الاثنين، 18 أكتوبر 2010

أمن قومى الحلقة الثانية


أمن قومى

الحلقة الثانية

لقاء فى اللوفر

توقفنا فى الحلقة الأولى حين عدت بالذاكرة فى حياتى الشخصية حينماأتممت الثانوية العامة طلبت من أبى الموافقة على إلتحاقى بالكلية الحربية فتناقش معى أبى بحضور أمى محاولاً إقناعى بالعدول عن تلك الفكرة لأنه لا يرغب فى أن أرى الموت أمام عينى مرات عديدة كما رأه هو أثناء خدمته .

كنت قد وصلت إلى شركتى الخاصة وبدأت الإستعداد لإنهاء أية أعمال تخصنى كرئيس لمجلس إدارة الشركة . حتى أستطيع السفر بمفردى للساحل الشمالى و ذلك لإعداد خطة التنفيذ مستغلاً وجود أعمال يتم إنهاءها فى ميناء الأسكندرية لأسافر تحت غطاء أمنى من نوع فريد .

سلمت أعمال الشركة إلى المدير العام المسئول و أبلغته بسفرى بنفسى لإنهاء إجراءات الجمرك فى الأسكندرية كنا نقوم بالتصدير لا الإستيراد و هذا ما كنت أحبه فأنا أعشق مصر و أعلم أن بها من الخير ما يجب على كل فرد من أهلها إستغلاله بحيث تكون مكانتنا كما كانت دائماً .

تحركت إلى المنزل و أثناء نزولى من السيارة كان الأولاد راجعين من المدرسة ،كانت "شيرويت"و"شادى" ،وما أن رأونى أثناء نزولهم من أوتوبيس المدرسة حتى هجموا علّي قام شادى بالقفز قفزة جهنمية ليصعد فى لحظة واحدة أعلى أكتافى ،فى حين قامت شيرويت بضربى بقبضتها بالبوكس فمثلت إننى متألم بشدة ووجهت لها الكلام قائلاً :

- آه يا بطنى يانى ،هى ديه التحية بتاعت حضرتك بوكس قاسى يحتاج علاج واحد وعشرين يوم يعنى ممكن أرفع على حضرتك قضية ونقف قصاد بعض فى المحاكم و أجردك من كل ممتلكاتك من باربى و البينك بانتر وكل حاجة وتقعدى من غير لعب وكمان علشان انا مفترى حأخدهم و أقعد ألعب بيهم فى أوضتى مع مامتك .

- ما تقدرش .

- ليه ؟

- علشان أنا رافعة عليك قضية عند مامتك وغالباً حضرتك خسرتها ،ومافيش إستئناف .

- طيب إيه دوافع القضية ؟ قلت هذا و أنا أنزل "شادى" من على كتفى لندخل البيت و كان الحارس قد أخذ شنط الأولاد فى حين حملت انا شنطة اللاب توب و التى لا أدع أحد يحملها لى .

- دخلنا المصعد وجدت "شيرويت" تنظر لى وهى مقطبة حواجبها الرقيقة فقلت لها :

- طبعاً حاسة بالذنب إنك ضربتى واحد مسكين زيي لسة راجع من شغله ،بس أنا مسامح .

- سامح إنت زي ما أنت عايز بس أنا مش مسامحة .

- مش مسامحة فى إيه يا ست "شيرويت" .

- مش المفروض كنت حتحضر حفلة المدرسة الإسبوع اللى فات ؟

- طيب ما أنا حضرتها .

- ماشفتكش !

- أنا جيت و شفت أغنيتك بأمارة لما كانت ميس "دولت" بتشاور من ورا الكواليس وكان فيه واحد من زمايلك بيحرك شفايفه من غير ما يغنى و"صدفة" صاحبتك الأنتيم كانت لابسة شراب أحمر ،أنا جيت بس مشيت بعد فقرتك على طول علشان كان عندى إجتماع فى الشغل ،كدا يبقى لى عندك حق عرب يا عم "شيرويت" ثم وجهت كلامى لأخوها ما تحضرنا ياعم "شادى" وألا يرضيك أبوك يتبهدل و يتجرجر فى محكمة تيتة ؟

- ضحك شادى وكانت ضحكته لذيذة جداً ووجهه تضرج بالإحمرار من الضحك قال:

- أنا قلتلها الكلام ده بس هي يظهر راسمة على حاجة ما إنت عارف الستات يا بلبل .

