السبت، 24 مارس 2012

أمن قومى الحلقة السادسة الدرب الاحمر


أمن قومى 
الحلقة السادسة
الدرب الاحمر
بعدما حضر "أستاذ نهاد" إلى مكتبى أمسك بالأوراق التى إنتهيت من كتابتها ، و فى مطالعة بسيطة قال لى :
- "أستاذ /نبيل" ، بكرة الصبح حتنزل من البيت باللبس الميري ، حتروح على إدارة الشئون المعنوية زى كل يوم تمارس أعمالك الطبيعية ، الساعة إتناشر الضهر حتلاقى إستدعاء لمكتب سيادة اللواء مدير الإدارة ، حتستلم ملف بمهمة تبع الإدارة عندكم ، و فى الملف حتلاقى تعليمات إنك مكلف بتغطية سينمائية خاصة بالجيش التانى الميدانى فى بعض المنشأت الجديدة ، لما توصل البيت بعد الضهر تورى سيادة اللواء والدك المأمورية ديه ، و تجهز شنطة سفر فيها كل إحتياجاتك لمدة 6 شهور ، الساعة خمسة مساءاً حتروح على عنوان مكتوب فى ورقة حتستلمها و إنت فى طريق العودة دلوقت ، لما حتروح العنوان اللى فى الورقة حتلاقى  عربية جيب لونها كحلى و إزازها فيميه حتركبها لمكان حتأخد منه عربية تانية حتجيبك هنا ، و باقى التعليمات حتعرفها و إنت فى العربية اللى حتوصلك عند عربيتك .
-   يعنى أفهم من كده"أستاذ /نهاد" إنى بقيت عضو فى الهيئة من النهاردة .
- رد علىّ و هو يبتسم إبتسامته الطيبة قائلاً لى : "أستاذ نبيل" حضرتك عضو فى الهيئة من يوم مقابلة "النقيب سراج" فى نادى الظباط .
-  حاضر " أستاذ / نهاد " حأكون موجود فى المكان فى الميعاد بالظبط . قلت له ذلك و أنا أبتسم من السعادة بما أصبحت عليه .
خرجت من المكتب و دخلت المصعد بمجرد فتح باب المصعد فى الطابق المخصص لخروجى دون أن أضغط على أى زرار فالمصعد ليست به أية أزرار ، وجدت الشخص الذى أحضرنى يقف أمامى كما لو كان يعلم توقيت خروجى من المصعد فى تلك اللحظة بالضبط ، أشار لى بيده لباب الخروج و هومبتسم قائلاً لى :
- إتفضل "أستاذ / نبيل" .
قالها كما لو كان الأمر طبيعى أن تتحول منادته لى من "الضابط نبيل" إلى "أستاذ / نبيل" ، وجدت من كلمته أن كل شئ فى هذا المكان منظم و مدروس بدقة عالية و هذا ما أكدته لى الأحداث على أرض الواقع فيما بعد .
-        إتفضل " أستاذ . . . ؟ " أقدر اعرف إسم حضرتك ؟
-        "ناصف" ، إسمى "ناصف" . قالها مبتسماً بطريقة لطيفة مهذبة ثم صمت و لم يسترسل فى الحديث بما يعنى أن هذا أكثر ما يمكنه الحديث به معى .
عند وصولنا قرب مكان سيارتى تكلم أخيراً "أستاذ / ناصف" قائلاً لى و هو يمد يده بورقة مطوية بعناية شديدة :
- "أستاذ نبيل" الورقة ديه فيها العنوان اللى حتقابلك عنده السيارة الجيب الكحلى المتفيّمة اللى "أستاذ نهاد" قال لحضرتك عليها فى تمام الساعة خمسة بعد الضهر ، رقمها فى الورقة ، العنوان و الرقم حتحفظهم و الورقة تمضغها بعد ما تحفظ اللى فيها ، الحبر المكتوب فيها مش مضر ، بعد لما تمضغها ما ترميهاش حطها فى جيبك هى حتتحلل ، هناك فى العنوان ده حيقابلك شخص لابس بدلة بيج حيقولك "حمدلله ع السلامة يا أمين" تسلم عليه و تحضنه كأنك ما شوفتوش من زمن و قابلته صدفة حيقف معاك حتروحوا على العربية ، حتيجوا على هنا . قال هذا و تم فتح الباب لى بما يعنى أن أنزل .
