الاثنين، 11 أكتوبر 2010

فيلم عصافير النيل




فاز فيلم "عصافير النيل" للمخرج مجدى أحمد على بجائزة الجمهور وحصل على جائزة الخنجر الذهبى ومبلغ مالى قدره 3 آلاف دولار بمهرجان مسقط السينمائي في دروته السادسة بعد أن كان قد تم رفضه لأنه يحتوى على مشاهد جريئة ثم عادت اللجنة و قبلته و فاز فى نفس دورة المهرجان .
و فى "القاهرة" رفع محامى مصرى مذكرة يتهم فيها الفنانة "عبيرصبرى" على التحريض على الفجور و ذلك عن دورها فى الفيلم .

و نحن هنا لسنا بصدد التعرض لهذه المواضيع .
و لكننا سنعرض لفيلم فاز بطله الفنان "فتحى عبد الوهاب" عن دوره بالفيلم بجائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثل الهندى "سوبرات دوتا" ب"مهرجان القاهرة السينمائى الدولى" .
 كما فاز الفيلم نفسه ب"جائزة التصوير" و قدرها15000 ج ل"مدير التصوير د. رمسيس مرزوق" فى "المهرجان القومى للسينما المصرية" و التى أختتمت أعماله يوم الجمعة 30 أبريل 2010 . و كما عرضنا منذ قليل فقد فاز الفيلم بجائزة "الخنجر الذهبى" ومبلغ مالى قدره ثلاثة آلاف دولار ب"مهرجان مسقط السينمائى" , و جائزة "أفضل مونتاج" ل"أحمد داود" من "مهرجان دبى" .

و لذلك فإننا سنعرض لذلك الفيلم من النواحى الفنية .
والفيلم قصة إبراهيم أصلان .
سيناريو و حوار و إخراج : مجدي أحمد علي
بطولة :
-        فتحى عبدالوهاب  .
-         دلال عبدالعزيز  .
-         عبير صبرى .
-         محمود الجندى .
-         عزت أبو عوف .
-         لطفى لبيب .
-         ألفت إمام .

الفيلم يحكى قصة "عبد الرحيم" النازح من الأرياف و الذى يحضر ليعمل فى القاهرة و يعيش بها عند أخته "نرجس ، دلال عبد العزيز" و زوجها "الباهى – محمود الجندى" و يعمل فى مصلحة البريد و يريد الأرتباط ب"ببسيمة – عبير صبرى" التى يدخل معها فى علاقة جسدية حيث يكتشف تلك المتعة و هى تريد الإرتباط و لكن لا أحد يريد الأرتباط بها فمن يعرفها يرغب فيها كأنثى للمتعة و ليست كإمرأة للزواج و ترفض أخته أرتباطه بها و يتحول لعلاقات جسدية متعددة مع النساء و حين يحاول الإرتباط يجد من يريد الأرتباط بها ترغب فى المظاهر فقط فهى ترفض إرتداءه للجلباب و يدخل فى علاقة زواج مع سيدة أكبر منه و لكنها ترضيه جسديا و حين تكتشف أنهم سيقطعوا عنها معاش زوجها الراحل تطلب منه الطلاق لأن هذا معاش أولادها و ليس لها مصدر دخل أخر برغم رغبتها الجسدية فيه و فى مشهد نجده يذهب إليها بعد الأنفصال ليغتصبها ثم ينصرف كما لو كان قد إستعاد بعض رجولته التى أهانتها بطلبها الطلاق منه ثم يرتبط بزواج من سيدة لا ترضى رغباته الجسدية و إنما هى إمرأة يعيش معها تخدمه و زوجة "و السلام" و فى مشهد نجد "الباهى زوج أخته" و قد أحالوه للمعاش لسبب يراه تافهاً و يظل يكتب شكواه التى لا يسمعها أحد حتى يتوفى فى مشهد من أقسى مشاهد الفيلم .
كل هذا يحكيه لنا البطل من خلال تواجده فى مستشفى حيث يلتقى بحبيبته "بسيمة" و يسترجع أحداث حياته حيث أصيبت بالسرطان و يتم علاجها بالكيماويات و التى تسببت فى سقوط شعرها برغم جمال ملامحها و يقوم فى ليلة عيد ميلادها بإحضار "باروكة شعر" لها فى تلك الأثناء يعود إبن أخته من السجن و نجد المتطرفين يضربوا أحد الجيران لعدم أداءه الصلاة فى المسجد.

