الأحد، 7 أبريل 2013

النصاب الأحول


النصاب الأحول


يقول لى
تعلم صديقى إننى كنت فى زمن شديد التعلق بالذهاب للمسجد و كان من حظى فى إحدى السنوات فى شهر رمضان أن كان عملى يسمح لى – و انت تعرف طبيعة عملى لا تسمح باى شئ— كان يسمح لى بوقت للذهاب للمسجد لختم القرأن عدة مرات فكنت أختمه مرة على الفيس بووك مع الأصدقاء و مرة مع الشيخ فى التراويح و مرة فى المسجد من الفجر إلى الضحى و مرة فى مسجد أخر من العصر إلى الإفطار و أذان المغرب و ختمة خاصة بى و كنت أسرع بالعودة من العمل فى الطريق الصحراوى إلى مصر الجديدة لللحاق بختمة بين العصر و المغرب و فى أحد الأيام و انا أعبر شارع منزلنا و أركن سيارتى وجدت شخصان بينهما شخص أحول و تبدو على ملامحه الغباوة و التخلف البشرى بكل معانيها و إذا بهم يقتربوا منى و يقولوا لى  :
-        حضرتك صاعيدى ؟
-        لا .
-        بس باين عليك راجل طيب و بتاع رابونا .
-        أى خدمة ؟
-        إحنا عايزين نرجع الواد ده لأمه فى الصعيد و بنلمله حج النقلة . كان الواد ده يصنع منهم و هما الضخمان ثلاثة فنظرت لهما و قلت لهما :
-        طيب عايزنى انقله يعنى الصعيد .
-        لع يا سيدنا البيه و ديه تيجى بس لو ممكن تساعدنا باى حاجة من حج النجلة .

-        و النجلة بكام يا أبوى ؟ قلتها و أنا أُقلد لهجتهم الصعيدية .
-        مية و خمسين جنيه يا سيدنا البيه .
-        بس للأسف انا ما معاييش فلوس دلوقت .
-        مش لازم المبلغ كولاته ممكن خمسين ستين الجودة بالموجودة يا سيدنا الأفندى "تحولت من بيه لأفندى" .
-        ما هو أنا مش حاقدر اديكم حاجة معلش التساهيل على الله و تركتهم و ذهبت لمسجدى بجوار المنزل و أنهيت القراءة و تم رفع الأذان و فطرنا على تمر و روحت على البيت استعد لتناول شوربة و شاى فقط لأخذ دش للنزول للعشاء و التراويح حيث أُصلى صف أول "متميز" يعنى جنب الإمام لزم ، المهم نزلت و بصحبتى زجاجة المياه المثلجة و التى تسيح من حرارة الجو برغم تشغيل التكييف فى المسجد و بعد التراويح عدت للمنزل لتناول زبادى بالعسل و النوم علشان صلاة التهجد لإننا فى العشر الأواخر و فعلا قمت أستعد للذهاب بعد دش سريع و إرتداء "الجلباب الكمونى المتميز" و وضع العطر الخفيف الذى يساعد على السهر و وصلت المسجد و بدأت القراءة من موبايلى اللى فيه مصحف علشان أعلم مكان الختمة بتاعتى . و فجاة إنفتح الباب اللى مردود عشان التكييف بشكل همجى و دخل منه الثلاثى الصباحى وضعت يدى على وجهى حتى لا أنشغل بما سيفعلوه و عملوا نفس الحركة بتاعت الصبح و كان معانا اللواء حنفى و هو لواء صاعقة و كذا لواء من الرجال الطيبين المحترمين فرد عليهم لا يريد كسر خاطرهم :
-        إحنا بنيجى الجامع ما معناش فلوس عشان نتعبد فما تاخذوناش لو كنا عارفين كنا جبنا فلوس . و هنا نطق شخص يجلس مبتعدا يقرأ القرأن فى صمت و هدوء دون أن يشاركنا الختمة و قد قال لنا حينما دعوناه أنه يؤدى عدة ختمات لأرملته و أبيه و أمه فيقرا سريعا فلا يريد التشويش علينا فقال بصوت جهورى لم نعتده منه :
-        إنت يا واد إنت مش "دكش المفش" بتاعت "قهوة سيالة القرد" قالها و هو ينظر إلى الأحول و الذى إتعدل حوله حينما سمع صوت من يحادثه .
-        ميييييييييييين ؟؟؟؟ رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤف بيه . و لم يكد ينطقها و هو يرتعش إلا و قد هرب من المسجد هو و من معه و قال من خرج خلفهم لينظر عليهم إنهم تفرقوا كل واحد فى طريق زى ما تكون خطة و مرسومة . هنا عرفنا "رؤؤف" على نفسه إنه عقيد فى مباحث الأموال العامة و إنه فى مامورية من الماموريات جه الشخص ده و هو نصاب محترف بس يظهر الجوز دول أقنعوه إن الحكاية ديه أمان عن النصب بطريقته ، يقول لى صديقى كان هذا فى زمن كنت أذهب فيه للمسجد صديقى اما الأن فانت تعرف القصة كاملة . . . تحياتى لك و إلى نصبة أخرى أو قصة أخرى فالقصص لا تنتهى . . .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب . . .
                                 
                                                  محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543

+2 0102 4144107

+2 0114 9555927

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق