الجمعة، 1 يوليو 2016

أمير و الثلاثى س

 أمير و الثلاثى س
 عند عودتى من تمرين السباحة كنت قد قررت عدم الإستسلام للمتاعب الصحية و توقفى عن العمل فقد قررت ان أشغل نفسى باى شئ توقفت للحظات عن  التفكير فى نفسى و توجهت فى التفكير نحو صديقى فهذه سيارته لم تتحرك من مكانها منذ بضعة اسابيع ربما يكون قد سافر للخارج و لكن فلأذهب لأطمئن عليه سئلت حارس العقار عنه فأجابنى إنه فى المنزل لكنه منذ فترة كف عن النزول حتى تسخين سيارته اليومى كف عنه فأعطى الحارس ريموت السيارة ليقوم بذلك العمل صعدت إليه و ظللت أدق الجرس فترة حتى سمعت حركة فى الداخل و صوت ضعيف يقول أيوه جاى ضحكت فقد ذكرتنى كلماته بكلمات صبى المقهى "قهوة المعاشات" التى إعتدنا الإلتقاء فيها و كان دائماً إسمها مادة للفكاهة يتندر به أهلنا علينا بسبب الإسم تذكرت اشياء كثيرة عبرت امام ذهنى فها نحن فعلاً اصبحنا من أرباب المعاشات الفارق الوحيد بيننا فارق بسيط و هو فارق ضخم الفارق بين ممارسة الحياة و مغادرة الحياة فتح الباب و يا لهول ما رأيت لقد رايت امامى شبح يكاد يسقط من الإعياء يقول لى فى صوت واهن :
-        أخيرا إفتكرتنى يا "سمير" و لم يكد ينهى كلماته حتى وقع مغشياً عليه ظننته فارق الحياة فقلت لنفسى إيه النحس ده أقعد كل الفترة ما أزورش صاحبى و لما اجى أزوره يموت أكونش عزرائيل و أنا مش واخد بالى و الا فيه ايه بالظبط أمسكت نبض صديقى فوجدت به النبض لكنه ضئيل فأمسكت موبيلى سريعاً أتصل ب"سعيد" جارنا الدكتور و قلت له على اللى حصل فحضر سريعاً بالشنطة اللى أول ما بأشوفها لا أستطيع تمالك نفسى من الضحك فقد كان حجمها يتناسب طردياً مع حجمه فهو ضخم جداً يحمل شنطة ضئيلة جداً و فعلاً ضحكت فقال لى مبدياً إمتعاضه من سخريتى :
 - بأقولك إيه أنا جاى فى واجب إنسانى و مش فايقلك و كمان مش حأخد فلوس يعنى تدينى وضعى .
 - وضع إيه يا أبو وضع إنت فاكرها حالة وضع و بعدين أنا قلت أجيبك تسترزقلك بأى ساندوتش جبنة ما أنا أصلى عارفك . كنت أعلم عشق صديقنا الطبيب للجبنة و فجأة شعرت ان الزمن عاد بنا للوراء لفترة إجتماعنا اليومى فى الحديقة الخلفية للفيلا عندنا نضحك و نوقع التوت اللى سيادة اللواء جارنا عامله شجرة فى فيلته و نقعد ناكله و فى نفس الوقت نبص على الجارات الجميلات و الصديقات الأكثر من جميلات لم يكن باقى غير "أمير" و يكتمل إجتماع "أمير وشلة سين" فقد كنا ثلاثتنا يبدأ إسمنا بحرف السين و لم أفكر كثيراً فقد إتصلت به أطلب حضوره و لم يتاخر فقد حضر .
 - و بدأ "سعيد" بالكشف على "سليم" . و سئلته :
-        ماله دكتور ؟

-        ماعندوش حاجة مش مظبوطة ، كل حاجة مضبوطة الضغط و السكر و حرارة الجسم ، اللى حصله ده شئ غريب ما أعرفهوش و مالهوش سبب غير حاجة واحدة "قصور فى الدورة الدموية المخية" و ده لازمله أدوية كتيرة و يتابع تناولها من غير تأخير و لا كسل و لازم نقيس حرارة جسمه كل شوية و ياخد سكريات و فاكهة و يشرب مياه كتير و يا ريت يتوقف عن التدخين .
 - بطلت التدخين بقيللى فترة دكتور "سعيد" . كان "سليم" مهذب تربية ولاد اصول فأبو جده باشا تركى كان له وضعه السياسى المهيب و كان لا يتحدث مع أى شخص غير بالألقاب فمعى "أستاذ.سمير" و الدكتور "دكتور سعيد" و أمير "أمير بك" لأنه ضابط و كان دائم القول له زمان كان الضابط لما يوصل رتبة "لواء" ياخد الباشوية رسمى بإنعام ملكى فحضرتك دلوقت "بك" و كنا نضحك على هذا الأرستقراطى فى زمن أصبح فيه السيد هو المال و من معه المال قد يكون من قليلى المستوى و هنا لا أتحدث عن مستوى إجتماعى و لكن عن المستوى التربوى الذى ينطق فى تصرفات و غل و حقد يتناسب مع نفوس تربت وسط احقاد طبقية و لكن مالى اخذتكم إلى درس فى الفوارق الطبقية و الأخلاقية فلنعد إلى قصتنا "أمير و الثلاثى سين" . . .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب. . .
                                 
                                   محمد أحمد خضر

+2 0122 312 8543

+2 0101 456 1217

+2 0114 955 5927

makarther90@yahoo.com