الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

أمن قومى الحلقة الأولى بداية الحكاية


أمن قومى


الحلقة الأولى

بداية الحكاية

إستيقظ "نبيل" من نومه مبكراً مثل كل يوم ، نظر لزوجته الجميلة التى تستلقى بجواره على السرير ، و قام بتقبيلها ، و مر بأنامله على خدها و ظل يتأمل ملامح وجهها الجميل ، قام وأخذ دش وإنتقل لغرفة مكتبه ليرتدى ملابسه حتى لا يزعجها و قام بوضع عطره الجديد الذى أحضره من يومان وهو"كنزو باور" ، كان يعشق العطور وبعد إستكمال إرتداءه ملابسه دخل المطبخ قام بتحضير صينية عليها مربى وعسل وجبن وعيش قام بتسخينه فى التوستر ، وعاد إلى غرفة النوم مرة أخرى ، كانت زوجته لا تزال فى نومها فإقترب منها بهدوء ففتحت عيناها الخضراء الجميلة وقال لها هامساً حتى لا يزعجها وقد إستيقظت من نومها لتوها :
- حبيبتى أنا حضرت الفطار حتقومى تفطرى معايا .
فقامت و إحتضنته قائلة له :
- حبيبى ربنا ما يحرمنى منك المفروض كنت تصحينى علشان أنا اللى أحضرلك الفطار مش إنت .
حبيبتى أنا اللى صاحى يبقى انا اللى أحضر ، وبعدين حد يطول يخدم سمو البرنسيس . فضحكت و قالت له :
- أيوه إقعد دلعنى كده ، و لما تروح الشغل أفتقد كل الدلع ده ، و حضرتك بتسافر كتير ، أنا عايزاك تفضل معانا فترة و ما تسبنيش.
    - حبيبتى أنا مش أخدت أجازة شهر روحنا الساحل مع الولاد و بابا و ماما و باباكى و مامتك و قضينا إسبوعين حلوين هناك و أخدتك بعد كده أجازة ممتعة لوحدنا فى باريس و بلجيكا ، و سيبت الشركة للمدير العام ، لكن إنتى عارفة ده شغلى و إستثمارات ضخمة ، و إحنا أصبح لنا مكانة قوية فى البورصة مش عايزينها تتهز فلازم أكون متابع الشغل بنفسى .
إبتسمت له ثم قامت بضمه لصدرها و قبلته فى شفتيه قبلة طويلة ممتعة ، بمجرد إنتهاء القبلة نظر إليها و هو يبلل شفتاه بلسانه من أثر قبلتها ، و قال لها حبيبتى شكلى كده حأبيع الشركة و أقعد معاكى على طول .
فضحكت و قالت له : ياريت .
- طيب يا بيبى و الولاد حنصرف عليهم من فوايد البنك ، أوكيه مبلغ كويس ، طيب و الناس اللى بيشتغلوا معانا نقولهم إيه يا بيبى ، ده ربنا ساترنا علشان بيخلينا سبب فى رزقهم ، فاكرة الدعوة اللى دعتهالك "أم شفيق" لما حضرتك جيتى عندى فاكرة قعدتى تعيطى أد إيه من كلام الست الطيبة ديه ، و قولتيلى إنت يا حبيبى ربنا مخليك سبب فى رزق الناس الطيبة ديه خد بالك على الشركة ، لإنها مش مصدر دخل لينا و لولادنا لوحدنا ، الشركة مصدر رزق لناس كتيرة .
فاكرة يا حبيبى ، و فاكرة كلام عم "صابر" و أنا عندك فى المكتب ، عارفة ربنا معاك و حتسافر إمتى .
- نظر إليها مبتسماً و قال لها :
- مين قال إنى مسافر .
- نظرت إليه  قالة له :
- ما هو طالما حضرتك بقيلك فترة ما سافرتش يبقى أكيد حتسافر قريب .
