الثلاثاء، 23 أبريل 2019

أمن قومى الحلقة الثامنة وحيد الحداد


أمن قومى
الحلقة الثامنة
وحيد الحداد

خرجت من معسكر الفرقة الخاصة وجدت أ.نهاد يقف أمام بوابة المعسكر ركبت دون أن أقل شئ و هو كذلك لم يتحدث حتى خرجنا من جو المعسكر وجدته يقل لى و قد إبتسم أخيراً :
- إيه الأخبار يا بطل أنا ما رديتش أبتسم و لا أتكلم غير بعد شوية لإنى عارف الفرقة بتبقى صعبة قوى و استعادة شخصية الواحد بتاخدلها وقت لحد ما يتجاوز اللى كان فيه .
- ياه يا "أ.نهاد" ديه فرقة غير بسيطة اللى يطلع منها كأنه عدى حفر موت .
- أمال ايه إنت فاكر إننى حنسيبك فى اللى جاى ببساطة من غير ما نجهزك تمام .
- هو سعادتك مريت بالفرقة ديه أ.نهاد ؟
- طبعاً . كل اللى فى الهيئة و الجهاز مروا بالفرقة ديه .
- الجهاز ؟
- المخابرات العامة يا بطل . اللى إحنا جزء منه .
- أيوه . أنا بأسمع و بأقرى اللى بيعمله الجهاز لكن .....
- ما تستعجلش يا "وحيد" حتعرف كل حاجة فى وقتها . المهم دلوقت إيه اللى حيتم ؟
- حضرتك حتنزلنى فى أى نقطة و انا حابتدى أتحرك ك"حداد يتيم" محتاج شغل و عايز يأكل عيش بالحلال من شغلانته .
- تمام حتنزل فين ؟
- أى مكان قريب من الدرب الأحمر .
- ورينى إيدك .
أريته كف يدى فصفر معجب بما حدث قائلاً لى :
- بجد رائع كف يد الفنان تحولت لكف يد حداد و فيها أثار حريق بسيط .
- الفرقة عملت فىّ أكتر من كده "أ.نهاد" بجد من الواضح إن حضراتكم قلتلهم إحنا حنعمل ايه بالظبط .
- مش بالظبط طبعاً لكن قلنلهاهم عايزين البطل بتاعنا يكون عامل إزاى .
- علشان كده كان أهم حاجة بيركزوا عليها بجانب الفنون القتالية الحدادة و إزاى أتجاوز النيران بسرعة .
- بالظبط "وحيد" المهم إحنا فى نقطة ميتة و ماحدش حوالينا تقدر تنزل . و فعلاً نزلت و بسرعة توجهت إلى حارة الحداد من يخرج من خلاله كل العمليات الإرهابية .
إتمشيت لحد ما وصلت عند محل بيبيع طعمية مقلية فى الزيت و وجدت حول الطعمجى ناس كتير حيشتروا و كنت أنظر للطعمية نظرة جوع شديدة . تنبهت لنظراتى سيدة ترتدى ملابس المنزل تقف فى الطابور لشراء الطعمية و وجدتها تقل للبائع :
- يا عم "مسعد" انبى حطلى خمس طعميات فى قرطاس لوحدهم معاهم حتتيين بدنجان و قرطاس ملح و بربع جنيه عيش .
- عينيا يا ست "ألفت" .
وجدت السيدة تضع هذه الأشياء فى شنطة وحدهم و تأتى لى تقل لى :
- إمسك يا بنى كل و قوت نفسك ربنا ما بينساش حد يا ضنايا .
نظرت لها شاكراً و أمسكت الشنطة فتحتها و بدأت فى تناول الطعام و قد كنت جائع بشدة . و بدأت ألتهم الطعام حتى أتيت عليه كله .
وجدت السيدة لا تزال تقف أمامى و يبدو أنها سيدة مهمة بالمنطقة قالكل يوقرها و يبدو أنها طيبة جدا فيبدو ان ملابسى القديمة و جوعى الواضح جعلنى اصعب عليها بشدة . و عرفت بعد فترة إنها يتيمة و لذلك تحب تعطف على الناس و إن ربنا فتحها عليها من وسع لذلك تحب مساعدة الغلابة :
- إنت شبعت و ألا أجيبلك أكل تانى ؟
- لا يا ستى كتر خيرك بس طالما إنتى ست طيبة قوى كده ما تشوفيلى شغلانة .
- بس كده عينيا إن شاء الله ربنا يرزقك شغلانة كويسة إنت بتعرف تشتغل إيه ؟
- أنا أجدع حداد و إسمى "وحيد الحداد" إسئلى عليا فى الصعيد كلاته كله حيجولك "وحيد الحداد" .
- هههههههههههههههههههه طيب يا "وحيد" إلا قولى إنت امك دعيالك .
- أنا ما عارفش لا امى و لا ابويا أنا على باب الله .
- كلنا على باب الله بس أكيد عندك ام و أب ؟
- أكيد يا ست بس هما فين ما عارفش . بس انت بتقولى أمى دعيالى ليه .
- ابداً لإن المعلم " بربش الحداد" لسه متخانق خناقة شديدة مع صبيه و طرده لإنه لقاه بيعمل شغل من وراه أوعى يا "وحيد" تعمل زيه .
- يا ستى لو الأمانة ليها أسم تبقى "وحيد الحداد" .
