الاثنين، 16 أبريل 2012

طفلة رقيقة


طفلة رقيقة
بالأمس قابلتها عند أول شارع بيتهم ، كنت أعبر من أمام السوبر ماركت بعد شراء إحتياجات المنزل وجدتها تسير مع إبنتها الصغيرة اللطيفة ، صديقتى طبيبة طليقة طبيب كنا نعرفه ، كانت تزور امها فى المستشفى ، و لعجبى لأول مرة أرى إبنتها تعلو وجهها التكشيرة فنظرت للأم متسائلاً ، فطلبت من إبنتها أن تحضر الأيس كريم الذى تحبه فرفضت و زاد تعجبى لأننى أعرف مدى عشق الصغيرة للأيس كريم ،فطلبت منها أمها أن تحضر لها زجاجة مياه صغيرة لتأخذ الدواء و لأنها تعشق أمها ذهبت لتحضرها و هنا إغتنمت الفرصة و سألتها :
-        مالها صاحبتى ؟
-        كنا فى المستشفى بنزور ماما ، و الدكتور "تعبان" اللى لازقلى ، السخيف اللى عايز يصاحبنى يقول لبنتى برزالة و تقل دم عايز يعاكسنى من خلال مضايقة بنتى إنتى ليه مش أمورة زى ماما
-        مامتك بيضا إنتى سمرا
-        مامتك شعرها أصفر ناعم
   إنتى شعرك إسود
مامتك مامتك مامتك ، البنت لولا إنها ماسكة نفسها كانت إنفجرت فى العياط ، عادت الطفلة الجميلة ، و هى صديقتى منذ كانت فى حضن والديها ، طلعت بونبوناية من جيبى و عملت بأجيبهالها من ورا ضفيرتها فقالت لى لأول مرة دون ضحك :
-        يا سلام إنتى مطلعها من جيبك .
-        أيوه ما هو انا نصاب و المفروض تصدقى و تدينى بوسة على نصبى .
بدأت تبتسم لى دون ان تضحك .
غمزت لها فبدأت تزيد الإبتسامة فقلت لها :
-        ما تجيبى بوسة زى أفلام السيما قلتها مقلدا عادل إمام حينما كان يحادث إبنته فى فيلم "قاتل ما قتلش حد" .
فبدأت تضحك و هى تضع يدها على فمها كاتمة ضحكها بدأت أقولها :
-        تصدقى إنك موزة،  و هى تعلم إننى لا أحب تلك الكلمة .
فضحكت و قالت :
-        ههههههههههههه محمد قال موزة تصدق إنك إنت اللى موز ههههههههههههههههههه
-        أنا موز ؟ ؟ ؟ ! ! ! يمكن قصدك فول حراتى ؟ !
فبدأت تضحك أكثر و أكثر . كنت أعتبرها طفلتى خصوصا بعدما سافر والدها و إنقطعت أخباره عنهم ، و علمت إنه تزوج فى الخارج و لا يريد شيئاً من هنا . قلتلها:
-        طيب إيه رأيك ، تيجى نروح سيما ، طالما مش حتجيبى بوسة سيما و بعد كده نتعشى بره و نجيب موز يا موزة ؟
قلت لها موز فهى تعشقه و فعلا بدأت أخرجها من الجو الذى كان مسيطر عليها و قضينا وقت جميل فى نزهة لطيفة و فى المساء بدأت تحكى لى ما حدث من الطبيب الغير محترم و بدأت أحدثها حتى أكدت لها بما لا يدع مجال للشك أن مثله لا يُعد إنسان طبيعى فهو برغم ما وصل له لا يزال يشعر بالنقص خصوصاً أمام النساء لأنه لم ينجح فى التعرف على أى أنثى و دائما تشتكى النساء من مطاردته لهن فلما يقابل أمورة زيك لازم يطلع عقده فيها و بعدين مش فاكرة لما كنا فى الساحل و قعدوا يعاكسوكى و يقولوا يا ذات اللون البرونزى فاكرة مامتى قالتلك ايه ، حنتكلم بقا و نفتح المتغطى و ألا نخليه متغطى أحسن 
فضحكت أكثر و ألا نتكلم عن صاحبتك اللى حاولت تعمل شعرها زيك فى الحفلة و ضيعت ست علب جل و ما عرفتش ، هاه نتكلم و الا نخلى الطابق مستور و ظللت أضحك معها حتى وقت طويل و تركتها و هى لا زالت تضحك .
و سرت بمفردى إلى المنزل متعجباً من قساة القلوب المعقدين الحاقدين . . .
                              وإلى اللقاء مع موضوع جديد . . .

محمد أحمد خضر
2 0122 3128543+