الثلاثاء، 22 مايو 2012

السرايا


السرايا

صميدة وصل
صميدة وصل

صرخ بها الغفر إعلاناً بوصول شيخهم شيخ الغفر "صميدة" حضر "صميدة" يركب فرسه الشهباء يقود قافلة بها "حميدة" زوجته الحسناء تركب على محمل أعلى الجمل ، كنت عائداً لتوى من "باريس" فقد أتممت دراستى الجامعية و حصلت على شهادتى فى الهندسة الزراعية و عدت بعد سنوات الدراسة لأتولى عزبة العائلة ، كان اليوم إحتفال خاص أقامه العمدة بمناسبة عودتى فعلقت الزينات و إنطلقت الأعيرة النارية فى كل مكان ، كنا فى أول خط الصعيد "بنى سويف" كانت العزبة تقع فى "إهناسيا الخضرا" و هى منطقة متميزة تجمع بين خصوبة أرضها الزراعية و عراقة ماضيها التاريخى الممتد حتى العصور الفرعونية القديمة ، كنت أقف خارج الدوار أستمتع بتدخين سيجارتى "اللاكى ستريك" بدون فلتر و كانوا الفلاحين ينظرون لى يتمنوا أن أعطيهم سيجارة يتبادلوا أنفاسها بين بعضهم البعض ، لم اكن من تلك النوعية التى تتعالى على البشر الذين هم مثلها بل كنت أسعد بالقرب منهم فهم مننا و أعتبرهم أهلى ، كان احدهم بالذات ينظر للسيجارة نظرة وله ، أذكره جيداً إنه "عم قناوى السقا" كان يدور بقربته على كل المنازل يجعل الناس تشرب من مياهه الطيبة و كان يضيف للمياه قطرات ماء ورد يعطيها طعم و رائحة ممتعة ، و كانت جائزته الكبرى "سيجارة لف" من "عم طلبة البقال" الذى توفى العام الماضى حسبما أخبرتنى "ست الدار" كبيرة المنزل عندنا و مساعدة والدتى الشخصية ، نزلت سلالم الدوار الخارجية متجهاً إلى السيارة فتحت الشنطة أخرجت ثلاثة خراطيش "لاكى ستريك" فتحتهم و بدأت اوزع على الفلاحين و هم يهللون فرحاين بالعطايا العظيمة و إختصصت "عم قناوى السقا" بخرطوشة كاملة دعا لى بها على اثرها بدعوى تناسبه حيث قال لى :
-        ربنا يسجيك من بحور الجنة و يعطرك من عطورها . شكرته و إلتفت الى الشرفة التى كنت أقف فيها فوجدت والدى ، فيبدو إنه قد خرج على أثر التهليل و أراد إستطلاع الأمر و رأنى أوزع السجائر فإبتسم لى سعيداً من أن حياة "باريس" لم تبدلنى و لم تغيرنى و قال لى :
-        من أول يوم شفتك مالى شنطة العربية سجاير كان نفسى أقولك وزع منها على الفلاحين دول حينبسطوا بيك قوى ، خصوصاً إنهم بيحبوك و بيحبونا و خد بالك إحنا من غيرهم و لا حاجة ما تفتكرش "الباشوية" بتاعتى و ألا "البكوية" بتاعتك تنفعنا من غيرهم و كويس إن "أوروبا" ما غيرتكش ، و ما خلتكش تتكبر على الناس الغلابة إنت إبنى حبيبى زى ما أنت ما اتغيرتش .
-        أنا إبنك يا "معالى الباشا" مستحيل أتغير ممكن أسئل معاليك إحنا مستنين إيه ، الأكل ما جهزى و ألا إيه ؟
-        ههههههههههههههههه نفسك وحشتك لأكل البلد و "الزفر" بتاع الفلاحين ، إيه مش عايز "باتيه" و "كورواسوه" ؟
-        يا "باشا" هو إحنا بتوع كده برضوا إحنا بتوع البط و المحمر و المشمر . قلتها و انا أداعب بطنه فقد كان يعشق الطعام دون أن يكون له كرش ، و برغم بقاءه فى باريس عشر سنوات لا يزال يعشق تراب مصر لم يبدله و لم يغيره بروتوكول "السلك الدبلوماسى" الذى أمضى فيه أغلب عمره .
