الأربعاء، 1 يوليو 2015

ظنها علاقة أثمة فى وابور الساعة إتناشر اللى مسافر ع الصعيد

ظنها علاقة أثمة فى وابور الساعة إتناشر اللى مسافر ع الصعيد






أحداث هذه القصة تدور فى أربعينيات القرن الماضى و أى تشابه بينها و بين أحداث واقعية لا علاقة لنا به .

إستيقظ "سيد كنيش" السابعة صباحاً بعدما تسبب شخيره و دبه برجليه على البلاط  فى إيقاظ جيرانه قبل الفجر ككل يوم لا تكون زوجته موجودة فهى تنزعج من اقل صوت و تديه كوع يعدله و أما الجيران فيقومون لصلاة الفجر و تكن دعواتهم اللهم خلصنا من "كنيش و امثال كنيش".
فتح "كنيش" صنبور المياه و شطف وشه و لم يغسل أسنانه بل قام بشطفها بشوية مية فهذا هو الرقى الحضارى بالنسبة له و لم يحلق ذقنه فبقيت ذقنه منبتة كما الشحاتين و تناول قطعة "كنافة" بقيلها ييجى أد إسبوع رمتها زوجته "رائعة الوجه و القوم" يقول العارفين بها إنها شبيهة سيد قشطة فلا يوجد بجسدها إنحناءات تثير الرغبات و لا بوجهها غمازات أو بسمات تعبر عن حالة من الحالات بل هى كده و اللى مش عاجبه يشرب من البحر المهم أكل "كنيش" حتة الكنافة و تبعها بالشاى بتاع إمبارح و لأنه نام يرتدى البدلة نزل على طول لا تعنيه رائحة جسده أو . . . .  فاليوم هو ذاهب إلى سيد قشطة فى حديقة الحيوان المفتوحة نقصد ذاهب إلى زوجته فى بيت العائلة فى بلدهم مما يعنى إنه سيأكل "زفر" و محشى "كرمب" –كيفما يسميه- و يفطر فطير بالسمنة البلدى و عسل أبيض من المنحل و عسل إسود من غيطان القصب و طحينة من ال . . . و لكن مالنا إسترسلنا فى وجبة طعام "كنيش" خلينا فى القصة
و الحقيقة ان تلك السيدة زوجته بنت ناس طيبين و اهلها يعتبروا كبارة البلد و عمها عمدة و هى كانت رائعة الجمال رشيقة القوام حتى حدث شئ فى حياتها حولها إلى "سيد قشطة" و لكن هذه ليست قصتنا فهذه قصة أخرى .
وصل "كنيش"  محطة مصر و هرع إليه أحد الفراشيين يناديه :
-        سيد أفندى . . سيد افندى .
-        عايز ايه يا "زفت" .
-        عايز أشوف لو محتاج حاجة او تحب اجيبلك باكو دخان أو معسل لزوم الإصطباحة . يقولها يريد ان يضعه "كنيش" فى إصطاف العاملين بالمحطة فما لا تعرفوه أن "كنيش" أحد مدراء محطة مصر و لكن الكل يبغضه لإسلوبه الغير لطيف مع الجميع فهو يرى نفسه "عظيم الفرس و الروم" و لم تخلق الأرض و السماوات إلا من أجله فرد على الرجل البسيط .
-        غور داهية تجحمك . و دخل إلى مكتبه يضع طربوشه فى المكان المخصص له و شرب من القلة كمية مياه تكفى لرى أراضى التربة الرملية و خلع جاكته فخرجت روائح مجهولة لكنها معروفة المصدر و هو جسد المأفون العفن . و جلس يضع رجل على رجل لتخرج روائح اخرى ثم يضغط الجرس ليستدعى سكرتيره فهو يدخل من باب لا يجعل أحد يعرف إن سيادته قد وصل دخل الشاب و شتّان الفارق فسكرتيره شاب حليق الذقن شاربه مهذب بشكل لطيف شعره يلمع كنجوم السينما فى ذلك الوقت الكلاسيك . فلو وضعنا الإثنان بجوار بعض لقلنا السكرتير المدير و "كنيش" عطشجى أو صبى عطشجى و بمجرد رؤية سكرتيره تغير وجه "كنيش" لا للأحسن و لكن للأسوأ فكما يبدو شعر بكل نواقصه فى وجه ذلك السكرتير النظيف و زعق فيه ليرعبه بقوله :
-        هاه تذكرتى جاهزة للسفر ؟
-        أيوه يا أفندم تذكرة حضرتك جاهزة .
-        عملتللى الأجازة و مضيتها من سيادة عبده بك وكيل الوزارة ؟
-        تمام حضرتك كل حاجة إتعملت .
-        و ايه اللى ما اتعملش يعنى حأتخانق على ايه النهاردة ؟
-        حضرتك إن شاء الله مش حتتخانق على حاجة و أجازة سعيدة تقضيها فى سعادة سعادة البيه . قالها و هو يبتسم فهذا الأفندى والده بيه و جده باشا و لكنه فضّل الإلتحاق بعمل يبدأ به من البداية ككل العظماء كما فعل جده و والده و هو خريج كلية رائعة و كان خريجيها يشغلوا المناصب الدبلوماسية وقتها "كلية الحقوق".
-        طيب إندهلى "مرسي" يشيل لى الشنطة للقطر .
-        حاضر سيادة المدير تروح و تيجى بالسلامة . كان الشاب ابن الناس يتحدث بطيبة تنم على اصله الطيب بينما "مرسى"كل ما به يدل على "عفونة نفسة و عطانة اصله" .
-        خرج "رؤؤف افندى" يضغط على زر يستدعى به فراش المكتب الذى دخل يبتسم ل"رؤؤف" أفندى يقل له فى إبتسامة رضا لتعامله مع صاحب الوجه البشوش :
-        أٌُمر سعادة البيه ؟
-        أنا لسة افندى يا عم "جميل" البهوية لسة كتير و يا عالم لو خدتها و الا لا ؟ ههههههههههههههههههههههه .
-        يا سيدنا البيه البهوية بالأصل الطيب و الإبتسامة الراضية و المعاملة الحسنة مش بس بالإنعامات الملكية . و حضرتك فى نظرنا كلنا بيه ابن بيه حفيد باشا و ديه الحقيقة سعادة حفيد الباشا .

