الجمعة، 3 أغسطس 2012

نيويورك NEW YORK


نيويورك NEW YORK

أجلس بجوار صديقتى الجميلة فى صالة دار الأوبرا المصرية إنتظاراً لإفتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أرتدى البدلة السموكن أضع عطرى المفضل فى ذلك التوقيت تجلس بجوارى كأميرة من أميرات ألف ليلة و ليلة منذ دخولنا إلى دار الأوبرا و أعين الحضور تتفحصها النساء قبل الرجال ظناً منهم إنها إحدى نجمات السينما الشابات و هى لأنها شديدة الإحترام لم تلتفت لأحد تسير متشبسة بى و الأن نحن جالسان ملتصقان ببعض بعاطفتنا وليس بأجسادنا , كانت تحبنى بشدة , وأنا أعشقها , و بدأ عرض الفيلم بعد إنصراف أغلب الضيوف كنا نجلس و لا أحد بجوارنا مما زاد من إقترابها منى و بدأ الفيلم بدأ بداية صعبة حيث مطاردة ال(F.B.I) المباحث الفيدرالية لسيارة تاكسى أصفر من تاكسيات نيويورك و إتهامهم للسائق إنه إرهابى و مضت مشاهد الفيلم و الذى قلت لنفسى فيه إنه يمكن تسميته "كيف تصنع إرهابى" .
و هنا وجدت أصابع صديقتى الرقيقة تمسح دمعة تسربت على خدى الأيسر, فقد كانت مشاهد تفجير أبراج "الورلد تريد سنتر" , و التى حولت كل من يتحدث بالعربية إلى إرهابى فى نظر الغرب ففى الولايات المتحدة أصبح كل من يحمل ملامح شرقية هو إرهابى .
 و أذكر قصة حكاها لى صديقى "ألفريد" -المقيم فى واشنطون منذ عشرون عاماً كيف إنه حين سمعه موظف الكاونتر بالمطار , يتحدث مع زوجته "جورجيت" باللغة العربية عطله عن السفر , و كان قد قرر المجئ لمصر لزيارة جده المريض حسب طلب إمه "طنط مارى" و قد كان معى فى المدرسة الإبتدائية , و كنا نذهب لمنزلهم كثيراً لنلعب مع كلبهم و نعزف على البيانو و سأقص تلك القصص فيما بعد .
 قلت لصديقتى حين سألتنى عن دموعى المنسابة على خدى :
- حبيبتى إن عدم وضعى قطرة ضغط العين المرتفع هى من تسبب فى تلك الدموع , قلت ذلك لأنى لا أحب أن يرى أحد دموعى مهما كان درجة قربه منى كانت ملامح وجوه من رأى تلك الجريمة تدل على فداحتها و هنا عادت بى الذاكرة إلى عام 2001 حيث كنت عائداً من إحدى رحلاتى إلى بلد الحب و العشق و الغراميات المدهشة "باريس الفاتنة" بلد الجن و الملائكة كان أبى و أمى يستقبلونى فى المطار وجدت "أبى" يقول لى مازحا :
- أنا قلت للجماعة بتوع "الأير فرانس" يبعتوا شنطك على "التى دبليو إيه" علشان تروح أمريكا .
نظرت له و أنا أرد على مزاحه بقولى :
لا يا بابا خليهم يودوها على الخطوط السعودية أعمل عمرة  .
- لا بجد إنت حتروح أمريكا . و هنا قطبت جبينى فلم أفهم شئ , كانت لى صديقة مصرية أمريكية دعتنى لأمريكا عدة مرات و لكن كان هذا بينى و بينها فهل أخبرت أبى عبر الموبيل لأننى كنت أترك موبيلى معه , و قد أفاقنى أبى من أفكارى و قال لى ياللا نروّح و فى الطريق حأعرفك الموضوع , و فى الطريق أخرج من بدلته الأنيقة دعوة إلى الولايات المتحدة , و إلى ولاية "نيويورك" بالتحديد و ذلك لحضور عرض فيلم أمريكى كنت قد إشتركت فى العمل به كمدير إنتاج فى مصر حيث كان الفيلم يتم تصويره فى عدة دول عربية و بمجرد وصولى المنزل إتصلت بصديقتى فى ذلك الوقت - و كانت لها قصة غريبة معى- أخبرها بعودتى و إحضارى هدايا خاصة جداً لها من باريس ثم بدأت العودة للعمل .
و فى 11 سبتمبر 2001
كنت فى وسط أعمالى وجدتها تحادثنى و تقل لى شوف التلفزيون" أمريكا بتضرب" حدثت لى صدمة كنت فى ذلك الوقت أنهيت مشاهدة فيلم
Independent day
 يوم الأستقلال حيث كنت أحب مشاهدته كثيراً برغم إنتاجه عام  1996 بمعنى إنه ليس حديث الإنتاج فقد كنت أحب مشاهدة إتحاد أعلام الدول لا فرق بين دين و دين و لا لغة و لغة و لا جنسية و جنسية
معاً 
من أجل الإستقلال
و الأن معاً !!!!
من أجل ماذا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ! ! ! !
كنت أتصور وجود هجوم فضائى على الأرض هذا ما ذهب إليه تفكيرى
فكيف تحدث مثل تلك البشاعة ؟
 و هنا أفاقتنى يدها لأتابع معها الفيلم .
 أعتذر لكم توهتكم بس الموضوع كان يتوه فعلاً .
كانت يد صديقتى فى الأوبرا , تقول لى شايف بتحبه إزاى , ونظرت لى نظرة ما و ضغطت على يدى تضمها إلى صدرها , و كانت تقصد المشهد الذى جمع بين البطل و حبيبته زوجته فى نهاية الفيلم حيث ................
لن أحرق لكم أحداث الفيلم لأنه يستحق المشاهدة ، بعد الفيلم و الذى إنتهى نهاية صعبة ثم نهاية طيبة.
 بمعنى , و تستمر الحياة لايف جوز أون Live Goes On .

  خرجنا ذهبنا لنتعشى , و نحن فى الطريق توقفت , و ذهبت لأحضر لها وردة زرقاء تمسكها بيدها , و بعدما أوصلتها إتفقنا على أن نذهب غداً لمشاهدة فيلم " عصافير النيل" .


و لكن تلك قصة اخرى . . .

تحياتى و إلى اللقاء   . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543