السبت، 18 يونيو 2011

فن الباليه بين الواقع والخيال باليه "كسارة البندق"

فن الباليه بين الواقع والخيال
باليه "كسارة البندق"
نتفق معاً على أن الفنان المبدع يقدم لنا إبداعه من خلال أدواته ففي الفن التشكيلي من خلال الفرشاة والألوان و المادة المخصصة للرسم عليها ، أما في المسرح فخشبة المسرح والموسيقي والإضاءة وأداء الممثلين والعناصر المكونة للعرض المسرحي و السينوغرافيا ، و نجدها في السينما "الفن السابع" عناصر عدة فالفن السابع يجمع الفنون الست التي سبقته و عناصر الفن السينمائي مثل التصوير والموسيقي والأداء التمثيلي والديكور والمونتاج و عناصر عدة لا يتسع المجال لذكرها هنا و كلها تجتمع تحت إسم واحد (إخراج) فالفن السينمائي يقدم من خلال عمل المخرج . أما فن الباليه فتعدد عناصره يشبه إلي حد كبير الفن السينمائي و كما أن السينما خيال فالباليه هو الخيال ذاته و يكفي أن نتذكر باليه "كسارة البندق" أو "جيزيل" أو "بحيرة البجع" حتي نسرح في الخيال و نبتعد عن الأرض بكافة متاعبها و نهيم في ملكوت السماوات مع أحلامنا و أمانينا ، ففنان الباليه يصمم لنا حركات راقصة تعبر عن روح القصة الخيالية التي يرغب فى توصيلها ، فهناك صلة بين الخيال و فن الباليه . فالأسطورة في تعريفها البسيط هي محاولة لفهم الكون بظواهره المتعددة و لكي نفهم هذه العلاقة بين الواقع والخيال في فن الباليه علينا أن نعرض لنماذج من الباليهات التي جمعت بين ما هو واقعي و نستطيع أن نخضعه لعالم المنطق و العقل وبين ما هو خيالي لا يمكن إخضاعه لمنطق العقل و من هذه الباليهات باليه "كسارة البندق" .
باليه "كسارة البندق" يمثل نموذج الباليه التي تدور أحداثه بين الواقع و الخيال .
القصة              عن قصة ل"ايه تي أيه .هوفمان" .
موسيقي            بيتور اليتس – تشايكوفسكي  .
مصمم الرقصات    ليف إيفانوف  و  بيتر رايت .
تصميم             جوليا تريفليان اومان .
الراقصون          ليزلي كولير     جنية الحلوي
                     أنطوني دويل     الأمير
                   جولي روز       كلارا
                  جاي نبليت       كسارة البندق
تبدأ الأحداث في منزل "دروسلماير" الساحر صانع اللعب الذي يجهز هدايا حفل الكريسماس تدور أحداث الباليه في بيت والد كلارا الذي يحتفل هو وضيوفه بأعياد الميلاد فنراه يقف هو و زوجته يستقبل الضيوف ، يدور الرقص و يحضر "دروسلماير" أربعة لعب تتحرك بالزمبرك فيقدمها هدايا للصغار ، ويختص "كلارا" إبنة صاحب القصر بلعبة "كسارة البندق" التي يريدها أخوها "فرانز" فينتزعها من يدها ويلقيها علي الأريكة بعد ذهاب الضيوف للنوم تقوم "كلارا" من سريرها وتنزل إلي الردهة حيث تركت لعبتها ، فتنتقل بنا القصة من عالم الواقع إلي عالم الخيال ، حيث تجد "كلارا" الحياة قد دبت في اللعب فنري الدمي و العساكر تتحرك و تتصارع ، و تشن حرباً ضد ملك الفئران و جنوده المعتدين ، نري "كسارة البندق" تقود الفريق المعادي للفئران ، فتساعد "كلارا" "كسارة البندق" فى حربه ضد الفئران ، بعد النصر يدعوها "كسارة البندق" بعدما تحول إلي فتي وسيم للذهاب معه إلي مملكة الحلوي ، و من هنا يتواصل الجزء الخيالي حيث نشاهد الحبيبين الصغيرين و هما يمران خلال عاصفة ثلجية فى طريقهما إلي "مملكةالحلوي" حيث تستقبلهما "حوريةالحلوي" و تابعاتها و يقمن حفلاً مخصوصاً تكريماً لهما و من خلال هذا الحفل يستعرض المخرج رقصات الشعوب من خلال الحلوي المحببة للأطفال ، فنري "الشيكولاته" التي تمثل "الرقصة الأسبانية" و "البن" وهي تمثل الرقصات العربية وهكذا تتابع الرقصات تقدم لنا البلاد ، ثم تدق أجراس الساعة معلنة عن صبح جديد ، فيختفي "الأمير" وتحاول "كلارا" جاهدة البحث عنه ، وتجد أمامها "دروسلماير" ويتحول الجميع إلي عرائس مرة أخري وتدرك "كلارا" أن ما شاهدته كان مجرد حلم جميل وانتهي "والحلم هو خيال وليس واقع" .