-        أمال يا واد كنت بتاكل إيه فى "باريس" ؟
-        يا "معالى الباشا" إنت عارف إن كل حاجة متوفرة فى "باريس" بس للى يفهم قلتها و انا أغمز له بعينى اليمنى غمزة فهمها ففى "باريس" تستطيع الحصول على كل ما ترغبه طالما تريده و أردفت قائلاً له :
-        بس ما قولتليش "معالى الباشا" إحنا مستنين إيه ؟
-        مستنين "شيخ الغفر صميدة" و مراته "حميدة" ؟
-        "حميدة" اللى كانت بتشتغل فى السرايا عندنا بنت "ست الدار" ؟ لم أكد أنهى سؤالى حتى إنطلقت الصيحات :
صميدة وصل
صميدة وصل
صرخ بها "الغفر" إعلاناً بوصول كبيرهم شيخ الخفر "صميدة" حضر "صميدة" يركب فرسه الشهباء يقود قافلة بها "حميدة" زوجته الحسناء تركب على محمل أعلى الجمل نزلت تتحرك فى خجل تتبع زوجها فى أدب عالى تبدو بخطواتها الهادئة ملاك يسير على الأرض ، خرج العمدة يستقبل "صميدة شيخ الغفر" و زوجته فائقة الحسن و التى كشفت اليشمك لتصافح أمى "شويكار هانم" و زوجة العمدة "فوقية" ثم تمد يدها و هى مطرقة للأرض تصافح "أبى" و يقدم "العمدة" "شيخ الخفر صميدة" لى و يعرفه على فيصافحنى الرجل بشدة يحاول إختبار قوتى و صلابتى فيمد يده فى قوة يجذبنى فيجدنى لا أهتز و أجذبه إلىّ فينظر لى نظرة إجلال فيعلم إننى لست البيه إبن الباشا اللى كان عايش فى "باريس" و يربت على كتفى و هو يبتسم فى تقدير و يقول :
-        نورت عزبة أبوك يا سيدنا "البيه" كلتانا هنا خدامينك .
-        العفو يا "شيخنا" إنت "شيخ الغفر" و المطرح كله فى حمايتك كنا نتبادل المجاملات بذكاء بمعنى أن يلزم كل شخص حدوده و أنه ستظل الأمور كما هى ، ثم جاء الدور على "حميدة" و هو ما إنتظرته منذ أن سمعت إسمها فإقتربت تمد يدها تصافحنى و ما أن لمست يدى حتى سرت فى جسدى متعة لقاء حبيب بعد إشتياق طال ، مدت يدها تصافحنى فى أدب جم و هى تنظر للأرض مطرقة فى خجل شديد و ما أن لامس كفها كفى حتى داعب بنصرها بطن كفى كما كنا نفعل فى طفولتى و شبابها فقد كانت تكبرنى بخمس سنوات ، و الفتاة فى تلك السن فى الصعيد و الأرياف تكون كشابة من شابات القاهرة ، و كانت لقاءاتنا معاً لها قصص عديدة ، فقد تعددت اللقاءات و المتع السرية التى لا يعرفها أحد ، كانت مصافتحها تعنى شفرة لا يفهما غيرنا فقط فقد كانت تعنى بفعلها أن تقل لى إنها لا زالت تذكرنى فهل لا زلت أذكرها أم لا ، صافحتها بشكل طبيعى كما لو كانت علاقتنا عادية جداً كمخدوم و خادمة ، دخلنا الدوار لتناول الطعام و لم يجلس الباشا إلى مائدة الطعام إلا بعد أن تأكد من أن الفلاحين بدأوا فى تناول الطعام ، و هنا جلسنا كلنا إلى مائدة الطعام و كانت جلستنا طيبة و كان حديث "صميدة" لطيف و بدأت أتعرف على "صميدة" فعرفت أنه كان أحد الأشقياء و عاش فى الجبل طيلة حياته و أنه قد حدثت مطاردة بينه و بين "الأمن" خطف على اثرها "ضابط و مجموعة عساكر" و أن الباشا تدخل عند "الحكمدار" و صعد الجبل بمفرده متجهاً إلى "مغارة صميدة" و طلب منه أن يخلى سبيل "الضابط و العساكر" لأنهم يؤدوا واجبهم و كلنا بنجرى على أكل عيشنا و إنه لو قرر التوبة حيعينه "شيخ للخفر" و رجالته حيكونوا "الخفر" بموافقة "العمدة" و "الحكمدار" ، و إنه مديون لل"الباشا" برقبته و أن "الباشا" هو سيده و تاج راسه ، كانت كلماته تزيدنى بفخر فى تواضع بأهلى و حسبى و نسبى و بدأت "أمى شويكار هانم" تتحدث مع "حميدة" و إنها زعلانة من إنها منذ أن تزوجت "صميدة" لم تزر "أمها ست الدار" و لا "أمها شويكار هانم" والعيب يبقى على جوزك برغم إنه راجل يعرف فى الأصول فأخذ الحديث "صميدة" وقال لأمى :