بعدما نزلت من السيارة التى أعادتنى إلى سيارتى أخذتها و توجهت للمنزل ، لم أفعل شئ غير الأمور العادية ، عند تناول العشاء تحدثت مع أهلى دون أن يحدث شئ مختلف ، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل دخلت للنوم بعدما جهزت فى ذهنى ما أحتاجه دون أن أقوم بتحضيره حتى لا ألفت النظر لذلك الأمر إذا دخلت "سعدية" لتنظيف غرفتى .
إستيقظت فى اليوم التالى ومارست حياتى بشكل طبيعى و ذهبت لعملى ، و فى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً وجدت إستدعاء لمكتب اللواء مدير الإدارة ذهبت إلى مكتب سيادته لأستلم مأمورية بتغطية لمنشأت سرية خاصة بالجيش الثانى الميدانى ، و غير واضح أين سنذهب لتصوير تلك المنشأت ، لم يكن سيادته فى المكتب فقد إستلمت المأمورية من سيادة العميد نائب سيادته حيث كان سيادته فى مأمورية خارج الإدارة و لا أحد يعرف عنها شئ حيث إنها تقع تحت نطاق كلمة "سري للغاية" ، إستلمت التكليف بالمهمة و أعطيت سيادة العميد التحية العسكرية و عدت لمكتبى لإنهاء بعض الأعمال ، عند قرب موعد الإنصراف قمت بجمع أشيائى الخاصة و لم أترك أى شئ لعلمى إننى لن أعود مرة أخرى لذلك المكان الجميل ، تجّولت عيناي فى المكان تتأمله فستكون أخر مرة أتواجد هنا ، نزلت و أخذت أشيائى و لأنها كانت قليلة لم أحتاج إلا للشنطة العادية الخاصة بى لأحمل بها متعلقاتى الشخصية ، عدت إلى المنزل وبعد تناول الغذاء جلست مع أهلى نتبادل الحديث و أريت أبى التكليف و قال لى :
- المفروض تسلم نفسك النهاردة .
- أيوه ، ده المكتوب فى التكليف لكن مش المفروض كانوا يخلوه من بكرة ؟
- ما فيش المفروض فى الجيش يا حضرة الظابط ، مأمورية مكلف بها عليك تنفيذ التعليمات من غير نقاش ، أفتكر دلوقت عرفت ما كناش عايزينك تدخل كلية عسكرية ليه ؟
-  بالتأكيد يا أفندم كان عندك حق ، ده اللى مكتوب إنى مكلف لفترة قد تتعدى ست شهور ، يعنى . . .
- يعنى ما تقدرش تعرف حترجع إمتى قوم دلوقت جهز نفسك لإنه يدوبك تلحق تلبس و تروح على الإدارة لإنك ما تعرفش حتروح فين بعد كده ، و اعرف إن تحركات الجيش بتكون سرية ، و أى معلومة بتتقال بتكون بحساب حتى لو كانت من جندى بسيط ، و ده جزء من مهمة الشئون المعنوية الحفاظ على السرية ، على كلاً بالتوفيق ، المهم مش عارف ماما حتعمل إيه لما تقوّلها ؟
- أنا معتمد على حضرتك فى الموضوع ده لإن حضرتك بالتأكيد إتعرضت لحاجات كتير زى كده ، و أنا فعلاً حأقوم أحضر شنطة السفر لإنى متعود أسمع كلام حضرتك .
