الأربعاء، 1 يونيو 2011

عطور وسط البلد


عطور وسط البلد



بعد أن تم صرفه من عمله الأول و الذى قضى فيه عمره كله منذ أن تخرج من دراسته ، إجتمعت عليه عدة أسباب كانت كفيلة بتدميره تماماً ، إلا أنه كان يملك من قوة الشخصية ما لا يسمح لشيئاً بأن يحطمه ، برغم أن موضوعاً واحداً مما تعرض له كان كفيلاً بأن يحطم أشد الرجال ، و لكن هكذا هو ، لقد كان سعيداً جداً بعمله يحبه و يتفانى فيه ، لكنها الحياة لا تبق شيئاً على حاله ، لكن دعونا لا نستبق الأحداث و نبدأ بالتعرف معاً عليه قبل أن نتعرف على قصته .
تخرج "شوقى" من دراسته عام 1990 و عمل فى نفس مجال تخصصه بقناة فضائية عربية شهيرة كانت تسود المجال فى ذلك الوقت ، فلم يكن هناك من ينافسها ، كانت السماوات المفتوحة لها فقط و قناة أخرى و بدأ نجمه يلمع كأحد أفضل العاملين فى هذه القناة ، بل إنه لا يزال يحتفظ بعدة إشادات من مدراءه ، و فى إحدى المرات رأها كانت جميلة مثل الكثيرات حوله و اللاتى يساعدهن دون أن يقترب بشدة ، إلا لو إقتربت إحداهن فإنه يقترب و لكن بحذر ، و قد إقتربت هى ، من خلال زميلة يعتبرها أخت له يساعدها دوماً ، و ما بين يوم و ليلة تزوجا ، فكانت شغله الشاغل يريد أن يحضر لها كل شئ حتى كان يوم أخرجت أسوأ ما فيها و طلبت الإنفصال دونما سبب واضح ، و حاول هو و أهله ، لكنها رفضت و كانت تعند لمجرد العند بل لقد نجحت فى أن تحول أهله ضده و كذلك أهلها بإدعاءات غير حقيقية ، كانت تعند و تستمع إلى أمها و قد تعاونت معها الكثيرات ممن يتمتعن بخراب البيوت العامرة ، فكان لها ما أرادت و تم الطلاق و لم تتركه فى حاله بل ذهبت بعد بضعة أشهر من وقوع الطلاق إلى مقر عمله و التى كانت تعمل به حسب الإحتياج لها ، فى حين كان هو موظف ، و نشرت فى كل مكان إنه ضربها ، و لم يدافع عنه أحد فصدقها الكثيرين ، فمن يمكن أن ينكر كلام تلك الجميلة الرقيقة شبيهة الأطفال فى كلامها و تصرفاتها و شكلها و يدافع عن ذلك القوى الذى يكره الجميع قوة شخصيته و ثقته بنفسه و إعتزازه بشخصه ، و عادت لتقول إنه سرقها و لم يعطيها حقها و لما لم تجد لذلك صدى كبير لإنه معروف بالنزاهة عادت و قالت إنه جمع لها ملابسها فى أكياس القمامة و إستمرت فى تشويه صورته فإضطر للحديث بعد أن ظل صامتاً طوال الفترة السابقة حتى إنه لم يخبر أحد بوقوع الطلاق قبل حضورها ، و قام بإعلام من تشتكى لهم إنها لم تتكلف أية مصروفات فى الزواج و أنه قد أحضر كل شئ و أن حفل الزفاف الذى تم فى أرقى قاعات المدينة و الذى حضره الزملاء تكفل به أهله ، و لم يكن هذا كفيل بالدفاع عنه ، بل أخرج ما فى النفوس من غل و جعل إحداهن و التى كانت تركب معه سيارته ليقوم بإيصالها فى طريقه تتفق مع طليقته و تدرج إسمه فى كشوف من سيتم صرفهم من القناة برغم إنه كان معه عدة أعمال فى تلك الفترة و كان ذلك فى "شهر رمضان" و الذى يعتبر فترة رواج لعمله و تم صرفه من القناة فى نفس الفترة من العام التالى التى أشعلت طليقته فيه الخلافات معه فكانت تلك هى الضربة الثانية له ، و عمل بعد ذلك فى عدة قنوات بأجر أكثر مما كان يتقاضاه من عمله السابق ، و لكنه لم يستطع الإستمرار فى أي من تلك الأماكن التى عمل بها و ذلك لأسباب متعددة فوجد نفسه رهين المحبسين "المنزل و غرفته" فهو لا يغادر غرفته و لا يرغب فى الحديث مع أحد ، و لكن كان عليه أن يبحث عن مصدر أخر لرزقه غير عمله الذى إعتاد عليه و الذى قضى فيه أكثر من خمسة عشر عاماً و كان أمر تغيير العمل شيئاً صعب ، فقد أحب عمله بشكل كبير و أى عمل أخر لن يكون بنفس المتعة التى كانت فى عمله السابق .

