غرام
ركنت سيارتى عند محطة مترو أنفاق "سراى القبة" غادرتها متجهاً
إلى محطة المترو قطعت التذكرة عبرت البوابة و وقفت على رصيف المحطة كل ذلك ، و أنا
لا تفارقنى إبتسامتى برغم ما حدث بالأمس من أحداث تجعل أى شخص يصاب بإكتئاب دائم ،
و يحتاج إلى"سيجموند فرويد" و "مدرسته للتحليل النفسى"
لمحاولة إخراجه من تلك القصة المأساوية التى عشتها بالأمس ، إلا إننى بتركيبتى
قررت ألا أستسلم لهمومى فما بالكم بهموم الناس ، و كنت دائماً على يقين من أن
الإبتسامة تجعلك تشعر بأن الحياة جميلة ، و كلما إقتحمتنى نظرات أحد أجده يبادلنى الإبتسامة
بتكشيرة ، كنت لا أهتم لذلك بل أستمر فى الإبتسام مطبقاً كلمة أحبها جداً و هى
"الإبتسامة هى السحر الأبيض" ، كنت منغمس فى أفكارى ، حتى رأيت ذلك
الوجه الجميل ينظر لى ، و يبادلنى الإبتسامة بإبتسامة أجمل ، نظرت إليها أحاول
تذكرها ، كانت ترتدى فستان قصير أسود جوارب سوداء حذاء أسود عالى بكعب رفيع و تضع
على وجهها نظارة سوداء ذات إطار ذهبى يظهر بياض وجهها و جماله أنفها ذلك الأنف
الرفيع الحاد و الشفاة ليست بالرفيعة و لا بالغليظة بل هى وسط يتمنى أى رجل أن
يقبلها ألف مرة و ألف و لن يمل من تكرار تقبيله لها ، وجدتها تنظر إلى كما لو كانت
تعرفنى و جدتها تقترب منى و تقل لى :
-
أستاذ
"أمير" مش كده .
-
أيوه
يا مدموزيل . رددت عليها و أنا أحاول تذكر من هى تلك الفاتنة .
-
مش
فاكرنى ؟
-
أكيد
القمرات اللى زى حضرتك بيفضلوا فى ذاكرة الإنسان ، لكن أنا أسف أنا مضغوط شوية فى
الشغل و يمكن ذاكرتى فى ضغط العمل مش حتسعفنى بتذكر حضرتك .
-
موبيلك لسة زى ما هو ؟
-
أى
واحد ؟ قلتها لأتأكد هل تعرفنى فعلاً أم لا ففؤجئت بها تردد على رقم موبيلى من
الذاكرة . و بمجرد إنتهاءها رددت عليها:
-
هو
الرقم . قلتها لها دون ان تظهر على علامات الإندهاش و إن كنت فى قمة التعجب من
داخلى .
-
طيب
علشان المترو حييجى دلوقت حأكلمك كمان يومين يعنى يوم السبت يا ريت تكون إفتكرتنى
و لو إفتكرتنى حأعزمك فى المكان اللى إتعرفنا فيه على بعض و رقصنا فيه سوا لكن ده
حيخلينا نسافر برة "القاهرة" . نظرت لها و قد زدت إبتسامتى حتى لا يظهر
لها تشتتى و قلت لها :
-
طيب
أنا بأحب السفر . و هنا أنقذنى وصول المترو فقالت لى :
-
باى يا ". . ." و نطقت بإسم تدليل لى
لم تقله لى غير واحدة فقط و لكن هذا كان منذ تسع سنوات ، كنت قد تعرفت عليها فى
رحلة خارج القاهرة كانت معرفتى بها لها قصة لطيفة و لكنها كانت سمراء و هذه
الجميلة بيضاء و كان شعر الأخرى أحمر و هذه الفاتنة شعرها أصفر فماذا يحدث بالضبط .
ركبت المترو لأذهب إلى "جاردن سيتى" و كان هذا يعنى نزولى فى محطة "سعد زغلول"
لأسير على قدماى حتى شارع معمل السكر و كنت أعشق السير رغم درجة حرارة الجو
المرتفعة و رغم إرتدائى لجاكيت بليزر و كرافت مما يجعل من يعرفنى يتساءل عن سبب
تركى سيارتى و تحركى بالمترو فأرد عليه قائلاً ترك السيارة المكيفة فى ذهابى
لجاردن سيتى أو وسط البلد فى ذلك الوقت يرجع لأننى أبداً لن أجد مكان لركن السيارة
، حيث إننى فى أخر مرة ذهبت فيها لجاردن سيتى ظللت أبحث عن مكان للإنتظار ساعة و
نصف و فى النهاية تركت السيارة و أخذت مخالفة ، برغم وجود سيارات كثيرة تركن مثلى
مخالفة و لكنها تتبع الشركات و لذلك لا أذهب بسيارتى أبداً ، دخلت المبنى الضخم
الفخم و الذى وصلت إليه فى الموعد المحدد بالضبط ، أخرجت من جيب البليزر منديل
ورقى لأمسح حذائى و أجعله نظيف من أثار الأتربة التى علقت به من الشارع , و نظرت
فى مرآة الحائط لأتأكد من تجفيفى لعرقى الذى ملأ وجهى .