و فعلاً قمت مستأذناً أبى و ذهبت لتحضير شنطة السفر ، كانت الساعة الثالثة و النصف و موعدى فى الخامسة كان يكفينى ربع ساعة للتواجد فى العنوان الذى حفظته و هنا تذكرت الورقة التى مضغتها و ذهبت لأرى ماذا حدث لها ، و فعلاً حينما وضعت يدى فى جيب الجاكيت لأخرجها ، وجدت كما لو كانت هناك بودرة به ، مثلما يحدث عند تحلل المناديل الورقية عندما تنسي فى الملابس و يتم غسلها داخلها ، كان كل ما أراه يجعلنى أتأكد بأن كل شئ يسير فى نظام مدروس بشكل غير بسيط ، و أنه لا يتم ترك شئ لمجريات الإمور ، قمت بتجهيز إحتياجاتى التى ستكفينى لمدة ستة أشهر و أنهيت تحضير حقيبتى و خرجت لأجد أمى تقف مع أبى يتحدثا و هى تنظر لى و تقول :
- خد بالك من نفسك يا "نبيل" ، بابا قال لى إنك حتغيب فى مأمورية ، يمكن قدرى إنى افضل أخدم بلدنا بالتضحية بجوزى و إبنى و إنى أتحرم من القعدة معاهم و رعايتهم . قالت هذا و هى تحتضنى و تغالب دموعها حتى لا تبكى ، و هنا قام والدى بالحديث حتى لا ينقلب الموقف إلى حالة تتغلب فيها العواطف الجياشة على الواجب و قال :
- يا ستى هو رايح الحرب ، إحنا فى حالة سلام و إبنك رايح يصور منشأت عسكرية يعنى الموضوع بسيط .
- يا سلام و إبن خالته اللى راح أنشاص و هو فى الكلية الحربية و ودع أختى و قالها إن نسبة الفاقد فى الأرواح بتكون مرتفعة شوية كان إيه ؟ .
- ده فى الكلية الحربية يعنى تدريبات على أعلى مستوى ، "نبيل" رايح يصور و راجع تانى . كان يقول هذا و هو يعلم إنه لا فارق بين الجندى الذى يحمل مدفع و زميله الذى يحمل الكاميرا ، هنا أخذت زمام الأمور حتى لا تتغلب الدموع على أمى و قلت لها :
- حضرتك معودانا على الإعتماد على الذات من صغرنا و افتكر إن ده اللى خلانا نكون شخصيات متميزة .
- أيوه ، بس إنتم حتفضلوا ولادى حتة منى مهما كنتم شخصيات متميزة ، يعنى مش حأقدر أمنع خوفى عليكم و لا على أبوكم .
قالت هذا و هى تنظر لأبى بطريقة جعلته يبتسم و يشعر معها إنها لا زالت تلك الفتاة التى أحبها و تزوجها عن قصة حب رائعة كانا دائماً يقصوا على مسامعنا مغامراتهم و هما فى فترة الخطوبة ، و كانت قصص لطيفة حقاً جعلتنا نعشق الرومانسية .
إستأذنت للذهاب حتى لا أتأخر ، حيث إننى لن أخذ السيارة فمن غير المعقول ترك السيارة فى مكان غريب لمدة ستة أشهر ، و فعلاً أبلغت اهلى بإننى سأترك السيارة حيث سأتحرك بعربة من عربات القوات المسلحة إلى مكان المهمة ، و قد عرض علّى أبى أن يقوم بتوصيلى إلا إننى شكرته و قلت له إننى سأخذ تاكسى لإننى أفضل السلام عليه من هنا ، و ودعتهم و خرجت فى هدوء .
أخذت تاكسى قرب المكان المفروض أن تتم فيه المقابلة ، و فعلاً وجدت سيارة جيب زجاجها فيميه تحمل الأرقام التى أحفظها تنتظرنى ، نظرت لساعتى وجدتها الخامسة إلا خمس دقائق ، تمشيت شوية و قرب السيارة وجدت من بالسيارة ينده علّى و هو يتّرجل من السيارة قائلاً لي :
-        أمين ؟
-        شفيق ، إنت فين من زمان ؟ . قلتها و أنا أبتسم و أحتضنه كما لو كنا لم نتقابل منذ فترة كبيرة .
