الأحد، 5 أغسطس 2012

و هلاّ لوين ؟ ؟ ؟


و هلاّ لوين ؟ ؟ ؟
فيلم يقدم نساء زائدات عقلاً و دين
نادين لبكى تقدم نساء ذوات عقلاً راشد و دين ناهض
يقول القائل النساء نصف المجتمع و أقول النساء هن المجتمع كله ، فحين ينشغل الزوج الأب فى عمله لاهث خلف لقمة العيش تكون الزوجة الأم تربى البناء و تعمل فى عملها فهى المسئولة عن النشأ الجديد فالنساء هن من ربونا و ربوا أباءنا و الجدات هن من ربا أمهاتنا و اباءنا و لذلك فكل خير أصله المرأة و كل غير ذلك تكون مسئولة عنه إن لم يكن كله فبجزء كبير فيه .



و الأن إلى الفيلم . . .
يبدء الفيلم بنساء يرتدين الملابس السوداء يسرن فى خطوات أشبه بخطوة المارش العسكرى فى حالة الحداد حينما نودع زعيم أو شخصية هامة و نسمع كلمات شعرية جميلة تحمل اللهجة الشامية المحببة للنفس فتقول البطلة تصف الحال :
حكايتي و بحكيها ... و لمين ما كان بهديها
عن ناس بتصوم ... وعن ناس بتصلي
عن ضيعة علقانة ... م الحرب ع التلة
و علقت ما بعرف وين ... و ضاعت ما بين حربين
عن ناس صفيت قلوبهم ... و شمسن صارت في
و بقيوا يصفوها ... تا صار دمن مي
عن ضيعة معزولة ... و متفقة ع السلام
و قصتها مغزولة ... ع شرايط الألغام
حكايتي و ما فيها ... خيالات صحرا سود
لا هن أقمار ... و لا هن ورود
عيونن كحلها رماد ...
و تا يكبروا الأولاد
حكم عليهن الزمان ... يلبسوا تيابن سود
الإيقاع الراقص مميز و الحركة الراقصة مما يعرف بالرقص الإيقاعى المعبر عن الحالة  فهن يلطمن الخدود ، و لكن بدلاً من ذلك يلطمن الصدور بحيث تعبر عن لطم الخدود للتعبير عن الحال و وجوهن لا تبتسم فالحال حزن جارف و الأجساد تركع و تسجد ربما تتعبد و ربما تقدم التضحية ، نتبع الأحداث فنجد السيدات متجهات إلى المقابر يفصل بين المقابر الطريق مقابر على جهة للمسيحيين و مقابر على الجهة الأخرى للمسلمين لا نعرف مقابر أحدهما من الأخر غير بحركات تفعلها النساء فإحداهن تشير بالصليب و الأخرى ترفع يدها بالدعاء إلى السماء اللون أسود و الشاشة نراها بالأسود و الأبيض كما لو كنا نشاهد فيلم تم تصويره بالأسود و الأبيض و لكننا نرى الورود على القبور لونها "بنفسجى" و هنا نعلم أن التصوير بالألوان و لكن الظهور بالأسود و الأبيض للتعبير عن الحال و الزهور البنفسجية تفيد و تؤكد الحال فاللون البنفسجى قد إُتفق على إنه لون الحزن و الشجن .
نخرج من مشهد المقابر إلى مشهد جديد فنرى اللون الأصفر و ألوان باهتة أخرى دليل على التحول من الموت للحياة فنرى أشخاص على موتوسيكل يحملن "دش" و يوجهوه إلى السماء معهم راديو يبدو انهم يحاولوا إلتقاط إرسال ، و هنا نشعر بأن الضيعة معزولة لإنها لا تلتقط إشارة بسهولة غير من على التل و وسيلة الإتصال الوحيدة لدى "الضيعة" هى موتوسيكل الشاب الذى يحضر عليه كل ما يرغبه أهل "الضيعة" من باقى المدن نجد شاب يتركهم و هو غاضب لتعصب "المختار" بقوله ان هذا مشروع دولى و سماع فرقعة رصاص و يتركهم و هو يسب بعدها يصلوا للإرسال و يأخذوا تلفزيون من عند سيدة مسيحية إنها "إيفون زوجة المختار" و ياخذوا كراسى من الكنيسة بمساعدة "القس" نرى شخص يقوم بطلاء مكان به جميلة هناك نظرات بينهما مما يدل على حب صامت نرى رجل يحضر "عنزة" يبدو انها كانت ضحية الفرقعة التى سمعناها و قد تعددت ضحايا الفرقعات فيبدو أن هناك من يطلق على معيزه الرصاص أو تموت نتيجة ألغام أرضية فى تلك الضيعة المنسية ، معاكسات فى الطريق إلى المناسبة نرى الإحتفالية خاصة بالألفية الجديدة يجلسوا يشاهدوا "التلفزيون" سعداء ، نرى "المختار" يشكر "القس" و "الشيخ" رمز "وحدة الضيعة" ، عنزة "أبو على" مذبوحة حلال هم يعلموا أن الأمر ليس كذلك ، يشكر "إيفون" زوجته التى اعطتهم التلفزيون بكل سعادة الأمر ليس كذلك . الإحتفالية فى مكان مهجور لأن به إرسال ، حين يتم فتح محطة التلفزيون تعبر على مذيعة جميلة فنسمع صفارات الإعجاب فالرغبة لا تعرف حدود و الكل مهذب لكنها الرغبة حتى القس نفسه يصفر فالرغبة لا تعرف فوارق تنتهى السهرة و يمضى كلاً إلى حاله فنرى المتجر و الشراء و البيع و المشاحنات الكلامية بين من تقمن بالشراء حتى تقل لهن البائعة هذا ما تريدوه و هذا دواء اعصاب خدى واحدة و اديها واحدة علشان تهدوا الناحية الأخرى البيع للرجالنرى نفس الشئ و البائع يتقبل الكلام بطريقته الخاصة حتى تحضر مالكة المحل التى تقوم بطلاءه فتسألها النساء إيه أخبار من يقم بالطلاء و هنا نعرف ان الضيعة كلها تعرف بأنه هناك حب سرى بينهما . و نرى هذا فى المشهد التالى من خلال النظرات بينهما حتى إن المشهد يتحول إلى حلم يقظة إنها تغنى له و ترقص معه .
