الخميس، 2 مايو 2013

Yabanci

الفيلم التركى

(Yabanci (2012

أجنبى

THE STRANGER

الغريب

قصة و إخراج

بطولة
Sezin Akbasogullari أوزجار

Caner Cindoruk فرحات




Yabanci (2012)

THE STRANGER

الغريب

أجنبى

 

هل سبق لك أن حاولت إثبات أنك موجود ؟

 

و لكنك ذهبت من الحياة و الحياة تطلب منك إثبات أنك كنت موجود ! ! !

إطروحة قد تبدو غريبة لكننا سنعرف سببها حين نتابع "Ozgur" تلك الجميلة الفرنسية . . . نتبعها فى صعودها السلالم العالية فى "باريس" المدينة التى ولدت و عاشت فيها و لا تعرف غيرها مدينة لها و لا ثقافة غير ثقافة "باريس" المنفتحة على العالم بلا قيد و لا شرط و نرى على تلك السلالم "كلب" يخرج لسانه فى هدوء فلنتابع الكلب فله رمز ، نرى "Ozgur" تشعل سيجارتها و فى الخلفية نشاهد "إيفل" أشهر معالم باريس ، نراها بعد ذلك تدخل حمام و نسمع جرس الهاتف و تتشأجر مع من يحادثها و تقرر أن تقوم بأمر الدفن بمفردها دفن من ؟ ؟ ؟ نرى إنها فى حالة تعب نفسى شديد مرآة الحمام مشروخة شرخ عميق ربما رمز لوجود شرخ فى حياتها و هى فى حالة ثورة داخلية تحاول تهدئة نفسها بإغراق رأسها و شعرها بالمياه ما إنها فى "المشرحة" حيث جثة عليها أن تتعرف عليها و عند خروجها من المشرحة نرى نفس الكلب ستذهب لتجهيز دفن "والدها" الذى تعرفت على جثته بالمشرحة ، و تخرج من المشرحة تغادر المستشفى ، نرى الكلب يمر عكس إتجاهها نفس الكلب تتابعه للحظات و تركب دراجتها البخارية الخاصة تتشاجر مع صديقها لأنه يريدها ان تبكى على وفاة أبيها حتى لا تكبت مشاعرها داخلها لقد رأيناها تبكى فى المشهد السابق و لكن فى صمت دون أن تجهش بالبكاء تبدو شخصية تحافظ على خصوصيتها حتى مع نفسها وهى تدخن بشراهة "سجائر لف" مما يدل على محاولتها التفرد بذاتها نرى شوارع "باريس" فارغة إلا منها و هذا يجعلنا نشعر بوحدتها ، عندما تقابل صديقها فى المنزل يحدث بينهما شجار لأنه يريدها أن تفرغ ما بداخلها فى البكاء و هى تراه ملئ بالتحاليل النفسية حتى تصل إلى نقطة و هى :

من قتل والدها ؟

نظنها بها مس من الجنون حتى تذهب إلى منزل والدها حيث كان يعيش و الذى نتعرف عليه من خلال رسائل كتبها لها لم تصلها لربما هو لم يرسلها و نعرف انه كان شخصية ثورية وهب حياته لحب وطنه "تركيا" و هو لا يريد أن تتحمل هى الثمن فلقد دفعه هو و أمها و نرى من خلال الكلام شخصية مفكرة و يطلب منها كوصية أن تحضر بعض من تراب "إستنبول" لتضعه فى قبره .

يأتى "ستيفان" لها ليذهبا لدفنا والدها فتخبره بأنها ستذهب إلى "إستنبول" و يحدث بينهما كالمعتاد شجار شفهى ينتهى بظانها ستذهب لدفن والدها فى "إستنبول" و هنا يوضح لنا "ستيفان" حقيقة ما ستواجهه "أوزجار" و هى أن والدها ليس لديه ما يثبت أنه لا يملك ما يثبت أنه "مواطن تركى" فكيف ستدفنه هناك و هى لا تعرف أحد فى "إستنبول" .

لكننا نجدها تصل "إستنبول" فى سيارة مخصصة لنقل نعش والدها و أمام محل متعهد الجنازات" يمر الكلب كما لو كان يتتبعها .

