"مغامرات سيد المصرى فى مصر"
الحلقة الأولى
يقرر المهندس "سيد المصرى" ترك "الولايات المتحدة الأمريكية" و العودة إلى بلده الحبيب"مصر" الذى لم يره طوال حياته حيث ولد فى العاصمة الأمريكية "واشنطن دى سى" و طوال حياته و والده يحكى له عن "مصر" و طيبة أهلها و الجدعنة و الشهامة المصرية . يعود "المهندس سيد" ليفاجأ بالتغيرات التى أصابت المجتمع ، فهل يستطيع التماشى مع المجتمع ، أم ماذا سوف يفعل؟
ينزل التتر على أغنية الفنان "هشام عباس"
عينى ع اللى زمان كانوا بيمخمخوا
لو ميت زلزال و لا يتلخلخوا
إتغطوا الطموا صوتوا صرخوا خليكوا قاعدين
أنتخوا أنتخوا
بتعيد و تزيد فى الحضارات
قوم إعمل حاجة و ورينا
بقى جدك يبنى أهرامات
و عيالك يلعبوا بالطينة
إعمل حاجة الله يكرمك
ده أحنا كنا تكون لنا هيبة
هو أنا يعنى اللى حأفهمك
جتنا سبعة و ستين خيبة
أثناء نزول التتر تكون مشاهد مناسبة للأهرامات و أبو الهول و بجوارها المناطق العشوائية و الأطفال عراة يلعبوا فى الطين بمناظر سيئة .
ثم تتحول الكاميرا فى لقطة لطائرة تهبط فى مطار القاهرة الدولى نرى "سيد" و قد عاد إلى القاهرة بعد أن عاش حياته كلها فى "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث ولد هناك فى "واشنطن دى سي" و قضى كل عمره هناك .
نراه يركب سيارة تاكسى و تعود به الذاكرة إلى "واشنطن" و حديثه و فخره بأجداده الفراعنه لإنه "مهندس مدنى" يقوم بإنشاء ناطحات السحاب و يتذكر كلماته مع مهندسة ألمانية زميلة :
- تصميماتك دايماً رائعة مهندس "سيد" .
- متشكر مهندسة "هيلدا" ، أنا أجدادى هما اللى بنوا الأهرامات فبسيطة لما حفيدهم يعمل "شوية" ناطحات سحاب .
- دايماً فخور بأجدادك مهندس "سيد" ، إنتم فعلاً أصحاب أعظم و أعرق و أول حضارة فى العالم .
- مش بس حضارة من آلاف السنين ، فى العصور الوسطى بنينا قلاع و لنا إنتصارات متعددة و إحنا اللى وقفّنا زحف "المغول" ، لولا "مصر" اللى وقفت ضد "التتار" كان العالم حيفضل محتل بفكر "تترى" و لا يتقدم ، و فى العصر الحديث إحنا اللى وقفنا أمام العالم كله و بنيننا "السد العالى" ، و أوقفنا إسطورة كانت يمكن تخللى العالم يقدس شعار"الجيش الذى لا يهزم" لما إنتصرنا فى "حرب 73" ، و إحنا فى عز قوتنا وافقنا إننا نوقع على معاهدة السلام لنوقف نزيف الدم الجارى ، و ده اللى كل جيرانا لو كانوا سمعوا كلامنا من أكتر من 30 سنه كان الموضوع خلص ، بدل ما هما بيجروا ورا الموضوع ده و مش عارفين حتى يوصلوا لربع اللى كان معروض عليهم و لا حتى واحد على إتنين و تلاتين ، و عملنا سيارة رائعة ، هى بسيطة صحيح لكنها مصرية سميناها "رمسيس" على إسم أحد أعظم ملوك الفراعنة .
- إنت بتحب بلدك قوى .
- بلدى كل حاجة فيها تخليكى تحبيها .
يقطع تفكير "سيد" حديث سائق التاكسى له ، :
- حضرتك بقيلك كتير بره مصر يا أستاذ ؟
- مولود و عايش فى أمريكا .
- طيب إيه بس اللى يرجعك ، ما كنت تخليك هناك أحسن ، الناس كلها بتهج من البلد و إنت راجع .
- طيب و لما الناس كلها حتهج يسيبوها لمين ؟
- يسيبوها للى واكليناها والعة . يقول هذا و نرى لمعان فى عينيه و هو يجزعلى أسنانه بغيظ .
فى أثناء ذلك نرى السيارة تخترق طريق المطار ، نرى الشارع الأنيق يتوسطه تمثال رمسيس الذى ينظر له فى فخر ، و يقول للسائق :
- أمال فين العربية "رمسيس" اللى كنا أنتجناها ؟
- الله يرحمها ، ما كملتش فترة بسيطة و إنتهت .
- أمال فين العربيات المصرى ؟
- مصرى مين يا بيه ؟ ما فيش أحسن من "الصينى" اللى إحنا راكبينها ديه ، أنا أول لما جبت عربية تاكسى قلت لازم أشجع الصناعة المصرية ، هاوووووووو يا صناعة يا مصرية ، خدت خا . . . مغرى ، و لسة بأدفع تمن غلطتى لحد النهاردة ، العفشة ما إستحملتش شوارعنا الممتعة يا هندزة .