-        أنا أهوه ، يا راجل زمن و لا بتتصل و لا نسمع اخبارك إنت فين دلوقت  ، تعالى إركب جنبى إنت رايح فين ؟
بمجرد جلوسى فى السيارة قال و هو يبتسم:
-  "أستاذ / نبيل" حضرتك إبتسم و إتكلم زى ما نكون بنتكلم مع بعض عادى ، كمان تلت دقايق بالظبط حنتحرك ، حنوصل لحد "مساكن شيراتون المطار" ، هناك حأقف بالعربية حتنزل و تسيب شنطتك هنا ، فيه عربية "بيجو سوداء ربعماية و خمسة" رقمها فى الورقة ديه حتكون واقفة بعد ما حأركن بخمس عربيات حتركب العربية و الشنطة حتكون فى المكان اللى حضرتك رايحه قبل ما توصل هناك .
- طيب ، متشكر .
- حضرتك لحد ما نوصل إتكلم فى أى موضوعات زى ما نكون أصدقاء ، و أنا حأرد عليك ، أنا عارف إن حضرتك مثقف جداً و تقدر تتكلم فى مواضيع كتيرة ، و أنا حارد على حضرتك زى ما نكون فى مناقشة لطيفة بين الأصدقاء .
تحركنا بالسيارة و ظلنا نتحدث حتى وصلنا عند المكان الذى سأنزل فيه ، ترجّلت من السيارة ، و بعد خمس سيارات بالضبط وجدت السيارة "البيجو السوداء" تم فتح الباب الخلفى لها و دخلت فيها كان زجاجها متفيم مثل الأخرى ، نوعية فيميه مميز ، ذلك الذى يسمح لمن بالداخل برؤية من بالخارج و لا يسمح بالعكس ، ركبت السيارة و كان بها السائق فقط ، و بمجرد أن أدار المحرك وجدته يمد يده ب"هيد فون" يخرج من "مخدع الكونسول" ، و فيه سمعت صوت الأستاذ / نهاد" يقل لى :
-  "أستاذ / نبيل" ، " الأستاذ / إيهاب " هو اللى حيجيبك على هنا ، المكان حيكون غريب شوية ، لكن مش عايزك تستغرب من حاجة ، اللى شفته كان شئ و اللى حتشوفه هنا شئ تانى خالص ، إستعد يا بطل لإنك حتدخل على مأمورية قوية ، " الأستاذ / إيهاب " حيديلك بعد لما نخلص المكالمة ملف تقراه كويس ، أول لما توصل المكان اللى حتروحه حتدخل مكتبك حتعرفه لوحدك من المدخل ، حتلاقى الطريق للمكتب  زى طريق مكتبك اللى كنت فيه فى الهيئة ، و فيه ملف زى اللى معاك بالظبط و جهاز فيديو و شرايط فيديو ، عايزك تقرا الملف كويس و تراجعه على شرايط الفيديو ، و تقولى إيه رأيك فى الموضوع ده و ممكن نعمل إيه ، و ديه أول مأمورية حتتكلف بيها ، على فكرة شنطتك فى الطريق ، حتكون فى غرفة الإستراحة الملحقة بمكتبك ، و دلوقت أسيبك و حأشوفك الساعة حداشر بالليل ، أنا عارف إنك بتنام الساعة واحدة يعنى حأقعد معاك ساعة واحدة بس ، نراجع فيها رؤيتك المبدئية لتنفيذ المهمة الأولى ، الملف حيفضل معاك و ما تسيبهوش من إيدك لحظة واحدة لحد ما توصل حتديه لل"أستاذ / إيهاب" ، سلام مؤقت "أستاذ / نبيل" .
بمجرد إنتهاء كلام " الأستاذ / نهاد " و خلعى السماعات وجدت "الأستاذ / إيهاب" يمد يده بملف بلاستيك أحمر لا يظهر منه أية معالم تشير لما بداخله ، و عندما فتحته وجدت مكتوب عليه "الدرب الاحمر" ، و بدأت أقرأ ما بالملف دون أن أظُهر أي إنطباع عما يدور فى ذهنى من أفكار ، و الملف كان به تحريات مكثفة حول "حداد" بمنطقة "الدرب الاحمر" ، و قد أفادت كل التحريات من مختلف الجهات الأمنية إنه مرتبط بشكل مباشر بالعمليات الإرهابية الأخيرة ، و كانت "الهيئة" ترغب فى القضاء على الإرهاب من جذوره و تدميره تماماً ، ليس مجرد فقط القبض على ذلك "الحداد" ، كنت منشغل بشدة فى القراءة فلم أشعر إلا و "الأستاذ / إيهاب" يفتح السنترلوك الخاص بالسيارة و يقل لى :
- حمدلله ع السلامة "أستاذ / نبيل " وصلنا ، إتفضل .
