الأربعاء، 9 يناير 2013

شبح ليلة عيد الميلاد 1


شبح ليلة عيد الميلاد 1
لم أكد أٌنهى قراءة قصة "شبح عيد الميلاد" حتى وجدت صوت أمى يدعونى للحضور إليها فوراً ، كانت تجلس مع خالتى ، وجدت خالتى تطلب منى الإستعداد للذهاب إلى "فيلا جدى بحلوان" لإحضار "شوال الدقيق" لعمل كعك العيد نظرت إليهم متعجباً قائلاً لهما :
-        يا هوانم لو نزلت دلوقت حأرجع إمتى ديه حلوان و إحنا فى "مصر الجديدة" يعنى المشوار بالعربية ياخدله . . . .
-        لا ياحبيبى ما إنت مش حتاخد العربية حتاخد المترو أصلنا رايحين لطنط "سعادة" . قالتها خالتى مبتسمة .
-        كمان ، ده معنى كده أرجع السنة الجاية طيب إبقوا اشتروا كحك السنة دى و الدقيق اللى أبقى أجيبه إبقوا إعملوا بيه كحك السنة الجاية ده لو جيت – وقتها لم يكن يوجد مترو انفاق – فإما الميكروباص و إما تاكسى و لأننى أعرف رؤاهم الإقتصادية فكنت متاكد من إن مشوارى سيكون بالميكروباص .
-        بدأت إرتداء ملابسى و أنا ادعو لإتنين "طنط سعادة" و "طنط أخت ماما" و بعدما إنتهيت من إرتداء ملابسى أخذت معى فكة فى حالة إحتجت تليفون الشارع –ليس هناك موبايل وقت الأحداث-  و أخذت معى قصة "شبح عيد الميلاد الجزء الثُانى" لأقضى على الملل أثناء الطريق و لأننى لا أحب الحديث مع الطفوليين و من يحاول فرض حديث عليك لإضاعة وقته بإزعاجك ، نزلت و مشيت مشوار كبير حتى موقف الميكروباص الذى أخذته و كانت جلستى هائلة متميزة تزيد من متعتى بالمشوار الذى لا ذنب لي به كانت جلستى تقع بين سيدة رائعة ممتلئة الجسد بحيث تشعر بيدها تكاد تطبق على أنفاسك و بجوارى رجل من الصعيد من الواضح أنه لعدم وجود وقت لديه فلم يستحم منذ بضعة أعوام ، و من الواضح كذلك أنه يعشق البصل عشقاً شديداً فكلما تحدث خرجت أنفاسه تعطر الجو المعطر منذ البداية برائحة الأقدام المنهكة و الأحذية التى إنتهت صلاحيتها منذ قرون و لم أكن من هؤلاء المتذمرين فأنا أعلم ظروف الخلائق و أنا منهم و لا أدرى لماذا كانت تصر تلك السيدة على الميل دائماً ناحيتى ليس بشكل فيه رغبة أنثى و لكن بشكل فيه رغبة إفتراس كائن ليس له لزمة فى الوجود –أنا- و كانت تتعمد تحريك يدها فتعطر الجو برائحة غير معروفة المصدر فكنت و أنا الشخص شديد بياض الوجه قد إشتد إحمرار وجهى نتيجة كتمى انفاسى و لما لم أستطع التحمل قلت للسواق :
-        على جنب يا اسطى لو سمحت . كنا قد وصلنا وقتها كورنيش المعادى قرب "الجودشوت" و نزلت أكاد اسقط مغشياً علىًّ أو ميتاً و بالقرب من مكان نزولى رأيت كشك سجائر فذهبت لتناول زجاجة مشروب تزيح عن نفسى ما عانيته ، وقتها كان لا يزال يوجد "سينالكو" ذلك المشروب الممتع شربت الزجاجة و رأيت أمام الكشك سيارة تشبه سيارتى يجلس فيها شخص و صديقته فى جلسة غرامية هادئة و كان من المفترض أنه لدىّ موعد الليلة مع صديقتى و لكن يبدو أن قدرى أقوى من المواعيد صبرت نفسى و قلت معلش طاعة أمك و خالتك حتدخلك الجنة قلتها و أنا أضحك و أُعلق بصوت مرتفع :
-        ايوه و خصوصا خالتى بالذات . حينها كانت تمر سيدة مع حفيدها فقالت لى :
-        فيه حاجة يا بنى ؟
-        لا ياستى ما فيش حاجة . إنصرفت فى طريقها و سمعتها تقول لحفيدها :
-        شفت يا حبيبى كنت بأقولك إيه اهو الشارع إتملا مجانين من النوع ده . كنت أرغب فى أن أناديها و أقل لحفيدها ديه ستك هى اللى خُلل لكننى قلت معلش بنشوف من ده كتير أنهيت زجاجة الحاجة الساقعة و صمم الرجل على أن يزيد سعرها خمسة عشر قرشاً و نظر لى قائلاً و عينه الحولاء تنم عن شر مستطير يحدق بالأجواء :
-        إنت باينك مش عارف إنت واقف فين ؟ و أشار على يافطة وضعت أمام الكشك عليها حروف مكتوبة بفرشة دهان حائط و بلون رمادى كئيب مثل صاحب الكشك "ركن العشاق" . و كان صاحب الكشك ضخم الجثة و إحقاقا للحق لا أضمن لو نده كام صياد من النيل يمكن يتم إنهاء حياتى و كانت وقتها قصة "جريمة المعادى" منتشرة و ترهب الناس فقلت له كما لو كنت أخدت بالى :
-        يا راجل مش تقول إنى واقف فى "ركن العشاق" أصل محسوبك من "مصر الجديدة" و دايماً نسمع عنه فى منطقتنا .