هذا كان الموضوع ، و الأن إسمحوا لنا أن نتناول الباليه مشهد مشهد و نحلل عناصره كلها .
المنظر الأول
المكان ووصف المشهد :
منزل " دروسلماير " حيث يقوم بتحضير العرائس والدمي كهدايا مع خادمه ومساعده وينظر بأسي إلي صورة شاب ما معلقة علي الجدار -أظنه إبنه-.
الديكور :
الغرفة ببساطتها تدل علي أن " دروسلماير " شخص منظم يحب عمله ويهتم به حيث لا توجد في تلك الغرفة سوي الساعات والدمي ومنضدة ليعمل عليها وكرسي ليجلس عليه لمتابعة عمله وفي الخلفية صورة لإبنه ينظر لها بسرعة نظرة حب شديد حيث إنه علي الرغم من حبه الشديد لأبنه والواضح من نظرته لصورته إلا أن عمله أهم ما في حياته وهو شخص كلاسيكي محترم يبدو أنه يفتقد أبنه .
الملابس :
تعبر عن شخصية السيد وهو "دروسلماير" وكذلك تعبر عن شخصية كلا من الخادم والمساعد وفخامة ملابس السيد تدل علي ثراءه وأناقتها تدل على كلاً من "الخادم" و "المساعد" و فخامة ملابس السيد تدل علي ثراءه وأناقتها تدل علي ذوق عالي وملابس كلاً من "الخادم" و "المساعد" تدل علي إهتمام السيد بإعطائهما المال ليبدوان في حال تناسب حال سيدهم من حيث الأناقة فحال الخادم من حال السيد ومظهره من مظهره .
الإضاءة :
واضحة تماما أنها من مصدر إضاءة محدد وهو الشمعة وهي تنير المكان كله وعند خروج "دروسلماير" من الغرفة يقوم بإطفاء الشمعة بنفخة من فمه فيعتم المسرح كله .
الموسيقي :
تعبر بشكل قوي عن السرعة في الحركة وهي تجعل المتفرج في حالة ترقب لما سوف يحدث فلسان حاله يقول "هاه وبعدين" .
الحركة:
 بسيطة ليس بها أداء مفتعل وهي توصل المعني المراد إيصاله ببساطة دون إفتعال .
المنظر الثاني
المكان ووصف المشهد :
خارج قصر والد "كلارا" حيث تقوم خادمة بدفع سيدات علي كراسي بعجل ومعهم أطفالهم للذهاب لحضور حفل ونجد في ذلك المشهد استكمال للمشهد الأول حيث يقوم رسول "دروسلماير" بتسليم دمية إلي خادمة القصر .
الإضاءة :
عامة جداً حيث لا يوجد أي مصدر إضاءة محدد غير تلك الإضاءة الخارجة من القصر . حيث أنه في تلك الفترة لم تكن قد إنتشرت إضاءة الشوارع بعد بشكل كبير . وذلك لأنه يبدو أن القصر في منطقة جبلية عالية ولم نر أية إضاءة إلا تلك المنبعثة من بوابة القصر .
الملابس:
تدل علي ثراء سيدات المجتمع ، كما تدل أيضا علي بساطة ملابس الخدم وإن كانت توضح لنا شئ هام وهو برودة الجو والذي سنوضحه في النقطة التالية وهي "الديكور" .
الديكور والإكسسوارات :
عبارة عن رسم لمنطقة جبال جليدية تحيط بالقصر ويبدو بوضوح الممر المؤدي إلي القصر والذي يظهر فيه الضيوف والخادمة التي تستقبلهم .
