الجمعة، 1 أبريل 2011

الشعب يريد إسقاط الفساد 1 فساد ما قبل الثورة


الشعب يريد إسقاط الفساد
1 فساد ما قبل الثورة


لعلها المرة الأولى التى أكتب فيها فى السياسة ، و لعلى كنت دائماً أتجنب خوض الحديث السياسى بعدما وجدت هجوم من البعض على البعض الأخر ، حتى نجد  الأصدقاء الذين دخلوا معاً يمسك أحدهما بيد الأخر يخرجوا أعداء ألداء ، و مهما حاولت من محاولات الإصلاح ستجد نفسك متهم بالعمالة لحساب الطرف الأخر ، بل و ستٌتهّم بالجهل لإنك لا تنتمى لحزب هذا أو ذاك ، و تجد الأقوال إنك ناصرى ، لا ده شيوعى يعنى كافر ، لا ده ماركسي يبقى كافر برضوا ، و لو إستخدمت أية من القرآن للتدليل حيقولوا عليك إخوان مسلمين ، لو وضعت مقطع من فيلم أجنبى ده منحل ، المهم عليك تجنب وجع الدماغ يا جدع ، وإفعل كما قررت أن أفعل من زمان و هو : كن أنت نفسك ، و لا يهمك إيش يجولون هههههههههههه .
لو قالك متسائلاً :
-        إخوان مسلمين ؟
رد عليه :
-        لا إخوان شيوعيين .
و هو قول إستمديته من فيلم "خلطبيطة مجانين" لما مسكوا واحد لا ليه فى التور و لا فى الطحين و قاله المحقق :
- إنت إخوان و ألا شيوعيين ؟ و المخبر يقف وراءه فلما تعجب رزعه المخبر على قفاه فرد سريعاً :
- أيوه يا بيه ، أنا إخوان شيوعيين .
هذا حال شخص ليس له علاقة بالأيدلوجيات ، و لا يعرف عنها غير إنها مضاد حيوى يتم صرفه من الصيدلية بتاعت التأمين الصحى .
هذه كانت مقدمة لما أريد الحديث عنه فى ذلك المقال الذى سأكتب فيه رغبات شاب مصرى يرغب فى حياة كريمة له و لأهل بيته دونما مهانة من أحد كمهانة الشاب السكندرى الذى كان القشة التى قسمت ظهر البعير و التى جعلت "الفلاح الفصيح" يثور بعدما ظل يكتب كثيراً إلى الملك الفرعون ليرد له مظلمته فلما يأس من ذلك ذهب و لسنا ندرى ألى أين كان ذهابه ، و لكن الملك الفرعون كان يستمع لشكواه و لأنه معجب بكتاباته تركه يكتب لتكون كتاباته من الأدب الفرعونى العظيم ، فى حين كان الحاكم يصرف على عائلته ، و لم يتركهم دون أن يرعاهم و ذلك بامر الملك الفرعون العظيم سيد البلاد و حاكم العباد ، و فى نهاية الأمر لحق الحاكم ب"الفلاح الفصيح" ليعلمه أن الملك الفرعون الحكيم رد عليه مظلمته و نزع كل ممتلكات الظالم ليشعر بمدى الظلم الذى أوقعه على الفلاح الفصيح .
و الأن فى عصرنا الحديث و بعد آلاف السنين من العدل الفرعونى يقع حفيدهم المصرى الطيب فى وضع لا يحسد عليه يجد نفسه لا يملك أى شئ .
- فهو لديه الأرض و لا يستطيع بناء المنزل بل الأرض تذهب إلى الذين لا يحتاجون لشئ .
- يمتلك مصادر الطاقة كلها و يقف طويلاً ليأخذ إسطوانة غاز فى حين يتم تصدير الغاز بأقل الأسعار لينتفع المنتفعون ، و يموت جوعاً ، كذلك يتقاتل السائقون على بنزين تمانين لإنه نادر الوجود و يقفوا لساعات طويلة ليأخذ كل شخص بضعة لترات لإنه لا يستطيع وضع بنزين تسعين أو الأغلى على الرغم من أننا نمتلك كل حقول البترول و يمكن أن يتم تحويل سيارتك للغاز لكن منين و إنت مرتبك يا دوبك مخليك ماشى بالعافية ، ده لو إنت حظك حلو و بتشتغل ، علشان ما فيش حد لاقى شغل ؟
