الأحد، 27 فبراير 2011

الحفل "أين العدل"


الحفل



"أين العدل"
ركنت السيارة سريعاً و قفزت منها ، وأسرعت على السلالم ، لأصل إلى شقتى سريعا ، و ألقى شنطة أوراقى بحرفية عالية لتقع على المقعد المخصص لها و ضحكت فقد كنت أقلد فى ذلك العميل" دبل أوه سفن" أو المعرف بإسم "جيمس بوند" ثم بدأت أنادى من فى الغرفة الداخلية :
- "لومى" . قلتها و أنا أقوم بتنغيم و تلحين الإسم .
و حضرت "لومى" كملكة فى فستانها الأسود الذى يبرز كل مفاتنها ، بشرتها البيضاء ، شفتاها القرمزيتان دون أحمر شفاة ، فما بالكم لو وضعت أحمر للشفاة ، و كالمعتاد أثناء قدومها كنت قد إلتقطت ريموت السى دى ، و وضعت مكانه ريموت السيارة ثم أمسكت بيداها لأرقص معها ، وأنا أحتضنها برقة ، و أقبل شفتاها بنهم و عند هذا نظرت لى بعيناها الرائعتان و قالت لى :
- حبيبى كده مش حنروح الفرح ، كده حنقعد هنا .
- يا ريت
- ده فرح بنت خالتى و لازم أحضره ، لإنه مناسبة تتجمع فيها العيلة من كل مكان ، و بصراحة الأهم أتباهى بحضرتك جوزى الرائع ، و رفعت حاجبها الأيسر و أنزلت الأيمن فى أغراء رائع ، تركتها بعد قبلة بسيطة و دخلت غرفة النوم فى محاولة للهروب من رغباتى و التى لن تجعلنا نخرج لو تم تنفيذها ، خلعت ملابسى وضعت القميص و الملابس الداخلية فى سلة الغسيل و تركت الملابس الأخرى فى الهواء ، و نظرت على السرير فوجدتها قد أعدت لىّ "البدلة التوكسيدو" و الذى قمنا بإحضارها من "بلجيكا" و أعدت لنفسها فستان السهرة الأسود الذى ترتديه و الذى أحضرته لها من فرنسا ، كان الأمر رائع دخلت لأخذ دشى المقدس و حين خرجت لأرتدى ملابسى وجدتها تجلس فى الغرفة لتساعدنى لو إحتجت شيئاً ما ، و بدأت هى فى إخراج زجاجات العطر لأختار منها ما يناسبنى ثم حين سألتها :
- تفضلى أى واحدة أستخدمها ؟
قالت لى: أنا بأعشق "السكلبتشر" ، عشان هى أول بارفان شميته عليك بس ديه بنخليها لليل و القبلات و الليالى الخاصة حين إلتحام الأجساد فى ليلة شتاء دافئة أو ليلة صيف محمّلة بنسمات طيبة من الحب .
كانت شاعرة برغم إن عملها كان أبعد ما يكون عن الشعر .
- أوكيه بيبى ، إختارى لى البارفان .
و لأنها كانت متاكدة من هذا فقد وجدتها تخرج لى من تحت المخدة زجاجة "شانيل آلور سبور" ، فوضعت منها و بهذا كنت مستعداً تماماً للخروج فقالت لى :
- تعالى بيبى ، ساعدنى فى لبس الكوليه .
و فعلا وقفت خلفها لأضع لها الكوليه ، و هنا إلتصقت بجسد تلك المرأة المثيرة ، التى هى زوجتى و برغم مرور خمس سنوات على الزواج ، لا زالت هى المثيرة فى دنياىّ كلها ، برغم ظروف عملى التى تضطرنى لمقابلة فنانات و نجمات المجتمع ، و برغم علمنا سبب عدم إنجابها إلا إننى لم أتحدث فى هذا الموضوع و لا مرة واحدة ، وحين حاولت هى الخوض فيه معى لتقول لى إننى من حقى أن أكون أب أغلقت ذلك الموضوع بفرينش كيس على شفتاها و ليلة ممتعة مع الشامبانيا الغير كحولية ، جعلتها لا تتحدث مرة ثانية فى هذا الموضوع ، و حين ألتصقت بها زادت رغبتى بشكل قوى و بدأ تنفسى يتغير إيقاعه ، فقد كانت أكثر نساء الكون إثارة لى ، و قلت لها و أنا أقبل رقبتها :
- حبيبى إيه رأيك نتأخر شوية على الحفلة ، قالتلى :
- شوف يا أستاذ أنتا ، إنت "أحمد ميكروب" بتاع "فيلم جناب السفير" ، ميكروب خطير و يظهر إنك عديتنى ، و أنا كمان عايزة ، عايزة نتأخر لنفس السبب بسى ، قالتها و قد بدأ ما حدث لى يحدث لها حين قالت هذا و هى تنهج و تبتلع ريقها و تخرج زفير حار معطر برائحة فمها الطيبة :
- لو حصل كده يبقى لازم ناخد دش ، و طبعا توفيراً للوقت ، حندخل ناخد دش مع بعض ، يعنى بعد الدش حنضطر ناخد دش تانى ، أوكيه بيبى كل ده كويس لأننا بنحب ده كله ، بس فيه مشكلة بسيطة ، حضرتك أنا أخدت النهاردة أجازة عشان أروح للكوافير أعمل شعرى عشان الفرح ، و ده معناه إن شعرى حيتدمر و حضرتك عارف إن بعد الموضوع ده لازم الدش يغرق شعرى كله ، صح ؟
قلتلها و قد بدأت أحلامى الجسدية تتبخر :
- صح يا عبد القوى أفندى .
فقالت لى و هى تضحك ضحكتها التى تجعلنى أدخل معها معركة جسدية جميلة ننتصر نحن الأثنان فيها :