-        يا "ست هانم" و الله و ماليكى عليا حلفان كل يوم أجولها روحى زورى أمك عند "الباشا" ، طب روحى زورى "الهانم" طيب يا شيخة إطمنى على "الباشا" تجولى ما جادرش ، و ماخبرش ما تجدرش ليييه ؟ كنت أنا أعلم فهى لم تعد تستطيع الإقتراب من "السرايا" و أنا غير موجود فقد كلن عشقنا لأحدنا الأخر به شئ مميز ليست المتع الجسدية فحسب مع الحفاظ على عذريتها و لكنه عشق ذكر لأنثى يتمناها ، و أتت البعثة لتدمر كل أمالى و أحلامى فى الإرتباط ب "حميدة" كنت أعلم أن أهلى لن يمانعوا طالما الإرتباط شريف و هم لم يتكبروا فى يوم على الفلاحين و لكن بمجرد إتمامى الدراسة الثانوية تم إرسالى فى بعثة لدراسة الهندسة الزراعية على أحدث ما يكون فقد كان والدى "الباشا" لديه إهتمامات عدة أولها بلا منافس "الهانم شويكار" ثانيها طفله الذى هو أنا ثالثهما إهتمامان معاً فهما فى نقطة واحدة مشتركة و هما يخصا العمل و العمل لدى "الباشا" جزءان الأول عمله فى السلك الدبلوماسى و الذى طالما أجاده و برع فيه و الثانى الأرض الزراعية فقد كانت ورثه من والده و والدته قطعة أرض شاسعة و كان طفلاً وحيداً و لست ادرى هلى جعلنى مثله وحيد حتى لا يكون هناك شريك فى الحب يتقاسمه معى أم إنه كان قد إكتفى لسبب أخر أم إنه أراد ان اكون مثله بحيث تصبح الأرض خاصة لى لا يشاركنى فيها أحد ، كنت لا ادرى و لكن كل ما كنت أدركه تماماً هو أن ذلك "الباشا" رجل محبوب بشكل غير عادى و رحيم بشكل عالى و يحب الخير و لا يتجاوز مع أحد و يحب المرح دون إسفاف ، كانت شخصيته و شخصية "شويكار هانم" مناسبة و متناسقة بشكل غير عادى و لم يكن هناك خلاف فى وقت من الأوقات بينهما و كنت أراها دائمة التدليل ل"حميدة" ، أه "حميدة" و لا أريد الإسترسال فى حياتى الشخصية فلنعود معاً إلى ما كنا فيه . تم إرسالى إلى "باريس" فى العام الذى أتممت فيه "التوجيهية" و ذهبت بالسفينة أفكر فيها معشوقتى الغالية "حميدة" و سيأتى ذكر حياتى فى تلك المدينة العجيبة و القصص التى تعرضت لها هناك كلاً فى حينه و لنعد مرة أخرى إلى دوار العمدة حيث نتناول الطعام و يكمل "صميدة" الحديث فيستكمل قائلاً :
-        و أدينى يا ست هانم باجولها جدامك يا "ستى و تاج راسى" عتروحى بكرة ع "سرايا الباشا" تسلمى على "أخوكى البيه منير" و تشوفيه لو محتاج حاجة و تجعدى أد يومين تلاتة ما بين "الهانم شويكار" و "الست ست الدار أمك" و تراعى "الباشا" و "البيه الصغير ف السن الكبير مقامه" ده أعتبره اخويا يعنى تتعاملى معاه كيف ما تتعاملى مع أخويا "سعدون" ماشى ؟ و هنا ردت "حميدة" قائلة فى حياء :
