الخميس، 24 أكتوبر 2019

أمير و الثلاثى س 4


أمير و الثلاثى س
4


جلسنا فى "لو شانتييه" و كلنا نعشق ذلك المكان فلنا جميعاً فيه ذكريات كنت أنا الوحيد الذى ظل يعيش حياته بشكل غير بسيط فلقد قررت العزوف عن الزواج بعدما رأيت ما مر به بعض الأصدقاء فقررت الإستمتاع بحياتى دون المرور بتجربة قد تدمر حياتى مثلما حدث مع الكثير من الأصدقاء و كانت الشلة كلها تعرف قصص الأصدقاء  . . .
فهذا إنفصلت عنه زوجته و أخذت الشقة التى هى ورث العائلة و أخذت الأطفال و أصبح هو فى الشارع لا يستطيع رؤية أطفاله .
و هذا أصابه الجنون بسبب ما فعلته به طليقته . . .
أما ذاك فقد قرر إنهاء حياتها قبل أن تنهى عليه فأطلق عليها عدة طلقات من مسدسه الخاص و الأن هو فى سجن الأسكندرية فهو صديقنا من الأسكندرية.
و اخر من تذكرتهم هذا الذى جلس تحت شركته فلقد إنفصلت عنه و أخذت كل شئ و تركته مجنون يحادث نمل الرصيف .
و قبل أن أمضى فى الذكريات وجدت الدكتور سعيد يوجه إلى الحديث :
- "سمير بيه" روحت فين ؟
- أبداً . . . معاكم دكتور بس سرحت شوية فى قصة معروضة علينا نعملها فيلم ؟

العميد أمير : ربنا يوفقك و يطلع فيلم حلو مش من بتوع اليومين دول .
سليم : ما تقلقوش أنا عارف أفلام "سمير بك" أفلام متميزة على طول . أخيراً تحدث "البيه " .
سمير : المسألة بتكون فى إختيار الفكرة من الأول و بأشوف هل بييجى معاها سيناريو و حوار و ألا حنختار محترف يكتب السيناريو و الحوار و بعد كده بنختار المخرج و مدير الإضاءة و مدير التصوير و المونتير و مهندس الديكور و الأبطال و كل فريق العمل و بعد كده نتبدى نتفق مع الستديوهات .
أمير : حيلك يا منتج إحنا كده عايزين محاضرة فى مكان هادئ علشان نفهم كل عنصر من عناصر الموضوع ده بس بعد ما نخلص من موضوع "البيه سليم"
سليم : إيه ده يا "أمير بك" هو أنا بقا ليا موضوع مهم ؟
أمير : طبعاً "سليم بك" حضرتك موضوعك مهم جداً .
سليم : ههههههههههههههههه أوعوا تكونوا ناوين تجوزونى تانى .
أمير : حيحصل بس بعد ما نطمن على صحتك .
هنا جذبنا "أمير" للحديث عن أمر الحالة الصحية الخاصة ب "سليم" و أعطى الحديث للدكتور "سعيد" الذى قال فى لهجة طبيب :
- "سليم بك" حالتك الصحية تهمنا كلنا مش بس أنا كطبيب لكن إحنا التلاتة كأصدقاء إحنا صحتك تهمنا قزى و عايزين نطمئن على حالتك الصحية و علشان كده كنا سعداء إننا حنكون معاك يوم الرنين .
- أكيد "دكتور سعيد" إحنا اخوات و اكتر .
و مضينا فى الحديث عن شقاوات زمان و حال الجيران و أبناء الجيران و الجارات . و كانت دهشتى الكبرة إن إحدى نجمات السينما كانت جارتنا . و استمر الحديث فترة حتى طلبنا الشيك فأتى المتر و أبلغنا أن البيه دفع قبل جلوسه معنا قالها و هو يشير إلى "أمير" و هنا تحدث "دكتور سعيد" :
- إنت يا جدع مش حتبطل الشغل ده بتاع المخا . و لم يكملها فقد مددت يدى على فمه أمنعه من إستكمال الحديث فقد كان صديقنا لا يظهر عمله لأى أحد حتى لا يتخوفوا منه فالكل يعلم أنه كان ضابط بالجيش و خرج للمعاش ليستطيع متابعة أراضى و أعمال أهله .
سمير : يالا بينا يا جماعة علشان "البيه سليم" لازم يرتاح و أنا عرفت من اللى قريته لازم تشرب مية كتير و تقعد فى التكييف طول الوقت و ما تتعرضش للحر خالص .

