الخميس، 6 يناير 2011

مغامرات "سيد المصرى فى مصر" الحلقة الأولى

"مغامرات سيد المصرى فى مصر"


الحلقة الأولى
يقرر المهندس "سيد المصرى" ترك "الولايات المتحدة الأمريكية" و العودة إلى بلده الحبيب"مصر" الذى لم يره طوال حياته حيث ولد فى العاصمة الأمريكية "واشنطن دى سى" و طوال حياته و والده يحكى له عن "مصر" و طيبة أهلها و الجدعنة و الشهامة المصرية . يعود "المهندس سيد" ليفاجأ بالتغيرات التى أصابت المجتمع ، فهل يستطيع التماشى مع المجتمع ، أم ماذا سوف يفعل؟












ينزل التتر على أغنية الفنان "هشام عباس"
عينى ع اللى زمان كانوا بيمخمخوا
لو ميت زلزال و لا يتلخلخوا
إتغطوا الطموا صوتوا صرخوا خليكوا قاعدين
أنتخوا أنتخوا
بتعيد و تزيد فى الحضارات
قوم إعمل حاجة و ورينا
بقى جدك يبنى أهرامات
و عيالك يلعبوا بالطينة
إعمل حاجة الله يكرمك
ده أحنا كنا تكون لنا هيبة
هو أنا يعنى اللى حأفهمك
جتنا سبعة و ستين خيبة
أثناء نزول التتر تكون مشاهد مناسبة للأهرامات و أبو الهول و بجوارها المناطق العشوائية و الأطفال عراة يلعبوا فى الطين بمناظر سيئة .
ثم تتحول الكاميرا فى لقطة لطائرة تهبط فى مطار القاهرة الدولى نرى "سيد" و قد عاد إلى القاهرة بعد أن عاش حياته كلها فى "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث ولد هناك فى "واشنطن دى سي" و قضى كل عمره هناك .
نراه يركب سيارة تاكسى و تعود به الذاكرة إلى "واشنطن" و حديثه و فخره بأجداده الفراعنه لإنه "مهندس مدنى" يقوم بإنشاء ناطحات السحاب و يتذكر كلماته مع مهندسة ألمانية زميلة :
-        تصميماتك دايماً رائعة مهندس "سيد" .
-        متشكر مهندسة "هيلدا" ، أنا أجدادى هما اللى بنوا الأهرامات فبسيطة لما حفيدهم يعمل "شوية" ناطحات سحاب .
-        دايماً فخور بأجدادك مهندس "سيد" ، إنتم فعلاً أصحاب أعظم و أعرق و أول حضارة فى العالم .
-        مش بس حضارة من آلاف السنين ، فى العصور الوسطى بنينا قلاع و لنا إنتصارات متعددة و إحنا اللى وقفّنا زحف "المغول" ، لولا  "مصر" اللى وقفت ضد "التتار" كان العالم حيفضل محتل بفكر "تترى" و لا يتقدم ، و فى العصر الحديث إحنا اللى وقفنا أمام العالم كله و بنيننا "السد العالى" ، و أوقفنا إسطورة كانت يمكن تخللى العالم يقدس شعار"الجيش الذى لا يهزم" لما إنتصرنا فى "حرب 73" ، و إحنا فى عز قوتنا وافقنا إننا نوقع على معاهدة السلام لنوقف نزيف الدم الجارى ، و ده اللى كل جيرانا لو كانوا سمعوا كلامنا من أكتر من 30 سنه كان الموضوع خلص ، بدل ما هما بيجروا ورا الموضوع ده و مش عارفين حتى يوصلوا لربع اللى كان معروض عليهم و لا حتى واحد على إتنين و تلاتين ، و عملنا سيارة رائعة ، هى بسيطة صحيح لكنها مصرية سميناها "رمسيس" على إسم أحد أعظم ملوك الفراعنة .
-        إنت بتحب بلدك قوى .
-        بلدى كل حاجة فيها تخليكى تحبيها .
يقطع تفكير "سيد" حديث سائق التاكسى له ،  :
-        حضرتك بقيلك كتير بره مصر يا أستاذ ؟
-        مولود و عايش فى أمريكا .
-        طيب إيه بس اللى يرجعك ، ما كنت تخليك هناك أحسن ، الناس كلها بتهج من البلد و إنت راجع .
-        طيب و لما الناس كلها حتهج يسيبوها لمين ؟
-        يسيبوها للى واكليناها والعة . يقول هذا و نرى لمعان فى عينيه و هو يجزعلى أسنانه بغيظ .
فى أثناء ذلك نرى السيارة تخترق طريق المطار ، نرى الشارع الأنيق يتوسطه تمثال رمسيس الذى ينظر له فى فخر ، و يقول للسائق :
-        أمال فين العربية "رمسيس" اللى كنا أنتجناها ؟
-        الله يرحمها ، ما كملتش فترة بسيطة و إنتهت .
-        أمال فين العربيات المصرى ؟