و فى أحد الأيام وجد "زجاجة عطره" قد قاربت على النفاذ و هو لا يستطيع شراء مثل تلك الزجاجة فثمنها لم يعد فى متناول يده ، و هنا تذكر ما قاله له أحد مساعديه من أمر "تركيب العطور" و إسترجع ذكريات العطور فقد كان يشترى عطوره من "باريس" حين يذهب إليها فى الصيف و كان يتحدث مع جميلات المجتمع و فناناته عن العطور و مراكز الشراء ما من "باريس" و "أمستردام" و "روما" و إستعاد كلام مساعده عن وجود مكان فى "وسط البلد" يقوم بتركيب العطور باسعار بسيطة و هى لا تختلف عن الأصلى فى شئ اللهم إلا الزجاجة و يستطيع إذا أراد أن يقوم بشراء الزجاجة الأصلية و لكنها ستكلفه زيادة عن السعر جنيهات بسيطة ، و هنا قال لنفسه هو لا يحتاج إلا إلى العطر و قرر النزول إلى تلك المنطقة "منطقة عطور وسط البلد" ، و بدأ فى الإستعداد للنزول فى الصباح الباكر من اليوم التالى و فعلاً أعد ملابسه و نام و قد قرر خوض المغامرة بالغد و ليكن ما يكون ، فالأمر بالنسبة له مغامرة فبعد أن كان يشترى من "باريس" و " أمستردام" سيذهب ليقف فى منطقة بسيطة فى "وسط البلد" ليشترى عطره المفضل .
إستيقظ "شوقى" فى الصباح الباكر و أعد لنفسه كوب الشاى و بعد الإستحمام و حلاقة ذقنه نزل و أخذ يسير بهدوء بسيارته فلا شئ يجعله يقود بسرعة كما كان يفعل وقت العمل ليلحق بهذا الموعد أو ذاك ، ووصل إلى "وسط البلد" و ركن السيارة و بدأ يستعيد وصف الطريق الذى تم وصفه له سابقاً .
و هنا سنترك "شوقى" يقص علينا قصته فهى تحمل الكثير ، ما بين تغيرات المجتمع ، فقد كان فى مجتمع المستوى الراقى ، و ها هو يتحول إلى البسطاء الذى أصبح أحدهم ، و كذلك سيرى نفوس و قصص لم يتخيل أن يراها أو يسمع عنها و أماكن لم يتصور أن يدخلها و "بشر" و أه من تلك الكلمة "بشر" لم يقرأ عنهم غير فى القصص و لم يتخيل أن يراهم غير فى الأفلام ، و الأن أترككم مع "شوقى" .
- بدأت أحدث نفسى بعد أن ركنت السيارة فى "جراج الأوبرا" أنا رايح فين ؟ معقولة أنا نازل أجيب "إزازة ريحة تركيب" هههههههههه أيوه بقت ريحة أمال بالمكان اللى انت رايحه ده حتقول "بارفان" و "جان بول جالتييه" و "كلويه نرسيس" إعقل يا مجنون و إرجع تانى على "مصر الجديدة" أحسن الناس تقول عليك "مجنون" ، و هنا وجدت نفسى أبتسم فقالت لى السيدة العجوز التى تقف بجوارى فى إنتظار توقف السيارات و عبور الطريق :
- فيه حاجة يا أخويا .
- لا ياستى ما فيش حاجة ،  بتسألى ليه يا ستى ؟
- لا يا أخويا ، أصلى شفتك بتبتسم ، قلت يمكن فيه حاجة ، أصل ما فيش حد دلوقت فى زمنا ده بقى يبتسم  غير لا مؤاخذة المجانين .
و تركتنى واقف مذهول فقد تحولت إلى "مجنون" بسبب إبتسامتى ، و هنا عادت بى الذاكرة إلى "باريس" حينما كنت أجلس فى "ريسبشن الفندق" الذى أقيم به أقوم بحساب مصروفاتى ، فحضرت المديرة الجميلة تسألنى هل هناك ما يضايقنى لأنها وجدتنى لا أبتسم على غير عادتى فقد تعودت على إبتسامتى ، و هنا قلت لنفسى "فارق كبير بين هنا و باريس" ، و كنت أستعد لعبور الطريق حين أتى ميكروباص سريع صدمنى مما أدى لوقوعى على الأرض و وقوع نظارتى الغالية و التى ظننتها قد تدمرت تماماً و قد كانت أخر ما أمتلكه من "ذكريات باريس"  ، و هنا وجدت كل من حولى يسير فى طريقه دون الإلتفات إلى ما حدث لى و كأنه امر طبيعى و لم أجد أحد يسألنى عن حالى أو يهتم بما أصابنى ، غير رجل أسمر كبير أمسك بيدى لإيقافى على قدمى و يده ترتعش و يقولى :
- مش تاخد بالك يا أبنى و إنت بتعدى الطريق ، كنت حتروح "فطيس" .
- يا "حج" الإشارة "حمرا للعربيات" "خضرا للمشاة" يعنى المفروض العربيات تقف و المشاة تعدى .
- خضرا إيه  و حمرا إيه يا بنى ؟ ، إنت كنت عايش بره "مصر" ، هنا ما فيش الكلام ده .
لم ينهى كلامه حتى رأيت ما يتحدث عنه ، و هو إضطراب  غير عادي فى الشارع نتيجة عدم الإلتزام بقواعد المرور ، و لم يتركنى أنصرف حتى شربت كوب ماء و تعهدت له أن أنظر حولى و قال لى :
-        فاكر إعلان تنظيم الأسرة بتاع زمان ؟ هاه فاكره ؟ ما تعديش الشارع سواء و إنت سايق أو و إنت ماشى غير لما تنظر حولك ، إنت ملتزم ، ملايين غيرك مش ملتزمين ، يعنى حتروح فى "توكر" .
-        حاضر ، إسمك إيه يا عم ؟
-        "شحاتة" ، إسمى "شحاتة" و أنا فراش محل القماش ده . قالها و هو يشير إلى المحل الذى أحضر منه الماء .
شكرت "عم شحاتة" و بدأت فى السير ، كان أكثر ما يضايقنى ليس بهدلتى بسبب الوقعة و لا القطع الذى أصاب القميص و لكن إنكسار النظارة فهى أخر ما أمتلكه من "ذكريات باريس" و الأهم إننى لا أستطيع المسير دون "نظارة شمس" و كان الكل يعتقد إن إرتدائى الدائم للنظارة هو "إستكمال وجاهة"  ، لكن المقربين منى يعرفون ما أصاب عينى بسبب حادث تعرضت له ، المهم بدأت أتحرك و كل من بالشارع ينظر على كم القميص المقطوع ، حتى بدأت أفكر فى العودة إلى "مصر الجديدة" ، و بلاش المشوار اللى أوله حادثة كده ، و فى تلك اللحظة وجدت أمامى محل نظارات عليه ماركة نظارتى و فعلاً دخلت إلى المحل و سألت البائع الواقف :
-        صباح الخير ، ممكن تصلح لى النضارة ديه ؟
-        صباح الخير يا أستاذ ، أيوه تؤمر أشوف النضاره بعد إذنك ؟
-        إتفضل .
-        ديه موديل السنة دي العدسة الشمال إتكسرت حنغيرها و حنحط الشنبر على ماكنة الظبط ، العدسة سبعماية و خمسين جنيه و الماكنة عشرين يبقى سبعماية و سبعين ، أوكيه أستاذى ؟
-        ده مبلغ كبير قوى ، مش ممكن تنزله شويه ؟
-        أنا تحت أمر حضرتك ، أنا صاحب المحل ، ممكن أشيل لحضرتك فلوس الظبط ، لكن العدسه ده سعرها اللى بتيجى بيه من التوكيل و بأضيف عليها مصاريف المحل لإن مكسبى الحقيقى فى بيع النضارة كلها ، و صدقنى ده سعر مش حتلاقيه غير عندى ، و لو تحب تلف و تشوف و أنتظرك ، تحت أمرك .
-        طيب حضرتك بتاخد بالكريديت كارد ؟
-        أيوه .
-        طيب إتفضل .
