الخميس، 6 يناير 2011

مغامرات "سيد المصرى فى مصر" الحلقة الأولى

"مغامرات سيد المصرى فى مصر"


الحلقة الأولى
يقرر المهندس "سيد المصرى" ترك "الولايات المتحدة الأمريكية" و العودة إلى بلده الحبيب"مصر" الذى لم يره طوال حياته حيث ولد فى العاصمة الأمريكية "واشنطن دى سى" و طوال حياته و والده يحكى له عن "مصر" و طيبة أهلها و الجدعنة و الشهامة المصرية . يعود "المهندس سيد" ليفاجأ بالتغيرات التى أصابت المجتمع ، فهل يستطيع التماشى مع المجتمع ، أم ماذا سوف يفعل؟












ينزل التتر على أغنية الفنان "هشام عباس"
عينى ع اللى زمان كانوا بيمخمخوا
لو ميت زلزال و لا يتلخلخوا
إتغطوا الطموا صوتوا صرخوا خليكوا قاعدين
أنتخوا أنتخوا
بتعيد و تزيد فى الحضارات
قوم إعمل حاجة و ورينا
بقى جدك يبنى أهرامات
و عيالك يلعبوا بالطينة
إعمل حاجة الله يكرمك
ده أحنا كنا تكون لنا هيبة
هو أنا يعنى اللى حأفهمك
جتنا سبعة و ستين خيبة
أثناء نزول التتر تكون مشاهد مناسبة للأهرامات و أبو الهول و بجوارها المناطق العشوائية و الأطفال عراة يلعبوا فى الطين بمناظر سيئة .
ثم تتحول الكاميرا فى لقطة لطائرة تهبط فى مطار القاهرة الدولى نرى "سيد" و قد عاد إلى القاهرة بعد أن عاش حياته كلها فى "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث ولد هناك فى "واشنطن دى سي" و قضى كل عمره هناك .
نراه يركب سيارة تاكسى و تعود به الذاكرة إلى "واشنطن" و حديثه و فخره بأجداده الفراعنه لإنه "مهندس مدنى" يقوم بإنشاء ناطحات السحاب و يتذكر كلماته مع مهندسة ألمانية زميلة :
-        تصميماتك دايماً رائعة مهندس "سيد" .
-        متشكر مهندسة "هيلدا" ، أنا أجدادى هما اللى بنوا الأهرامات فبسيطة لما حفيدهم يعمل "شوية" ناطحات سحاب .
-        دايماً فخور بأجدادك مهندس "سيد" ، إنتم فعلاً أصحاب أعظم و أعرق و أول حضارة فى العالم .
-        مش بس حضارة من آلاف السنين ، فى العصور الوسطى بنينا قلاع و لنا إنتصارات متعددة و إحنا اللى وقفّنا زحف "المغول" ، لولا  "مصر" اللى وقفت ضد "التتار" كان العالم حيفضل محتل بفكر "تترى" و لا يتقدم ، و فى العصر الحديث إحنا اللى وقفنا أمام العالم كله و بنيننا "السد العالى" ، و أوقفنا إسطورة كانت يمكن تخللى العالم يقدس شعار"الجيش الذى لا يهزم" لما إنتصرنا فى "حرب 73" ، و إحنا فى عز قوتنا وافقنا إننا نوقع على معاهدة السلام لنوقف نزيف الدم الجارى ، و ده اللى كل جيرانا لو كانوا سمعوا كلامنا من أكتر من 30 سنه كان الموضوع خلص ، بدل ما هما بيجروا ورا الموضوع ده و مش عارفين حتى يوصلوا لربع اللى كان معروض عليهم و لا حتى واحد على إتنين و تلاتين ، و عملنا سيارة رائعة ، هى بسيطة صحيح لكنها مصرية سميناها "رمسيس" على إسم أحد أعظم ملوك الفراعنة .
-        إنت بتحب بلدك قوى .
-        بلدى كل حاجة فيها تخليكى تحبيها .
يقطع تفكير "سيد" حديث سائق التاكسى له ،  :
-        حضرتك بقيلك كتير بره مصر يا أستاذ ؟
-        مولود و عايش فى أمريكا .
-        طيب إيه بس اللى يرجعك ، ما كنت تخليك هناك أحسن ، الناس كلها بتهج من البلد و إنت راجع .
-        طيب و لما الناس كلها حتهج يسيبوها لمين ؟
-        يسيبوها للى واكليناها والعة . يقول هذا و نرى لمعان فى عينيه و هو يجزعلى أسنانه بغيظ .
فى أثناء ذلك نرى السيارة تخترق طريق المطار ، نرى الشارع الأنيق يتوسطه تمثال رمسيس الذى ينظر له فى فخر ، و يقول للسائق :
-        أمال فين العربية "رمسيس" اللى كنا أنتجناها ؟
-        الله يرحمها ، ما كملتش فترة بسيطة و إنتهت .
-        أمال فين العربيات المصرى ؟
-        مصرى مين يا بيه ؟ ما فيش أحسن من "الصينى" اللى إحنا راكبينها ديه ، أنا أول لما جبت عربية تاكسى قلت لازم أشجع الصناعة المصرية ، هاوووووووو يا صناعة يا مصرية ، خدت خا . . . مغرى ، و لسة بأدفع تمن غلطتى لحد النهاردة ، العفشة ما إستحملتش شوارعنا الممتعة يا هندزة .