-        مصرى مين يا بيه ؟ ما فيش أحسن من "الصينى" اللى إحنا راكبينها ديه ، أنا أول لما جبت عربية تاكسى قلت لازم أشجع الصناعة المصرية ، هاوووووووو يا صناعة يا مصرية ، خدت خا . . . مغرى ، و لسة بأدفع تمن غلطتى لحد النهاردة ، العفشة ما إستحملتش شوارعنا الممتعة يا هندزة .
-        بس أنا شايف الشارع زى الحرير .
-        ههههه ، ده بس عشان إحنا فى أول مصر الجديدة ، أول لما تخرج من المنطقة ديه حتشوف اللى ما شوفتوش فى البلد اللى جاى منها ، و ألا أقولك مش حضرتك ساكن المفروض فى منطقة "العروبة" اللى هى أرقى مناطق مصر الجديدة حتشوف يا بيه كل حاجة ، واحدة - واحدة .
أثناء ذلك يتوقف فى إشارة ، يسمع "سيد" صوت إرتطام سيارة بإخرى ، ينزل المخطئ ليقوم بضرب صاحب السيارة المصابة بعنف شديد ، يتعجب "سيد" مما يحدث يحاول النزول للتدخل و فض الشجار قبل أن يتحول إلى جريمة ، يمسكه السائق و يقل لى :
-        حتعمل إيه يا سيدنا الأفندى .
-        أتدخل قبل ما تحصل جريمة .
-        شايف الظابط واقف و لا بيتدخل ، بيقول فى سره سيبهم يخلصوا على بعض .
-        بس ده اللى إتخبط هو اللى بيتم ضربه زى ما يكون هو الغلطان ، ده ما بيحصلش فى "أمريكا" .
-        عادى يا بيه و لا تفكر ، و هو إيه اللى بيحصل فى "أمريكا" ؟
-        ينزل يعتذر له و يديه الكارت الخاص به ، و فى لحظات تحضر الشرطة لإن الكاميرات تراقب الطرق ، و تقوم بعمل محضر من عدة نسخ ، نسخة منه تذهب لشركتا التأمين الخاصة بالطرفين ، و لا خناقة و لا حاجة .
-        و ده يا هندزة اللى بيحصل فى الخليج ، أصلى إشتغلت هناك فترة كبيرة .
أثناء الحديث يمر على تل قمامة فى الشارع يتقزز"سيد" و يسأل السائق :
-        إحنا فين يا "أسطى" ؟
-        فى "مصر الجديدة" يا بيه .
-        أومال إيه تل القمامة ديه ؟ أنا قلت إننا روحنا منطقة حرق القمامة ؟!
-        لا يا بيه هي ديه "مصر الجديدة" الجديدة .
فى تلك اللحظة نرى سيدة ترتدى ملابس أنيقة و شكلها جميل جداً فى سيارة أحدث موديل و هى تلقي كيس من شباك السيارة على تلك الكومة خارج صندوق القمامة و نجد القطط و الكلاب الضالة تتجمع حول الكيس لتمزقه و تخرج ما بداخله ، و نرى عراك شديد يصاب فيه أحد الكلاب إصابة قوية مما يجعله عرضة لأن يحمل عدوى ، و يصبح كارثة متنقلة .
كان "سيد" يشاهد كل هذه الأمور و هو يتذكر كلام والده الذى لم يستطع  مرافقته فى زيارته لمصر و كلامه عن "مصر" و كيف إنها أروع ما فى الكون .
يصل التاكسى بالمهندس "سيد" إلى مسكنه فى منطقة "العروبة" ، أول ما يشد إنتباه "سيد" هو هدم الفيلا الأثرية التى تقع بجوار عمارته و بناء برج أسمنتى قبيح مكانها ، و هنا نرى البواب فى عمارة "سيد" و قد إتجه إليه سريعاً و هو يفرك يداه قائلاً له فى إبتسامة عريضة و هو ينزل حقيبة السفر الخاصة ب "سيد" :
-        حمدلله ع السلامة يا بيه ، عايز شجة و ألا فيلا ، و الا أيتهو خدمة ؟
-        أنا ساكن هنا .
و هنا نجد البواب يلقى الشنطة دون مراعاة لإحتمال وجود ما يمكن كسره بها ، و يقلب تعبيرات وجهه إلى قرف مبالغ فيه قائلاً :
     - ساكن إهنه ، يبقى تشيل حاجتك إبنفسك .
و يجلس دون مراعاة لذلك الساكن و يمسك كوب الشاى و يشرب منه بصوت عالى مقزز و هو ينفخ دخان سيجارته و يبصق فى إتجاه "سيد" دون سبب واضح .
يقوم السائق بحمل الحقيبة و يصعد مع "سيد" إلى الشقة و يقول له :
-        ما تزعلش يا هندزة من اللى عمله معاك البواب ، إنت لسه ما شفتش حاجة ، على كلاً ده رقم موبيلى لو إحتجت حاجة كلمنى ، إنت باين عليك إبن ناس و بيتهيالى مش حتقدر تقعد هنا أكتر من خمس تيام .
و إلى اللقاء فى الحلقة الثانية من "مغامرات سيد المصرى فى مصر"






