النصاب الأحول
يقول لى
تعلم صديقى إننى كنت فى زمن شديد التعلق بالذهاب للمسجد و كان من حظى فى
إحدى السنوات فى شهر رمضان أن كان عملى يسمح لى – و انت تعرف طبيعة عملى لا تسمح
باى شئ— كان يسمح لى بوقت للذهاب للمسجد لختم القرأن عدة مرات فكنت أختمه مرة على
الفيس بووك مع الأصدقاء و مرة مع الشيخ فى التراويح و مرة فى المسجد من الفجر إلى
الضحى و مرة فى مسجد أخر من العصر إلى الإفطار و أذان المغرب و ختمة خاصة بى و كنت
أسرع بالعودة من العمل فى الطريق الصحراوى إلى مصر الجديدة لللحاق بختمة بين العصر
و المغرب و فى أحد الأيام و انا أعبر شارع منزلنا و أركن سيارتى وجدت شخصان بينهما
شخص أحول و تبدو على ملامحه الغباوة و التخلف البشرى بكل معانيها و إذا بهم
يقتربوا منى و يقولوا لى :
-
حضرتك صاعيدى ؟
-
لا .
-
بس باين عليك راجل طيب و بتاع رابونا
.
-
أى خدمة ؟
-
إحنا عايزين نرجع الواد ده لأمه فى
الصعيد و بنلمله حج النقلة . كان الواد ده يصنع منهم و هما الضخمان ثلاثة فنظرت
لهما و قلت لهما :
-
طيب عايزنى انقله يعنى الصعيد .
-
لع يا سيدنا البيه و ديه تيجى بس لو
ممكن تساعدنا باى حاجة من حج النجلة .
-
و النجلة بكام يا أبوى ؟ قلتها و أنا
أُقلد لهجتهم الصعيدية .
-
مية و خمسين جنيه يا سيدنا البيه .
-
بس للأسف انا ما معاييش فلوس دلوقت .
-
مش لازم المبلغ كولاته ممكن خمسين
ستين الجودة بالموجودة يا سيدنا الأفندى "تحولت من بيه لأفندى" .
-
ما هو أنا مش حاقدر
اديكم حاجة معلش التساهيل على الله و تركتهم و ذهبت لمسجدى بجوار المنزل و أنهيت
القراءة و تم رفع الأذان و فطرنا على تمر و روحت على البيت استعد لتناول شوربة و
شاى فقط لأخذ دش للنزول للعشاء و التراويح حيث أُصلى صف أول "متميز"
يعنى جنب الإمام لزم ، المهم نزلت و بصحبتى زجاجة المياه المثلجة و التى تسيح من
حرارة الجو برغم تشغيل التكييف فى المسجد و بعد التراويح عدت للمنزل لتناول زبادى
بالعسل و النوم علشان صلاة التهجد لإننا فى العشر الأواخر و فعلا قمت أستعد للذهاب
بعد دش سريع و إرتداء "الجلباب الكمونى المتميز" و وضع العطر الخفيف
الذى يساعد على السهر و وصلت المسجد و بدأت القراءة من موبايلى اللى فيه مصحف
علشان أعلم مكان الختمة بتاعتى . و فجاة إنفتح الباب اللى مردود عشان التكييف بشكل
همجى و دخل منه الثلاثى الصباحى وضعت يدى على وجهى حتى لا أنشغل بما سيفعلوه و
عملوا نفس الحركة بتاعت الصبح و كان معانا اللواء حنفى و هو لواء صاعقة و كذا لواء
من الرجال الطيبين المحترمين فرد عليهم لا يريد كسر خاطرهم :
-
إحنا بنيجى الجامع
ما معناش فلوس عشان نتعبد فما تاخذوناش لو كنا عارفين كنا جبنا فلوس . و هنا نطق
شخص يجلس مبتعدا يقرأ القرأن فى صمت و هدوء دون أن يشاركنا الختمة و قد قال لنا
حينما دعوناه أنه يؤدى عدة ختمات لأرملته و أبيه و أمه فيقرا سريعا فلا يريد
التشويش علينا فقال بصوت جهورى لم نعتده منه :
-
إنت يا واد إنت مش
"دكش المفش" بتاعت "قهوة سيالة القرد" قالها و هو ينظر إلى
الأحول و الذى إتعدل حوله حينما سمع صوت من يحادثه .
-
ميييييييييييين ؟؟؟؟
رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤف بيه . و لم يكد ينطقها و هو يرتعش إلا و قد هرب من المسجد هو و من
معه و قال من خرج خلفهم لينظر عليهم إنهم تفرقوا كل واحد فى طريق زى ما تكون خطة و
مرسومة . هنا عرفنا "رؤؤف" على نفسه إنه عقيد فى مباحث الأموال العامة و
إنه فى مامورية من الماموريات جه الشخص ده و هو نصاب محترف بس يظهر الجوز دول أقنعوه
إن الحكاية ديه أمان عن النصب بطريقته ، يقول لى صديقى كان هذا فى زمن كنت أذهب
فيه للمسجد صديقى اما الأن فانت تعرف القصة كاملة . . . تحياتى لك و إلى نصبة أخرى
أو قصة أخرى فالقصص لا تنتهى . . .
تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قريب . . .
محمد أحمد
خضر
+2 0122 3128543
+2 0102 4144107
+2 0114 9555927
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق