الاثنين، 21 مايو 2012

غرام


غرام
ركنت سيارتى عند محطة مترو أنفاق "سراى القبة" غادرتها متجهاً إلى محطة المترو قطعت التذكرة عبرت البوابة و وقفت على رصيف المحطة كل ذلك ، و أنا لا تفارقنى إبتسامتى برغم ما حدث بالأمس من أحداث تجعل أى شخص يصاب بإكتئاب دائم ، و يحتاج إلى"سيجموند فرويد" و "مدرسته للتحليل النفسى" لمحاولة إخراجه من تلك القصة المأساوية التى عشتها بالأمس ، إلا إننى بتركيبتى قررت ألا أستسلم لهمومى فما بالكم بهموم الناس ، و كنت دائماً على يقين من أن الإبتسامة تجعلك تشعر بأن الحياة جميلة ، و كلما إقتحمتنى نظرات أحد أجده يبادلنى الإبتسامة بتكشيرة ، كنت لا أهتم لذلك بل أستمر فى الإبتسام مطبقاً كلمة أحبها جداً و هى "الإبتسامة هى السحر الأبيض" ، كنت منغمس فى أفكارى ، حتى رأيت ذلك الوجه الجميل ينظر لى ، و يبادلنى الإبتسامة بإبتسامة أجمل ، نظرت إليها أحاول تذكرها ، كانت ترتدى فستان قصير أسود جوارب سوداء حذاء أسود عالى بكعب رفيع و تضع على وجهها نظارة سوداء ذات إطار ذهبى يظهر بياض وجهها و جماله أنفها ذلك الأنف الرفيع الحاد و الشفاة ليست بالرفيعة و لا بالغليظة بل هى وسط يتمنى أى رجل أن يقبلها ألف مرة و ألف و لن يمل من تكرار تقبيله لها ، وجدتها تنظر إلى كما لو كانت تعرفنى و جدتها تقترب منى و تقل لى :
-        أستاذ "أمير" مش كده .
-        أيوه يا مدموزيل . رددت عليها و أنا أحاول تذكر من هى تلك الفاتنة .
-        مش فاكرنى ؟
-        أكيد القمرات اللى زى حضرتك بيفضلوا فى ذاكرة الإنسان ، لكن أنا أسف أنا مضغوط شوية فى الشغل و يمكن ذاكرتى فى ضغط العمل مش حتسعفنى بتذكر حضرتك .
-         موبيلك لسة زى ما هو ؟
-        أى واحد ؟ قلتها لأتأكد هل تعرفنى فعلاً أم لا ففؤجئت بها تردد على رقم موبيلى من الذاكرة . و بمجرد إنتهاءها رددت عليها:
-        هو الرقم . قلتها لها دون ان تظهر على علامات الإندهاش و إن كنت فى قمة التعجب من داخلى .
-        طيب علشان المترو حييجى دلوقت حأكلمك كمان يومين يعنى يوم السبت يا ريت تكون إفتكرتنى و لو إفتكرتنى حأعزمك فى المكان اللى إتعرفنا فيه على بعض و رقصنا فيه سوا لكن ده حيخلينا نسافر برة "القاهرة" . نظرت لها و قد زدت إبتسامتى حتى لا يظهر لها تشتتى و قلت لها :
-        طيب أنا بأحب السفر . و هنا أنقذنى وصول المترو فقالت لى :
-         باى يا ". . ." و نطقت بإسم تدليل لى لم تقله لى غير واحدة فقط و لكن هذا كان منذ تسع سنوات ، كنت قد تعرفت عليها فى رحلة خارج القاهرة كانت معرفتى بها لها قصة لطيفة و لكنها كانت سمراء و هذه الجميلة بيضاء و كان شعر الأخرى أحمر و هذه الفاتنة شعرها أصفر فماذا يحدث بالضبط .
ركبت المترو لأذهب إلى "جاردن سيتى" و كان هذا يعنى نزولى فى محطة "سعد زغلول" لأسير على قدماى حتى شارع معمل السكر و كنت أعشق السير رغم درجة حرارة الجو المرتفعة و رغم إرتدائى لجاكيت بليزر و كرافت مما يجعل من يعرفنى يتساءل عن سبب تركى سيارتى و تحركى بالمترو فأرد عليه قائلاً ترك السيارة المكيفة فى ذهابى لجاردن سيتى أو وسط البلد فى ذلك الوقت يرجع لأننى أبداً لن أجد مكان لركن السيارة ، حيث إننى فى أخر مرة ذهبت فيها لجاردن سيتى ظللت أبحث عن مكان للإنتظار ساعة و نصف و فى النهاية تركت السيارة و أخذت مخالفة ، برغم وجود سيارات كثيرة تركن مثلى مخالفة و لكنها تتبع الشركات و لذلك لا أذهب بسيارتى أبداً ، دخلت المبنى الضخم الفخم و الذى وصلت إليه فى الموعد المحدد بالضبط ، أخرجت من جيب البليزر منديل ورقى لأمسح حذائى و أجعله نظيف من أثار الأتربة التى علقت به من الشارع , و نظرت فى مرآة الحائط لأتأكد من تجفيفى لعرقى الذى ملأ وجهى .
