الجمعة، 19 نوفمبر 2010

غرام فى المستشفى




غرام فى المستشفى



إستيقظت فى الساعة السادسة صباحاً بمجرد خروجى من تأثير المخدر القوى الذى تلقيته بالأمس ، كان نوع قوى مؤثر بشدة ، حيث إضطررت لتعاطيه لمّا لم تفلح الأنواع الأخرى .
و برغم إننى أكره تلك الأدوية كلها ، و المخدرة على وجه الخصوص ، إلا إننى أُجبرت على أخذه ، و لم يكن باليد حيلة ، فقد كانت صرخاتى ترّج المستشفى ، كانت جراحة شديدة بعظام الكاحل الأيمن تم إجراءها لى ، بعدما أضطررت لها ، حيث تم أستخراج مسامير كانت تثبت الكاحل و بقيت فى جسدى لمدة ثمانى سنوات نتيجة إحدى حوادثى .
قمت لإشاهد شروق الشمس على الحديقة الخاصة بالمستشفى ، و الحديقة التى تقع خارج المستشفى ، جاء الإفطار ، فطرت و كان من يحضروا الإفطار أشخاص فى منتهى اللطف ، و معهم الممرضة الجميلة التى قالت لى :
- على فكرة أنا غيرت ورديتى عشان أبقى معاك بالليل .
إبتسمت لها وأنا مندهش مما قالته ، و وجدتها تغمز لى و تقولى :
- أنا ماشية دلوقتى و أشوفك بكرة بالليل ،على فكرة ممنوع تستحمى ، عشان الجبسونة اللى على رجلك ، بس لما أجيلك لو حبيت أحميك ممكن  ، أنا أعرف إزاى أحميك من غير ما تأثر المياه عليك .
و ضحكت  ضحكة لطيفة .
وجدت نفسى أرفع حاجبىّ فى دهشة و تتسع حدقتىّ عينى ، و أنا سعيد طبعا مما أسمعه ، سعيد لإننى المفروض فى أجازة من العمل بمعنى :
أقدر أصحى فى الوقت اللى أنا عايزه ، أنام فى الوقت اللى أنا عايزه ، أقرأ ، أتفرج على التلفزيون و الدش ، وأصيع . بس فى حدود غرفتى بالمستشفى ، و كده الصياعة جت لحد عندى نظرت لنفسى فى المرأة و إبتسمت ، و قلت لنفسى :
- إيه الهنا اللى أنا فيه ده ، يومين فى المستشفى و يحصل ده ، كنت مبسوط جداً مما يحدث ، و قلت لنفسى دى باين عليها أجازة سعيدة جدا ، و لم أتخيل ما سيحدث لى فيما بعد .
فقد قررت بعد الأفطار و بعد أن طلبت فنجان قهوة زيادة أن أستمتع بسيجارتى اللذيذة (كنت أدخن وقتها) ، أخرجت علبة سجائرى و بدأت فى إشعال سيجارة ، و أنا واقف خارج الغرفة فى البلكونة  ، و أنا أستمتع بتلك الأجواء الساحرة ، وجدت صوت ناعم لطيف يقول لى بهدوء :
- إنت بتعمل أيه ؟
و إلتفت لأرى مصدر الصوت ، الله على ما رأيت كانت سيدة تشعر معها أنك تقف أمام إحدى أميرات الأسرة العلوية ، من الشعر الطويل الأصفر الملتف بشكل جذاب  ، إلى بشرتها البيضاء إلى عينيها الزرقاء . كأنما هبطت إحدى ربات الشعر و الجمال عند الأغريق "الموزييه" فى غرفتى .
قلتلها بمنتهى الهدوء و أنا مستمتع بالنظر إلى ذلك الجمال المذهل :
- بأشرب سيجارة .
- لا يا حبيبى ، ده ممنوع ، التدخين فى المستشفى ممنوع ، و الأهم علشان صحتك ، و ألا عشان عندك طفاية حلوة و أشارت للطفاية التى أحضرها لى أحد الأصدقاء ، و كانت على شكل سيارة موديل قديم مما نطلق عليه أسم "أوتوموبيل" ، ثم قالت لى :
- إنت مش لسة إمبارح بالليل خارج من أوضة العمليات ، و صريخك كان بيرج المستشفى .
و قفت فى صمت حيث شعرت بالإحراج .
ثم قلتلها : أصل العملية كانت .
- عارفة يا حبيبى كانت فى العضم ، و ديه أصعب عمليات .
كنت فى حالة إستمتاع و دهشة ، كنت مستمتع لأنها قالت لى يا حبيبى ، و مندهش لإنها تعرف عمليتى ، وهنا قلت لها مبتسماً :
- حضرتك عرفتى عمليتى إزاى ؟
- أصلى سألت ، لإن صرخاتك كانت مؤلمة جداً .
- أكيد مش أنا ، أنا ما بصرخش .
- أوكيه ،يبقى حد تانى . قالت هذا و إبتسمت .
شعرت بالسعادة بشدة بكلماتها فهى سيدة تعرف متى لا تجادل و تريح من أمامها ، وبدأنا بالتعارف قالتلى :
- أنا "أميرة" .
- أكيد لازم تكونى "أميرة" .
- ده إسمى . قالتها و زادت إبتسامتها التى أشرقت لها كل الأجواء .
- إسم على مسمى فعلا ، لما شفت حضرتك قلت إنك أميرة علوية ، فضحكت ، و أردفت قائلاً لها :
- و أنا .....
- إسمك . . . . . .
- خريج . . . . . . 
- بشتغل . . . . . .
- ساكن فى . . . . . . . .عنوانكم . . . . . . . .
نظرت إليها مندهشاً متسائلاً بينى و بين نفسى :
- كيف عرفت كل هذا ؟
و هنا دخلت أمى و قالت لى :
- صباح الخير يا حبيبي ، عامل إيه دلوقت ؟ إنت إتعرفت على "مدام أميرة"؟
و وجدتهما  يقبلاّ بعض ، و هنا عرفت من هو مصدر المعلومات التى لدى السيدة الجميلة .
- عامل إيه النهاردة ؟ ، طيب طالما "أميرة هانم" معاك أنا مطمنة عليك أسيبك معاها ، و أنا وصيت عليك "سماح" ممرضة الدور حتى حتغير نبطشيتها عشان تقعد معاك .
و هنا ، فهمت ما حدث من الممرضة .
فجأة ، تحولت كل أحلامى الرائعة إلى كوابيس ، فقد أصبحت مراقب : ممنوع التدخين ، و بالتأكيد لو حضرت صديقة لن تأخذ راحتها بسبب الست الممرضة ، و كذلك أصدقائى لن نستطيع السهر براحتنا .
ههههههههههههههههههههههه.
لا ، لسة . . . . . 
اللى جاى أجمل  . . . . . . .
كانت المستشفى بجوار مطار ألماظة الحربى ، و كان لى أصدقاء فى المطار برتب مختلفة ، كنا أصدقاء من زمان .
المهم حضر لى "حسين" و معه "محمود" كان "حسين" الأقرب لى ، أما "محمود" فقد تعرفت عليه من خلال "حسين" ، و كان شخصية لطيفة و له قصة غريبة مع الفيميلز ، مثلى .
المهم بعد الضيافة و الذى منه ، قال لى "محمود" :
- ديه عمتى معاك هنا .
-   معايا فين ؟
-  فى المستشفى .
طيب ، تعالى نروح نزورها .
- ما أحنا عدينا عليها ما هى فى السويت اللى جنبك .
- مين؟ قلتها و أنا أكاد اصرخ .
- مدام "أميرة" .
و هنا ضحكت ضحكة عالية و قلتله :
-عمتك مدام "أميرة" الست الحلوة اللى فى السويت اللى جنبى ؟
- أيوه هى ، و قالت إنها إتعرفت عليك .
- أيوه ، حصل . "محمود" تسمحلى أطلب منك إيد عمتك .
و هنا ضحكنا كلنا ، و حضرت الممرضة الجميلة التى كنت أظن ستكون معها المغامرات الليلية و التى تحولت إلى مراقبات دورية .
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
و لكن هذه قصة أخرى .
مساءكم سكر
مع تحياتى
محمد أحمد خضر




+20123128543

  

هناك 3 تعليقات:

  1. ايه الشغل النمساوى العالى ده لوووووووووووووول
    رائع سعادة بلا حدود يكرمك ربنا ويهاديك ويراضيك هات قرش بقى عشان كده تبقى رووووضا شحاتين بقى تحياتى يافنان رائع دائما

    ردحذف
  2. يا قمر ميرسيه

    رسائل البحر شغال فيه

    بس كل شوية اشوفه تانى و اطلع بحاجة جديدة

    ده قطعة فنية رائعة

    ردحذف
  3. بجد يا محمد كتاباتك رائعة وشيقةوعلى حد علمى ان القصص القصيرة اصعب فى كتابتها من الكبيرة لان ال مجال فيها من الخطافانت بتقدر تجسد لينا الشخصيات بمهارة عالية وكمان الخلفيات ووصفك للمكان فبتخلينا كاننا عايشين فى قلب الاحداث كلها
    اجمل حاجة عجبتنى فى القصة نهايتها لانها كانت مفاجاة لى مكنتش متوقعاها
    انا مش بعرف اعبر واسلوبى ركيك دة اكيد طبعا بس بستمتع جدا بكتاباتك ربنا يوفقك وتمتعنا كمان وكمان

    ردحذف