+20123128543


الثلاثاء، 4 يناير 2011

إيدين نظيفة


فيلم (إيدين نظيفة)

إيدين نظيفة فيلم قصير قدمه مخرج شاب هو "كريم فانوس" ، وعرض ضمن مهرجان للأفلام القصيرة في الجامعة الأمريكية في أوائل عام2008  ، ويتحدث عن المهمشين في الحياة ، فكم من ناس كثيرة نمر بهم ولا يعلقوا بالذاكرة وهم لهم حياتهم الخاصة ومعاناتهم فى الحياة وأفراحهم ومشاكلهم فحين نقطع تذكرة المترو ألا نري أن ذلك الجالس خلف الشباك له حياته وحياة مليئة بالأحداث ، وكذلك حين نصطحب أطفالنا إلي حديقة الحيوان أليس حارس بيت الدب ذلك له حياته ، وكذلك عسكري المرور الذي يسمح لنا بالمرور حين يشير للسيارات لتقف لنعبر نحن الطريق في أمان ، أنا و أنت كلنا هم هؤلاء المهمشيين هؤلاء المهمشين في الحياة و قد ألقي الفيلم الضوء عليهم أو بمعني أصح سلط علي أحدهم zoom light من خلال الوحدة و التهميش الذين يعانيهم بطله .
في فيلم «إيدين نظيفة» يعاني هادي (عامل نظافة) في دورة مياه تابعة لديسكو في فندق كبير - لنشعر هنا بالتفاوت الرهيب بين من يملك كل شئ وبين من لا يملك أي شئ - من الشعور بأنه مهمش ليس له رفيق في الدنيا سوي أمه المريضة البكماء وعود يعزف عليه قبل النوم ، وتتسع الفجوة بينه وبين الحياة من خلال الحكايات التي يسمعها من رواد الديسكو، أثناء وجودهم في الحمام وفي أحد الأيام يجد نفسه أمام ملهي ليلي يدخله ليشاهد هذا العالم الذي إلتقي به من بعيد في الديسكو مع ملاحظة أن رواد ذلك الملهي من نفس نوع رواد الديسكو الباحثين عن المتع وإن اختلفت الطبقات فرواد الديسكو من شباب الطبقة الراقية أو المتعلمين علي أقل تقدير أما رواد الملهي فغالبا من الحرفيين أو التجار .
ونجده ينجذب إلي فتاة في ذلك الملهي وتنشأ بينهم قصة حب صامتة ولكن ماذا يفعلان وهما "الشاب والفتاة" لا يملكا لأنفسهم في واقعهم أي شئ فهو لا يستطيع الاستغناء عن القروش القليلة التي يأخذها من عمله في حمام الديسكو وهي كذلك لا تستطيع التخلص من حياة الملهي الليلي .
كذلك يمر الفيلم على ذلك الشخص الكبير الذى يقابل (هادى) و يكون له بمثابة الناصح ، و نشعر كما لو كان يتمنى له أن يعيش حياة أفضل .
و يقدم لنا (الديلر ماكجيفر) و الذى على إستعداد لتقديم أى شئ لك و هو يذكرنا بذلك الغامض الذى كانت تقدمه لنا الحلقات الأمريكية و الذى أخذ منه ذلك الديلر الأسم ، و بينما يقوم (ماكجيفر الأمريكى) بمساعدة الناس يقوم ماكيفر نص الليل المصرى بمساعدة الناس أيضاً و لكن على طريقته الخاصة جداً .
كانت هناك مشاهد و لقطات قوية مثل :
مشاهد وفاة الأم ونظراته لتلك اللحظات ، كنوع من معني انتهاء حياة . تقابلها نظراته لفتاة الملهي كنوع من معني حياة جديدة بشكل مختلف .
وكذلك كانت لحظة المشاجرة بين شباب الديسكو في الحمام والتي " ناله بها من الحظ جانب " عبارة عن " بوكس " قوي ترك أثره علي عينه فترة دون أن يهتم به أحد فهو في نظرهم غير موجود .
من الناحية الفنية الفيلم أكثر من رائع في إستخدام المونتاج بشكل حرفي ودون أن يشعرنا بأنه هناك مونتاج يحدث بل كان الأمر سهل في الانتقال من لقطة إلي لقطة ومن مشهد إلي أخر وحين علمت أن المخرج مونتير محترف علمت من أين له بتلك الحرفية العالية في إستخدام أدواته من حيث قواعد القطع السلس وإستخدام تكنيك المونتاج العالي دون أن يشعر المشاهد بأي ازعاج من قطع حاد أو مفاجئ أو فيد ليس له معني بل علي العكس كانت كل أعمال المونتاج عالية الجودة .
كذلك في التصوير إستخدم العدسات و الفلاتر التي تشعرك أنك في حلم ولست في واقع و ذلك في مشاهد غرفته مع آلة العود ، مع أمه التي لا تتحدث ، مع رواد الديسكو الذين لا يشعرون بوجوده وكذلك في الملهي الليلي .
أما الموسيقي والمؤثرات فكانت تسير مع أحداث الفيلم بشكل مناسب ولكني أحسست عند دخول الملهي إني في الهند ولكنني أظنه فعل ذلك ليشعرنا بأن " الشاب " إصطدم بعالم مغاير لعالمه تماما وإن كان مقارب لعالم الديسكو إلا إنه عالم سيحدث إنقلاب في حياته فمن خلال تلك الموسيقي المغايرة تماما لأحداث الفيلم شعرت أن فتانا (هادي) سيتحول إلي شخص (غير هادي) ولكن هذا لم يحدث ولم تحدث أي تغييرات في الشخصية .
مخرج الفيلم كريم فانوس :
تخرج في أكاديمية الفيلم في نيويورك، وقدم فيلمه الأول "علي فين" عام 2005 كمشروع للتخرج ، ويعمل حالياً مونتير ، وفيلم "إيدين نظيفة" هو تجربته الثانية .
الجوائز:
فاز الفيلم بالعديد من الجوائز منها :
- أحسن فيلم قصير من مهرجان وهران يوليو 2009 .
- جائزة "التانيت الذهبي" لأحسن فيلم قصير في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي الثاني والعشرين .
- جائزة مهرجان محمد شبل يوليو2008 .



+20123128543

الأحد، 2 يناير 2011

الدراما والجوقة "الكورس"






الدراما
عندما نتناول أى عمل فنى فنحن نقول عنه "عمل درامى" و كلمة دراما تعنى عند الكثيرين "التراجيديا - المأساة" ، و لكنها لا تعنى هذا بالمرة و لكنها تعنى ((action حدث أو فعل بمعنى إنها تعنى الأحداث التى تدور فى العمل الفنى أياً كان نوعه فكل عمل فنى هو عمل درامى يكون إما "تراجيدى-مأساة" أو "كوميدى– ملهاة" لكن ربما و أقول ربما لإرتباط الدراما بأعمال الشعراء الأغريق الذين تخصصوا أكثر ما تخصصوا فى الأعمال التراجيدية أكثر من الكوميدية هو ما جعل كلمة "دراما" أكثر إرتباطاً بالمأساة .
مقدمة عن الدراما الأغريقية
لا يعرف أحد من كتب أول مسرحية فى التاريخ تحديداً ولكن البداية الحقيقية نسبياً هى بداية المسرح في بلاد اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد . ففي عام 535 ق.م فاز "تيسبس" في أول مسابقة تراجيدية .
وقد قدمت لنا (أثينا) أربعة من أكبر كتاب المسرح فيما بين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد وهم "إسخيلوس" و "سوفوكليس" و "يوربيديس" و "أرسطوفانيس" .
و إذا كان الرقص هو النواة الرئيسية لفن المسرح أو الدراما فالتاريخ يقول لنا أن الإحتفالات كانت تقام في الطرقات حيث يلتف العامة حول مقدمي تلك العروض الراقصة وهؤلاء العامة من يمكن أن نطلق عليهم "الجوقة" والراقصين من يمكن أن نطلق عليهم "الممثلين" مع الأخذ في الإعتبار عادة إرتداء "الأقنعة" في تلك العروض والتى كانت تستخدم أيضاً في الطقوس الدينية .
نشأت المسرحية والدراما من الإحتفالات وأعياد الإله "ديونيزيوس" .