-        بس أنا شايف الشارع زى الحرير .
-        ههههه ، ده بس عشان إحنا فى أول مصر الجديدة ، أول لما تخرج من المنطقة ديه حتشوف اللى ما شوفتوش فى البلد اللى جاى منها ، و ألا أقولك مش حضرتك ساكن المفروض فى منطقة "العروبة" اللى هى أرقى مناطق مصر الجديدة حتشوف يا بيه كل حاجة ، واحدة - واحدة .
أثناء ذلك يتوقف فى إشارة ، يسمع "سيد" صوت إرتطام سيارة بإخرى ، ينزل المخطئ ليقوم بضرب صاحب السيارة المصابة بعنف شديد ، يتعجب "سيد" مما يحدث يحاول النزول للتدخل و فض الشجار قبل أن يتحول إلى جريمة ، يمسكه السائق و يقل لى :
-        حتعمل إيه يا سيدنا الأفندى .
-        أتدخل قبل ما تحصل جريمة .
-        شايف الظابط واقف و لا بيتدخل ، بيقول فى سره سيبهم يخلصوا على بعض .
-        بس ده اللى إتخبط هو اللى بيتم ضربه زى ما يكون هو الغلطان ، ده ما بيحصلش فى "أمريكا" .
-        عادى يا بيه و لا تفكر ، و هو إيه اللى بيحصل فى "أمريكا" ؟
-        ينزل يعتذر له و يديه الكارت الخاص به ، و فى لحظات تحضر الشرطة لإن الكاميرات تراقب الطرق ، و تقوم بعمل محضر من عدة نسخ ، نسخة منه تذهب لشركتا التأمين الخاصة بالطرفين ، و لا خناقة و لا حاجة .
-        و ده يا هندزة اللى بيحصل فى الخليج ، أصلى إشتغلت هناك فترة كبيرة .
أثناء الحديث يمر على تل قمامة فى الشارع يتقزز"سيد" و يسأل السائق :
-        إحنا فين يا "أسطى" ؟
-        فى "مصر الجديدة" يا بيه .
-        أومال إيه تل القمامة ديه ؟ أنا قلت إننا روحنا منطقة حرق القمامة ؟!
-        لا يا بيه هي ديه "مصر الجديدة" الجديدة .
فى تلك اللحظة نرى سيدة ترتدى ملابس أنيقة و شكلها جميل جداً فى سيارة أحدث موديل و هى تلقي كيس من شباك السيارة على تلك الكومة خارج صندوق القمامة و نجد القطط و الكلاب الضالة تتجمع حول الكيس لتمزقه و تخرج ما بداخله ، و نرى عراك شديد يصاب فيه أحد الكلاب إصابة قوية مما يجعله عرضة لأن يحمل عدوى ، و يصبح كارثة متنقلة .
كان "سيد" يشاهد كل هذه الأمور و هو يتذكر كلام والده الذى لم يستطع  مرافقته فى زيارته لمصر و كلامه عن "مصر" و كيف إنها أروع ما فى الكون .
يصل التاكسى بالمهندس "سيد" إلى مسكنه فى منطقة "العروبة" ، أول ما يشد إنتباه "سيد" هو هدم الفيلا الأثرية التى تقع بجوار عمارته و بناء برج أسمنتى قبيح مكانها ، و هنا نرى البواب فى عمارة "سيد" و قد إتجه إليه سريعاً و هو يفرك يداه قائلاً له فى إبتسامة عريضة و هو ينزل حقيبة السفر الخاصة ب "سيد" :
-        حمدلله ع السلامة يا بيه ، عايز شجة و ألا فيلا ، و الا أيتهو خدمة ؟
-        أنا ساكن هنا .
و هنا نجد البواب يلقى الشنطة دون مراعاة لإحتمال وجود ما يمكن كسره بها ، و يقلب تعبيرات وجهه إلى قرف مبالغ فيه قائلاً :
     - ساكن إهنه ، يبقى تشيل حاجتك إبنفسك .
و يجلس دون مراعاة لذلك الساكن و يمسك كوب الشاى و يشرب منه بصوت عالى مقزز و هو ينفخ دخان سيجارته و يبصق فى إتجاه "سيد" دون سبب واضح .
يقوم السائق بحمل الحقيبة و يصعد مع "سيد" إلى الشقة و يقول له :
-        ما تزعلش يا هندزة من اللى عمله معاك البواب ، إنت لسه ما شفتش حاجة ، على كلاً ده رقم موبيلى لو إحتجت حاجة كلمنى ، إنت باين عليك إبن ناس و بيتهيالى مش حتقدر تقعد هنا أكتر من خمس تيام .
و إلى اللقاء فى الحلقة الثانية من "مغامرات سيد المصرى فى مصر"






+20123128543


هناك تعليقان (2):

  1. اكيد هيحس بفرق بين دولة متقدمة ودولة نامية ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا والمهم فى الانسان جوهرة ومصر مليانة بالناس الكويسة ومش معنى ان فية ناس ظهرت بهذا السوء يبقى الكل كدا
    القصة دى فكرتنى بفيلم عسل اسود لاحمد حلمى

    ردحذف
  2. حلو الحلقة الاولى بتقول على مغامرات كتير هنتابع يابرنس يامشهيصنا

    ردحذف