شكرته و غادرت السيارة و أعدت الملف له و دخلت المبنى ، و فعلاً وجدته نسخة من مبنى الهيئة الذى كنت به المرة السابقة ، و إتجهت إلى مكان مكتبى الذى حفظت طريقه ، و هنا تسألت بينى و بين نفسى هل يتأكدوا من قدراتى على التذّكر ، على أية حال هذه نقطة فى صالحى لإن قدرتى على التّذكر كانت مضرب الأمثال بين كل معارفى على مدى سنوات طويلة . دخلت المكتب و لولا أن "الأستاذ / نهاد" أبلغنى إننى فى مكان أخر لظننت إنه نفس المكان الأول خصوصاً لإنشغالى بالقراءة عن متابعة الطريق ، بمجرد دخولى رأيت ملف مثل الذى كان معى فى السيارة ، كما لو كان هو بالضبط ، بدأت أقّلب صفحاته و قمت بتشغيل جهاز الفيديو و بدأت المشاهدة و أنا أقرأ المكتوب ، كان كل ما فى الفيديو عبارة عن متابعة دقيقة لشخص يعيش فى الدرب الأحمر يعمل "حداد" و لديه ورشة حدادة و كانت التحريات تؤكد ضلوعه فى النشاط الإرهابى الذى يكاد يلتهم "مصر" ، و كان علّى إيجاد طريقة للوصول إلى ذلك الشخص بحيث يقوم بدوره بتوصيلنا إلى رؤؤس الإرهاب الكبرى و كانت هناك مشاهد فى الفيديو عن علاقاته المتعددة ، و هنا كانت الغرابة ، فمن المعروف الفكر الذى ينتمى له الإرهابيين ، و لكن هذا " الحداد " غيرهم تماماً ، فهو يشرب الخمر و يصاحب الساقطات ، و لم يراه أحد فى أى وقت يفعل شئ طيب بل كان كل جيرانه يتحاشون التعامل معه إتقاءاً لشره ، كنت أكتب بعض الملاحظات فى أوراق كانت على المكتب ، و كنت أفكر فى أمر أخر هو ، من قام بتصوير تلك الشرائط ؟ ، فهو بالتأكيد شخص على دراية عالية بتصوير الفيديو و يعرف كيف يتعامل مع الكاميرا بحرفية عالية بحيث تظهر كل التفاصيل كما نقول باللغة السينمائية "إن فوكاس" ، و الأهم إنه بالتأكيد شخص من أهل الحى و بالتأكيد الكاميرا التى يقوم بالتصوير بها من نوع خاص بحيث تكون مخفية و لا تظهر للعين المجردة ، توقفت عن التفكير فى تلك النقطة لإنها لا تعنينى ، و كان على وضع خطة للوصول للمطلوب منى و فعلاً بدأت أضع الخطة ، و كانت خطة محكمة و بمجرد إنهائى وضع خطتى نظرت إلى الساعة لأجدها الحادية عشر إلا خمس دقائق ، بدأت استعد لمقابلة " الأستاذ / نهاد " لأقدم له خطتى ، و أضع أمامه كافة الأسئلة التى تدور فى ذهنى  ، و لم أكن أتصور أن الأيام القادمة ستحمل لى الكثير و إننى سأبذل جهد غير عادى فى تلك المهمة الأولى ، فقد كان تصورى إن كل مهمتى ستكون أن أجلس بملابسى الشيك و عطرى الطيب فى المكتب المكيّف أضع الخطط و أتابع سلامة التنفيذ ، و لم أكن أتصور أن أكون أنا "العميل السرى" فى تلك المهمة .
فإلى اللقاء فى الحلقة السابعة
"العميل السرى"
محمد أحمد خضر
+2 0122 3128543