كان "إسخيلوس" 456-525 ق.م. أول الكتاب المسرحيين العظام من محاربي معركة "ماراثون" و "سلاميس" فكان يريد تقديم أفكار عظيمة وتجارب قيمة ليشرك فيها الناس ، فكانت مسرحياته بعيدة المدى عظيمة التأثير ويعتقد أنه كتب حوالى 90 مسرحية لم يصل منها غير سبع وهى
-     "الضارعات"
-     "الفرس"
-     "برومثيوس"
-     " سبعة ضد طيبة"
-     "مصاقدي"
-     "أورستايا" وهى ثلاث مسرحيات "أجاممنون" و" حاملات القرابين" و "ربات الإحسان المنعمات".
*سوفكليس 406-496 ق.م. فحياته كانت أقل إثارة من حياة "إسخيلوس" إلا أنه عند بعض الأراء أعظم منه ككاتب مسرحي وكاد يبلغ في حياته الخاصة وفي أعماله مرتبة الكمال حيث ظلت مهاراته الحرفية معياراً للكتاب المسرحيين ومثلاً أعلى لهم طوال 25  قرن تقريباً حيث إتسمت أعماله بالعمق في التفكير والثراء في التعبير والحنكة في صناعة التوتر المسرحي وإثارة التهكم الدرامي وكذلك بقيت لنا من أعماله سبعة مسرحيات وهى:
-     "أوديب ملكاً"
-     "إلكترا"
-     "أوديب" في كولون"
-     "أجاكس"
-     "أنتيجون"
-     "الترلفيان"
-     "فيلوكتيس" .
ويرى الكثيرون أن "أوديب ملكاً" هى أكمل مسرحية كتبت على الإطلاق في المسرح منذ نشأته وحتى الآن وقد عدها أرسطو نموذجاً للكثير مما تعرض له في كتابه النقدي "فن الشعر" وقد إمتدحها خاصة حبكتها المتشابكة وأحداثها المترابطة واضحة الدوافع .
*يوربيدس 406 – 484 ق.م. و سنتحدث هنا عن الفرق بينه وبين " إسخيلوس" و "سوفوكليس".
كتب "إسخيلوس" عن الألهة حيث ولد في أسرة غنية وثرية لها قدر ومكانة وعاش أيام معركة "ماراثون" وقتها كانت "أثينا" مدينة شابة مليئة بالأمل وكان أساس الدراما عنده أن الإنسان ريشة في مهب الريح تتحكم به الأقدارالتي تصنعها الآلهة .
*"سوفوكليس" كتب عن الأبطال وقدرة البطل على تحديد مصيره والصراعات بين الألهة وأنزل الآلهة من عليائها فى "جبل الأولمب" لتتحاور مع البشر في الحياة والصراع وقد أدخل الآلهة في حياة البشر .
*"يوربيديس" كتب عن البشر وقدرتهم الخالصة حيث تخلص تماماً من تحكم الآلهة وأكد أن البشر هم من يتحكموا في حياتهم وأبتعد تماماً عن الفكر الديني فالإنسان هو من يتحكم فى قدره .
ومن أعماله
-"إلكترا"
- "ميديا"
-"النساء الطراوديات"
- "هيبوليتس"
- "أفجينيا في بوليس".
السمات الرئيسية في التراجيديا اليونانية هى:
1ـ ليس من اللازم أن تكون النهاية موت الشخصية الرئيسية.
والموضوع جدي له قدر وحتم .
2ـ تستغرق الواحدة من التراجيديات اليونانية ما يزيد قليلاً عن الساعة "فالإورسترايا" بمسرحياتها الثلاث تستغرق تقريباً الوقت الذي تستغرقه مسرحية "هاملت" أو "الملك لير" للكاتب الإنجليزى "وليم شكسبير" وقد تلقي الضوء على مشكلة الوحدات الكلاسيكية الثلاث
-     فوحدة الزمن تستلزم أن تقع الأحداث في يوم واحد
-     وحدة المكان تستلزم أن تنحصر الأحداث في مكان واحد .
-     وحدة الفعل تستلزم الا يكون في المسرحية غير حبكة مسرحية واحدة .
3ـ الجوقة تؤدي فيها دور كبير وهى تنفرد بالكثير من أجود الشعر في التراجيديات اليونانية بل سمح لها بالإشتراك في الفعل الدرامي وعمل مسئولية التعبير عن الكثير من الأفكار والآراء .
4ـ قصد الإغريق بالتراجيديا أن تؤدي لهم تحقيق "تطهير الروح" 'Catharsis" عن طريق الشفقة والخوف .


أما الكوميديا الإغريقية فقد كانت لها وظيفتها الخاصة حيث إرتبطت في أصلها بطقوس الخصب والتناسل البدائية وهو ما يفسر لنا الكثير مما نجده فيها الأن وتعد خروجاً عن حدود الأدب والذوق ولكن وظيفة الكوميديا قد تبدلت حين وصلت إلى أيدي "أرسطوفانيس" فجعل منها سوطاً قوي لمهاجمة الحماقات الإجتماعية والسياسية وأصبحت لا تختلف كثيراً في العروض الفكاهية المعاصرة وإن لم يكن "أرسطوفانيس" 388 – 450 ق.م. الكوميدي الوحيد في عصره إلا أنه كان بإتفاق الجميع أعظمهم وهو الوحيد الذي بقيت لنا من أعماله عدة مسرحيات في نصها الكامل وكان يمتاز ببراعة مدهشة وقدرة فائقة على الفكاهة والسخرية. حيث إنه لا يتردد أن يسخر من كل شخص ويتهكم على كل شيء ، وهو محافظ ، يجاهد في سبيل عودة الأيام القديمة ، وعدو للتقدمية والتجديد ، و معظم مسرحياته مثل :
-     "الضفادع"
-     "الدبابير"
-     "السحب" إستمدت أسماءها مما تمثله الجوقات فيها و كان لها دور كبير فيما تقدمه المسرحيات من بهجة ومرح .
إن أولى حفلات المأسي والملاهي قد مثلت في الأوركسترا وهى قطعة أرض ممهدة مستديرة الشكل في ميدان السوق ثم إنتقلت بصفة دائمة إلى حيث حدود معبد "ديونيزيوس" داخل الحرم المقدس على المنحدر الجنوبي لل"أكروبول" على أنه لم تكن الأرض مسطحة فكان لابد من إقامة حائط ساند عند أحد الجوانب وكان المشاهدون يتجمعون على سفح التل وينظرون عبر "الأوركسترا" فيرون فوق حافة الحائط الساند قمة معبد "ديونيزيوس" .
أولى مسرحيات "إسخيلوس" قدمت على هذه الصور المبسطة أما ما كان يلزمها من أكسسوار فكان يعد عند حافة السطح حسب مقتضيات كل مسرحية.
حوالي عام 465 ق.م أقيمت أول منصة خشبية صغيرة إستطاع المشاهدين أن يروها وبعد 40 عام أقيم أساس حجري متين لمبنى منصة حجرية ذات جبهة طويلة وجناحين متفرعين ولم تشيد في أثينا منصة حجرية كاملة قبل العصر الهيليني وأما أثار المنصة المحكمة المتقدمة جداً التي ما زالت باقية فيرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن عهد "نيرون".
ـ كانت "الأشباح المقدسة" تستحضر من خلال نفق مصبه المنصة ولمثل هذا الممر أُكتشفت آثار بمسرح "اريتريا" عرفت بإسم "السلم الشاروني" وفي الأغلب إنه أُستعمل مبكراً منذ عهد "إسخيلوس" الذي عمرت أعماله بالأطياف .
كذلك فالمسرح الإغريقي عرف الدور الأعلى حيث قام بوظيفته المسرحية وهى إلقاء الخطب من شرفة أو أعلى جدار أو من برج مراقبة ، أما بين عهدي "إسخيليوس" و"يوربيديس" كان المسرح الإغريقي قد وفق إلى شتي إصطلاحاته سواء الخاصة بالجدار الخلفي أو بمختلف ملحقاته الثانوية وبدأ الطريق ممهداً أمام تطور بلغ ذروته في الأزمنة الرومانية حيث المسارح المحكمة والإخراج المتقدم.
*"إسخيلوس" لا يرجع إليه فضل تقديم المناظر المسرحية فقط ، بل هو من أدخل على المسرح الأزياء الخاصة بكل ممثل و هو من قرر ما كان مستخدم في عبادات "دينسيوس" " القناع" أو "الثوب ذو الكمين" أو "الحذاء العالي"  المستعار من ديانة عبادة الإله "ديونيزيوس" وقد تأثر الزي بالطابع الديني.