و فى رحلة محاولة دفن والدها نرى موظف الدفن يظهر لها فى عظمة بيروقراطية منقطعة النظير أن والدها لا يحمل "بطاقة هوية تركية" و ليوقع لها تصريح الدفن عليها أن تذهب لمكتب أخر لتحضرها .

أخيراً تتصل بشخص تدعوه "عمى على" لتخبره أن والدها قد مات و يدعوها لتحضر عنده و نراه يجلس على المقهى مع شخص أخر يراها فيعرف أنها "إوزجار" فيبدو أن الغرباء فى تلك المناطق يظهرون بوضوح و هو يجلس على المقهى مع شخص أخر يلعبان "الطاولة" فلننتبه لذلك الذى يجلس معه فدوره أكثر من هام ، يأخذها على إلى منزله حيث زوجته و والده ثقيل السمع و إبنه و إبنته و يدعوها لتناول الطعام فى ود و لطف فتلك الشخصية "العم على" شخصية لطيفة و يبدو أنه ورث هذا عن والده ، نجد الإبن يتقرب من "أوزجار" فهو يرغب فى الذهاب إلى "باريس" و هو لازال صبى صغير و "العم على" لا يرغب فى ان يزعج إبنه "أوزجار" و فى الليل يجلس "العم على" مع "أوزجار" فى فناء المنزل و يحضر زجاجة شراب تركى و يضع أمامها شيئاً ما و يجلس ليقص عليها ما حدث و أن أباه عم أمها و حينما تزوجت الأم من والدها إختبوا فى منزل والده و تلقى بسب ذلك ضرب شديد تسبب فى ضعف سمعه و قد قام البوليس بعمل كمين لوالدها و والدتها و كان الوقت فى الشتاء فكتب على الشباك "البوليس فى المنزل" فلم يستطع البوليس القبض عليهما و ألقوا القبض على أباه و فى الزنزانة كان معه شاب بث فيه الروح المعنوية العالية و قد قام "على" بإفساد أجهزة اللاسلكى الخاصة بالشرطة و كان عمره وقتها سبع أو ثمانى سنوات فتلقى منهم ضرب شديد و كان يظن نفسه كالثوار يستطيع تغيير العالم و والدها كان بطله و إبنى يحاول تقليدى يقص عليها هذا كله و هو يبكى ثم يصرخ قائلاً "اللعنة على الحكومات . . . كيف لا يمكن دفن الرجل فى وطنه" و فى تلك اللحظات يحضر "فيرهات" و يدعوه "على" للجلوس و يشرح ل"أوزجار" أن الصور الخاصة بأمها و أبيها كانت مخبأة فى مسحوق للغسيل حتى لا تحصل عليها الشرطة .

يقوم "فيرهات" بإيصال "إوزجار" إلى الفندق تحت المطر الشديد و نشاهد الكلب يسبقهما .

"فرحات" يذهب لها فى الفندق فى اليوم التالى و يعطيها صورة له مع والديها و نعرف أن كل من كان فى تلك المرحلة قد قام بحرق الصور أو إلقاءها فى البحر يخبرها أن وقت الصورة كان عام 1980
 و بالعودة لذلك الوقت فى تاريخ تركيا نعرف أنه كان وقت الجنرال كنعان ايفرين قائد انقلاب عام 1980 في تركيا والذي أصبح الرئيس السابع ل"تركيا" , و الذى واجه فيما بعد تحقيق حول الانتهاكات التي ارتكبتها المؤسسة العسكرية خلال تلك الفترة التي حكمت تركيا في الفترة بين عامي 1980 حتى  1982. و قد تم إرتكاب "جرائم ضد الدولة" خلال هذا الانقلاب الذي اعدم فيه نحو خمسين شخصا واعتقل مئات الآلاف . وكان الجيش قد أطاح ثلاث مرات بحكومات منتخبة في اعوام 1960 -1971  - 1980 باسم الدفاع عن مبادئ الجمهورية التركية التي أرساها مصطفى كمال اتاتورك . كما أبعدوا حكومة نجم الدين اربكان الاسلامية عام 1997.
لكن انقلاب 1980 كان الاكثر دموية واضطر عشرات الاف الاتراك الى الهجرة .



كوالد "أوزجار" يقول "فرحات" أن عمه قضى وقت فى السجن ايضا و قال له لقد جعلونا نحرق ماضينا مع الخوف جدته كان لديها "باروكات" أخذت كل شئ ألقته فى البحر حتى لا يتم القبض عليها بتهمة إنها أصولية ، و هنا لأول مرة نرى "أوزجار" تبتسم فى سخرية مما كان يحدث و تقول له و هى تبتسم "شعر مستعار" و توافق على الخروج معه و الجلوس فى الخارج على البحر يقول لها أن هذه ليست البلد التى ضحى والدك من أجلها لقد تغيرت بشدة لو كان موجود أظنه لن يطلب أن يدفن هنا "فرحات" يحاول إثناؤها لأنه يعلم أنها ستدور فى حلقة مفرغة و لن تصل لشئ . لكنها تصدمه بقولها ان والدها لو كان لا يزال حى لأصر على ان يدفن فى وطنه .

تذهب "أوزجار" فى اليوم التالى لإستكمال الأوراق لدفن والدها فتعاملها الموظفة بغلظة شديدة كما لو كانت عدوة لها فتخرج منفعلة بشدة و لحظها باب الخروج مغلق أظنه الذى يصل بها للمصعد فتضطر للنزول عبر السلم و نرى الكاميرا تعرض حجم السلالم الضخم فهى تدور فى حلقة مفرّغة لن تنتهى و روتين خانق و نفوس عكس "العم على" و "فرحات" ، فى الفندق تتصل ب"العم على" الذى يطلب منها أن تحضر لاقيم فى منزله لكنها تغضب و تغلق الهاتف فى وجهه ، يحضر "فرحات" فتتشاجر معه و تساءله لماذا تساعدنى هل أنت ثورى أخر ؟ بدأت تخرج ما فى نفسها من مقابلة الموظفة قبيحة النفس و قد قررت العودة و ترك الأمر تماماً يعرض عليها "فرحات" الذهاب لتناول الطعام معه فترفض ثم تذهب معه الكلب يجرى تلتفت له تتابعه يجرى مسرعاً فى الطريق تسير غاضبة ترى حانة فتدخل لها و هو يتبعها فى البار يساءلها اين دفنت والدتك تقول له فى باريس والدى لم يستطيع إحضارها هنا و مدفنها أفخم بكثير من كل الأماكن هنا لقد سكرت و تخرج ما بداخلها من غضب ، تصعد للحمام لتغسل وجهها تفتح النافذة لتستنشق هواء نقى فتجد النافذة مسدودة من الخارج يحاول "فرحات" مساندتها نراها فى الفندق و تتحرك الكاميرا بنفس طريقة الإهتزاز فى البداية حين كانت تحادث "ستيفان"  تحمل أغراضها نراها مع "فرحات" فى السيارة لزيارة أقارب والدها نراهم يعدون حفل "طهور" و هذا أمر يخص "اليهود" و "المسلمين" و هو إزالة جزء فى مقدمة العضو الذكرى .

هنا نرى التعجب فى ملامحها كتعبير عن التعجب و الإختلاف بين الشرق و الغرب فالجمع يجلس على مناضد فى إنتظار الوجبة و "الخروف" سيتم نحره و بعض النساء المحجبات ينظروا لها فى تعجب من هذه التى ترتدى "حملات كاشفة ذراعيها و هى تنظر متعجبة من هذا المجتمع الذى لم تراه من قبل تصعد معها سيدة محجبة جميلة جداً لكنها غاضبة لسبباً ما و معها سيدة محجبة جميلة ايضاً تبدو ودودة تصعد إلى حيث عمها و يبدو أنه شيخ مهم و يقول لها نرجو أن تتغمد والدك الرحمة و لكنه بالنسبة لنا فقد مات منذ زمن طويل مضى و دفناه فى قلوبنا و لأنه يبدو كشيخ فتطلب المحجبة الجميلة الغاضبة من "أوزجار" و "فرحات" أن يقبلا يده فيتقدما و تقبل يده و هما ينزلا السلالم تقول لها الجميلة المحجبة الودودة "لا تخشى شئ لن يختطف أحد زوجك" فتصرخ بها المحجبة الجميلة الغاضبة "نظمية" و تساءل "أوزجار" هل هى جائعة فيبدو أن المظاهر خداعة فالودودة غير ودودة و الغاضبة هى الودودة ، لا يدرون هل أتت "أوزجار" من أجل المال أم ماذا إنهم يفكروا فى المادة اكثر من النفوس و الأرواح الطيبة على عكس ما يظهر عليهم فما يبطنون غير ما يظهرون ، تجلس "أوزجار" مع السيدات فتجدهم يتحدثون فى العلاقة الجنسية بين الرجل و السيدة و يتحدثون بإسلوب وقح بطريقة جنسية فجة .