-        خرجت من المبنى الفخم و قد أنهيت مأموريتى على أكمل وجه و بدأت رحلة العودة إلى "مصر الجديدة" ، عند إقترابى من محطة المترو تذكرت فاتنة الصباح تلك الشقراء الرائعة التى قابلتها فى الصباح , كنت لا أستطيع تذكر أين رأيتها من قبل و لكنها أعطتنى مفتاح فك شفرة ذلك اللغز المثير ، بدأت أستعيد الذكريات و أنا بالمترو , تذكرت حينما كنت مع مجموعة ما من المعارف و كيف طلبوا منى بما لى من خبرة معينة تنظيم رحلة خارج القاهرة و قد فعلت و إقترحت عليهم أن تكون الرحلة إلى "أوبرج الفيوم" و قمت بتأجير أوتوبيس سياحى ضخم لأن العدد تجاوز الخمسين لأن كل من كان فى الرحلة قد عزم الأصدقاء و الأقارب و كنت قد إخترت الأوبرج لأنه سيسمح لكل شخص بحرية الحركة ، فيمكن للشاب أن يتجول مع خطيبته بحرية و من يرغب فى الصيد يصطاد السمك من البحيرة ، ربة المنزل ترتاح من إسبوع مجهد فى خدمة المنزل ، الموظف سيلعب الطاولة مع أصدقاءه و من يرغب فى نزهة بحرية أو لعب الكرة أو أى ألعاب أخرى و فى اليوم المحدد للتلاقى فى "ميدان سفير" ذهبت إلى هناك و ركنت سيارتى حيث كنت قد قمت بتأجير سيارة بالسائق لأسبق الأوتوبيس إلى "الأوبرج" لأتأكد من تحضير كل شئ و عند وصولى قابلت "جيهان" إحدى الصديقات التى قامت بترتيب الرحلة معى و معها "منير" ، إتفقت معها من قبل على إننى سأسبق إلى "الأوبرج" على أن يلحقوا بى إلى هناك بالأوتوبيس ، و عندما إلتفت لأنظر للأوتوبيس رأيتها كانت هناك فتاة سمراء يبدو جمالها من عينيها حين خلعت نظارتها الشمسية كانت ترتدى شورت أبيض مثير و كان جسدها مثير بشكل غير عادى و كلما صعدت لأعلى كلما زادت إثارتها حتى وصلت إلى وجهها الجميل الدقيق الملامح و شفتاها التى تود تقبيلهم ألف مرة و لن تمل و لأننى قد إعتدت على عدم إظهار مشاعرى بسهولة فقد تابعت حديثى مع جيهان و التى قالت لى إن "منير" سيتعامل مع الناس بتعالى و يعطى أوامر هنا و هناك و إنها تفضل تواجدى أنا معها بالأوتوبيس و ذهابه هو إلى الأوبرج فرددنت عليها قائلاً :
-        أنا أحب أكون معاكى فى اى مكان لكنى الى  إتفقت مع "الأوبرج" و معايا باقى الفلوس و عارف إمتى حأدفع علشان أضمن تمام الخدمة , وهم سيتعاملوا معايا بس مش مع حد تانى كمان أنا إتفقت مع منير على أنه يكون لطيف . و فعلاً وافقت على أن أذهب و ذهبت بالسيارة و وصلت الأوبرج و تأكدت من تحضير كل شئ ، و أكدت على "المتردوتيل" أن يتأكد من توفير كل شئ بنفسه و سوف أقوم بعمل إكرامية لكل المساعدين له و خرجت للخارج أنتظر وصول الأوتوبيس الذى وصل فى وقت مناسب ، وقفت أنتظر نزول كل المجموعة و حين نزلت "جيهان" رأيتها تنظر لى و تقل لى :
-         أيوه يا سيدى فيه ناس معجبة . فضحكت و قلتلها :
-        أيوه مش تيزة تفيدة برضوا .
-        لا يا سيدى دى ذات الشورت الأبيض .
-        ههههههههههههههههههههههه ديه قريبة ذات الرداء الأحمر.
-        لا "غرام" .
-         مين
-        غرام .
-        بعد ما أنت نزلت جت و قعدت جنبى سألتها هو مش حييجى معانا الرحلة قلتلها :
-        هو سبقنا .
-        طيب أصلى قلت حرام شاب لطيف زيه و يروّح .
-         هو لطيف فعلاً . ثم اردفت قائلة لى .
-        على فكرة منير ضايق الناس زى ما قلتلك فذهبت و تحدثت معه و لم أكن أدرى أن طريقة "منير" ستجعل لى قصة ظريفة جداً معها ، مع "غرام" .

تحياتى و إلى اللقاء 
  . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543


















هناك تعليق واحد:

  1. جميلة بس بداال غرام كان اسم ذات الشورت الابيض اجمل ههههههههههههههههههههههههههههة حلوة بجد

    ردحذف