الموسيقي :
الموسيقي لا زالت تمهد للعرض ككل فهي تقدم حركة الموجودين بالمشهد وتعبر عن حال رسول "دروسلماير" والذي يعود بإكرامية قليلة من الخادمة حيث كان يتمني الحصول علي مبلغ كبير .
الحركة :
بسيطة ليس بها أداء قوي ولكنها معبرة .
المنظر الثالث
يبدأ في هذا المنظر الخيال "الجنية الخفية"
المكان ووصف المشهد :
منزل والد "كلارا"
يحضر المهنئون بأعياد الكريسماس يسلمون الهدايا للأب وتدخل الخادمة للقصر هدية "دروسلماير" تسلمها لأم "كلارا" - ونحن لا نعرف ما هي وسيتضح لنا فيما بعد أنها "كسارة البندق" أو حسبما رأيت من وجهة نظري الشخصية إبن "دروسلماير" المسحور- ومع الهدية خطاب من "دروسلماير" . والتي تعطيهم الأم ل" كلارا " التي تتسلم الهدية وتفرح بها و تدور في حركات تعبر عن السعادة تعرض هديتها علي الضيوف وهي سعيدة جدا بها وتضعها "كلارا" بأعلى مكان علي شجرة العيد ويبدو أخو " كلارا" غير سعيد حيث يتمني حصوله علي هدية أخته وفي جزء هام في موضوعنا وهو الواقع والخيال في باليه "كسارة البندق" تظهر جنية أعلى السلالم . تجذب "كلارا" أمها لتريها الجنية فلا تجد الجنية "لقد إختفت الجنية" ، يقوم الأب بتوزيع هدايا عيد الميلاد ويرقص الكبار ثم يبدأ الأطفال في الرقص ثم يدخل أشخاص متنكرين في ملابس الساحر والوحوش . يكون دخول "دروسلماير" مع إطفاء إضاءة المسرح و دخوله بطريقة تجعل كل الموجودين يهتمون به فهو "نجم الحفل" . و تدل طريقة شرب النخب بين الأب و "دروسلماير" علي صداقة قديمة ومعزة خاصة . "الأخ" يريد دمية "كلارا" وتبدو عدوانيته حيث يحاول خطف وجذب بندقية عسكري الرقصة الثانية . دخول الخادمة بالتورتة ويقوم الأب بتوزيع هدايا عيد الميلاد ، أخو "كلارا" يريد تحطيم لعبتها وهنا يحاول جذب إنتباه "دروسلماير" أثناء قيامه بشرح دمية "كسارة البندق" ل "كلارا" ، يعطيه "دروسلماير" شيئا ما يحاول وضعه في فمه فيؤذيه ويظل يمسك بخده فترة في حين يتفرغ "دروسلماير" للشرح والتوضيح ل "كلارا" . يحاول أخو "كلارا" خطف دميتها منها ولا يستطيع فيبكي ، وأخيراً ينجح في خطفها وكسرها ولكن "دروسلماير" ينجح في إصلاحها سريعا فتقبله -فأشعر أنه في حالة حزن وشعوري الداخلي ينبئني بأن هذا مرتبط بصورة إبنه التي كانت معلقة علي جدار غرفته في المنظر الأول فلم تشرح لنا الأحداث أين هو؟ و أظن أنه مفقود أو كما فى الخيال "مسحور"- ونري الجد يقف من علي كرسيه المتحرك ليرقص بصعوبة وهو فرحان . بعد إنتهاء الحفل وتوديع الموجودين مع إنزال الشموع من علي "شجرة الكريسماس" يبدأ المسرح في الإظلام مع خروج أخر خادم بالشموع ، "دروسلماير" يظل في منزل والد "كلارا" وهو في حالة حزن ويقوم بسحره الجميل بجعل الوقت يتقدم بسرعة للأمام ، و بإشارات من يده ينير المنزل كله . "كلارا" تنزل مسرعة لتأخذ دميتها "كسارة البندق" وتجد "دروسلماير" أمام ساعة المنزل وبيده ساعة ويقوم بإنامة "كلارا" مغناطيسيا . فتجد نفسها إنتقلت إلي عالم خيالي به مجموعة من الفئران وهي في حالة رعب و "دروسلماير" خلفها – يذكرني بالكونت دراكولا - يشير لها بيده لتعيد "كسارة البندق" إلي مضجعها .