عند ذبح الخرفان إحتفالاً بالطهور تخبرها المحجبة الكثيرة الكلام أنها يجب عليهما الصعود لجدتها و تقبيل يدها يصعدا للجدة الودودة فتخبرها انها تملك نفس عين والدها و تساءلها ألم يخبرك عمك عن بيت والدك فى الأسفل ؟

تنزل "أوزجار" مع "فرحات" إلى بيت والدها من خلال حركة  الكاميرا المتوترة مع موسيقى حالمة يتناغم الجسدان "أوزجار" و "فرحات" فى معزوفة رقيقة يمارسا الحب فى منزل الحب الأول بين والداها .

وصلت إلى ما كانت تريده إثبات شخصية يثبت أن والدها "مواطن تركى" فى نفس الوقت وصلت إلى علاقة طيبة مع "فرحات" قد تريح نفسها الغاضبة .

يذهب ليشترى النبيذ فيحضر الأصوليين يهددوا صاحب المحل لأنه يبيع النبيذ و البيرة يخرج بعددما إشترى النبيذ لكنه يعود فالثورى فيه قد إشتعل فيتلقى طلقة من الإرهابى الأصولى يقع على الأرض و يهرب القتلة و يتركه صاحب المحل و الشاب الذى معه و يفران بعيداً تأتى "أوزجار" لتجده ميت يموت بين ذراعيها لقد حصلت على ما تريده "هوية والدها لدفنه" و لكنها فقدت ما حصلت عليه "فرحات ستذهب لدفنه"

فى تلك اللحظات نرى الكلب يصل ليجلس بجواره هل هو شبح الموت ؟ بمجرد وصول "أوزجار" يغادرهم الكلب . هل كان الأمر يستحق مشاجرة لن تحقق لك أى شئ و لن تصل بك لأى شئ ؟ فقد حياته كما فقدها والد "أوزجار" من قبل و لن يذكرهما أحد أذكر قول " بابلو بيكاسو"  ليس علي الفنان أن يرسم شخصا يحمل مدفعا رشاشا يكفيه أن يرسم تفاحة على نحو ما .












 ليس علي الفنان أن يرسم شخصا يحمل مدفعا رشاشا يكفيه أن يرسم تفاحة على نحو ما "بابلو بيكاسو"

-        هل الثورى يستطيع تغيير العالم من حوله أم أنه سيكون ريشة فى مهب الريح و ستندثر ذكراه بمر الأيام ؟

-        هل فعلاً يستطيع تغيير العالم نحو الأفضل أم سيقمعه العالم ؟

-        هل كل ما يفعله الثورى سيعود عليه فى يوم من الأيام أو على الأقل على أبناءه أو أحفاده أم ستذهب أفعاله و لا يبق غير ذكرى غير الثورى ؟

الكلب بعدما يموت لن يطلب منه أحد بطاقة هوية لدفنه عكس الثورى البطل ! ! !

-        أسئلة كثيرة مرت على فكرى و أنا أشاهد الفيلم و من الهام فى ذلك الفيلم أنه جعلنى أقرأ جزء من تاريخ "تركيا" الحديث لم أكن أعلمه فقد توقفت معلوماتى عن "تركيا" عند "أتاتورك" .














تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب . . .
                                 
                                 محمد أحمد خضر       
                  
+2 0122 3128543
                                        
+2 0102 4144107

+2 0114 9555927