-        هو الأخ من "مصر الجديدة" ؟ قالها و قد تغيرت لهجته إلى الطيبة .
-        أيوه .
-        و تعرف "ممس" ؟
-        كنت قد سمعت الإسم من أحد زملاء الدراسة و علمت منه أن"ممس" "بلطجى عتيق" و قد قابلت "ممس" هذا البلطجى مرة فى الشارع و مرة على "قهوة المعاشات" و عرفنى عليه أحد الأصدقاء لكننى لم أكن متاكد هل هو أم لا ، و قلت أما أقول أيوه نشوف الأخبار إيه .
-        أيوه و بأقعد معاه على "قهوة المعاشات" كتير .
-        إنت صاحب "ممس" طيب تحية ل"ممس" الكازوزة ديه على حساب "ركن العشاق" قالها و هو يرتعش .
-        وقتها تاكدت أنه فى بعض الأحيان ينفع "النخع و الفشر" و رفعت قامتى لأضع يدى أربت على كتف صاحب "ركن العشاق" و أنا أهز راسى سعيداً لإننى أنقذت مالى و أقول له فى خيلاء و تواضع العظماء :
-        تحب أقول حاجة للمعلم "ممس" ؟
-        و هنا طلب منى صاحب "ركن العشاق" إبلاغ "المعلم ممس" أن يجعل رجالته يقللوا الإتاوة شوية . و طمئنته و أنا أشكره على "واجب الضيافة" اللى عمله و إننى سأبلغ تحياته ل"المعلم ممس" سرت و أنا أشعر بقدراتى الخارقة للطبيعة كبطل قصة "شبح ليلة عيد الميلاد" ، إنطلقت بعدها سائراً فى الطريق لا أدرى كيف سأصل إلى "حلوان" فانا فى المعادى و الطريق إلى "حلوان" طويل و بعد الوصول سأخذ طريق داخلى وسط الزراعات لأصل إلى فيلا جدى ، وقتها لعنت حظى العاثر الذى لم يجعل جدى يسكن بجوارنا فى "مصر الجديدة" و قد حاولت "أمى" و "خالتى" معه كثيراً و حتى "طنط سعادة" التى تسببت لى فى مشوار بدون سيارة و إضاعة "الراندفو الهام" الذى كنت أتمناه و أنتظره منذ زمن ، ظللت أفكر و أنا سرحان فى حظى الجميل فوجدت سيارة "بولونيز" تقف بجانبى و يسألنى صاحبها إن كنت أعرف طريق "طره" فقلت له إنها قبل "حلوان" فقال لى :
-        يعنى دوغرى .
-        ايوه .
-        إنت ساكن هنا ؟
-        لا أنا رايح حلوان .
-        ديه قبل طرة ؟
-        لا بعدها .
-        طيب تعالى إركب أوصلك فى طريقى .
-        شكرته فلم أعتد الركوب مع غرباء و تم تحذيرنا منذ طفولتنا من خطورة الركوب مع الغرباء لكننى وجدت الرجل محترم و كنت تعبت من المشى و مش حأركب ميكروباص تانى بعد "ميكروباص الروائح المنعشة" فقلت لنفسى نركب و نشوف إيه اللى حيحصل و لو الراجل ده موتنى يبقى ذنبى فى رقبة "أمى" و "خالتى" و الأهم "طنط سعادة" اللى بسببها راحت العربية و يبقوا يعملوا بالدقيق "قُرص" يطلعوا بيها عليا القرافة ، و يبقوا يشوفوا مين حيبقى يجيبلهم الدقيق على روحى ، المهم الراجل قالى لما لقانى بأفكر :
-        ما تخفش أنا مش من العصابة اللى بيخطفوا الناس و نبيعهم إبتسمت و ركبت السيارة و فى السيارة بدأ الرجل يتحدث و قال لى :
-        إنت ساكن فين ؟
-        مصر الجديدة .
-        و جيت هنا إزاى ؟
-        بالميكروباص . و بصراحة نزلت لإنى كانت فلوس التوصيلة تخلص فى الحتة اللى نزلت فيها . لم أكن أرغب أن أقص على شخص غريب حكاية "الرائحة المزدوجة" و فى نفس الوقت علشان لو طلب أجرة لتوصيلى يبقى عارف من أولها أنه "فيش لوس" "لا يوجد مال حق التوصيلة" المهم كانت طريقة الرجل محترمة و عرفت إنه مهندس سيارات فى "شركة النصر" و تحدثنا لإن وقتها عربية والدتى كانت من إنتاجهم يعنى مش عربيتى أوى عربية شرك بتاعت أمى وبابا  و ولادهم التلاتة "أنا و إخواتى الإتنين" يعنى نصيبى فيها "تيل الفرامل" عشان حظى كل ما بأخد العربية التيل بيبقى بايظ و انا اللى أروح للأسطى "مفتاح" أصلحه ، العربية اللى خدتها أمى الطيبة مع "خالتى" الأكثر طيبة عشان يروحوا لطنط "سعادة" ذات الطيبة المركزة و التى سببت لى "التعاسة" وجدت نفسى قد سرحت بعيد و الرجل يحادثنى و يقل لى :
-        مالك  ، إنت سرحت شكلك بتاع بنات و تلاقيك سرحت فى صاحبتك ، ما تقلقش كلنا لها قالها و هو يقهقه فقلت له مبتسماً :
-        لا يا باشمهندس أصل حضرتك قلتلى إنك مهندس فى شركة النصر و عربيتى قلتها بإفتخار "سوبر فيورا" كنت عايز أسئلك على حاجة فيها باشمهندس .
-        طالما عندك عربية ما جتش بيها ليه من "مصر الجديدة" ل "حلوان" ده المشوار كبير .
-        أصل الوالدة و خالتى رايحين لطنط طيبة غلبانة و عايزة تتفسح و هى ست صاحبة مرض فإضطريت أسيبلهم العربية ، ايييه نعمل ايه بقى يا هندسة الرجالة لازم تدفع التمن هههههههههههههه .
-        ايوه بس مش فى مشوار زى ده ، المهم كنت عايز تسئلنى فى ايه ؟
-        "السوبر فيورا" عربيتى عربية متميزة بس فيها حاجة غريبة فيه مؤشر بالألوان على الجنب أظنه "لايت سيستم" لل"أر بى أم" اللى هو عداد لفات المحرك ، "اللايت سيستم" ده بيعلق كتير و بصراحه شكله ظريف و حاولت أصلحه ما عرفش حد يصلحه ، ليه حل ده يا "باشمهندس" ؟
-        ايه ده إنت اللى باين عليك "هندزة" ، معلوماتك كويسة "عداد لفات المحرك الأر بى ام" و "اللايت سيستم" .
-        هههههههههههههههههه ، لا بس أصلى بأحب أعرف كل حاجة و باجيب المجلات المتخصصة فى العربيات و الطيارات و السينما .
-        هايل حافظ على القراية ديه أهم حاجة ، شوف يا "أبوزومل" ، هههههه خلاص طلعت مهندس زميل ، اللايت سيستم بتاع "الار بى ام" شكله ظريف لكن للأسف الاليكترونى بتاعه ضعيف فعلشان كده لا يحتمل التغيرات ما بين نقلة إرتجاعية و ضغط جامد على البنزين و إحنا الحقيقة رجلينا طرشة عشان كده ما بيقعدش كتير يومين و يطير و ما بيتصلحش و ما تلقهوش شغال غير مع الستات الرقيقة النسمة و دول مش كتير .
-        نظرت له و أنا أبتسم بشدة فلست أدرى لماذا أحسست أن الرجل يقصد الست الطيبة "طنط تعاسة" ، فقد أخبرتنى أمى إنهم بمجرد الوصول لها كل مرة تخللى "ماما" تركب ورا و هى اللى تسوق و تتخانق مع "دبان وشها" و هو كتير الحقيقة و بذلك عرفت سر إنهيار تيل الفرامل فالست زى ما قال الباشمهندس رجليها طرشة أو بمعنى أصح جسمها كله أطرش فهى تشبه أنثى الدب أو الذكر فبمتابعتى لها لم أكن أستطيع تبيّن نوعها ، كانت "طنط تعاسة" تمتلك كل "السعادة" فى تعذيب مخاليق ربنا و أكتر واحد بتستمتع بتعذيبه أنا و أدى أخرة معرفتها "ميكروباص الروائح الطيبة" و "كشك ركن العشاق" و توصيلة ستنتهى بمانشيت فى الجرائد "مقتل شاب مسكين فى طريق المعادى على يد مهندس بشركة النصر" عند هذه اللحظة بدأت أنظر للمهندس و أنا أقول لنفسى :
-        هو إيه اللى خللى الراجل ده يقولى إنه مش من العصابة اياها يكونش يا واد زعيم العصابة و هو اللى حيخلص عليك أو يخطفك و يطلب فدية و إنت باين عليك "مريّش" بالجينز اللى موضته إنتهت من تلتاشر سنة و القميص اللى أساوره إشتكت و خالتك بترفيه لما بقيت "عرة مخاليق المدرسة" و لولا صاحبتك اللى بتشحتك اللبس اللى بيضيق على أخوها كنت تخرج معاها و تروح النادى بالجلابية تروح تلعب التنس بالجلابية و سيتم إعتبار ده أحدث صيحات الموضة "التنس بالجلابية" و يمكن نلاقى "شتيفى جراف" بتلعب ب"الجلابية" التنس و يمكن كمان يلعبوا "تنس الطاولة" بالجلابية هو أنا سمعت فين حكاية "جلابية بارتى" أكونشي . . . سكت حينما صاح "الباشمهندس تيل" و هو الإسم الذى أطلقته عليه فهو السبب فى تذكيرى بتيل الفرامل اللى كنت أقعد أحوش فى تمنه ست شهور و لما ييجى الدور عليا فى إستخدام العربية باروح اغيره و يا دوبك أغيره و اطلع أستحمى من عرق ورشة "الأسطى مفتاح" يقوم حد واخد العربية ، مرة ألاقى الواد اخويا الصغير مرة الكبير مرة بابا برغم ان عربيته موجودة ، ما بقيتش عارف إيه الموضوع لما حسيت إنهم بيستغلونى عشان انا الوسطانى يعنى حاجة مالهاش لزمة كده و النهاردة اللى كل اللى فى البيت مسافرين فى عربية بابا تيجى تعاستى تتجسد فى "سيدة التعاسة الأولى" "طنط تعاسة" المهم سكت فقد صاح صيحة من هولها يكاد يستيقظ الأموات و فرمل فرملة شعرت بأن السيارة توشك على الإنقلاب و نظر لى نظرة غير طبيعية قائلاً و هو يصيح و قد تغيرت لهجته المهذبة :
-        إنت مسطول يا له و ألا بتسطعبتنى ؟
-        أفندم ؟ !