- طيب بما إنك قلت الكلام ده ،يبقى اكيد عارف "الست شيرويت" راسمة على إيه ؟

- راسمة على خروجة و مرواح سينما وفسحة فى النادى.

- ديه راسمة على تقيل أوى أنا قلت فشار وغزل بنات بس

- نظرت لها مبتسماً وأنا أقول : طيب ممكن نحدد الموعد ؟ و لوحنعتبر ده راندفو بينى و بين حضرتك يبقى مش حنأخد ماما و"شادى" وألا ناخدهم ونعتبرها فسحة على حساب حضرتك ؟ ده بعد إذن "شادى بيه"طبعاً .

- نظرت "شيرويت"مبتسمة وقامت بتقبيل بطنى التى ضربتها منذ قليل بالبوكس .

- فقلت لها مازحاً : هو حضرتك مش فى فريق الجمباز و ألا فى فريق البوكس كمان و ألا جدك بيديكى تمرينات فى البوكس ؟

- كنت أقول لها هذا وقد وصلنا بالمصعد للدور الذى نسكن فيه .

- قالت لى هى الضربة وجعتك ؟

- جداً مش متخيل إنها ضربة من بنتى حبيبتى ده أنا إفتكرت "محمد على كلاى" اللى بيضرب . عارفاه ؟

- طبعاً . كتب المعلومات العامة و السي ديهات اللى ماما بتجيبهالنا اللى بتهتم بيهم زى كتب المدرسة وأكتر بتخلينى أعرف كل حاجة ،و ممكن أتكلم مع حضرتك فى "النظرية النسبية لإينشتاين" و فيلم"المدرعة بوتمكين لإيزنشتين" .

- نظرت لها فى فخر ثم وجهت نظرى لشادى ،فوجدته يتحدث عن "محمد على كلاى" و معركته الأخيرة التى سقط فيها بالضربة القاضية أمام "هولمز" و كيف كانت تلك المباراة صدمة للمشاهدين حول العالم ،ثم وجدته يتحدث حول أصول وقواعد الملاكمة و كيف يتم إحتساب النقاط لصالح الخصمان .

كنت فى حالة فخر بأبنائى فهما ما تمنيت الحصول عليه ،و كنت فخور بزوجتى التى عليها عبء ضخم فلسفرى فترات كبيرة خارج البلاد تكون هى المسئولة تماماً عنهم و قد فضلت أن تتواجد فى منزلها بدلاً من أن تذهب عند أهلى أو عند أهلها و الإثنان بجوارنا فى مصر الجديدة ، و كان تواجدها فى المنزل يجعلها تتفرغ لكتابة كتبها فى التخصص النادر التى تخصصت فيه بالكلية فى جزء خاص فى علم المصريات و قد أخذت عنه دورة متخصصة فى متحف اللوفر حيث إلتقيت بها للمرة الثالثة و التى كانت المرة التى قررنا فيها الزواج .

كنت قد إتفقت مع أولادى على الخروجة وتم تحديد موعدها و دخلت لأخذ الدش لأستعد للغذاء و حينما حضرت لى زوجتى بعدما إطمئنت على الأولاد كنت قد خرجت من الدش و حينما رأيتها شعرت كما لو أننى أراها للمرة الأولى اثناء قفزنا بالمظلة فى إحدى الدورات .

لم اكن أتوقع أنا تكون معنا أنثى وأنثى بذلك الجمال كنا فى الطائرة كان دورها بعدى مباشرة فى القفز .

- فوجدتها تقل لى : إوعى تكون خايف .

