يوسف السباعى
كنت أقرأ فى كتب الأديب
الوزير "يوسف السباعى" فأنا من عشاقه ، أراه ملكاً متوجاً على عرش القصة
القصيرة ، لقد إهتممت جداً بالقراءة له حتى إننى قمت بإدخار جزء كبير من مصروفى
لشراء مجموعته الأدبية الكاملة و ساعدنى كلاً من والداىّ فى ذلك الأمر فقد كانوا
مهتمين جدا بالثقافة و ملئ العقول أكثر مما درج عليه الناس الأن من الإهتمام
بإفراغ العقول و ملئ البطون بل حتى إن العقول أصبحت تمتلئ بغذاء البطون و هذا حديث
أخر و حديثنا معاً اليوم عن الأديب الشاب الجميل "يوسف السباعى" ذلك
الأديب الذى أصبح وزيراً للثقافة فى عهد الرئيس "أنور السادات" و الذى
تم إغتياله -السباعى- فى قبرص على يد "مجموعة أبو نضال الفلسطينية" و
قام الرئيس السادات بإرسال طائرة عليها فرقة من قوات الصاعقة المصرية لتثأر لذلك
الحدث و موضوعنا هنا لن يكون كتابات السباعى و لا إغتياله رحمه الله و لا قصة
الصاعقة المصرية و معركتهم فى مطار لارناكا القبرصى و لا المناورة السياسية التى
حدثت بين مصر و قبرص ، لكن موضوعنا اليوم سيكون عن شئ لن تصدقوه أو كما جعلتها
عنوان للمقالة "شيئاً لا يصدقه عقل" و لكن بمراجعتكم لما سأعرضه عليكم
من أدلة ستصدقوا و الأمر قد حيرنى كثيراً و لم أصل لأية نتيجة فيه سوى أن هناك من
يمتلك قدرات تفوق قدرات الشخص العادى و قد كان منهم الشهيد "يوسف
السباعى" هل يمكن ان تعرض أمامك حياتك كاملة حتى وفاتك و طريقة قتلك لتصفها
بالضبط قبل حدوثها ؟ .
هذا ما حدث مع الشهيد
"يوسف السباعى" حينما قرأت قصة "بصقة على دنياكم" فى مجموعة قصصية بإسم "يا أمة ضحكت" و الذى يحكى فيها و هو لا زال ضابط بسلاح
الفرسان "المدرعات حاليا" فى الصحراء الغربية قصة صبى صغير فى حى "السيدة
زينب" "هو نفسه السباعى" و كيف كان ذلك الصبى يشاهد المحمل وهو
كسوة الكعبة يتقدمه فارس من ضباط سلاح الفرسان يجلس فى جلسة مهيبة على صهوة جواده
الشاهق البياض فى الجيش المصرى و كيف تمنى الصبى أن يكون مثله و كيف حققت له
الأيام هذا و معاناته من مسؤليته عن بياض جسد الخيل و كيف أن موكب المحمل يكون فى
أوائل الربيع و البرسيم و هو غذاء الخيل يسبب لهم سهولة فى الإخراج و الخيل تنام
عليه فيصبح لونها أخضر مصفر و كيف يعانى الويل مع جنوده لغسل الخيل و يضطروا
لتغطيتها بالطباشير الأبيض و أنه لسة خاطب من فترة بسيطة و محروم من رؤية خطيبته و
خطيبته متأففة من ذلك الأمر و وقت العرض يدرك سبب تلك الجلسة المهيبة للفارس فهو
فى مكانه يجلس على صهوة الجواد الشاهق البياض و السرج يغرز فى أحدى جانبيه يجعله
يجلس جلسة غير مريحة بالمرة و يمر من أمام نفس شارعه القديم الذى تمنى فيه أن يكون
ما آل إليه حاله و يرى نظرة صبى صغير ينظر إليه كما نظر هو إلى الفارس من قبل و يتمنى
أن يقول للصبى فى حنو لا تفكر فى هذا الأمر فالأمر جد مرهق .
و كيف أصبح صحفى و
هاجمه الكثيرين ثم أصبح وزيراً فرئيس للوزراء و قد قال لو كنت وزير سأفعل و أفعل و
لكن بمجرد أن وصل للمنصب كان عليه الإهتمام بمعاركه الشخصية و الدفاع عن منصبه و
عن نفسه بحيث لم يترك له أى وقت للعمل كيفما أراد و تمنى ثم نراه فى أحد الأيام و
هو نازل من مجلس الوزراء يتم إغتياله و يتم تركه ينزف الدماء حتى يلفظ أنفاسه
الأخيرة .
هنا تنتهى قصة "بصقة
على دنياكم" للأديب يوسف السباعى و هنا بدأت أسئل نفسى هل هذا حقا ما حدث كنت
أعلم أنه رحمه الله تم إغتياله فقد أبلغنى أبى بهذا و كيف أن من إغتالوه منعوا أى
أحد من الأقتراب منه و هددوا من يقترب وتركوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة هذا ما قاله لى
أبى و بتتبعى قصة حياته عرفت أنه حقاً بلغ كل ما كتبه أما كيف علم هذا فالله أعلم .
-
هل كان يتنبأ مثل نبوات "نوسترادموس"
الفلكى اليهودى الذى تنبأ ب"نابوليون" و "هتلر" و نبؤات عديدة
؟
-
هل وجوده فى حى
"السيدة زينب" القريب من حى "الحسين" و إقترابه من المشاعر
الصوفية فى تلك المناطق و روحه الرومانسية الرقيقة قد ساعدت على تلك الرؤى ؟
لا أعلم كل ما بيدى هو
تقديم تلك المسألة لعل أحداً منكم أصدقائى يستطيع الأجابة عليها خصوصا أنه لم يتم
طرحها من قبل و هى تنبؤ الأديب الوزير الفارس الشهيد يوسف السباعى بقصة حياته قبل أن
يعرف عنها شئ و هو مجرد ضابط صغير فى سلاح الفرسان فى الصحراء الغربية .
تحياتى لكم أصدقائى و إلى
لقاء قادم . . .
محمد أحمد خضر
+2 0122 3128543