-        اللى تؤمر بيه يا سيدى و تاج راسى ، و تحركنا بعدما أنهينا تناول الشاى إلى الواجهة البحرية المطلة على الحديقة تهب علينا نسائم الصيف العليلة المحملة بروائح الزهور و الفواكه الصيفية قادمة من حديقة الموالح الخاصة بنا و التى تقع أمام "دوار العمدة" ، كنت سعيد بما أنا فيه ها قد عدت و عادت إلىّ حبيبة الصبا التى لم أحب غيرها ، كنت أتمنى لو أستطيع القيام و ضمها بقوة و إحتضانها ، لكن كيف السبيل إلى وصالها و هى لرجل أخر ، صرفت عن فكرى هذه الأفكار حتى إننى فكرت أن أترك السرايا عند حضورها و الذهاب إلى الأسكندرية حيث "فيلا ستانلى" أو إلى القاهرة فى الحى الجديد و "فيلا مصر الجديدة" يساعدنى فى إنتقالى سيارتى الحديثة التى أحضرها لى أبى هدية تخرجى و للتنقل بحريتى بين "العزبة" و "القاهرة" و "الأسكندرية" ، لم اكن أعلم ما سيحدث لى فى الأيام القادمة كنت أظن أن الحياة ستمضى رتيبة مملة


و أننى سأفتقد ليالى الأنس و الفرفشة و المتع و مغامرات الصبا فى "باريس" حيث ليالى "بيجال" و "المولان روج" و ال"رو موفتار" و لكن ما حدث فى "مصر" جعلنى أكاد أنسى كل ما مررت به فى "باريس" حتى قصة "مروان اللبنانى" و "مارى الفرنسية" و الجريمة التى حدثت و التى كدت أن أذهب للسجن بسببها لولا ظهور شاهد أكد مبيتى بين أحضانه تلك الليلة و لم يكن هذا الشاهد غير "كرستين" صديقتى الفرنسية و التى فعلت من أجل خاطرى ما كلفها طلاقها من زوجها الإنجليزى الثرى كانت القصص تتوالى على ذهنى
و نحن فى الفراندة المطلة على حديقة الموالح لم يوقظنى من ذكرياتى غير صوت "صميدة" يقل لى :
-        و ألا البيه الصغير ليه رأي تانى ؟ لم استطع أن أقول إننى لم أكن منتبه لكلامهم فقلت على سبيل المجاملة :
-        اللى تشوفوه و تتفقوا عليه . و كان ما يرونه سيشعل فى جسدى نار الرغبة و هو حضور "حميدة" و بقاءها فى السرايا شهر كامل مع "أمها ست الدرا" و "أمى شويكار" و الذى حدث بيننا لم أكن أتوقعه و الأغرب ما قصته علىّ و قمنا لننصرف قبل حلول الليل فلم تكن الإضاءة منتشرة وقتها و وجدت "حميدة" تركب السيارة معى لنتوجه إلى السرايا و فى وداعنا "صميدة" و "العمدة عواد" و "الست فوقية مرات العمدة" فما حدث سنراه فى الحلقة القادمة من "مغامرات السرايا" .

تحياتى و إلى اللقاء   . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543






الاثنين، 21 مايو 2012

غرام


غرام
ركنت سيارتى عند محطة مترو أنفاق "سراى القبة" غادرتها متجهاً إلى محطة المترو قطعت التذكرة عبرت البوابة و وقفت على رصيف المحطة كل ذلك ، و أنا لا تفارقنى إبتسامتى برغم ما حدث بالأمس من أحداث تجعل أى شخص يصاب بإكتئاب دائم ، و يحتاج إلى"سيجموند فرويد" و "مدرسته للتحليل النفسى" لمحاولة إخراجه من تلك القصة المأساوية التى عشتها بالأمس ، إلا إننى بتركيبتى قررت ألا أستسلم لهمومى فما بالكم بهموم الناس ، و كنت دائماً على يقين من أن الإبتسامة تجعلك تشعر بأن الحياة جميلة ، و كلما إقتحمتنى نظرات أحد أجده يبادلنى الإبتسامة بتكشيرة ، كنت لا أهتم لذلك بل أستمر فى الإبتسام مطبقاً كلمة أحبها جداً و هى "الإبتسامة هى السحر الأبيض" ، كنت منغمس فى أفكارى ، حتى رأيت ذلك الوجه الجميل ينظر لى ، و يبادلنى الإبتسامة بإبتسامة أجمل ، نظرت إليها أحاول تذكرها ، كانت ترتدى فستان قصير أسود جوارب سوداء حذاء أسود عالى بكعب رفيع و تضع على وجهها نظارة سوداء ذات إطار ذهبى يظهر بياض وجهها و جماله أنفها ذلك الأنف الرفيع الحاد و الشفاة ليست بالرفيعة و لا بالغليظة بل هى وسط يتمنى أى رجل أن يقبلها ألف مرة و ألف و لن يمل من تكرار تقبيله لها ، وجدتها تنظر إلى كما لو كانت تعرفنى و جدتها تقترب منى و تقل لى :
-        أستاذ "أمير" مش كده .