- رددت عليها مبتسما : أنا خايف إن حضرتك اللى تكونى خايفة .

- طيب طالما مش خايف تيجى ننط مع بعض ماسكين إيد بعض ؟

- كانت المرة الأولى التى أفكر فيها فى القفز و معى أحد و من تكون إنها أنثى و إنثى رائعة الجمال .

- بس أصل حضرتك ؟

- علشان بنت يعنى ؟ ما فيش فرق بين الولد والبنت فى الباراشوت يا باشمهندس .

وجدت نفسى أبتسم من قولها يا باشمهندس فقد أشعرتنى إننى اكلم "بلية" صبى الميكانيكى .

- و هنا قلتلها طيب يا "بلية" .

- نعم يا أخويا ؟

- أصل حضرتك بتقوليلى يا باشمهندس فحسستينى إنى بأكلم "الأسطى حمدى" العجلاتى ؟

- نظرت لى مبتسمة وهنا شعرت بأنوثتها التى تريد إخفاءها خلف شخصية قوية .

- بأقولك إيه حتنط معايا و ألا انط لوحدى ؟

- أنط مع حضرتك ؟

- فخلعت القفاز من يدها اليمنى و مدت لى يدها لتصافحنى قائلة لى : "مريم" إسمى "مريم" ، وحضرتك ؟

- خلعت قفازى بدورى ومددت يدى إليها قائلاً: نبيل .

تصافحنا و قفزنا معاً فى نفس اللحظة نمسك أيدى بعض و كانت قفزة مدهشة و ممتعة و لم اقابلها بعدها .

حتى كان عام 1992 كنت أحضر حفل إفتتاح مهرجان القاهرة السينمائى و بعد إنصراف أغلب الضيوف وجدت صوت رقيق يسألنى : فيه حد قاعد جنب حضرتك ؟

تعجبت من السؤال لإن أغلب كراسى القاعة كانت فارغة فلماذا تسألنى هذه السيدة ولأن الظلام كان دامس وذلك لبدء عرض الفيلم لم أتعرف على صاحبة الصوت وكنت منتبه طوال العرض للشاشة حتى إنتهى العرض و كان فيلم ممتع وعندما قمت فؤجئت بإن التى كانت تجلس بجوارى هى"مريم" و كان لقاء طيب تحدثنا فيه عما فعلته وعن دراستها وعن دراستى و كيف إنها تضايقت إنها لم تجدنى بعد تلك القفزة معها وعرفت إننى كنت قد تخرجت من الدورة وحضرت بالصدفة ذلك اليوم لتحية أصدقائى فأصروا أن يحتفوا بى و أن أقفز مع الطلبة الجدد ،دعوتها للعشاء و فعلاً ذهبنا إلى أحد المطاعم الشيك فى مصر الجديدة حيث عرفت إنها ولدت فى ذلك الحى و تعيش فيه كذلك و كذلك انا ولدت وأحي فى مصرالجديدة فى منطقة العروبة وبدأنا نتبادل الذكريات فوجدنا هناك قواسم كثيرة مشتركة بيننا وكذلك هناك العديد من الأصدقاء المشتركين و برغم ذلك لم نلتق غير مرة واحدة وفى مكان لا يشترك فيه أحد من الأصدقاء المشتركين بيننا وبدأ يشعر كلاً منا بالإرتياح للأخر وإنصرفنا على وعد بلقاء لم يتم لأننى كنت فى السنة الأخيرة فى الدراسة و كنت ارغب فى الحصول على تقدير إمتياز ،و هى سافرت أثناء الدراسة إلى الخارج مع أهلها حيث يعمل والدها سفيراً لمصر فى أوروبا .