والمسرح كان يتجه نحو الزي القريب الذي ينقل المتفرج من عالمه إلى عالم مثالي . والذي كان يخفي الممثل تماماً من رأسه إلى أخمص قدميه بحيث يتحول إلى الشخصية التي يؤديها تماماً.
العروض المسرحية أصبحت تقدم في أثينا مرة في الربيع إحتفالاً بأعياد "ديونيزيوس" إله الخمر والسرور والبهجة .
وفي الشتاء كانت تقدم أمام جمهور عريض في مسرح "ديونيزيوس" الذي يستوعب سبعة عشر ألف متفرج وكان يتبارى في هذه الإحتفالات ثلاثة مؤلفين خلال ثلاثة أيام كل مؤلف يقدم في اليوم ثلاث مسرحيات .
ويعتمد العرض في أكثر أحواله على الكورس والبسطاء من العامة وليس على الممثلين الذين يقومون بالأدوار الرئيسية .
وجد المسرح الإغريقي ضالته في الملاحم والأساطير، وكان "أفلاطون" يعتبر "هوميروس" المعلم الأصلي لمجموعة الشعراء التراجيديين وإستعار منه "إسخيليوس" و"سوفوكليس" و "يوربيدس" العديد من الموضوعات وكانت موادهم درامية .
وذلك بفضل "الرابيسود" الشعراء الذين يتغنون بمقاطع من (الإلياذة والأوديسا) "لهوميروس".
وجه "أرسطو" النظر إلى :
- وحدة الحدث لأنه لاحظ عدم رضا الجمهور عن التراجيديات الخالية من وحدة الحدث .
إستحوذ الرعب على المتفرجين عندما شاهدوا عرضاً يجسد أحداث قديمة تعود إلى الوراء بعشر سنوات معتقدين أن ما يحدث أمامهم حقيقة واقعة وذلك أثناء عرض مسرحية "إحتلال مدينة جيل" للشاعر "فرينشوز" وهو سابق "لإسخيلوس". ولذلك تم رفض الشعور بالوهم ، وكذلك ففى مسرحيات "ربات الإحسان المنعمات" "لإسخيلوس" إستولى الرعب على الجمهور حين رأى ملاحقة آلهة الإنتقام إلى "أوراستوس" معتقدين إن ذلك واقع وليس خيال لذلك منع تقديم الأحداث المعاصرة .
هذا ملخص لرؤيتي عن بدايات الدراما الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد و سأقدم لكم اصدقائى الأن "الجوقة" "الكورس"
الجوقة "الكورس"
كانت الدولة تكلف أحد الممولين برعاية الجوقة وكان لكل جوقة ممول يتحمل كافة المصروفات حيث يتحمل تكاليف وأجور تدريب الكورس وعلى الممول توفير أعضاء الكورس له.
وفي الجوقة الدرامية كان في إمكان كل مواطن حر أن يشارك فيها وعلى كل فرد من أفراد الجوقة إطاعة أوامر الممول الذي كان يمثل سلطة الدولة ، وكان على الممول خلال شهور التدريب الإلتزام بكفالة الجوقة ومدرب الرقص والعازفين وقد قام "أرسطوفانيس" بنفسه بتدريب الكورس وكان يتم إسناد مهمة تعليم الكورس إلى معلم محترف ولأن أعضاء الكورس كانوا مواطنين هواة فكانت البروفات تبدأ مبكراً .
في المسرح الإغريقي كان يقوم بكل الأدوار ممثل واحد هو الشاعر نفسه ، وكان يلجأ إلى خيمة قريبة ليغير ملابسه وقناعه بما يتفق مع سمات الشخصية الأخرى بينما أفراد الجوقة يستمرون في الرقص والإنشاد ثم يعود إليهم ليناقش معهم ما قالته الشخصية السابقة أو يعارضها أو يرثي لها وهكذا حتى تنتهي المسرحية .