-        أيوه يا مدموزيل . رددت عليها و أنا أحاول تذكر من هى تلك الفاتنة .
-        مش فاكرنى ؟
-        أكيد القمرات اللى زى حضرتك بيفضلوا فى ذاكرة الإنسان ، لكن أنا أسف أنا مضغوط شوية فى الشغل و يمكن ذاكرتى فى ضغط العمل مش حتسعفنى بتذكر حضرتك .
-         موبيلك لسة زى ما هو ؟
-        أى واحد ؟ قلتها لأتأكد هل تعرفنى فعلاً أم لا ففؤجئت بها تردد على رقم موبيلى من الذاكرة . و بمجرد إنتهاءها رددت عليها:
-        هو الرقم . قلتها لها دون ان تظهر على علامات الإندهاش و إن كنت فى قمة التعجب من داخلى .
-        طيب علشان المترو حييجى دلوقت حأكلمك كمان يومين يعنى يوم السبت يا ريت تكون إفتكرتنى و لو إفتكرتنى حأعزمك فى المكان اللى إتعرفنا فيه على بعض و رقصنا فيه سوا لكن ده حيخلينا نسافر برة "القاهرة" . نظرت لها و قد زدت إبتسامتى حتى لا يظهر لها تشتتى و قلت لها :
-        طيب أنا بأحب السفر . و هنا أنقذنى وصول المترو فقالت لى :
-         باى يا ". . ." و نطقت بإسم تدليل لى لم تقله لى غير واحدة فقط و لكن هذا كان منذ تسع سنوات ، كنت قد تعرفت عليها فى رحلة خارج القاهرة كانت معرفتى بها لها قصة لطيفة و لكنها كانت سمراء و هذه الجميلة بيضاء و كان شعر الأخرى أحمر و هذه الفاتنة شعرها أصفر فماذا يحدث بالضبط .
ركبت المترو لأذهب إلى "جاردن سيتى" و كان هذا يعنى نزولى فى محطة "سعد زغلول" لأسير على قدماى حتى شارع معمل السكر و كنت أعشق السير رغم درجة حرارة الجو المرتفعة و رغم إرتدائى لجاكيت بليزر و كرافت مما يجعل من يعرفنى يتساءل عن سبب تركى سيارتى و تحركى بالمترو فأرد عليه قائلاً ترك السيارة المكيفة فى ذهابى لجاردن سيتى أو وسط البلد فى ذلك الوقت يرجع لأننى أبداً لن أجد مكان لركن السيارة ، حيث إننى فى أخر مرة ذهبت فيها لجاردن سيتى ظللت أبحث عن مكان للإنتظار ساعة و نصف و فى النهاية تركت السيارة و أخذت مخالفة ، برغم وجود سيارات كثيرة تركن مثلى مخالفة و لكنها تتبع الشركات و لذلك لا أذهب بسيارتى أبداً ، دخلت المبنى الضخم الفخم و الذى وصلت إليه فى الموعد المحدد بالضبط ، أخرجت من جيب البليزر منديل ورقى لأمسح حذائى و أجعله نظيف من أثار الأتربة التى علقت به من الشارع , و نظرت فى مرآة الحائط لأتأكد من تجفيفى لعرقى الذى ملأ وجهى .
