الجمعة، 12 سبتمبر 2014

بدايات الدراما الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد

بدايات الدراما الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد
الدراما
مقدمة عن الدراما الإغريقية
لا يعرف أحد من كتب أول مسرحية تحديداً آلا أن التاريخ يقول أن البداية الحقيقية نسبياً هى بداية المسرح في بلاد اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
وفي عام 535 ق.م فاز " تيسبس " في أول مسابقة تراجيدية.
وقد قدمت لنا أثينا أربعة من أكبر كتاب المسرح في ما بين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد وهم :
- " أسخيلوس " .
- " سوفوكليس " .
- " يوربيدس " .
- و " أرسطوفاينس ".
والرقص كان هو النواة الرئيسية لفن المسرح أو الدراما فالتاريخ يقول لنا أن الإحتفالات كانت تقام في الطرقات حيث يلتف العامة حول مقدمي تلك العروض الراقصة و هؤلاء العامة من يمكن أن نطلق عليهم "الجوقة" و الراقصين من يمكن أن نطلق عليهم الممثلين مع الأخذ في الإعتبار عادة إرتداء "الأقنعة" في تلك العروض و كانت تستخدم أيضاً في الطقوس الدينية .
نشأت المسرحية والدراما من الإحتفالات وأعياد الإله "دينسيوس".
كان "أسخيلوس" 456-525 ق.م. أول الكتاب المسرحيين العظام من محاربي معركة "ماراثون" و "سلاميس" فلم يكن تافه و لا يريد تقديم التسلية للجمهور بل يريد تقديم أفكار عظيمة و تجارب قيمة ليشرك فيها الناس فكانت مسرحياته بعيدة المدى عظيمة التأثير ويعتقد أنه كتب 90 مسرحية لم يصل لنا منها غير سبع و هى :
-       "الضارعات"
-       "الفرس"
-       "برومثيوس"
-       " سبعة ضد طيبة"
-       "مصاقدي"
-       و"أورستايا" وهى ثلاث مسرحيات "أجاممتون" و" حاملات القرابين" و "ربات الإحسان المنعمات".
أما "سوفكليس" 406-496 ق.م. و حياته أقل إثارة من حياة "أسخيلوس" إلا أنه عند بعض الآراء أعظم منه ككاتب مسرحي وكاد يبلغ في حياته الخاصة و في أعماله مرتبة الكمال حيث ظلت مهاراته الحرفية معياراً للكتاب المسرحيين و مثلاُ أعلى طوال 25 قرن تقريباً حيث إتسمت أعماله بالعمق في التفكير و الثراء في التعبير و الحنكة في صناعة التوتر المسرحي و إثارة التهكم الدرامي و كذلك بقيت لنا من أعماله سبع مسرحيات و هى :
- "أوديب" ملكاً
- "ألكترا"
"أوديب في كولون"
- "أجاكس"
- "أنتيجون"
- " الترلفيان"
- و"فيلوكتيس" . و يرى الكثيرون أن "أوديب ملكاً" هى أكمل مسرحية كتبت على الإطلاق في المسرح منذ نشأته و حتى الآن و قد عدها أرسطو نموذجاً للكثير مما تعرض له في كتابه النقدي " فن الشعر" و قد أمتدحها خاصة حبكتها المشتبكة و أحداثها المترابطة واضحة الدوافع .