- بس أنا شايف الشارع زى الحرير .
- ههههه ، ده بس عشان إحنا فى أول مصر الجديدة ، أول لما تخرج من المنطقة ديه حتشوف اللى ما شوفتوش فى البلد اللى جاى منها ، و ألا أقولك مش حضرتك ساكن المفروض فى منطقة "العروبة" اللى هى أرقى مناطق مصر الجديدة حتشوف يا بيه كل حاجة ، واحدة - واحدة .
أثناء ذلك يتوقف فى إشارة ، يسمع "سيد" صوت إرتطام سيارة بإخرى ، ينزل المخطئ ليقوم بضرب صاحب السيارة المصابة بعنف شديد ، يتعجب "سيد" مما يحدث يحاول النزول للتدخل و فض الشجار قبل أن يتحول إلى جريمة ، يمسكه السائق و يقل لى :
- حتعمل إيه يا سيدنا الأفندى .
- أتدخل قبل ما تحصل جريمة .
- شايف الظابط واقف و لا بيتدخل ، بيقول فى سره سيبهم يخلصوا على بعض .
- بس ده اللى إتخبط هو اللى بيتم ضربه زى ما يكون هو الغلطان ، ده ما بيحصلش فى "أمريكا" .
- عادى يا بيه و لا تفكر ، و هو إيه اللى بيحصل فى "أمريكا" ؟
- ينزل يعتذر له و يديه الكارت الخاص به ، و فى لحظات تحضر الشرطة لإن الكاميرات تراقب الطرق ، و تقوم بعمل محضر من عدة نسخ ، نسخة منه تذهب لشركتا التأمين الخاصة بالطرفين ، و لا خناقة و لا حاجة .
- و ده يا هندزة اللى بيحصل فى الخليج ، أصلى إشتغلت هناك فترة كبيرة .
أثناء الحديث يمر على تل قمامة فى الشارع يتقزز"سيد" و يسأل السائق :
- إحنا فين يا "أسطى" ؟
- فى "مصر الجديدة" يا بيه .
- أومال إيه تل القمامة ديه ؟ أنا قلت إننا روحنا منطقة حرق القمامة ؟!
- لا يا بيه هي ديه "مصر الجديدة" الجديدة .
فى تلك اللحظة نرى سيدة ترتدى ملابس أنيقة و شكلها جميل جداً فى سيارة أحدث موديل و هى تلقي كيس من شباك السيارة على تلك الكومة خارج صندوق القمامة و نجد القطط و الكلاب الضالة تتجمع حول الكيس لتمزقه و تخرج ما بداخله ، و نرى عراك شديد يصاب فيه أحد الكلاب إصابة قوية مما يجعله عرضة لأن يحمل عدوى ، و يصبح كارثة متنقلة .
كان "سيد" يشاهد كل هذه الأمور و هو يتذكر كلام والده الذى لم يستطع مرافقته فى زيارته لمصر و كلامه عن "مصر" و كيف إنها أروع ما فى الكون .
كان "سيد" يشاهد كل هذه الأمور و هو يتذكر كلام والده الذى لم يستطع مرافقته فى زيارته لمصر و كلامه عن "مصر" و كيف إنها أروع ما فى الكون .
يصل التاكسى بالمهندس "سيد" إلى مسكنه فى منطقة "العروبة" ، أول ما يشد إنتباه "سيد" هو هدم الفيلا الأثرية التى تقع بجوار عمارته و بناء برج أسمنتى قبيح مكانها ، و هنا نرى البواب فى عمارة "سيد" و قد إتجه إليه سريعاً و هو يفرك يداه قائلاً له فى إبتسامة عريضة و هو ينزل حقيبة السفر الخاصة ب "سيد" :
- حمدلله ع السلامة يا بيه ، عايز شجة و ألا فيلا ، و الا أيتهو خدمة ؟
- أنا ساكن هنا .
و هنا نجد البواب يلقى الشنطة دون مراعاة لإحتمال وجود ما يمكن كسره بها ، و يقلب تعبيرات وجهه إلى قرف مبالغ فيه قائلاً :
- ساكن إهنه ، يبقى تشيل حاجتك إبنفسك .
و يجلس دون مراعاة لذلك الساكن و يمسك كوب الشاى و يشرب منه بصوت عالى مقزز و هو ينفخ دخان سيجارته و يبصق فى إتجاه "سيد" دون سبب واضح .
يقوم السائق بحمل الحقيبة و يصعد مع "سيد" إلى الشقة و يقول له :
- ما تزعلش يا هندزة من اللى عمله معاك البواب ، إنت لسه ما شفتش حاجة ، على كلاً ده رقم موبيلى لو إحتجت حاجة كلمنى ، إنت باين عليك إبن ناس و بيتهيالى مش حتقدر تقعد هنا أكتر من خمس تيام .
و إلى اللقاء فى الحلقة الثانية من "مغامرات سيد المصرى فى مصر"
و إلى اللقاء فى الحلقة الثانية من "مغامرات سيد المصرى فى مصر"
+20123128543