-        أفندم ايه و هباب إيه إحنا عدينا "طره" من بدرى تكونش عايز تستكردنى و تخللينى أوصلك "حلوان" أنا عارف أشكالكم ديه كويس إنزل داهية تجحمك مطرح ما أنت رايح . نزلت سريعا و أنا متعجب مما يفعله و نظرت عليه و هو يلف فى الطريق و يبصق و لست أدرى هل كان يبصق علىّ أم لأنه مدخن شره ملئ صدرى و ملابسى بدخان سجائره "السوبر" نظرت لأعلى أستنجد بالسماء فرأيت النجدة تأتينى فى صورة يافطة مكتوب عليها "حلوان خمسة كيلو" مما يعنى إنه باقى على وصولى "حلوان" خمسة كيلو و هنا علمت سبب ما فعله الرجل فيبدو إننى قد سرحت فى أفكارى و لم أنتبه إلى أننا قد مرينا ب"طره" منذ فترة ، حدثت نفسى بألا أحزن فهناك من ينتظرك فى مهمتك الدقيقة "شوال الدقيق" أنا مالى و ماله و بعدين المفروض شوال الدقيق ده يتم توزيعه على المحتاجين مش المستريحين ياكلوه و خصوصاً "أنثى الدب طنط تعاسة" تصدقى تستحقى يا "تعاسة هانم" دعوة الراجل الأمير اللى تحول الى وحش مخيف ، لكن ما علينا خليك إنت أمير و هى أكيد فيه حد حيخلص فيها كل اللى بتعمله كنت أُحدث نفسى بذلك طوال الطريق حتى وصلت إلى "حلوان" و كان على أن أسير ثلاثة كيلومترات أخرى حتى أصل إلى "فيلا جدى" و هنا كان أمامى أن أختصر الطريق عبر حقل لأحد معارف جدى و الذى لن يمانع إذا رأنى أعبر الحقل و لن يطلق علىّ النار كما فعل فى السابق مع شخص عبر حقله و هو لا يعرفه فظنه لص كما قالت لنا "طنط تعاسة" و هى سعيدة و تنظر لى كما لو كانت تقل لى نفسى أشوفك مكانه يا بتاع البنات الحلوة و لست أدرى ما سر "طنط تعاسة" معى كل ما أذكره إنها كانت و نحن صغار تفضلنى بشدة و تحضر لى الحلوى و تقبلنى و تحتضننى بشدة و كنت اكره رائحتها المثيرة لل . . . ، المهم إنها فجأة بعد ان رأتنى أقبل البت "زوبا" بنت "سليمان القماّش" و البت كانت كل ما تعدى علينا لازم تبوسنى ، لا مش فى خدى ، أيوه ما يسمونه "فرنسية" و أنا ما كنتش فاهم فرنسية و ألمانية و هندية المهم إن الست من ساعتها بطلت تجيبلى شوكلاتة و تدى لإخواتى كلهم ماعدا أنا و كانت ماما تسئلها فتقول لها بصوت غليظ أشبه بصوت "غفر" مزرعة جدى اللى فى "كبريت" :
-        كبر على الدلع خلاص خللى غيرى يدلعه . ثم تنظر لى بعد إنصراف أمى و تقل لى فى سخرية :
-        إبقى خللى الست "زوبا" الحونينة تجيبلك ثم تطلق قبلة فى الهواء .
-        كنت أقول هذه السيدة غير طبيعية و كنت سعيد بتخلصى من أحضانها ذات الرائحة الغير طيبة و أعزى نفسى عن الشيكولاتة بالنجاة من أحضانها الخانقة ، المهم فقد قررت المرور عبر الحقل و فعلاً بدأت بالمرور و كانت هناك "فراشة" ذات ألوان ممتعة ظللت اُتابعها فترة و أسير خلفها حتى وجدت رجلى تغرز فى الطين فجأة فى حفرة شبه عميقة و تحول الحذاء إلى كتلة طين اكاد لا أستطيع رفعه من على الأرض لثقله جلست بجوار "زير" تم وضعه كسبيل للعطشان و كتب عليه "سبيل الباشا" فهذا سبيل أبو جدى و كتب على الزير من أعلى "سعادة هانم" رفعت حجابى الأيسر و أنزلت الأيمن شبه مغمضاً عينى اليمنى متفكراً فاحصاً متأكداً مما أراه سائلا نفسى سؤال فقد شعرت مما أراه بالغموض :
-        هل "تعاسة أفندى" ورث من الباشا ؟ لم اقف كثيراً عند تلك المقطة و تعديتها و بدأت أنظف الحذاء و الشراب و غسلت قدمى و أصبحت عندى مشكلة فلو سرت حافى القدمين سيعلق بقدماىّ حشرات الحقل و قد أُصاب بال"بلهارسيا" و لو إنتظرت جفاف الحذاء سيدخل الليل علىّ و لست أدرى ما الذى سيحدث على كل حال لم يطل تفكيرى فقد هدانى تفكيرى و قرأْءتى المتعددة إلى فكرة متميزة فقد لففت قدماى بأكياس بلاستيك مما يتم وضع المستريات فيها وجدتهم فى جيب البنطلون و أمسكت فرع شجرة قوى علقت فيه الحذاء المبلول مقلداً أبطالى الأوائل  "هاكلبيري فن" و "توم سوير" أبطال قصص الروائى "مارك توين" . أما ما حدث بعد ذلك ففى البداية كان أمر عادى ثم لم يلبث ان تحول إلى أمر لا يستطيع أحد تصديقه . . . 



تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب فى الحلقة الثانية . . .
                                 
محمد أحمد خضر

+2 0122 312 8543
+2 0101 456 1217
+2 0114 955 5927