- تمام كده يبقى حنوصلك و حنطلع معاك نطمن إنك نمت و شغلت التكييف .
- تمام يالا بينا علشان فعلاً محتاج أنام .
خرجنا من "لوشانتييه" بعدما أصررت أن نسير إلى مكان سيارة "أمير" و كان راكن بجوار "مدرسة الأهرام" يعنى إتمشينا حاجة بسيطة و عدنا إلى منطقتنا التى لا تبتعد عن الكوربة غير مسافة بسيطة يا دوبك نعدى شارع الثورة فى نفق الثورة وجدت نفسى عيناى تدمع لإنه كان امر محزن أن يكون إجتماعنا بسبب مرضى الغريب . على كل حال إجتمعنا و عند وصولنا قرب منزلى قلتلهم :
- أنا شاكر ذوقكم لكن مش حأتعبكم أكتر من كده كفاية الدعوة على "لو شانتييه" و سواقة "أمير بيه" و الراجل لسة رايح التجمع فكفاية تعب عليكم و إنتم معايا من الصبح . أهوه "سمير" معايا و هو ساكن جنبى يعنى معايا حارس أمين . و ودعتهم بعدما نزل "دكتور سعيد" ليأخذ سيارته و يودعنا "العميد أمير" و هنا تحدث معى "سمير" :
- "سليم بك" إنت حتطلع تنام و الا اطلع معاك نقعد شوية اد ساعتين تلاتة قول أربعة خمسة و نجيب دليفرى ناكل لإنى جعان قوى و ألا انت مش عايزنى أعزمك ؟
- ههههههههههههههه ليه كده فناننا الرائع بس انت اللى تعزم و أنا اللى حأدفع حضرتك ضيفى .
- ماشى مش حأتكام كتير اللى تؤمر بيه بس لو ممكن نخليها إنجليزى يبقى أحسن علشان أطلب براحتى إنت عارفنى بأحب أكل برة .
- زى ما تشوف يا فنان يمكن علشان حضرتك سافرت أوروبا كتير بقيت حابب النظام ده و بصراحة ده أحسن .
- تمام يالا بينا نطلع .

و صعدنا و طلبنا الطعام و دخل "سمير" ليعد لنا نسكافيه لحين حضور الطعام . و دخلت لأغير ملابسى و أرتدى ترننج مريح و أحضرت مثله لصديقى حتى لا يظل فى ملابس الخروج . و حين عاد بالنسكافييه شكرنى و قال لى :
- تصدق فعلا كنت عايز اطلب منك ترننج بدل الجينز اللى لابسه و فرتكنى و البليزر اللى مكتفنى أيوه يا جدع خلينا مرحرحين ههههههههههههههه .
- تخيل لو واحدة من معجباتك المذيعات و الفنانات سمعتك بتقول كده تعمل معاك ايه ؟
- حتحبنى أكتر ههههههههههههههههههههه .
- هههههههههههههههههههه صحيح فنان .
و هنا سمعنا جرس الباب فقمت لإستلام الماكولات و دفع المبلغ و بعدما وضعتهم على السفرة أصر "سمير" على الدفع قلت له :
- يا بيه إنسى حضرتك ضيفى .
- كده يا "بيه" ده إتفاقنا ؟

- يا "فنان" حضرتك ضيفى و لو سمحت اقعد كل لإنى فعلا وحشتنى قعداتكم.
- "سليم بك" ما تتجوز و حضرتك معارفك فاتنات زى الفنانات .
- حضرة "الفنان" حنتكلم فى الموضوع ده تانى مش كفاية اللى شفناه و على كلا أنا فعلا فكرت زمان أتجوز و أسلم أمرى لله و أعمل مغامرة و يا صابت يا خابت . و الحقيقة إن تجاربى أثبتت لى إنى صح إنى ابعد عن الموضوع ده و زى ما قلتلكم زمان "الجواز نظام إجتماعى فاشل" سيبك من جوازات "الدكتور" و "العميد" دول ربنا بيحبهم و ما فيش داعى نتكلم فى الموضوع ده تانى يا "فنان" لإنك مش حتتخيل اللى حأقولهولك البقاء وحيد أفضل و خصوصا إنى دلوقت بقيت "صاحب مرض" يعنى اللى حتحتملنى النهاردة مش حتتحملنى بكرة .