قلتها له و أنا اخرج البطاقة الإئتمانية من المحفظة و أفكر ، حين يأتى موعد دفع مستحقات البطاقة الإئتمانية من أين سأسددها ، أحضر لى صاحب المحل زجاجة مياه و كوب شاى كان المحل برغم بساطته نظيف جداً ، و رائحة العطر تنبعث منه و من صاحبه فسألته :
-        إيه البارفان اللى بتستخدمه يا أستاذى ؟
-        "نيو دانهيل براون" ، و حضرتك ؟
-        "أمبر" .
-        ده لسه نازل السنة دي ، جايبه بكام ؟
-        تسعماية و خمسين جنيه ، و حضرتك ؟
-        سبعتاشر جنيه و نص .
-        أفندم ؟ إزاى ؟
و هنا ضحك صاحب محل النظارات و قال لى :
- أصلى لما كنت بره كنت بأجيب البارفانات الأصلى ، أنا كنت "مهندس سيارات فى دبى" و لما رجعت "مصر" لقيت اسعار البارفانات غالية قوى و عرفت طريق محلات التركيب بقيت أجيب من عندهم ، و بصراحة نفس الريحة و أقوى فى الثبات فبقيت اجيب التركيب ، و الراجل بقى بييجى لحد هنا و كمان طلع كان زميلى فى كلية الهندسة ، و لما ما لقاش شغل بقى بيشتغل فى العطور .
- و الموضوع ده ماشى يا "باشمهندس" ؟
- ماشى قوى و حتلاقى ناس كتير بتشترى و الأسامى اللى شفتها معاه لو قلتلك عليها حتستغرب ، من أغنى التجار فى المحلات اللى حوالينا ، و راكبين أحسن عربيات ، بس الصح إنك تدفع فلوسك فى المكان اللى يستحقها ، و طالما أقدر أوّفر أوّفّر ، صح ؟
- صح .
و كانت النظارة قد تم إصلاحها ، شكرته و بعد أن قام بسحب ثمن إصلاح النظارة من بطاقتى الإئتمانية أخذتها و إنصرفت  .

ذهبت إلى محل لأشترى قميص بدلاً من ذلك المقطوع و الذى شعرت أن صاحب محل النظارات لم يسألنى عن سبب القطع لعدم إحراجى ، قال لى صاحب محل الملابس إنه ممكن إصلاح قميصى المقطوع و سيتكلف عشرة جنيهات ، و هنا بدأت أفكر لكى أوفر مبلغ "زجاجة العطر الأصلية" تكبدت مبالغ كبيرة و كدت أفقد حياتى و "نظارتى" فهل الأمر يستحق كل هذا ، كنت أفكر فى ذلك و أنا أخلع قميصى لأرتدى القميص الجديد و أترك المقطوع لأصلاحه على وعد منى بالحضور بعد قليل لأستلمه ، و أنا خارج من المحل بدأت أفكر ثانياً محاولاً تجنب الإبتسام حتى لا أكون "المجنون" الذى قالت عنه السيدة العجوز ، و لكننى أمسكت نفسى متلبساً بالإبتسام و هو جرم جد لو تعلمون عظيم ، المهم قلت لنفسي :
- كل ده فى الطريق لشراء زجاجة عطر فماذا سيحدث لى عند الوصول لمكان العطور و بدأت التوجه لمحل العطور حسب الوصفة الموجودة معى و أنا فى الطريق أدندن داخلى بكلمات "أوبريت الليلة الكبيرة" .
-        ديه وصفة سهلة ، ديه وصفة هايلة ، و أحسست بينى و بين نفسى إننى أنا أبو عمة مايلة ، فهكذا كنت و لا زلت ، أتخذ من أصعب المواقف مادة للضحك و السخرية حتى لا أنهار كما رأيت ما حدث لبعض من معارفى ، و أخرين سمعت عنهم دون أن أراهم ، و ممن رأيتهم و عرفت قصصهم دون أن أعرفهم بشكل شخصى .