- خلاص ليك علي الليلة دى تكون شغال عند المعلم "بربش" . تعالى أقعد هنا و أجلستنى على كرسى بالمقهى و قالت للقهوجى لو المعلم سئل على مين الشاب ده قوله تبعى و لو إحتاج يشرب حاجة هاتله و أنا حأحاسب على كل المشاريب . و إنصرفت الست الطيبة "ألفت" و حضر القهوجى سألنى عما أرغب تناوله و إنصرف و أحضره لى كنت أتابع المنطقة بعين متفحصة دون أن ألتفت برأسى فهكذا كانت التعليمات أن تصبح رأسك كما منظار الغواصة تدور عينك تتبع كل شئ دون أن تحرك رأسك و هذا كان مما تعلمته فى مدرسة الصاعقة .
بعد قليل حضرت الست "ألفت" معها رجل تبدو عليه سمات الطيبة و السماحة و قدمتنا لبعض :
- الأسطى "بربش" أحسن حداد فى بر مصر كله .
- "وحيد" أسطى حداد أد الدنيا و عايز ياكل عيش و هو غلبان زى ما أنت شايف يا أسطى "بربش" و مالهوش فى اللف و الدوران و حيكون صبيك المطيع لإنه عايز يأكل لقمة عيشه بالحلال .
- إنتى تعرفيه منين يا "ست ألفت" ؟
- أنا لقيته قاعد بيبص على الطعمية و يا حبة عينى كان شكله جعان و لما إتكلمت معاه عرفت إنه حداد يتيم و جاى من الصعيد .
- يا خوفى يطلع زى اللى قبله .
هنا تكلمت :
- أنى ما عرفش اللى قبليتى عمل إيه . بس جربنى يا معلم و شوف لو شغلى كويس إقبلنى لو شغلى ما عجبكش إكرشنى .
- المهم الأمانة لإن اللى قبلك إستغل ورشتى فى شغل لحسابه .
- عمى لو الأمانة تنطق تقول "وحيد الحداد"
- ماشى يا عم "وحيد" حنجربك عشان خاطر الست ألفت و حظك النهاردة إتطلب منى شغل كتير يعنى حتبتدى من دلوقت و حأديلك خمستاشر جنيه فى اليوم علشان خاطر "الست ألفت" .
و هنا تكلمت "الست ألفت" قائلة للأسطى "بشبش" :
- يا أسطى خليهم تمنتاشر جنيه .
- حاضر يا ست الكل بس بعد ما أجرب شغله يعنى أول أسبوع خمستاشر الأسبوع اللى بعده تستعاشر يالا ده لو شغله تمام .
- تمام التمام يا أجدع أسطى .
ثم قال الأسطى بربش :
- قولى يا "وحيد" إنت بتنام فين ؟
- لسه يا أسطى ما أعرفش حأبات فين .
- طيب أنا حأخليك تنام الليلة دى فى الورشة لإنها مش مليانة بضاعة و لا شغل لإنى سلمت كل الشغل اللى عندى . لكن لما يكون فيها شغل و بضاعة حنتصرفلك فى مكان تانى .
- رب يبارك فيك يا كبير الأسطوات .
بدأنا التحرك ودعتنا الست "ألفت" بعدما حاسبت على المشاريب و رفضت أن يدفع الحساب الأسطى "بربش" لقد كانت سيدة جدعة محترمة .
ذهبت مع الأسطى "بربش" إلى ورشته و أرانى كل شئ و عرفت أين يتم وضع الأدوات و رصها و الزيت المستخدم حتى لا تصدأ و أين يضع مواد للقضاء على الحشرات حتى لا تتكاثر بالورشة و كل شئ و أشار إلى مكان لأقوم بوضع مرتبة به لأنام فيه . و بدأنا العمل فبعد معرفتى بكل شئ جاء للأسطى " بربش" عمل كثير فنده على :
- وشك حلو يا "أسطى وحيد" و حأخلى يومياتك سبعتاشر جنيه قبل ما أشوف شغلك . و ربنا يرزقنا الخير كله على قدومك يا أصيل .
- متشكرين يا أسطى "بربش" .
و بدأنا الشغل و مع شغل الحدادة وضعت لمساتى الفنية و أنهيت شغل باب فى ثلاثة أيام مع دهان بعض أجزاءه باللون الذهبى الذى لا يصدأ و وضعت أكرة ذهبية و فى نهاية العمل لم يصدق الأسطى "بربش" أننى أنهيته بتلك الحرفية و الشكل الجميل . و عبر عن سعادته بأن احضر لنا غذاء طلبية كبدة مشوية و سلطات و عصير قصب . و بدأت تناول الطعام فى جانب بالورشة حيث جلس الأسطى "بربش" مع ضيوف له خارج الورشة يتحدثون بخصوص عمل جديد و كنت أسمع بوضوح كل ما يقال فكان الكلام عن العمل و صبيه الجديد "وحيد الحداد" و كنت مع تناولى الطعام أستمع بحرص لعلى أسمع شئ يفيد المهمة التى حضرت من أجلها . لكن كان الحديث كله عن شغل الحدادة . فلم أسمع أى شئ بخصوص عمله بالتعاون فى العمليات الإرهابية طوال ستة أسابيع حتى كان الإسبوع السابع .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب فى الحلقة التاسعة . . .
                                 
                                                    محمد أحمد خضر

+2 0122 3128 543

+2 0101 4561 217

+2 0114 9555 927

+2 0155 0417 800