الثلاثاء، 4 يناير 2011

إيدين نظيفة


فيلم (إيدين نظيفة)

إيدين نظيفة فيلم قصير قدمه مخرج شاب هو "كريم فانوس" ، وعرض ضمن مهرجان للأفلام القصيرة في الجامعة الأمريكية في أوائل عام2008  ، ويتحدث عن المهمشين في الحياة ، فكم من ناس كثيرة نمر بهم ولا يعلقوا بالذاكرة وهم لهم حياتهم الخاصة ومعاناتهم فى الحياة وأفراحهم ومشاكلهم فحين نقطع تذكرة المترو ألا نري أن ذلك الجالس خلف الشباك له حياته وحياة مليئة بالأحداث ، وكذلك حين نصطحب أطفالنا إلي حديقة الحيوان أليس حارس بيت الدب ذلك له حياته ، وكذلك عسكري المرور الذي يسمح لنا بالمرور حين يشير للسيارات لتقف لنعبر نحن الطريق في أمان ، أنا و أنت كلنا هم هؤلاء المهمشيين هؤلاء المهمشين في الحياة و قد ألقي الفيلم الضوء عليهم أو بمعني أصح سلط علي أحدهم zoom light من خلال الوحدة و التهميش الذين يعانيهم بطله .
في فيلم «إيدين نظيفة» يعاني هادي (عامل نظافة) في دورة مياه تابعة لديسكو في فندق كبير - لنشعر هنا بالتفاوت الرهيب بين من يملك كل شئ وبين من لا يملك أي شئ - من الشعور بأنه مهمش ليس له رفيق في الدنيا سوي أمه المريضة البكماء وعود يعزف عليه قبل النوم ، وتتسع الفجوة بينه وبين الحياة من خلال الحكايات التي يسمعها من رواد الديسكو، أثناء وجودهم في الحمام وفي أحد الأيام يجد نفسه أمام ملهي ليلي يدخله ليشاهد هذا العالم الذي إلتقي به من بعيد في الديسكو مع ملاحظة أن رواد ذلك الملهي من نفس نوع رواد الديسكو الباحثين عن المتع وإن اختلفت الطبقات فرواد الديسكو من شباب الطبقة الراقية أو المتعلمين علي أقل تقدير أما رواد الملهي فغالبا من الحرفيين أو التجار .
ونجده ينجذب إلي فتاة في ذلك الملهي وتنشأ بينهم قصة حب صامتة ولكن ماذا يفعلان وهما "الشاب والفتاة" لا يملكا لأنفسهم في واقعهم أي شئ فهو لا يستطيع الاستغناء عن القروش القليلة التي يأخذها من عمله في حمام الديسكو وهي كذلك لا تستطيع التخلص من حياة الملهي الليلي .
كذلك يمر الفيلم على ذلك الشخص الكبير الذى يقابل (هادى) و يكون له بمثابة الناصح ، و نشعر كما لو كان يتمنى له أن يعيش حياة أفضل .
و يقدم لنا (الديلر ماكجيفر) و الذى على إستعداد لتقديم أى شئ لك و هو يذكرنا بذلك الغامض الذى كانت تقدمه لنا الحلقات الأمريكية و الذى أخذ منه ذلك الديلر الأسم ، و بينما يقوم (ماكجيفر الأمريكى) بمساعدة الناس يقوم ماكيفر نص الليل المصرى بمساعدة الناس أيضاً و لكن على طريقته الخاصة جداً .
كانت هناك مشاهد و لقطات قوية مثل :
مشاهد وفاة الأم ونظراته لتلك اللحظات ، كنوع من معني انتهاء حياة . تقابلها نظراته لفتاة الملهي كنوع من معني حياة جديدة بشكل مختلف .
وكذلك كانت لحظة المشاجرة بين شباب الديسكو في الحمام والتي " ناله بها من الحظ جانب " عبارة عن " بوكس " قوي ترك أثره علي عينه فترة دون أن يهتم به أحد فهو في نظرهم غير موجود .
من الناحية الفنية الفيلم أكثر من رائع في إستخدام المونتاج بشكل حرفي ودون أن يشعرنا بأنه هناك مونتاج يحدث بل كان الأمر سهل في الانتقال من لقطة إلي لقطة ومن مشهد إلي أخر وحين علمت أن المخرج مونتير محترف علمت من أين له بتلك الحرفية العالية في إستخدام أدواته من حيث قواعد القطع السلس وإستخدام تكنيك المونتاج العالي دون أن يشعر المشاهد بأي ازعاج من قطع حاد أو مفاجئ أو فيد ليس له معني بل علي العكس كانت كل أعمال المونتاج عالية الجودة .
كذلك في التصوير إستخدم العدسات و الفلاتر التي تشعرك أنك في حلم ولست في واقع و ذلك في مشاهد غرفته مع آلة العود ، مع أمه التي لا تتحدث ، مع رواد الديسكو الذين لا يشعرون بوجوده وكذلك في الملهي الليلي .
أما الموسيقي والمؤثرات فكانت تسير مع أحداث الفيلم بشكل مناسب ولكني أحسست عند دخول الملهي إني في الهند ولكنني أظنه فعل ذلك ليشعرنا بأن " الشاب " إصطدم بعالم مغاير لعالمه تماما وإن كان مقارب لعالم الديسكو إلا إنه عالم سيحدث إنقلاب في حياته فمن خلال تلك الموسيقي المغايرة تماما لأحداث الفيلم شعرت أن فتانا (هادي) سيتحول إلي شخص (غير هادي) ولكن هذا لم يحدث ولم تحدث أي تغييرات في الشخصية .
مخرج الفيلم كريم فانوس :
تخرج في أكاديمية الفيلم في نيويورك، وقدم فيلمه الأول "علي فين" عام 2005 كمشروع للتخرج ، ويعمل حالياً مونتير ، وفيلم "إيدين نظيفة" هو تجربته الثانية .
الجوائز:
فاز الفيلم بالعديد من الجوائز منها :
- أحسن فيلم قصير من مهرجان وهران يوليو 2009 .
- جائزة "التانيت الذهبي" لأحسن فيلم قصير في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي الثاني والعشرين .
- جائزة مهرجان محمد شبل يوليو2008 .



+20123128543

هناك تعليق واحد:

  1. بعد اذنك يا باشا هو مفيش روابط ننزل منها الفيلم ده او افلام قصيرة تانيه...أنا شفته قبل كده و عجبني و نفسي اجيبه عندي بس مش عارف

    ردحذف