكلاً ما بقصد أو بدون قصد ، و حينما زادت الضغوط عليها من اختها بشكل لم تعد تحتمل معه إنفجرت فى البكاء و قالت إن الموضوع منها هى ، و هنا بدأت أختها فى محاولة الوقيعة بشكل اخر ، كانت أختها قد إنفصلت عن زوجها و كانت ترغب فى جعل الكل ينفصل عن الكل ، برغم إن من يراها يقول عنها ملاك ، و لكننى منذ اللحظة الأولى كنت اشعر بأن هناك شيئاً ما يقبع خلف ذلك الوجه الجميل و هذا ما إكتشفته كلما إقتربت منا أكثر ، و كم حاولت أن توقع بيننا ، و كنت أتحمل أشياء عديدة ، كل هذا مر فى ذهنى و انا أعبر بوابة الفندق أحاول ألا أبدو مشغول الفكر لأكون مستعد لمقابلة من لم أراهم منذ تزوجنا و هم أهل زوجتى الذين يعيشون خارج مصر ، و كانت السهرة لطيفة ، و إستمتعنا بالرقص و تناول الحلويات و قدمتنى إلى أهلها الذين لم أقابلهم من قبل و كانوا ناس لطيفة ، و لكن كانت هناك تلك التى كلما إلتفت أراها تنظر لى نظرات لم أحبها و كانت هى "أختها" فماذا حدث ؟
كانت أحداث عديدة و متفرقة ، حاولت ، فهل نجحت أم فشلت؟ ، لست أدرى ؟ كل ما أتمناه لها على البعد عن بعضنا البعض أن تكون سعيدة فى حياتها بعدما نجحت أختها فى جعلنا ننفصل .
ذلك كان ما قصه علّى صديقى بعدما قابلته بعد تسع سنوات من زفافه ، بالصدفة و هو جالس فى مطعم فى "الكوربة" فى "مصر الجديدة" ، فهل تنجح المساعى لإعادتهم لبعض بعد ثلاث سنوات من الإنفصال ؟
لست أدرى و لكن ما أتمناه لكلاهما السعادة ، فهما لا يستحقا ما حدث لهما ، و كان تساؤلى لنفسى "أين العدل" ؟ .
محمد أحمد خضر
+20123128543