-
خرجت
من المبنى الفخم و قد أنهيت مأموريتى على أكمل وجه و بدأت رحلة العودة إلى "مصر
الجديدة" ، عند إقترابى من محطة المترو تذكرت فاتنة الصباح تلك الشقراء
الرائعة التى قابلتها فى الصباح , كنت لا أستطيع تذكر أين رأيتها من قبل و لكنها
أعطتنى مفتاح فك شفرة ذلك اللغز المثير ، بدأت أستعيد الذكريات و أنا بالمترو ,
تذكرت حينما كنت مع مجموعة ما من المعارف و كيف طلبوا منى بما لى من خبرة معينة
تنظيم رحلة خارج القاهرة و قد فعلت و إقترحت عليهم أن تكون الرحلة إلى "أوبرج
الفيوم" و قمت بتأجير أوتوبيس سياحى ضخم لأن العدد تجاوز الخمسين لأن كل من
كان فى الرحلة قد عزم الأصدقاء و الأقارب و كنت قد إخترت الأوبرج لأنه سيسمح لكل شخص
بحرية الحركة ، فيمكن للشاب أن يتجول مع خطيبته بحرية و من يرغب فى الصيد يصطاد
السمك من البحيرة ، ربة المنزل ترتاح من إسبوع مجهد فى خدمة المنزل ، الموظف سيلعب
الطاولة مع أصدقاءه و من يرغب فى نزهة بحرية أو لعب الكرة أو أى ألعاب أخرى و فى
اليوم المحدد للتلاقى فى "ميدان سفير" ذهبت إلى هناك و ركنت سيارتى حيث
كنت قد قمت بتأجير سيارة بالسائق لأسبق الأوتوبيس إلى "الأوبرج" لأتأكد
من تحضير كل شئ و عند وصولى قابلت "جيهان" إحدى الصديقات التى قامت بترتيب
الرحلة معى و معها "منير" ، إتفقت معها من قبل على إننى سأسبق إلى "الأوبرج"
على أن يلحقوا بى إلى هناك بالأوتوبيس ، و عندما إلتفت لأنظر للأوتوبيس رأيتها
كانت هناك فتاة سمراء يبدو جمالها من عينيها حين خلعت نظارتها الشمسية كانت ترتدى
شورت أبيض مثير و كان جسدها مثير بشكل غير عادى و كلما صعدت لأعلى كلما زادت
إثارتها حتى وصلت إلى وجهها الجميل الدقيق الملامح و شفتاها التى تود تقبيلهم ألف
مرة و لن تمل و لأننى قد إعتدت على عدم إظهار مشاعرى بسهولة فقد تابعت حديثى مع
جيهان و التى قالت لى إن "منير" سيتعامل مع الناس بتعالى و يعطى أوامر
هنا و هناك و إنها تفضل تواجدى أنا معها بالأوتوبيس و ذهابه هو إلى الأوبرج فرددنت
عليها قائلاً :
-
أنا
أحب أكون معاكى فى اى مكان لكنى الى إتفقت
مع "الأوبرج" و معايا باقى الفلوس و عارف إمتى حأدفع علشان أضمن تمام
الخدمة , وهم سيتعاملوا معايا بس مش مع حد تانى كمان أنا إتفقت مع منير على أنه
يكون لطيف . و فعلاً وافقت على أن أذهب و ذهبت بالسيارة و وصلت الأوبرج و تأكدت من
تحضير كل شئ ، و أكدت على "المتردوتيل" أن يتأكد من توفير كل شئ بنفسه و
سوف أقوم بعمل إكرامية لكل المساعدين له و خرجت للخارج أنتظر وصول الأوتوبيس الذى
وصل فى وقت مناسب ، وقفت أنتظر نزول كل المجموعة و حين نزلت "جيهان"
رأيتها تنظر لى و تقل لى :
-
أيوه يا سيدى فيه ناس معجبة . فضحكت و قلتلها :
-
أيوه
مش تيزة تفيدة برضوا .
-
لا
يا سيدى دى ذات الشورت الأبيض .
-
ههههههههههههههههههههههه
ديه قريبة ذات الرداء الأحمر.
-
لا
"غرام" .
-
مين
-
غرام
.
-
بعد
ما أنت نزلت جت و قعدت جنبى سألتها هو مش حييجى معانا الرحلة قلتلها :
-
هو
سبقنا .
-
طيب
أصلى قلت حرام شاب لطيف زيه و يروّح .
-
هو لطيف فعلاً . ثم اردفت قائلة لى .
-
على
فكرة منير ضايق الناس زى ما قلتلك فذهبت و تحدثت معه و لم أكن أدرى أن طريقة
"منير" ستجعل لى قصة ظريفة جداً معها ، مع "غرام" .
تحياتى و إلى اللقاء . . .
محمد أحمد خضر
+2 0122 3128543
جميلة بس بداال غرام كان اسم ذات الشورت الابيض اجمل ههههههههههههههههههههههههههههة حلوة بجد
ردحذف