-        خرجت من المبنى الفخم و قد أنهيت مأموريتى على أكمل وجه و بدأت رحلة العودة إلى "مصر الجديدة" ، عند إقترابى من محطة المترو تذكرت فاتنة الصباح تلك الشقراء الرائعة التى قابلتها فى الصباح , كنت لا أستطيع تذكر أين رأيتها من قبل و لكنها أعطتنى مفتاح فك شفرة ذلك اللغز المثير ، بدأت أستعيد الذكريات و أنا بالمترو , تذكرت حينما كنت مع مجموعة ما من المعارف و كيف طلبوا منى بما لى من خبرة معينة تنظيم رحلة خارج القاهرة و قد فعلت و إقترحت عليهم أن تكون الرحلة إلى "أوبرج الفيوم" و قمت بتأجير أوتوبيس سياحى ضخم لأن العدد تجاوز الخمسين لأن كل من كان فى الرحلة قد عزم الأصدقاء و الأقارب و كنت قد إخترت الأوبرج لأنه سيسمح لكل شخص بحرية الحركة ، فيمكن للشاب أن يتجول مع خطيبته بحرية و من يرغب فى الصيد يصطاد السمك من البحيرة ، ربة المنزل ترتاح من إسبوع مجهد فى خدمة المنزل ، الموظف سيلعب الطاولة مع أصدقاءه و من يرغب فى نزهة بحرية أو لعب الكرة أو أى ألعاب أخرى و فى اليوم المحدد للتلاقى فى "ميدان سفير" ذهبت إلى هناك و ركنت سيارتى حيث كنت قد قمت بتأجير سيارة بالسائق لأسبق الأوتوبيس إلى "الأوبرج" لأتأكد من تحضير كل شئ و عند وصولى قابلت "جيهان" إحدى الصديقات التى قامت بترتيب الرحلة معى و معها "منير" ، إتفقت معها من قبل على إننى سأسبق إلى "الأوبرج" على أن يلحقوا بى إلى هناك بالأوتوبيس ، و عندما إلتفت لأنظر للأوتوبيس رأيتها كانت هناك فتاة سمراء يبدو جمالها من عينيها حين خلعت نظارتها الشمسية كانت ترتدى شورت أبيض مثير و كان جسدها مثير بشكل غير عادى و كلما صعدت لأعلى كلما زادت إثارتها حتى وصلت إلى وجهها الجميل الدقيق الملامح و شفتاها التى تود تقبيلهم ألف مرة و لن تمل و لأننى قد إعتدت على عدم إظهار مشاعرى بسهولة فقد تابعت حديثى مع جيهان و التى قالت لى إن "منير" سيتعامل مع الناس بتعالى و يعطى أوامر هنا و هناك و إنها تفضل تواجدى أنا معها بالأوتوبيس و ذهابه هو إلى الأوبرج فرددنت عليها قائلاً :
-        أنا أحب أكون معاكى فى اى مكان لكنى الى  إتفقت مع "الأوبرج" و معايا باقى الفلوس و عارف إمتى حأدفع علشان أضمن تمام الخدمة , وهم سيتعاملوا معايا بس مش مع حد تانى كمان أنا إتفقت مع منير على أنه يكون لطيف . و فعلاً وافقت على أن أذهب و ذهبت بالسيارة و وصلت الأوبرج و تأكدت من تحضير كل شئ ، و أكدت على "المتردوتيل" أن يتأكد من توفير كل شئ بنفسه و سوف أقوم بعمل إكرامية لكل المساعدين له و خرجت للخارج أنتظر وصول الأوتوبيس الذى وصل فى وقت مناسب ، وقفت أنتظر نزول كل المجموعة و حين نزلت "جيهان" رأيتها تنظر لى و تقل لى :
-         أيوه يا سيدى فيه ناس معجبة . فضحكت و قلتلها :
-        أيوه مش تيزة تفيدة برضوا .
-        لا يا سيدى دى ذات الشورت الأبيض .
-        ههههههههههههههههههههههه ديه قريبة ذات الرداء الأحمر.
-        لا "غرام" .
-         مين
-        غرام .
-        بعد ما أنت نزلت جت و قعدت جنبى سألتها هو مش حييجى معانا الرحلة قلتلها :
-        هو سبقنا .
-        طيب أصلى قلت حرام شاب لطيف زيه و يروّح .
-         هو لطيف فعلاً . ثم اردفت قائلة لى .
-        على فكرة منير ضايق الناس زى ما قلتلك فذهبت و تحدثت معه و لم أكن أدرى أن طريقة "منير" ستجعل لى قصة ظريفة جداً معها ، مع "غرام" .

تحياتى و إلى اللقاء 
  . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543