وأصبح من الممكن أن يقوم الممثل الأول بدور البطل أو الإله وتقوم الجوقة بدور الرعايا أوالجنود أو يكونوا عبيداً أو أتباع وأصبح من الممكن وجود حوار بين الممثل والكورس مع إحتفاظ الكورس بدوره الأصلي كراوي للقصة وكان هذا الحوار بين الممثل والجوقة هو المظهر المميز للدراما الإغريقية .
الكورس في مسرحية الضارعات لإسخيلوس
كان الكورس في مسرحية الضارعات لإسخيلوس هم 50 فرد وهم الخمسون فتاة اللاتي هربن من مصر للإحتماء بملك "أرجوس" من زواج أبناء أعمامهم.
وكان دور الكورس يشكل أكثر من نصف سطور مسرحية (الضارعات) حيث أن الكورس كانوا "الضارعات" .
ولأن الكورس "الجوقة" هم من يقومون بالدور الأساسي ، فالمسرحية ليس بها سوى مشهدين بدون الكورس مشهد للرسول (بيلاسجيوس) ومشهد مواجهة (بيلاسجيوس) مع (دناؤوس) .
الضارعات يرجح المؤرخون أنها أولى مسرحيات "إسخيليوس" وهى أبسطها تكاد تكون مجموعة أغانى في التوسل والإستعطاف والثناء على الكرم والمروءة التي تقوم بها الجوقة المؤلفة من الأخوات الخمسين وتستمد عنوانها من الضراعة.
وملخص المسرحية أن بنات (دناؤوس) يهربن من مصر مع أبيهن حتى لا يتزوجن من أبناء عمهن الخمسين وعند وصولهن إلى مدينة (أرجوس) يستقبلن ملكها (بيلاسجيوس) بترحاب.
وقد طلبن حماية الملك لهن ولكن الملك يقع في حيرة فهو لا يستطيع رفض طلبهن بالحماية حتى لا يغضب الألهة ولا يستطيع قبول حمايتهن حتى لا يدخل في حرب ضخمة . وقد لجئن إلى (زيوس) كبير الألهة وقد حوّل الملك الأمر إلى الجمعية الشعبية والتي وافقت على ضيافتهن فى الوقت التى ترسو فيه سفينة مصرية في الميناء ويذهب رسول المصريين إلى الملك يطلب منه تسليم الفتيات ويخبره بقوة جيش مصر ويهدده و يتوعده إن لم يسلم الفتيات والملك بدوره يخبره أيضاً أن عنده جيش قوي . وتتردد أصوات الجوقة بالدعاء إلى الألهة أن تنصر الملك وتحفظ المدينة وتنتهي المسرحية بزواج الفتيات من أبناء عمومتهن وقد أعطى والدهن لكل واحدة منهن سكينة لتقتل زوجها وفعلاً فعلن ذلك عدا واحدة هى "أيبرمنستر" والتي أحبت زوجها "لانس" الذي إنتقم وقتل "دناؤوس".
كان دور الممثل في المسرحيات المبكرة ثانوياً وظلت الجوقة هى الشخصية الرئيسية ، و في هذه المسرحية ، فالمسرحية تتألف من بنات "دناؤوس" الخمسين .
فالعرض يبدأ بدخول الجوقة مباشرةً دون مقدمة كما أن الأغاني الكورالية تمثل ما يزيد عن نصف هذه المسرحية بالإضافة إلى دور الجوقة في المشاهد التمثيلية والمشاهد الحوارية .
وفي المسرحية ثلاث أنواع من الجوقات :
-     الجوقة الرئيسية التي تتألف من بنات "دناؤوس" .
-     الجوقة الثانية جوقة المصريين .
-     الجوقة الثالثة جوقة الوصيفات .
فالجوقة تلعب في هذه المسرحية الدور الرئيسي ويمكن أن نعتبر أن الجوقة هى المسرحية .
أتمنى أن نكون قد إتفقنا على معنى "الدراما" و أتمنى أن أكون قد قمت بتوصيل معلومات مبسطة عن الدراما الأغريقية و هى أصل الأعمال الفنية و المسرحية فيما بعد .
تحياتى و صباحكم سكر .






+20123128543