- خلاص لما كلمتك بالمنطق بقيت عبد القوى أفندى ؟
 -إنت عبد القوى كده أو كده ، قلتها و أنا أداعب جانبها الأيمن.
فقالتلى وهى تفتح عيناها على إتساعهما و تحاول منع ضحكاتها لأنها كانت تتأثر بشدة من المداعبات :
-     وله إنتا ، بلاش الحركات ديه أحسن هاه ، إنت عارف حأعمل فيك إيه .
-     و هنا نظرت لساعة الحائط وجدت إنها قد تعدت الوقت المسموح به لنصل فى وقت مناسب و لذلك قلتلها :
-     بيبى يالا حأنزل أسخن العربية ، و أشغلك التكييف عشان شعرك و الماكياج بتاعك و لما تدينى العربية درجة الحرارة الداخلية المناسبة ، أرنلك على الموبيل علشان تنزلى .
-     و فعلا نزلت للسيارة و شغلت التكييف و نزلت حبيبتى بعدما كلمتها و أنطلقنا لذلك الزفاف و حينما دخلنا الفندق وجدتها تقول لى :
-     في حاجة عايزة أقولك عليها .
-     و سمعت ما قالته و كان الموضوع الذى لا أحب ان يتحدث فيه احد ، و هو موضوع الإنجاب ، بدأت تقل لى إن أختها أخبرتها بوجود طبيبة متخصصة فى العقم عند النساء و يمكنها أن تساعدها فى الإنجاب ، فقلت لها فى هدوء :
-     اللى تحبيه يا حبيبتى أنا تحت أمرك فيه ، بس كل اللى يهمنى إن ده ما يتعبكيش فى حاجة ، يعنى لازم تكونى متأكدة إنك عندى أهم من الدنيا كلها ، و قلتلك من أول يوم بعد الجواز إنك حتكونى الأنثى فى حياتى "أمى" و "أختى" و "حبيبتى" و "صاحبتى" و "مراتى" و "بنتى" ، يعنى أنا ما يهمنيش الموضوع ده لكن لو هو مهم أوى بالنسبة لك ، أوكيه ، إعملى اللى يريحك ، لكن لو حسيت إن الموضوع ممكن يأثر عليكى بشكل من الأشكال نتعاهد إننا نوقف الموضوع ده تماماً ، كان كلانا يعلم إصابة قلبها القديمة و التى جعلتنا نقضى فترة فى المستشفى الخاص بالنقاهة و العلاج الطبيعى فى "فرنسا" ، و هنا كنا قد إقتربنا من الفندق فى الطريق الصحراوى و بدأنا نستعد للزفاف ، كنت فى أشد حالات الإجهاد فكان عملى فى الفترة الحالية يضغط على بشدة دون راحة و كان لا أحد يعلم ما فى حياتى مع زوجتى و لا أحد يعلم ظروفها الصحية حتى اهلها ، كنا لا نتحدث مع احد عن أى شئ ، و كان هذا سر قوة منزلنا و بقاءه متماسك ، فكم حاولت أختها أن تتدخل فى موضوع "عدم الإنجاب" حيث حاولت ان تجعلها تظن إننى ممكن أكون أنا السبب فلم تكن تعلم إننا ذهبنا إلى الأطباء بعدما تأخر الإنجاب بناء على طلبها ، و حين عرفنا إن الموضوع منها طلبت منها ألا تخبر أحد بذلك فالأمر يخصنا وحدنا ، و كان أهم ما فى الأمر ان احافظ على مشاعرها من أن يجرحها احد بشكلاً ما بقصد أو بدون قصد ، و حينما زادت الضغوط عليها من اختها بشكل لم تعد تحتمل معه إنفجرت فى البكاء و قالت إن الموضوع منها هى ، و هنا بدأت أختها فى محاولة الوقيعة بشكل اخر ، كانت أختها قد إنفصلت عن زوجها و كانت ترغب فى جعل الكل ينفصل عن الكل ، برغم إن من يراها يقول عنها ملاك ، و لكننى منذ اللحظة الأولى كنت اشعر بأن هناك شيئاً ما يقبع خلف ذلك الوجه الجميل و هذا ما إكتشفته كلما إقتربت منا أكثر ، و كم حاولت أن توقع بيننا ، و كنت أتحمل أشياء عديدة ، كل هذا مر فى ذهنى و انا أعبر بوابة الفندق أحاول ألا أبدو مشغول الفكر لأكون مستعد لمقابلة من لم أراهم منذ تزوجنا و هم أهل زوجتى الذين يعيشون خارج مصر ، و كانت السهرة لطيفة ، و إستمتعنا بالرقص و تناول الحلويات و قدمتنى إلى أهلها الذين لم أقابلهم من قبل و كانوا ناس لطيفة ، و لكن كانت هناك تلك التى كلما إلتفت أراها تنظر لى نظرات لم أحبها و كانت هى "أختها" فماذا حدث ؟
كانت أحداث عديدة و متفرقة ، حاولت ، فهل نجحت أم فشلت؟ ، لست أدرى ؟ كل ما أتمناه لها على البعد عن بعضنا البعض أن تكون سعيدة فى حياتها بعدما نجحت أختها فى جعلنا ننفصل .
ذلك كان ما قصه علّى صديقى بعدما قابلته بعد تسع سنوات من زفافه ، بالصدفة و هو جالس فى مطعم فى "الكوربة" فى "مصر الجديدة" ، فهل تنجح المساعى لإعادتهم لبعض بعد ثلاث سنوات من الإنفصال ؟
لست أدرى و لكن ما أتمناه لكلاهما السعادة ، فهما لا يستحقا ما حدث لهما ، و كان تساؤلى لنفسى "أين العدل" ؟ .
محمد أحمد خضر
+20123128543

هناك 3 تعليقات:

  1. قبطان ياكينج وسفينتك مغامرات الله على الجمال اشطا عليه استمتاع فى الوصف اشطا اشطا واسلوب السرد دايما مميز

    ردحذف
  2. قال رسول اللة صلى اللة علية وسلم ليس منا من خبب امراة على زوجها او عبدا على سيدة
    وقال اللة تعالى وجعلنا بينهم مودة ورحمة
    فى اعتقادى هوة ان فية حلقة مفقودة او ان الحب اصلا ما كانشى حقيقى لانى مؤمنة بان الحب لا ينتهى الابنهاية العمر طالما هناك الالفة والمحبة والتقارب والتفاهم والثقة --وزى ما بيقولوا الجبل ما تهزهوش الريح وهوة زى الشجرة محتاجة دائما لرعاية علشان تزداد نمو وتعطى ثمار
    فانا فى اعتقادى ان الحب دة اصلا ما كانشى حقيقى واكتر حاجة بتخرب الزواج هو تدخل الاهل والاصدقاء واذا احتاج الزوجين لتدخل حد فلازم يكون من اهل العلم والدين
    وانا مستغربة جدا بعد الحب الافلاطونى دة تنتهى الحياة النهاية دى اكيد فيها حاجة غلط صعب جدا جدا جدا يكون فية الحب دة والتفاهم والثقة والاحترام المتبادل ويحصل كدة
    والاخت دى اكيد مريضة نفسيا لانها حتى لو انفصلت عن زوجها فاكيد هية تتمنى لاختها تعيش سعيدة واكيد ما تتمناش لها الاحساس بالمرارة الى حستها وعاشتها
    قصة غريبة بجد انا مش مصدقاها صعب اوى بعد كل الحب دة تنتهى بالسهولة دى

    ردحذف
  3. ضحى

    هى فعلاً كانت مريضة نفسياً

    تحياتى

    رؤيتك سليمة و تحياتى على ذلك

    ردحذف