و حين يريد ان يخرج شوية يجد القمامة فى كل مكان فقد تم بيع حقوق جمع القمامة إلى شركة خاصة فأصبح الناس يرموا القمامة فى الشارع حتى فى أرقى الأحياء و لم يختفى جامع القمامة البسيط بل إن ما حدث كان الأتى :
- يتم تحصيل مبلغ على فاتورة الكهرباء و جامع القمامة الموجود يحصل منك عل مبلغ فأصبحت تدفع فى مكانين و النتيجة ليست المتوقع نظافة براقة بل قذارة و أمراض منتشرة فى كل مكان .
- تنزل وسط البلد الجميلة لتستمتع بالأبهة و العظمة بتاعت زمان تجد الشوارع بها متاريس بعدما كان ممنوع الإنتظار بالسيارة فى الشارع أصبح مسموح لكن بكارت ، طيب ليه ممنوع من الأول طالما بقى مسموح ؟ مسموح دلوقت علشان حتدفع .
- إذا أردت أن تقوم بتجديد رخصة سيارتك ستجد عليك مخالفات غير طبيعية و أنت قليل الإستخدام لسيارتك ، تجد مخالفة لعدم ربط الحزام و أنت تستخدم الحزام قبل الإهتمام بالعمل  بالقانون فى مصر ، مخالفة ركن فى الممنوع فى التجمع الخامس و انت لم تذهب له ابداً و لا تعرف طريقه . تذهب بعد دفع كل شئ مرغماً لإستكمال التجديد تجد موظف المرور يقول لك :
- لإنها سيارة إشترتها و بتجدد رخصتها و كانت بإسم صاحبها ، كده حتاخد تصريح لحد لما ييجى الملف من المرور بتاعها .
و يقولك كما لو كان يريد إنقاذك من ورطة كبرى :
- و ألا تحب تاخد رخصة الكومبيوتر على طول .
و لأنك ترغب فى عدم تكرار ذلك المشوار و أخذ أجازة و سم بدن من المدير بتاعك خصوصاً لو كان مديرك هو إنت ، تقول له :
- أكيد عايز رخصة الكومبيوتر .
و حين ترى عيناه لمعت و يقول لك :
- أيوه بس ديه حتكلفك شوية .
هنا تفكر و تقول لنفسك :
- لو قلت له أكيد طبعاً عايز رخصة الكومبيوتر ربما يستغل لهفتك ليبالغ فى المبلغ المطلوب دفعه فتسأله بهدوء :
- كام بس علشان أعرف معايا و الا مش حاقدر و أضطر أمشى بالتصريح ؟
- و يقول لك مبلغ بسيط فتدفعه و تاخذ الرخصة و تمشى و انت تعلم إنه من حقك قانوناً أن تاخذ الرخصة و لكن سيتم تعطيلك و لو أثرت مشكلة سيتهمك الناس بالخطأ فكلهم مثلك قد دفعوا و لم يتناقشوا .
- تدخل محل لتشترى شئ بسيط فيقول لك البائع مبلغ فتتعجب و من حظك صاحب المحل يقف تذهب لسؤاله عن سعر البضاعة التى ترغب فى شراءها تجدها نصف ما قاله لك البائع و معها كل مستلزماتها التى رغب البائع فى ان يبعها لك فهو سيسرقك مرتان المرة الأولى من السعر المضاعف ليضع الفرق فى جيبه ، و المرة الثانية من المستلزمات التى كان يجب أن تأخذها مجاناً و التى يرغب فى بيعها لك ، و حينما تتحدث مع أحد عن ذلك يقولك "الناس كلها بتسرق" .
هذا هو بداية سلسلة من المقالات سنوجهها للتحدث عن الفساد و لنعلم ان بداية إسقاط الفساد تبدأ من أنفسنا بان نقضى على الفساد فى نفوسنا و نفوس من حولنا بأن نحب بعض و نتمنى الخير لبعض .
تحياتى لكم.
و إلى اللقاء
فى الحلقة الثانية
من مقالات "الشعب يريد إسقاط الفساد"
                                            محمد أحمد خضر
                makarther@yahoo.com
+20123128543