منظر جديد دون غلق الستار من خلال حركة ميكانيكية من علي خشبة المسرح :
يتحول المسرح كله كما لو كان لعبة في يد "دروسلماير" ، فبحركة بسيطة من يده تتحرك السلالم لتختفي في جانبي المسرح وتصعد شجرة الكريسماس إلي أعلي المسرح و تدخل "بانوهات" عليها ديكورات جديدة وتتحرك أرضية المسرح بشكل أكثر من رائع تشعرك بالإثارة الحالية وتعدك لإثارة أكبر قادمة . الورق المفضض يتساقط من أعلي شجرة الكريسماس مع خروج الفئران إلي المسرح من فتحة فى أرضية خشبة المسرح نجد "كسارة البندق" كشخص حقيقي يستيقظ من مضجعه علي صوت طلقة رصاص من بندقية جندي ، يقوم كسارة البندق بإخراج جنوده تمهيدا لبدء معركة مع الفئران تدور رحاها حيث يقع مصابين من كلا الجانبان ويخرج ملك الفئران . الشجرة تخرج من أرضية المسرح و عند تمام وقوفها يخرج منها أشخاص يخطفون "كلارا" علي عربة . ثم يخرج "ملك الفئران" . وتقوم معركة بين "كسارة البندق" و "ملك الفئران" ، تضرب " كلارا" ملك الفئران علي رأسه ويقع "كسارة البندق" مصاباً من الإجهاد . نرى بساط يتم إسقاطه من سقف المسرح مع وجود دخان كثيف يخرج منه . تتجه "كلارا" إلي "كسارة البندق" في حركات رائعة وترفع إحدي ساقيها فى حركة راقصة بارعة ونري الدخان المعبر عن الخيال يملأ أجواء المسرح ، تتحرك "كلارا" في خطوات رقيقة وتضم إليها "كسارة البندق" التي أصبحت في حالة عشق معه يسقط علي كلا منهما "زووم لايت" مع وجود ستارة في الخلفية ليس بها أي شئ ليسمح بالتركيز الكامل علي الراقصان وحركاتهما حتى لا يلفت نظرنا شئ غيرهما ورقصهم يعبر عن حالة الحب . يخرج "دروسلماير" من أسفل المسرح علي عربة ليتم إستغلال كل إمكانيات المسرح الإنتاجية والتكنيكية والإخراجية في التعبير عما نريد إيصاله للمتلقي . و يركب العاشقان العربة بمباركة "دروسلماير" وتختفي ستارة الخلفية في فتحة وسط خشبة المسرح - هذا المسرح به إمكانيات رائعة تسمح للمبدع بعمل كل ما يريده أو كما أتخيل خشبة المسرح تقول للمخرج "أحلامك أوامر"- .
نري دخول أربع راقصات علي شكل "ملكات الحلوى" يتحركن بحركة ميكانيكية ، ثم تدخل راقصات ذوات زي أبيض يرقصن علي المسرح ، يتساقط الثلج مع دخول عربة "كلارا" و"كسارة البندق" مع الملائكة إلي المسرح و "دروسلماير" ثم "ملكات الحلوى" وقد زاد عددهم . يستكمل العاشقان الشابان رحلتهما إلي مملكة الحلوى ليقابلا "جنية الحلوى" و "وصيفاتها" ، ثم ظهور نبلاء بملابس بيضاء ، و يظهر "دروسلماير" وخلفه ستارة مرسوم عليها بهو قصر ، ونري النبلاء يقفون لترتفع الستارة "البريمو" و "السيكوندو" ليظهر قصر الحلوى علي المسرح . "ملك" و "ملكة الحلوي" يدعوان العاشقان لمشاهدة إستعراضات ممتعة من دول مختلفة فنري الرقصات "الصينية" "العربية" "الروسية" و "الأسبانية" ثم يظهر "دروسلماير" الذي يودع العاشقان ويتركهما يأخذا عربتهم للعودة إلي قصر والد "كلارا" .
منظر منطقة الجبال الجليدية :
المدعوين ينصرفون السيد "دروسلماير" يخرج ويعود إلي منزله ليجد إبنه "كسارة البندق" قد عاد فيحتضنه وينزل الستار معلنا انتهاء العرض .

الإضاءة :
-     توضح لنا أنه حفل لنري أن مصدر الإضاءة هو الشمع المضاء . و عند دخول "دروسلماير" تنطفئ معظم إضاءة المسرح وبعد دخوله نجد الإضاءة تظهر أهميته حيث أن معظم إضاءة المسرح مطفأة والتركيز علي "دروسلماير" يحدث إظلام تام للمسرح مع خروج أخر خادم يحمل شمع .
-     "الزووم لايت" علي العاشقان لإظهارهما للتركيز عليهما ، الإظلام التام للمسرح مع دخول "الرقصة العربية" و"الزووم لايت" يركز علي أحد الراقصين مع ملاحظة أن تخفيف الإضاءة جعل الديكور يبدو كقصر أحد الأمراء العرب في عهد "هارون الرشيد" ، ثم يحدث إظلام تام للمسرح أثناء إنتهاء الرقصة الأخيرة بحيث يظهر كل ديكورات المسرح "سيلويت" مع تركيز ال"زووم لايت" علي "كلارا" و"كسارة البندق" .
الملابس :
ملابس الدمى الضخمة و الماكياج و كل ما بالمشهد يدل علي أعياد الكريسماس و ملابس الضيوف تدل علي ثرائهم و علي بهجة الحفل . الملابس في مملكة الحلوى كلها توحي بجو من المرح والمتعة والجمال والشياكة والنظافة .
الديكور والإكسسوارات :
إكسسوارات أعياد الميلاد كانت توضح لنا المنظر دون حاجة لشرح مثل الشجرة والتورتة والهدايا ، تحول المسرح كله ببساطة إلي مناظر أخري عدة مرات دون الاضطرار إلي إنزال الستار فبإشارة من يد "دروسلماير" تتحرك السلالم لتختفي علي جانبي المسرح و تصعد شجرة الكريسماس إلى أعلي المسرح و تدخل بانوهات عليها ديكورات جديدة وتتحرك أرضية المسرح بشكل أكثر من رائع . إختفاء ستارة الخلفية في فتحة وسط خشبة المسرح . والمسرح به إمكانيات رائعة تسمح للمبدع بعمل كل ما يريده . ديكورات مملكة الحلوى تعطي إحساس بالنظافة الشديدة .

الموسيقي :
الموسيقي في البداية بها نوع من أنواع التشويق لما سيحدث فيما بعد وتتحول إلي موسيقي راقصة عند الحاجة لذلك . موسيقي رقص الدمى تعبر عن رقة أو عنف الرقصة . الموسيقي وقت المعركة تعبر عن حدوث صراع ومعركة دائرة .
الحركة:
الراقصان في زى "البلياتشو" وقوفهما علي أطراف أصابعهم . ثم رقصة العسكري وفتاته حركته بالبندقية تنم عن حركة عسكرية . رقصة الجد وحركاته المفرحة . ملكات الحلوى يرقصن بشكل ميكانيكي ومن أشد ما أعجبني في "الحركة" هو عند رقصة ("ملك" و "ملكة" مملكة الحلوي) نري الملك يجذب قطعة قماش تقف عليها الملكة وهي تقف علي أطراف أصابعها وكلنا نعلم مدي صعوبة تلك الحركة ، كل تلك العناصر جعلتنا نري الأمر بين الواقع والخيال فهل كان هذا حلم رأته "كلارا" حقق أمل " دروسلماير" في عودة إبنه أم إن الأمر كان خوف "كلارا" من فقد "لعبتها" وبالتالي ظهر في الحلم الفئران ونحن نعلم كم يخشى معظم الناس الفئران و كذلك حب الأطفال الشديد لمملكة الحلوى الأمر بين الواقع والخيال وليراه كلا منا كما يشاء . واقع كان أم خيال . أم بين بين . أو كما قال فناننا الراحل " يوسف بك وهبي " : (وما الدنيا إلا مسرح كبير) .
فن الباليه و رؤيتي الخاصة والتي تكونت من خلال تعرفي على ذلك الفن مرة في أوائل السبعينات من القرن الماضي .
 ثم في نهاية الثمانينات ثم إستمر إهتمامي به حتي اليوم وإن كنت أنظر له نظرة غير المتخصص برغم دراساتى السينمائية . ففن الباليه ليس باليسير دراسته . ففن الباليه يجب دراسته منذ الصغر حيث يبدء تكوين العظام والجسد عند الإنسان و لا بد من دراسة الموسيقي و الرقص و المسرح حيث إنهم المكونات الأساسية لعروض الباليه وعلي الفنان المهتم بدراسة هذا الفن أن يعلم إنه سوف يخصص وقته و جهده و ماله لتلك الدراسة و لنضرب أبسط الأمثلة و ربما تكون أضعفها في رأي البعض هل تعلمون حضراتكم كم يتكلف سعر حذاء الباليه ؟!