و هناك "الأم" التى تعيش على وهم أرضها التى ليس لها وجود فهى تعيش على أمل واهم و هى تحدثه دائما بأنه عليه أن يذهب من أجل الأرض و ينتهى الفيلم و تلك الأم الباقية من تلك العائلة تذهب فى الطريق لتساءل من أين الطريق للبلدة لكى تسترد ارضها .
الفيلم رؤية لواقع الحياة فى مجتمع ظالم أصبح لا يتقبل الأخر مما يتسبب فى إنهياره كله فالأخت ترفض إرتباط أخيها بالفتاة التى يحبها فى حين تغض البصر عن علاقته بها فلا حرج ان تستمتع بجسدها و لكن لا تتزوجها و الأب يعيش على أمل عدل شخص لا يعرف عنه شيئاً فهو غير موجود فى تلك الحياة و "بسيمة" ضحية مجتمع يرفضها ك"زوجة" و يقبلها ك"محظية" و "الأم الكبيرة" تعيش على وهم لا يستطيع أحد مواجهاتها بأنه وهم وأخته أصبحت لا تدرى ما الذى يحدث حولها من كثرة الهموم فهو مجتمع مفكك كل من فيه يفكر فى شئ غير الأخر و هو حال المجتمعات الحديثة و المرأة التى تزوجت و تضطر للطلاق لأن القانون يحرمها معاش أولادها فى حالة زواجها فهل تتجه للحرام و هى ترفضه ؟
الفيلم عرض لشريحة أصبحت موجودة فى المجتمع المصرى بشكل كبير و عرض لهمومهم و مشاكلهم . و هذا هو جزء من دور الفن "نقل المشاكل الحياتية لتصل للمسؤول عن حلها" .
 العمل وصل لى بشكل واضح فخروجى من الفيلم محمل بهموم هؤلاء الناس أوصلنى لحالهم .
و التصوير كان يلعب دور هام فى توصيل المعنى المراد توصيله دون اللجوء إلى الإبهار و إستخدام أساليب الحرفية العالية بل تم إستخدام التصوير بشكل يتناسب مع كل مشاهد الفيلم من خلال حركات الكاميرا و إختيار زوايا التصوير .
 و المونتاج تناسب مع ما أراد توصيله الفيلم و تماشى تماما مع التصوير دون الإحساس بأى نوع من أنواع الأضطراب بين المونتاج و التصوير أما الموسيقى موسيقى "راجح داوود" ذلك الفنان المميز فقد أعطت التأثير المطلوب بالضبط و هى حالة الشجن المستمرة طوال الفيلم .
كل هذا من خلال قيادة المايسترو المخرج "مجدى أحمد على" و تفاعله مع الممثلين الذين أدوا أدوارهم دون صريخ أو عويل فاوصلوا كل معانيهم فى هدوء .
فبالنسبة للفنانة"دلال عبد العزيز" تنازلت عن جمالها لتتحول لسيدة عجوز فقدت أسنانها .
 أما الفنان"محمود الجندى" فكما عودنا دائما على أداءه الهادئ فيوصل أروع المشاعر فى أبسط الحركات.

و الجميلة "عبير صبرى" و التى تنازلت عن جمالها لترينا نهاية حال المرأة التى تتاجر بجسدها و تغوى الرجال برغم أنها ضحية للمجتمع .

أما المبدع حقا فكان الفنان "فتحى عبد الوهاب" أذكر حين شاهدت أداءه لأول مرة فى رمضان منذ عدة أعوام فى مسلسل "أميرة فى عابدين" قلت فى نفسى ذلك الفنان سيكون له دور كبير فى الحياة الفنية و قد كان فأداءه فى الفيلم فاق كل المتوقع فمن حالة الرغبات الجسدية من شاب يرغب فى النساء دائماً لرجل برغم مرضه متنبه لما حوله لشخص برغم ظروفه الصعبة و حياته القاسية ياخذ كل أمور الحياة ببساطة كل هذا فى اداء بسيط متناغم مع باقى فريق العمل .
و لم يكن ليكون ذلك العمل الفنى سوى بوجود قائد الأوركسترا الذى يسيطر على كل الأدوات حتى لا تخرج نغمة نشاذ و كما قلت و قد كان فتحية لصناع فيلم"عصافير النيل"و تحية للمايسترو و قائد الفرقة المخرج " مجدى أحمد على" .
القاهرة 2مايو2010
محمد أحمد محمد خضر
+20122 312 8543
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق