الأحد، 16 يونيو 2013

حلم مجرد حلم

حلم مجرد حلم

 لم يكن "منير" يتصور أن تنقلب أحلامه فى منامه إلى واقع يعيشه يحول حياته و يقلبها راساً على عقب فقد إعتاد أن يكتب يومياته قبل النوم و الأهم بمجرد الإستيقاظ ، فقد كان ما يدونه فى تلك اليوميات قبل النوم هو كل ما مر به فى يومه فقد كان عمله يجعله يقابل شخصيات متعددة و يتحرك فى أماكن كثيرة تجعله يرى تصرفات البشر العديدة ما بين و بين ، أما ما كان يدونه بمجرد إستيقاظه فهو شئ لم أكن أتخيل أن هناك أحد يستطيع تذكره و هو ما يحلم به فى نومه فلقد كنت بمجرد إستيقاظى أعد لنفسى كوب شاى او فنجان قهوة أو مج نسكافيه و أقف أتابع ما يحدث فى الحديقة أمام منزلى فبها كثير و الكثير و قد حاولت عدة مرات ان أتذكر ما حلمت به فى منامى فلا أجد غير إننى أقول إننى رأيت لاشئ و هكذا كنت اتابع صديقى """"منير" فى الفترة الأخيرة و هى فترة تحول كبيرة وغريبة  له ، لكن مالى أخذتكم معى فى نقاش حول "أحلام منير" دون ان أقدم لكم "صاحب الحلم" "منير بيه" . إعتدنا مناداته بذلك الأسم حيث إنه كان إذا مر أحد منا عليه كنا نجده يرتدى "روب" ليس روب صوفى ثقيل إتقاءاً للبرد لكنه روب شبه حريرى يشبه ما يرتديه بهوات أفلام الأبيض و الأسود و لأنه كان يشبه فى تصرفاته و شكله و ملامح جسده ممثلين أفلام الأسود و الأبيض فقد أطلقنا عليه لقب "البيه منير" و كان يستحقه بل إن البعض تمادى فى وصفه بان قال عنه إنه يشبه "رشدى أباظة" نخلص من هذا أن "منير" كان شخصية محبوبة و كانت حكاية الأحلام تلك بالنسبة لى أمر غريب فكما قلت أنا لا أذكر اى حلم حلمته فى حياتى .
كان منير يذهب يومياً إلى عمله فى نشاط و يسهر ليعود اخر الليل أو بمعنى اصح يصل منزلهم بعد منتصف الليل بعدة ساعات ، كنت أراه بحكم الجيرة و بحكم صوت سيارته المميز و صوت باب جراج الفيلا الذى يتم فتحه له فأعرف بوصول "منير بيه" ، كان ذلك فى الأيام التى أتواجد فيها فى المنزل فى فترات الأجازة و ظروف عملى تسمح لى بعدة ايام أجازة كل شهر .
كان أغلب الأصدقاء قد تزوجوا إلا من لم نعد نعرف عنهم شئ كهؤلاء الذين هاجروا إلى "الولايات المتحدة" و "كندا" و كنت قد أعددت نفسى للزواج بعد فترة من تحضير الشقة و عند مقابلتى "منير بيه" تحدثت معه حول الزواج و إنه لا بد ان يتزوج ف"بابا" و "ماما" ربنا يطول فى عمرهم لكن مش حيفضلوا معاك باقى العمر و إخواتك كلهم إتجوزوا و ما فضلش غيرك فاسر لى إن هناك فى الأفق أمر قريب و فعلا بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع وجه "منير بيه" دعوة لنا "أنا و العائلة" لحضور حفل زفافه و حضرناه فعلاً و الحق يقال سمعت كلام كثير وقت حفل الزفاف أن "برنس" تزوج ""برنسيس" فقد كانت الزوجة حقاً رائعة الجمال تشبه أميرات الأسرة العلوية و تشبه نجمات السينما الأمريكية و تمتلك جسد فرنسى تحسدها عليه كل النساء المتواجدات فى الحفل ، و كانا يشبهان بعض بشكل غير بسيط حتى ظنهم الكثير أقارب و كنت أكثر من سعيد بتلك الزيجة و تمنيت ان أرى أطفالهم سريعاً فأنا أعرف مدى عشق "منير" للأطفال و كيف يتعامل معهم ففى كل مكان يتواجد فيه طفل و يتواجد "منير" فى نفس الوقت تجد الطفل سعيد بشدة فهو يعرف كيف يسعد الأطفال ، و لكن الغريب فى الأمر أنه مر وقت و لم أسمع عن حمل زوجته فقلت لابد أن فى الأمر شئ و لما قابلته قرب المنزل قال لى إنه فقط إتفق مع زوجته على تأجيل الإنجاب و لم يقل لى اكثر من هذا فعلمت ان هناك شئ لا يرغب فى الحديث عنه و فضلت الصمت و تركته يذهب لما كان ذاهب إليه فقد كان فى عينيه شئ غريب لم أره من قبل فيه فيبدو لى شارد هو افضل من أى تعبير أخر يطلق عليه .