- هههههههههههههههههه مرض ابه بس ديه حتلاقيها حاجة بسيطة و حتقوم منها بسرعة -كنت أعلم كما يعلم "سليم" أن الأمر لن يكون بسيط لكننا نتجاوز حتى لا يؤثر على نفسيته .
- ما علينا ! ههههههههههههههههههههه .
- أهى ما علينا ديه اللى تخلينى متأكد إنك حتعدى كل شئ .
- هههههههههههههههههههه عدينا يا روقة عدينا .
- ياه "سليم بك" إنت لسه فاكر الأغنية ديه .
- طبعا كل حاجة فاكرها بدقة شديدة . يمكن يكون حيطلع عندى مرض فى المخ لكن مخى مرتب مهما حصل .
- يا رب دايما بأقول ل "سعادتك" إيه ..... إيه رأيك ناكل ؟
- هههههههههههههههههههههه و الله فكرة يا فنان .
و بدأنا فتح الساندوتشات و تناولنا الطعام و نحن نتجاذب أطراف الحديث و سألنى الفنان :
- إيه اخبار مكتبتكم العامرة ؟
- و الله يا "فنان" بعد فترة لما لقيتها إتملت تراب و مهما جبت حد ينضف الشقة ما بيعرفض ينضف الكتب صح خدتها سكانر على الكمبيوتر و وزعتها على مكتبات الجامعات مش حتلاقى غير كام كتاب من اللى عليهم إهداءات للباشا دول ثروة قومية و دول تقدر تدخل الكيردور حتلاقيهم فى خزنة أديلك رقمها و حتلاقى دول بس اللى فى الخزنة .
- كانت رؤيته سليمة فمع التطور اأصبح القليل الذين يهتموا بوجود مكتبة و يكتفوا بالإطلاع دون الإستمرار فى القراءة للأسف مضينا نتحدث و فترة حتى وجدت "سليم بك" عينيه بتغمض فقلت له :
- "سليم بك" أمشى أنا لإنك حتنام و عندنا بكرة مشور كتيرة قلتها و أدخلته غرفته كان يسير كالسكران لا يستطيع السيطرة على جسده سندته حتى أدخلته السرير و أحضرت ريموت التكييف و شغلته و وضعت الريموت بجانب يده و خرجت بهدوء غيرت الترننج و إرتديت ملابسى و أخذت الترننج فى شنطة لغسله فأعلم ان "البيه سليم" لا يحب أن يرتدى ملابس مكان حد . مهما كان قريب منه . نزلت إتمشيت للفيلا و كانت أول شارع البك و بمجرد إقترابى من الفيلا وجدت "بوتشى" ينبح ليستقبلنى سعيد بحضورى كانت فيلتنا هى الوحيدة بالمنطقة بعدما باع الجيران بيوتهم ليتم بناء أبراج و يشتروا فلل بالتجمع و كنت برغم العروض التى تم عرضها على لا أرغب فى بيع الفيلا خصوصا أنها تحمل عراقة الماضى و قصص طيبة . وضعت الترننج فى الغسالة و ظبطها و دخلت للنوم و قمت بضبط الموبايلات على الساابعة صباحا لألستيقظ و أكون مستعد لأرسل ترننج "البيه سليم" للكى ليعود له كما سلفنى إياه .

فعلا نمت و رأيت فى أحلامى "مستشفى و طبيبات جميلات و موظفين طيبين و تمريض طيب" و كذلك رأيت وجوه أخرى غير طيبة وجوه تراها جميلة بمجرد ان تنطق ترى إنبعاث أشياء غير طيبة منها و كان "سليم" لحظات سعيد بالمعاملة مع الطيبين و لحظات مبتعد حتى رأيته فى جزء من الحلم كبطل فيلم "بيردى" و هذا أزهجنى بشدة و قمت مفزوع على صديقى الراجعى فى مجتمع أصبح "غير راقى" بمجرد قيامى مفزوع وجدت المنبهات ترن دخلت غرفة الغسيل وجدت الغسالة أنهت الغسيل و التجفيف خرجت إلى الحديقة الخلفية للفيلا نشرت الترننج وجدت من يطلق صفير لجذب إنتباهى رأيتها فتاة شابة تصفر و تغمز لى فقررت تقمص شخصية الخادم الموبى برغم إنى أبيض :
- إيوه ستوا هانم ؟
- ستوا هانم ايه يا حلو إنتا ده إنتا اللى سيدنا البيه .
- أنا خدام هنا ستوا و لو تحبوا أبعت أجيب عثمان يشتغل عندكم ؟
- عثمان ايه و خدام مين ؟ ده إنتى بيضا يا حلوة .
- إيوه ستوا إهنا نوبة بيضا سن أبيض .
- و عثمان أبيض كده و حلو زيك ؟
- أهلى ستوا أبعتله تليغراف ييجى بسرعة يشتغل عندكوا بس تتهملوا مصاريف الصرف و أكل . عوثمان بيهب أكل كتير .
- ماشى يا إنت إسمك إيه ؟ إدريس و ألا عبدووووو هههههههههههههه .
و اطلقت ضحكة رائعة .
- لا ستو سليمان .