و لنعلم أن هناك ورشة واحدة فقط في مصر لصناعة تلك الأحذية فما بالنا إننا حين نتحدث عن كتب الباليه فإننا نعلم مدى قلة الكتب باللغة العربية في هذا الفن فعلينا أن نعلم كم يتكلف الشخص من جهد و مال و وقت لدراسة لغة أجنبية كالروسية أو الفرنسية أو الإيطالية لكي يقرأ كتاب عن فن الباليه .
و يمكننا أن نرى فيلم white nights "الليالي البيضاء" لنتعرف علي فنان الباليه الروسي الأصل الأمريكى الجنسية "ميخائيل بريشينخوف" راقص الباليه الروسي حيث يقدم لنا مقارنة بين فن الباليه والرقص الإيقاعي و يقدم لنا أعمق رؤية لمفهوم الحرية فها هو فنان الباليه الروسي يهرب إلي أمريكا بحثا عن الحرية بينما يهرب الراقص الإيقاعي الأمريكي من أمريكا لروسيا هربا من التمييز العنصري ليبحث كلا منهما عن حريته في بلد الأخر فهل يجدها ؟.
وكذلك فنرى الجوانب الإخراجية التي تؤثر علي توصيل المعلومة للمتلقي من علي خشبة المسرح من خلال الإضاءة و الحركات و مكان التواجد علي المسرح والموسيقي والمؤثرات الصوتية وكل هذا يعطينا معلومات عن صعوبة ذلك الفن وكيف أن المتميزين فيه متميزون حقا لندرتهم .
أما بالنسبة للمزج بين الواقع و الخيال فهو أمر شغلني طوال حياتي فإسمح لي أن احدثكم عن إحساسي الشخصي الخاص جداً لرؤيتي للأمر بين الواقع والخيال ولنبدأ معا من إسم مسرحية وليم شكسبير الشهيرة "حلم منتصف ليلة صيف" ودعونا معا نتخيل الأتي :
منتصف ليلة صيف شخص ما بين اليقظة والمنام تهب عليه نسمات باردة رقيقة تداعب حبات العرق الساخنة الهابطة علي وجهه ورقبته وهو يحلم بحبيبته وهما يسيران علي ضفة النهر و الفراشات تحيط بهما ويسمع صوتها تهمس بإسمه من بعيد في حين أنها تمسك بيده في حلمه و لأنه بين الواقع والخيال يستيقظ علي يد زوجته تهزه ليحضر لها شيئاً ما من الخارج هنا نشعر بإمتزاج الواقع بالخيال .
والأمثلة التي تثير مخيلتي كثيرة ومتعددة ترتبط وتربط بين العالم المادي الملموس وعالم خيالي لا نلمسه مثل أساطير الجنيات وعرائس البحر والحوريات والعمالقة ولعلنا رأينا ذلك في أفلام عديدة وكثيرة والمزج بين الواقع والخيال في فن الباليه له أهمية في رؤيتي الشخصية لأن ذلك الفن قائم علي إستخدام راقصي الباليه لأقصي إمكانياته الجسدية مما يجعلهم يشعرون كأنهم طيور تحلق في السماء فهو حلم لكل الناس أن يجعل جسده يطيع مخيلته وبالأخص أن أجساد معظم الناس صلبة بطبيعتها ولكن جسد راقصي الباليه برغم من قوته الخارقة إلا أنه رشيق متناسق . لذلك فالمزج بين الواقع والخيال يتيح لكلاً من الراقص والمشاهد الإستمتاع المتبادل فالراقص يظهر إمكانياته بينما يتخيل المتفرج نفسه مكان الراقص فيستمتع بذلك الأمر ولو لبضع ساعات .
في النهاية أرجو أن تكون رؤيتي مناسبة وشرحي يعبر عن رؤيتي الخاصة جداً لذلك الموضوع .
تحياتى و إلى لقاء قريب فى عرض نقدى لفيلم سينمائى
محمد أحمد خضر
+20122 312 8543