كنت قد زرت منزل الزوجية عنده بصحبة اهلى و قدمنا هدية كواجب ينبغى فعله و كان المنزل به نوع من البهجة و تشعر فيه بالراحة النفسية و تشعر بالجو كما لو كنت تجلس على البلاج فى الساحل الشمالى حتى إن أبى قال له :
-        كده يا "منير" مش حتحتاج تروح الساحل الشمالى ده الساحل عندك هنا.
و ضحكنا على كلمات "أبى" فقد كان الجو عنده جميل فعلاً ، و بعد فترة بسيطة عرفت أن "منير" ترك منزله و عاد لفيلا "والده" و لم تكن معه "زوجته" فقد عاد بمفرده فقررت الذهاب إليه فعرفت أن تلك الجميلة قد إدعت عليه بالباطل ما لم يحدث و إنها هى من طلبت تاجيل الإنجاب و ذهب معها و مع اختها إلى طبيبة يعرفوها لتحديد نوع العلاج المناسب لتاجيل الحمل و قد كلفته التحاليل مبالغ طائلة و هو فى بداية الزواج و لم تكن تفكر فى أى شئ يسعده بل كانت تستنزفه حتى تكاد تنهيه تماماً و كانت تأخذ كل ما لديه لتقوم بتوزيعه هنا و هناك و هو لا يجادلها فهو سعيد لسعادتها حتى طلبت الإنفصال و إدعت عليه إنه ضربها و هو من لا يريد الإنجاب و الشئ العجيب كان أن صدقها الجميع و لم يقف معه أحد كما لو كانت الشهية مفتوحة لخراب البيوت العامرة كان يقص علىّ هذا و قد غارت عيناه فقد اصبح شبه لا يتناول الطعام فلم يصدق ما حدث له من تلك التى أسماها "الأميرة الحسناء" فهى تحمل قسوة غير طبيعية ، و لم يتوقف الأمر عند الطلاق فلقد ذهبت لعمله لتتسبب له فى قطع رزقه من مكان عمله بعد ان ظل يعمل فى تلك المؤسسة عشرون عاماً ، فلقد تمكنت بمساعدة شخصية اخرى تبغضه بلا سبب -غير ما يعتمل فى النفوس من حقد دفين- أن يجعلا المدير يفصله .
و هنا نتوقف فعند تلك النقطة نقف فهذه النقطة هى بداية قصتنا فنحن لا نتحدث عن "قصة زواج و إنفصال منير" بل نتحدث عن أحلامه التى تحولت إلى حقيقة .
كان ذلك المدير يبغض "منير" بشدة حتى سأله أحد المدراء المحترمين.
-        ما الذى فعلته ليكرهك بتلك الطريقة ؟
و هو لا يدرى لذلك سبب المهم بعد ما تم صرفه من عمله كان لديه الوقت الطويل فبدأ يقرأ ما كان يكتبه من مذكرات و أحلام رأها و توقف عند تاريخ معين ففى ذلك التاريخ منذ حوالى عشر سنوات شاهد ذلك المدير يتحدث مع سكرتيرته فى أمر "إنهاء خدمة منير" و هنا توقف تفكير منير فقد رأى أنه تمكن من قراءة المستقبل بشكل او بأخر و لكن هناك ما لم يقرأه و لكنه عرض عليه  فى أحلامه فقد كانت كثيرة و رأى أشياء تحققت كما هى بشكل يسبق حدوثها بفترة فماذا حدث و ما كان أمر تلك الأحداث الغريبة
هذا ما سنعرفه من خلال الحلقات القادمة . . .
تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب . . .
                                 
                                                  محمد أحمد خضر       
          
+2 0122 3128543

+2 0102 4144107

+2 0114 9555927