نتابع حياة القرية البسيط فالشاب المسيحى الطيب الذى لا تحب أمه إهماله لملابسه هو المسئول عن إمداد القرية بالبضائع على موتوسيكله البسيط .
أثناء تواجد اهل القرية فى مقهى البطلة نسمع فى الراديو إذاعة تخبر بوجود حوادث ضد الوحدة الوطنية فتنقل البطلة سريعاً إلى الأغانى تنتبه النساء دون الرجال المشغولون ، النساء يخشين أن يكون الرجال قد إنتبهوا فالحدث جد خطير و بعد إنصراف الرجال يقمن بقطع سلك الراديو حتى لا ينقل الأخبار .
تصبح السهرة عند التلفزيون فلا توجد دور عرض سينمائى و لا مسارح فالضيعة حقا منسية و بمجرد ظهور محطة الأخبار تقوم النساء بتعلية صوتهن حتى لا يسمع الرجال أخبار الفتنة الطائفية تقول المذيعة و سمعت صوت قذائف فتعلو صوت النساء كالقذائف حتى لا يسمع الرجال الأخبار و يغطى صوت النساء كما القذائف على صوت التلفزيون لكنها قذائف محبة للسلام و تذهب النساء ليلاً لقطع سلك الإرسال و يحرقن الجرائد .
تحدث افعال بفعل شخصاً ما لكنه غير ظاهر و لا يمكن معرفته فنرى الحدث و ردود الافعال من عاقلين حكماء فنرى :
-        كسر الصليب و يقول القس أن ما يحدث خارج الضيعة إشاعات .
-        المسجد يتم إنتهاكه فيخرج شخص يهاجم المسيحيين و هو يصيح "بيت الله يا كلاب" و يذهب لتحطيم تمثال "السيدة العذراء" .
-        النساء يحملن تمثال السيدة العذراء للصقه .
-        يذهبن للمسجد لتنظيفه . و نرى فى المسجد الشيخ يهدئ المسلمين .
-        يوم القداس الأطفال المسلمين يشاهدون ما يحدث داخل الكنيسه من النافذة و عند خروج المسيحيين يهرب الطفال الأطفال المسيحيين يخرجن من الكنيسة وجوههم مليئة بالدم يجرى رجل من الخارجين خلف الأطفال الذين كانوا ينظرون داخل الكنيسة يظنهم من فعلوا هذا و يمسك طفل يسير على عكازان و يضربه تقل المسيحية العاقلة لأم الطفل التى وبخت الرجل على فعلته هل ستقل لأحدهم على ما حدث لإبنها ترد عليها إنها ليست مجنونة فمن يفعلها سيوقد شرارة الفتنة و هن العاقلات و يتفقن مع "إيفون" (زوجة المختار) لما لها من قدرات خاصة غنها تلقت خطاب من العذراء و النساء يخشين من إنكشاف لعبتهن فيتفقن على إحضار جروب فتيات إستعراض روسيات يقمن بالضيعة ليصرفوا فكر الرجال عن الحرب و فعلاً
بوصول الجميلات الروسيات تتحد الضيعة من أجل خدمتهن و يذهب الرجال للحلاق لقص شعرهم و حلاقة ذقونهم و نرى ثورة البطلة على الرجال بعد مشادة بينهم و تصرخ فيهم
-        "لسه ما إتعلمتوش من اللى حصل فينا" تتشاجر حتى مع من يقم بدهان مقهاها و الذى نشعر بوجود حب خفى بينهما تذهب له مع جارة مسلمة و ضيفة روسية ليستضيفها عنده هى مسيحية و هو مسلم و هى تحبه و هو كذلك .
-        تنهار "أم نسيم" عند موت إبنها و تتشجار مع "السيدة العذراء" و نرى دموع العذراء تنساب تخفى عن أهالى الضيعة موت إبنها "نسيم" تنظف ملابسه و تحاول ممارسة حياتها الطبيعية "عفاف" تأتى لتصالح إبنها على "نسيم" "أم نسيم" تواجه صديقاتها بموت إبنها "عصام" "أخو نسيم" يعرف بموت أخوه فيبحث فى جنون عن البندقية ليقتل أحدا ما تطلق الأم الرصاص على قدم إبنها حتى لا يخرج للقتال فتعود الفتنة للضيعة و ترقص الروسيات على أغنية
- Do You Love me Do you Do you ?
الروسيات سيغادرن فقد أتممن مهمتهن يتفق الشيخ و القس على المغادرة مع الروسيات النساء يعددن مخبوزات بكل أنواع المخدرات من خلال أقراص دواء أو كل ما تصل له أيديهن يبدا الرجال فى الشعور بالنشوة من تأثير المخدرات فتخرج النساء كلها لدفن الأسلحة كلها حتى لا يكون هناك سلاح فى يد الرجال تدق أجراس الكنيسة مع صوت الأذان معلنة فجر يوم جديد .
المختار يجد زوجته تصلى الصلاة الإسلامية و الجدران قد تزينت بآيات القرآن و زوجته ترتدى الحجاب و تتحدث كما لو كان الأمر عادى لقد ابدلن الأماكن المسيحيه تتصرف كالمسلم و المسلمة تتصرف كالمسيحية .
يخرج القس و الشيخ مع الروسيات مودعين القرية نجدهم قد إرتدوا ملابس العامة و تخلصوا من أزياءهم الخاصة .
يتم حمل نعش به "نسيم" و نرى اخوه يتبعهم مربوطة رجله من أثر الرصاصة التى تلاقاها من امه حتى لا يجر الضيعة لويلات الحروب و حين يصلوا للمقابر يسأل الحاملين  :
" و هلاّ لوين"
أين سندفنه فمقابر المسلمين فى ناحية و الناحية الأخرى مقابر المسيحيين فيعودوا به فلا أحد يستطيع الرد فلا يمكن الرد و كشف الستر و تستكمل من تروى الأحداث كلماتها فتقول
حكايتي وحكيتها ... و بعيونكن خبيتها
عن ضيعة وعيت ع السلام ... و الدنيا حواليها بالحرب عم بتنام
عن ضيعة رجالها ناموا ... و علي وجهن ضب
و وعيوا و ماعرفوا ... كيف ما عاد عندن حرب
حكايتي نسوانها بقيوا تيابن سود ... و سلاحهن صلاة وورود
و تا يكبروا الأولاد
حكم عليهن الزمان ... يلاقوا طريق جديد