ثم كانت المرة الثالثة وأنا فى إحدى السفريات للراحة بعد مأمورية متعبة كادت تؤدى بحياتى قررت التوجه إلى المدينة التى اعشقها منذ صغرى"باريس"وفى يوم أخذت المترو وهو وسيلة الإنتقال الأساسية فى باريس وتوجهت إلى متحف اللوفر ومحطة المترو داخل المتحف ،وأثناء تجولى فى قسم المصريات كنت أرجع بظهرى فإصطدمت بشخص إلتفت لأعتذر له لكننى لم افعل فقد فؤجئت بإنها"مريم" فقلت لها :

- حضرتك "مخاوية" فى كل مكان أروحه ألاقيكى ؟

- "أيوه . مخاويةعفريت إسمه"عفركوش بن برطكوش" إسمه "الإنسى نبيل" تعرفه ؟

- يا سلام هو مين الى ماشى ورا التانى ؟

- طلعتيلى فى السما و طلعتيلى فى السينما و طلعتيلى فى اللوفر تلاقيكى طلعتى من تابوت يعنى حضرتك اللى مخاوية و أردفت قائلاً حتى لا يضايقها مزاحى : بس عفريتة حلوة قوى رائعة الجمال .

- نظرت لى قائلة : غريبة أنا إفتكرتك ما بتعرفش تغازل ؟

- أعرف لكن كنت خايف أضايقك بس لما لقتنى بأقابلك بالشكل الغريب ده كل كام سنة قلت اقول الكلمتين اللى نفسى أقولهم من أول مرة شفتك فيها و سحرنى جمالك و ثقتك فى نفسك و إحترامك . حضرتك فى فسحة هنا ؟

- لا أنا فى دراسة فى تخصصى فى علم المصريات .

- طيب يبقى مش حأعطل حضرتك .

- حضرتك قاعد فى باريس أد إيه ؟

- حأسافر كمان إسبوعين ؟

- طيب إيه رأيك نتقابل النهاردة ؟

- حضرتك ساكنة فين ؟

- فى مونبارناس ؟

- و حضرتك الأوتيل فين ؟

- النورد .

- طيب نتقابل فى رو موفتار النهاردة الساعة 8 بالليل .

- موافق ،بس إعملى حسابك أنا عازم حضرتك على العشاء فى المطعم اليونانى فى "سان ميشيل" .

- موافقة ،والغداء بكرة على حسابى فى "بينو بيتزا" فى الشانزليزيه علشان بكرة الأحد يعنى أجازة ليّ ،موافق ؟

- بالتأكيد ،مجرد وجودى مع حضرتك أمر ممتع لي .

إنصرفت . وتركتها لعملها حتى لا أعطلها و كان لقاءنا التالى ممتع وكان الوقت الذى أمضيه معها غير عادى فما بين الفسحة و الضحك والثقافة الضخمة التى تتمتع بها كان تعارفنا أكثر ،وكانت تتعجب من معرفتى بشوارع باريس أكثر منها هى التى عاشت فى باريس فترة طويلة من حياتها ،أرادت أن تعرف فقلت لها و كان ما اقوله لها صادق فأنا لا أكذب ،قلت لها إن هناك أعمال كثيرة لى فى باريس و أوروبا وعمليات التصدير التى تقوم بها الشركة تجعلنى أتواجد فترات كثيرة فى أوروبا و بالأخص باريس التى تعتبر مركز تصدير منتجاتنا الزراعية إلى أوروبا ،كانت هذه حقيقة فنحن نمتلك أراضى شاسعة ونهتم بزراعتها بأحدث الطرق و نمتلك مصنع ،و كان هذا ما أتاح لى أن يكون لى غطاء آمن لا يمكن الشك فيه أثناء أدائى المهمات التى أكلف بها من أجل وطنى"مصر" .

و إلى اللقاء فى الحلقة الثالثة . . .

makarther@yahoo.com

makarther13@yahoo.com

makarther13@gmail.com

makarther@live.com

+20123128543

هناك 3 تعليقات:

  1. امممممممممممممممم
    ممتع وواضح انها لوكشات من حياتات ياكونى انت الف تحيىه ومستنيين بقية الحلقات بشوقة يامعلم وتسيقف حاد

    ردحذف
  2. ميرسيه اش اش

    ميرسيه رحبوش أوف أوف

    ردحذف