و فى الطريق بدأت أتعجب من المكان و بدأت أتساءل بينى و بين نفسى ثم بدأت أسأل بعض المارة هل هذا المكان هو الذى اقصده ؟ ، بعدما أبلغهم بالعنوان و لعجبى كان الكل يؤكد لى أن العنوان سليم ، كان تعجبى بسبب أن رائحة المكان لا تعطى إحساس إننى متجه لمصدر العطور الطيبة بل إن رائحته أقرب ما يكون ل"مترو أنفاق باريس" و لمن لم يزر تلك المدينة الممتعة برغم نظافتها المذهلة و الجمال فى كل شئ ، إلا إنك لن تنس أبداً رائحة مترو الأنفاق و سأدع لكم المسمى الذى ترونه لرائحة المترو حينما تزوروها أو لو كنتم قمتم بزيارتها من قبل فأظن أنكم تذكروا تلك الرائحة الغير طيبة التى تنبعث من المترو و هو وسيلة االإنتقال التى لا غنى عنها فى باريس ، و هذه الرائحة الغير طيبة هى ما شممته فى المنطقة التى أنا بها من أجل "زجاجة العطر" حتى فكرت للمرة الخامسة فى العودة و أكتفى بما حدث لى من متاعب حتى الأن ، لكننى قلت لنفسى :
- هى موتة و ألا أكتر ، فاز بالهوا من كان جسور .
- بالهوا يا "سى شوقى" مش بإختناق فى التنفس ، و لكننى ما أن عبرت المنطقة الغير طيبة الرائحة حتى وصلت إلى مكان يكاد البريق به يخطف الأبصار ، بريق زجاجات العطر الكريستال ، و تكاد الروائح الطيبة أن تمنعك من أن تتنسم هواء أخر غير هواء عبيرها الآخاذ ، و بدأت أسأل على إسم المحل الذى أنا قادم له خصيصاً ، و فعلاً وصلت إليه و يا لهول ما رأيت محل بسيط لا يقنعنى أن أقف أمامه و أنا عابر للطريق و لكنه برغم ذلك تجد أمامه زبائن كثيرة ، فى حين تجد باقى المحلات لا يقف أمامها أحد بالمرة ، و سألت عن إسم من قيل لى أنه أفضل من يعد تلك العطور و قابلته و بدأنا الحوار فوجدته شخص مهذب ، حاصل على دبلومة فى الأدب الفرنسى بعد تخرجه من كلية الأداب و حين عرف إننى ازور فرنسا بدأنا نتحدث و وعدنى إنه سيعد لى أفضل العطور بجانب ما طلبته ، و فى تلك اللحظة حضر صاحب المحل و هو شاب مثلنا و بدأ يتحدث مع "عادل" و هو من حضرت لمقابلته ، و وجدت صاحب المحل ينظر لى من أعلى إلى أسفل و يقول لى :
ماذا قال لى صاحب محل العطور و ماذا حدث و كيف تغير حالى ، هذا ما سنعرفه معاً المرة القادمة .
تحياتى و دمتم فى خير .
محمد أحمد خضر
+20123128543



هناك تعليق واحد:

  1. الدنيا دوارة فعلا هية دوارة لما تدى للانسان الثقة وتجعلة شريك حياتك وبعد كدة يخذلك ويتكلم فى عرضك ويشوة اخلاقك ويفترى عليك بحكايات كاذبة --لما تشوف الطيب قدامك بيضيع والشر يسيطر على الجميع لما الحب يقف والكرة يعم--لما تحاول تبنى حياتك على الحب والطيبة والاخلاص وتضيع بسبب انسان فاشل --لازم نحاسب نفسنا على كل كلمة نقولها وكل فعل نفعلة--اللة يكون فى عون البطل وانا حاسة بكل ما يعانيةوخصوصا لما تكون المعاناة من اقرب الناس ليةولكن هقول السبب الاساسى هو سوء الاختيار من البداية الزواج لازم يكون متكافىء خصوصا من الناحية الاجتماعيةلان الانسانة دى لا تستحق الزعل او التفكير فيها--اما من ناحية الشغل فالرزق بيد اللة وحدة وهو المتصرف بة وهو الرازق والمعطى والواهب وهو خير الرازقين وعطائة ورزقة مستمرولا يستطيع احد ان ياخذ رزق غيرةوالشغل مش عيب ابدافى اى حاجة بس هوة الواحد لانة مش واخد غير على مستوى معين فبيتضايق وبتصعب علية نفسة وبيعتبر الشغل دا عيب --مش اى حد برضة يقدر يتاقلم على كداولكن البطل وقع فى غلطة بنقع فيها كلنا وهية مش بنعمل حساب لليوم دا--فالمفروض ان تفكر فى كل شيء قبل ان تقدم علية وتدبر قبل ان تهجم وشاور قبل ان تقدم-وفى النهاية قل لن يصيبنا الا ما كتب اللة لنا ولو علمتم الغيب لاخترتم الواقع والحمد للة على كل حال

    ردحذف