-        ربنا يكرمك ده من اصلك الطيب عم "جميل" . و دخل جميل إلى المدير يحمل الشنطة ليضعها على الرصيف بجوار المقعد الذى جلس عليه المدير "كنافة" جلس بجانب المقعد على الأرض ليضع "سيد كنيش" ساق على ساق فيضع حذاءه فى وجه عم "جميل" و يشم "جميل" الروائح المنبعثة من حذاء "كنيش" . يقوم "جميل" ليجلس الناحية الأخرى فيزعقله "كنيش" يصرخ فيه قائلاً :
-        إرجع مكانك أنا عايزك فى المكان ده .
-        يا "سيد بيه" أصلى .
-        أصلك ايه و فصلك ايه ؟ انت لا ليك اصل و لا فصل إرجع مكانك و يرجع "جميل" مكانه يدعو فى سره على "كنيش و يتذكر كيف بدأ "كنيش" حياته معهم لا يجد قوت يومه لكنه وصل بأفعال لا يرضاها احد على نفسه حتى أصبح مدير فى السكة الحديد . و ظل يتذكر تلك الأحداث حتى أتى القطار يسبقه دخانه و بخاره الرهيب و إنتظروا حتى توقف القطار تماماً و دخلا إلى القطار كان كل "الكمسارية" يعطون التحية ل"كنيش" حتى دخل إلى العربة التى بها مقعده و جلس فى مقعده و وضع "جميل" شنطة السفر فى مكانها و خرج هاربا يشعر كما لو كان هارب من "إبليس جهنم الحمراء" . كان كل الكمسارية يتجنبون هذا الوحش المخيف فلقد ذاقوا ويلاته عند ركوبه القطار فبدلاً من ان يقوم بصرف مكافأت لهم يقوم بعمل خصومات دون أن يمر على العربات فهو يستمتع بإيذاء البشر ربما يعود ذلك لحياة عاشها وسط خدمته لأحد الكبراء فى البلد و قد كان يستعبده ايّما إستعباد و يستمتع بأن يجذبه من أنفه حتى توسل له بقوله أن يجذبه من أذنه بدلا من أنفه الذى أصبح يدمى كثيرا فإستبدل جذب الأنف بضرب القفا مما كان يشعره بالضألة الدائمة حتى بعدما اصبح ضخم الجسد عريض المنكبين أخرج كل عقده السابقة فى من هم أقل منه حجماً و وظيفة فما يفعله كان عبارة عن إسقاط لسقوطه القديم ضحية لضحية سابقة . جلس يضع رجل على رجل أخرج سيجار الذى أعطاه له جناب مدير مكتب وكيل الوزارة حيث كان يريد تعيين أحد معارفه فى مكتبه و هذا المعرفة كان "صبى عالمة" ساقط إبتدائية لكنه "صبى الست المتسيطة" فيجب تعيينه و فعلا عينه فى احد المكاتب لقطع التذاكر . كل شئ يسير بتلك الطريقة فلا احد يستطيع الوقوف فى وجه ذلك الوحش الفاسد الذى إستولى على ورث أرض زوجته و لكنه أمامها يقف كخادم ذليل و فى غرفة النوم يكون الأمر أكثر فهى تلعب دور الرجل و هو العبد الذليل الذى يقبل رجلها فى ذل و هوان و يفعل كل ما تأمره برغم أنهم فى الخارج يظنه القوم هو السيد العظيم و هى المسكينة مكسورة الجناح كان الأمر لعبة يمارسها كلاهما على الناس و على أنفسهما و لكن مالنا مرة أخرى ذهبنا فى أحاديث و أخبار جانبية دعونا نكمل ما بدأناه من قصة "كنيش" و العلاقة الأثمة . كان يجلس فى مقصورة خاصة بكبار رجال الدولة و لأنه لا يوجد سفر لأحد عظماء البلد فى ذلك الوقت فقد تم تخصيص المقصورة لحضرة المدير العظيم الذى هو فى الأصل خادم ذليل لأحد السادة الأجانب . المهم جلس يضع رجل على رجل لا يشعر بالرائحة الكريهة المنبعثة من قدمه و قبلها من جسده كله المهم تحرك القطار و هو جالس يفكر في زوجته فقد كانت فكرة إذلالها له تلعب بتفكيره فهو يعد الساعات يريد أن يعود إلى حضنها لتمارس ما تفعله معه من إذلال غير طبيعى فى غرفة نومهم المغلقة بينما أمام القوم نراه السيد المسيطر . و فجأة تم فتح باب المقصورة بعنف و دخلت فتاة قصيرة الشعر تعجب و نظر لها محدقا فى وجهها فوجها تنظر له فى ذل و إنكسار فقال لنفسه :
-        هى ديه اللى حألعب عليها الدور اللى بتعمله علية مراتى . و نظر لها كان جسدها مغرى بشكل غير عادى فهو ممتلئ شهى نظر لها نظرة رغبة فبادلته النظر فى إنكسار و قام و نظر لها و امسك كتفها فى غلظة و سألها :
-        إنتى مين و إزاى دخلتى هنا ؟
-        أنا خدامتك يا سعادة البيه .
-        خدامتى ؟ ! إزاى ؟ ؟ ؟
-        أنا ركبت القطر مع واحد من قرايبنا اللى عايز يوصلنى أخدم فى بيت واحد من الكبار فى البلد و أنا بنت ناس يا سيدنا البيه . قالت هذا و هى تقترب منه فى إغراء و وضعت يدها على صدره فقال لها فى رغبة :
-        ما تخفيش يا . . . ؟ إنتى إسمك إيه ؟
-        ناهد يا سيدى .
-        ناهد . قالها و هو ينظر لجسدها و قال فعلا ناهد قوى فأمسكت ساقه فقال لها :
-        لا الكلام ده مش دلوقت .
-        كلام إيه يا بيه ؟ ! إنت فاكرنى إيه ؟ أنا بنت ناس شريفة و فجأة تحولت نبرة صوتها إلى العلو و إستكملت قالة فى عنف : لا يا عمر لو كنت فاكرنى من إياهم يبقى متشكرين مش عايزين حاجة من وشك العكر كفاية مستحملة ريحتك المقرفة و شعرك الكنيش و دقنك المنبتة من ساعة ما دخلت إنت إيه يا راجل إنت ما حدش قالك على الحموم قبل كده يالا سلام و خرجت و جذبت الباب خلفها . جلس "كنيش" متعجب من ذلك الموقف كان القطار قد توقف فى "بنى سويف" و رأها تسير بصحبة افندى تبدو عليه سيم النصب و تضحك معه بشكل يبدو صوتها فيه مرتفع فجأة تحسس "كنيش" جيبه الذى يضع فيه محفظته فلم يجدها و عرف أنه وقع فى مقلب لصوص محترفين و خرج يهرع عبر الأبواب و إستطاع النزول على رصيف المحطة فماذا سيفعل فى "بنى سويف" و هو لا يملك أى مال و ليس لديه أى معارف هنا . . .
هذا ما سنعرفه فيما بعد إلى اللقاء فيما بعد مع "سيد كنيش"

  محمد أحمد خضر       
          
+2 0122 312 8543

+2 0101 456 1217

+2 0114 955 5927