* يوربيدس 406 – 484 ق.م. الفرق بينه و بين " إسخيلوس" و "سوفوكليس".
كتب "إسخيلوس" عن الآلهة حيث ولد في أسرة غنية و ثرية لها قدر و مكانة و عاش أيام معركة "ماراثون" وقنها كانت أثينا شابة مليئة بالأمل و كان أساس الدراما عنده أن الإنسان ريشة في مهب الريح تتحكم به الأقدار التي تصنعها الآلهة .
* "سوفوكلس" كتب عن الأبطال و قدرة البطل على تحديد مصيره و الصراعات بين الآلهة وأنزل الآلهة لتتحاور مع البشر في الحياة و الصراع و قد أدخل الآلهة في حياة البشر .
* "يوريدس" كتب عن البشر و قدرتهم الخالصة حيث تخلص تماماً من تحكم الآلهة وأكد أن البشر هم من يتحكموا في حياتهم وأبتعد تماماً عن الفكر الديني.
و من أعماله "إلكترا" و"ميديا" و"النساء الطرواديات" و"هيبوليتس" و"أفجينيا في بوليس" .
السمات الرئيسية في التراجيديا اليونانية هى:
1-  ليس من اللازم أن تكون النهاية موت الشخصية الرئيسية .
والموضوع جدي له قدر وحتم .
2- تستغرق الواحدة من التراجيديات اليونانية ما يزيد قليلاً عن الساعة "فالإورسترايا" بمسرحياتها الثلاث تستغرق تقريباً الوقت الذي تستغرقه مسرحية "هاملت" أو "الملك لير" للكاتب "وليم شكسبير" و قد تلقي الضوء على مشكلة الوحدات الكلاسيكية الثلاث :
-       فوحدة الزمن تستلزم أن تقع الأحداث في يوم واحد ،
-       وحدة المكان تستلزم أن تنحصر الأحداث في مكان واحد .
-       ، وحدة الفعل تستلزم الا يكون في المسرحية غير حبكة مسرحية واحدة .
3-  الجوقة تؤدي فيها دور كبير وهى تنفرد بالكثير من أجود الشعر في التراجيديات اليونانية بل سمح لها بالإشتراك في الفعل الدرامي وعمل مسئولية التعبير عن الكثير من الأفكار والآراء.
4- قصد الإغريق بالتراجيديا أن تؤدي لهم تحقيق "تطهير الروح" 'Catharsis" عن طريق الشفقة والخوف.
أما الكوميديا الإغريقية فقد كانت لها وظيفتها الخاصة حيث إرتبطت في أصلها بطقوس الخصب و التناسل البدائية و هو ما يفسر لنا الكثير مما نجده فيها الآن و تعد خروجاً عن حدود الأدب و الذوق و لكن وظيفة الكوميديا قد تبدلت حين وصلت إلى أيدي "أرسطوفانيس" فجعل منها سوطاً قوي لمهاجمة الحماقات الإجتماعية و السياسية و أصبحت لا تختلف كثيراً في العروض الفكاهية المعاصرة و إن لم يكن "أرسطوفانيس" 388 – 450 ق.م الكوميدي الوحيد في عصره إلا إنه كان بإتفاق الجميع أعظمهم و هو الوحيد الذي بقيت لنا من أعماله عدة مسرحيات في نصها الكامل وكان يمتاز ببراعة مدهشة و قدرة فائقة على الفكاهة و السخرية . إنه لا يتردد أن يسخر من كل شخص و يتهكم على كل شيء و هو محافظ يجاهد في سبيل عودة الأيام القديمة و عدو للتقدمية و التجديد و معظم مسرحياته مثل :
-       "الضفادع"
-       "الدبابير"
-   و "السحب" إستمدت أسماءها مما تمثله الجوقات فيها و كان لها دور كبير فيما تقدمه المسرحيات من بهجة و مرح .
إن أولى حفلات المآسي والملاهي قد مثلت في الأوركسترا و هى قطعة أرض ممهدة مستديرة الشكل في ميدان السوق ثم إنتقلت بصفة دائمة إلى حيث حدود معبد "ديونيذيوس" داخل الحرم المقدس على المنحدر الجنوبي لل(أكروبول) و لم تكن الأرض مسطحة فكان لابد من إقامة حائط ساند عند أحد الجوانب و كان المشاهدون يتجمعون على سفح التل و ينظرون عبر الأوركسترا فيرون فوق حافة الحائط الساند قمة معبد "ديونيذيوس" .
أولى مسرحيات "إسخيلوس" قدمت على هذه الصور المبسطة أما ما كان يلزمها من إكسسوار فكان يعد عند حافة السطح حسب مقتضيات كل مسرحية.