الفيلم كفيلم "نادين لبكى" الرائع السابق "كراميل" "سكر بنات" إنها تعزف بالسينما تبدع فى لوحة فن تشكيلى بشريط السينما و هى المتخصصة فى السيما النسائية فكما سبق و قدمت لنا نساء "كراميل" نساء المدينة فى الكوافير تقدم لنا نساء الضيعة فى "وهلاّ لوين" نساء لا يمكن سوى ان نقل عنهن نساء ذوات عقلاً راجح و فكر ناضج و قوة شخصية غير عادية فهن من حاربن من أجل ألا تعود الحرب لضيعتهن المسالمة فقد لاقوا من ويلات الحروب الكثير و نرى المخرجة تستخدم الوان فى تأثيرية مذهلة فهى تعنى بكل لون ان تصل بنا للإحساس و قد سيطر اللون البنفسجى و الرمادى على الأحداث ليعطى شعور بالحزن على من قتل و راح بلا سبب غير العصبية و القبلية حركة الكاميرا مناسبة بلا إفتعالات لا ضرورة لها و الموسحتى إختيار الأغانى و إستخدام الأغنية فى حلم اليقظة و رقص البطل مع البطلة التى هى "نادين لبكى" المخرجة .
الفيلم فى مجمله عمل قيم هادف دون إسفاف أو عرى او صريخ بلا داعى بل هو تعبير عن النساء التى يعبرن بعقلهن و يسيرن الأمور كما ينبغى أن تكون فتحية لهن .

تحياتى و إلى اللقاء 
  . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543