كانت قد اعجبتنى الفتاة الشابة و أرد التعرف عليها و لم يكن مرادى أن تعرف إن البيه قاطن الفيلا و صاحبها ينشر ترننج صديقه المريض لم أكن أريدها أن تعرف أى شئ عنى كما أفعل مع كل من أتعرف عليهن أكن الغامض لهن و اختفى فى الوقت المناسب كل شئ فى حياتنا وراءه قصص غير بسيطة المهم إتصلت بالمكوجى الذى أرسل لى صبيه و اعطيته الترننج و قلتله عايزه دلوقت و يكون محطوط فى كيس و متعلق على شماعة شكرته لإهتمامهم و دخلت لأخذ دش سريع لم اكد أنهيه و أرتدى البرنس حتى حضر صبى الكواء و سلمنى الترننج و أوصل لى رسالة من "المكوجى" يسألنى ممكن يشترى الترننج ده منين ؟ و أبلغته إننى حين أنزل سأخبر الأسطى ممكن يجيبه منين . كنت لا ارغب فى إخبار أحد أنه يخص "البيه سليم" فلم نكن قد إتفقنا هل نخبر أحد عن مرضه أم لا و إتصلت بباقى الأصدقاء و إتفقنا ان يكون لقاءانا أمام منزل "البيه سليم" و طبعا تنفيذا لقسم "الفرسان الثلاثة" و "دارتنيان" لا يصعد أحد بمفرده إلا بوجودنا و جلست أنتظر و كان اليوم حر شديد الحرارة فشغلت التكييف فى سيارتى أمام منزل "سليم بيه" و إنتظرت حضور البهوات و فعلا حضروا سريعا و أشرت لهم بأدب أن يتفضلوا يجلسوا معى فى السيارة .

و فعلا حضرا و جلسا و كان أول المتحدثين "دكتور سعيد" :
- إيه يا عم الفنان البارفان الرائع ده ده انا شامه من و أنا بأركن .
- ده بس من جمال ذوقك يا دكتور حأجيبلك إزازة منه .
- ميرسيه ممنوع نضع عطور لظروف عملى فى المستشفى .
- طيب أجيبلك إزازة "أمير بك" .
- للأسف نفس الحكاية ظروف شغلى و اجهزة التتبع الحديثة تمنعنى أضع اى عطور حتى و انا فى البيت .
- طيب مش حأطول عليكم كنت عايز أطرح حاجة عليكم و نتناقش فيها مع "البيه سليم" لما نطلعله .
- إتفضل "سمير بيه" .
- لو حد سألنا عن حال "البيه" أى حد زملاء زمان ، أصدقاء الماضى . حد يكون شافه معانا و بيسئل .
- صح ديه حاجة مهمة و كنت فكرت فيها . رد "أمير بك"
- و الله أنا كمان فكرت فيها . قالها "دكتور سعيد" .
- بصراحة أنا افضل ما حدش يعرف حاجة خالص لحد ما نشوف مرضه الغريب ده حيعمل فيه إيه و الأمر فى الأول و الأخر لصاحب الموضوع حنطرح عليه المر و نشوف يقول إيه و طبعا حنستأذن "سعيد بك" طبيبنا هو اللى يطرح الموضوع ده .
- تمام "أمير بك" مش يالا بينا نطلع علشان حأقعد معاكم شوية و جرى على المستشفى .
- يالا بينا . انا كنت فى مامورية و متفرغ اسبوع لحضرتكم و لموضوع "سليم بك" .
- و أنا موجود مع سعادتك على طول إلا لو استدعوني لأمر مهم فى الشركة .
- تمام يا فنان يالا بينا .
أخذت الترننج من شنطة السيارة و صعدنا إلى "البيه سليم" .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب. . .
                                 
                                   محمد أحمد خضر



+2 0122 312 8543
+2 0101 456 1217

+2 0114 955 5927

makarther90@yahoo.com

makarther90@gmail.com