حوالي عام 465 ق.م. أُقيمت أول منصة خشبية صغيرة في إستطاعة المشاهدين أن يروها و بعد 40 عام أقيم أساس حجري متين لمبنى منصة حجرية ذات جبهة طويلة و جناحين متفرعين و لم تشيد في أثينا منصة حجرية كاملة قبل العصر الهليني و أما آثار المنصة المحكمة المتقدمة جداً التي ما زالت باقية فيرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن عهد "نيرون" .
كانت الأشباح المقدسة تستحضر من خلال نفق مصبه المنصة و بمثل هذا الممر إكتشفت آثار بمسرح أريتريا عرفت بإسم "السلم الشاروني" وفي الأغلب أنه أستعمل مبكراً منذ عهد "إسخيلوس" الذي عمرت أعماله بالأطياف .
كذلك فالمسرح الإغريقي عرف الدور الأعلى حيث قام بوظيفته المسرحية وهى إلقاء الخطب من شرفة أو أعلى جدار أو من برج مراقبة ، أما بين عهدي "إسخيلوس" و"يوربيدس" كان المسرح الإغريقي قد وفق إلى شتي إصطلاحاته سواء الخاصة بالجدار الخلفي أو بمختلف ملحقاته الثانوية وبدا الطريق ممهداً أمام تطور بلغ ذروته في الأزمنة الرومانية حيث المسارح المحكمة و الإخراج المتقدم .
"إسخيلوس" لا يرجع إليه فضل تقديم المناظر المسرحية فقط بل هو من أدخل على المسرح الأزياء الخاصة بكل ممثل بل هو من قرر ما كان مستخدم في عبارات " ديونيذيوس " " القناع" أو "الثوب ذو الكمين" أو "الحذاء العالي"  المستعار من ديانة عبادة الإله "ديونيذيوس" و قد تأثر الزي بالطابع الديني . و المسرح كان يتجه نحو الزي القريب الذي ينقل المتفرج من عالمه إلى عالم مثالي. و الذي كان يخفي الممثل تماماً من رأسه إلى أخمص قدميه بحيث يتحول إلى الشخصية التي يؤديها تماماً.
العروض المسرحية أصبحت تقدم في أثينا مرة في الربيع إحتفالاً بأعياد "دينسيوس" إله الخمر والسرور والبهجة.
و في الشتاء كانت تقدم أمام جمهور عريض في مسرح "ديونيذيوس" الذي يستوعب سبعة عشر ألف متفرج و كان يتبارى في هذه الإحتفالات ثلاثة مؤلفين خلال ثلاثة أيام كل مؤلف يقدم في اليوم ثلاث مسرحيات .
و يعتمد العرض في أكثر أحواله على الكورس و البسطاء من العامة و ليس على الممثلين الذين يقومون بالأدوار الرئيسية.
وجد المسرح الإغريقي ضالته في الملاحم و الأساطير، و كان "أفلاطون" يعتبر "هوميروس" المعلم الأصلي لمجموعة الشعراء التراجيديين و إستعار منه "إسخيلوس" و "سوفوكليس" و "يوربيدس" العديد من الموضوعات و كانت موادهم درامية .و ذلك بفضل "الرابيسود" الشعراء الذين يتغنون بمقاطع من الإلياذة والأوديسا "لهوميروس" .
وجه "أرسطو" النظر إلى وحدة الحدث لأنه لاحظ عدم رضا الجمهور عن التراجيديات الخالية من وحدة الحدث .
إستحوذ الرعب على المتفرجين عندما شاهدوا عرضاً يجسد أحداث قديمة تعود إلى الوراء بعشر سنوات معتقدين أن ما يحدث أمامهم حقيقة واقعة وذلك أثناء عرض مسرحية "إحتلال مدينة جيل" للشاعر "فرينشوز" وهو سابق "لإسخيلوس". ولذلك فتم رفض الشعور بالوهم وكذلك مسرحيات "ربات الإحسان المنعمات" "لإسخيلوس" إستولى الرعب على الجمهور حين رأى ملاحقة آلهة الإنتقام إلى "أوراستس" معتقدين إن ذلك واقع وليس خيال لذلك منع تقديم الأحداث المعاصرة .

هذا ملخص لرؤيتي عن بدايات الدراما الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب . . .
                                 
                                           محمد أحمد خضر       
          
+2 0122 3128543

+2 0102 4144107

+2 0114 9555927