- ضحك قائلاً لها : الله أعلم .
قامت و أبدلت قميص النوم لترتدى ملابس تناسب الإفطار و تضع على كتفيها روب حريرى أزرق جميل يظهر بياض بشرتها المشرب بحمرة و أخذت صينية الإفطار و إنتقلا إلى الفراندة ينظرا إلى الحديقة التى تطل عليها شرفتهم ، تحدثا فى عدة إمور منها مدرسة الولاد ، و زيارة بورسعيد القادمة ، و بعض الإمور الأخرى ، ثم قام و قبلها على رأسها فقالت له :
- على فكرة يا بيبى البارفان واضح من الصبح ريحته هادية و ناعمة ، ذوقك على طول حلو يا بيبى فى إختيار بارفاناتك ، لولا إنى بأثق فيك كنت قلتلك ما تحطش بارفان بره البيت .
- و لو قولتيلى كده حأعمل اللى تقولى عليه قالها لها و هو ينظر إليها مبتسماً .
إبتسمت له و دخلت لترى أطفالهما لتتركه ليستعد للنزول بعدما ودعته .
و أمام الباب تأكد فى مرآة المدخل من ضبط ربطة العنق و من تصفيف شعره و إستواء ملابسه ثم تنسم عطره الطيب كان فعلاً لطيف برغم إن محل العطور الذى يتردد عليه قال له إنه لم يلق رواجاً فى مصر ، أخذ نظارته البيرسول السوداء وضعها على عينيه و تأكد من وجود نظارة النظر فى علبتها فى شنطة اللاب توب و فتح باب الشقة .
و بمجرد خروجه كانت جارتهم تقف أمام باب الشقة تنظر له مبتسمة فإبتسم لها قائلاً:
- صباح الخير .
- صباحك سكر ردت عليه متحدثة بدلال و ضحكت ضحكة ناعمة .
إبتسم حتى لا تدرى ما فى داخله فقالت له :
- حضرتك نازل معايا ؟
- أيوه قالها مبتسماً لها وهو يخطط لشيئاً خفى فى نفسه .
- يا بختى .
وقفا أمام المصعد تكاد تلتصق به أثناء حديثها معه ومع وصول المصعد لللدور الخاص بهما فتح لها الباب فقالت له :
-  "أوه كوم ترى جانتي" .
- ميرسيه مدام ، ثم إتسعت حدقتا عيناه كما لو كان هناك شئ ما فقال لها :
- إتفضلى حضرتك مش حأعطلك لإن المحفظة مش فى الجاكيت .
- فردت عليه و هى تتلعثم : طيب حأستناك ما عنديش مانع .
- لا إتفضلى حضرتك ما تعطليش نفسك .
قالت له و هى تكاد تصرخ و قد تغير صوتها إلى لهفة : لا ما فيش عطلة ، حأستناك .
- لا إتفضلى حضرتك أنا لسة حأدور عليها فى البيت ، فلم ترد وأغلقت باب المصعد و هو يراها من خلال الزجاج و هى تضغط أسنانها على بعض بعنف .
طرق باب شقته فتحت له زوجته و هى تبتسم قائلة :
- إيه يا بيبى حتاخد النهاردة أجازة ؟
- لا ، بس المحفظة مش فى الجاكيت .
فنظرت إليه مبتسمة و هى تقول له : طيب يا بيبى حأدخل أشوفها مشيت و لا لسة ؟
- هى إيه ؟!
- المحفظة ، و نظرت له مبتسمة ثم دخلت غرفة النوم .
- كان يتعمد عدم وضع محفظته فى جاكت ملابسه ،ويضعها فى شنطة اللاب توب تحسباً لما حدث و الذى تكرر كثيراً ، حتى لا يكون كاذب حتى بينه وبين نفسه ، وفعلاً عادت زوجته و قالت له مبتسمة :
- خلاص مشيت .
- مين ؟
- يووه يا حبيبى ، قصدى لقيت المحفظة ؟
- أيوه لقيتها . قالها مبتسماً .
قالتله وهى تهز رأسها مبتسمة إبتسامة بشكل خاص :
- المرة اللى فاتت الموبيل و اللى قبلها نظارة النظر و بعدين حتقول إيه المرة الجاية ؟
- ماوس اللاب توب .
ضحكا و قالت له : إحنا إمتى حنسيب العمارة هنا ؟
وسأتركه هو يقص القصة من هذه اللحظة مكتفياً بمشاركتكم متعة الإثارة التى حدثت لى من هذه القصة.
- رديت على زوجتى قائلاً لها : أول لما يخلص تشطيب أرض التجمع الخامس اللى فيها كذا فيلا منفصلة واحدة لبابا و ماما و واحدة لأخويا والتالتة لأختى و الرابعة لينا و الخامسة للضيوف ، إنتى عارفة حبيبتى بابا وماما باعوا حتة أرض كبيرة و حطوا مكافاة نهاية الخدمة بتاعتهم مع بعض علشان يعملوا الموضوع ده ، و صمموا يعملوا فيلا للضيوف علشان لو حد من أقاربنا أو باباكى و مامتك شرفنا يقعد براحته لبعد المشوار .
- طيب معلش إستحمل .
- أستحمل إيه ؟!
نسيانك الحاجات بتاعتك .
كانت تعلم إننى أفعل ذلك منذ المرة الأولى لمحاولة جارتنا الحديث معى ، كانت أرملة و سيدة جميلة و مثيرة حاولت معى أن نكون أصدقاء و كنت أرفض ذلك لأنه بعيد عن أخلاقى ، و كانت زوجتى تحترم فىّ هذا .
وضعت محفظتى فى الجاكيت ، و قمت بتوديع زوجتى مرة اخرى ، و نزلت بعدما تأكدت من إنصرافها ، تحركت بالسيارة وقلت ل"عم منيب" السائق أن يتجه إلى شركة الأستاذ "نعيم" فى التجمع الخامس و توجهنا إلى هناك ، عبرنا البوابات و معنا شخص من الأمن ركب بجوار "عم منيب" من عند بوابات المدخل الضخمة ، و إتبعنا تعليمات الأمن بدقة حيث نزلت عند بوابة مدخل المبنى الأنيق وقام فرد الأمن والذى يرتدى بدلة لا تقل أناقة عن بدلتى الفرساتشى بالبقاء فى السيارة مع عم "منيب" حتى الجراج و حضرت سيارة تشبه سيارات ملاعب الجولف أخذته بعدما أدخل "عم منيب" الجراج المكيف و أوصله إلى غرفة أنيقة جلس فيها "عم منيب" بمفرده و كانت الغرفة بها جرائد ومجلات و تلفزيون موصل بالدش وترموس شاى و كيك و هذا ما قاله لى "عم منيب" عند إنصرافنا .
عند نزولى من السيارة قابلنى شخص يرتدى ملابس أنيقة وقال لى :
-        حمدلله ع السلامة أستاذ نبيل .
-        الله يسلمك . رديت عليه مبتسماً فى هدوء .
أعطيته شنطة اللاب توب ، حيث إصطحبنى شخص أخر إلى مكتب "الاستاذ نعيم" ، دخلت حيث إستقبلنى مدير مكتبه وأدخلنى له لأن مواعيده دقيقة و كذلك مواعيدى .
إستقبلنى سيادته بحفاوة شديدة قائلاً لى :
- حمدلله ع السلامة يا بطل ، الزملا تحت بيفرغوا تقرير العملية من على اللاب توب ، و مبروك نجاحها ديه عملت ضجة كبيرة فى المنطقة ، و دول كتير كلمتنى بتساءل لو ممكن ندرس العملية ديه فى كلياتهم و معاهدهم إيه رأيك تدرس ؟
- إبتسمت قائلاً له : حضرتك أكتر واحد عارف إنى رفضت عروض التدريس لإنى بالاقى نفسى فى شغلى ده .
- طيب يا بطل إستعد للعملية الجديدة ، تفاصيلها بيتم وضعها لك على اللاب توب ، و أنا حأقولك الموضوع و مش عايزك تستغرب لإنه إتطلب منا التدخل لمساعدة دولة صديقة ، و بدأ سيادته يشرح لى العملية و أبعادها ، و بدأ يشرح لى الخطة الموضوعة، كنت أفكر فى تلك الخطة التى لا بد و قد تم وضعها من خلال أعلى قيادة فى تلك المؤسسة الضخمة و بعد إنتهاء "الاستاذ نعيم"من شرحه قال لى :
- حتسافر بكرة الساحل الشمالى يومين ترجع تقولى خطة التنفيذ .
كانت خطة التنفيذ تختلف عن الخطة الموضوعة و ذلك حيث يتم فيها وضع إحتمالات عدة لردود فعل الخصم ، كانت الخطة الموضوعة ليس بها ثغرة واحدة ، لكن هذا ما تعودنا عليه حيث يكون على مسؤول التنفيذ وضع خطة من خلاله و يتم وضع الخطتان معاً فى دراسة أعلى لتحديد العناصر المشتركة بينهما ، و تتم المناقشة النهائية فى إجتماع يحضره شخص من فريق الخطة الموضوعة و من قام بوضع خطة التنفيذ و تتم المناقشة لنصل إلى شكل نهائى للتنفيذ يعتمده "الأستاذ نعيم" ، إنتهت المقابلة و خرجت و فى لحظة خروجى من المبنى حضر "عم منيب" و معه فرد أمن غير الذى دخل معنا ، و بمجرد خروجنا من البوابات الضخمة قال لى عم "منيب" :
- الشركة ديه حاجة عظيمة جداً يا "أستاذ نبيل" لو كل مصر كده بلدنا تبقى حاجة عظيمة قوى ، أنا كنت فاكر شركتنا ما فيش زيها لكن ديه غيرت تفكيرى خالص .
إبتسمت و فتحت اللاب توب أقرأ الخطة ، و كان "عم منيب" قد تعود حين يرأنى أفتح اللاب توب أو أتحدث فى التليفون أن يسكت لتركى أعمل ، قرأت الخطة ، وبدأت أفكر و الجهاز أمامى فى قصتى أنا .
عادت بى الذاكرة إلى أعوام كثيرة مضت حين كنت بالمدرسة الإعدادى ، و كيف كان أبى و أمى يشتركوا لنا فى كل رياضة بدنية و فن و أدب ،و حينما بدأت دراسة اللغات كان أبى يقوم بإرسالى سنوياً لممارسة اللغة فى بلدها الأصلى ، و كيف أتاح لى ذلك السفر لعدة دول أعمل و أتعامل مع أهل تلك الدول ، فسافرت إلى دول عديدة مثل إنجلترا، فرنسا ، ألمانيا ، أسبانيا ، تركيا و الولايات المتحدة ، و حين وجد أبى منى إهتمام بالفنون القتالية أرسلنى إلى مدرسة خاصة ، و أحببت الرماية ، و عشقت ركوب الخيل و أخيراً كانت هوايتى القفز بالمظلة ، و حين أتممت الثانوية العامة طلبت الإلتحاق بالكلية الحربية فتناقش معى بحضور أمى محاولاً إقناعى بالعدول عن تلك الفكرة لأنه لا يرغب فى أن أرى الموت أمام عينى مرات عديدة كما رأه هو أثناء خدمته .
تحياتى
و إلى اللقاء فى الحلقة الثانية "لقاء فى اللوفر" .
محمد أحمد خضر
+201223128543

هناك تعليقان (2):

  1. أمن قومى رواية من حلقات مسلسلة كيف تحول نبيل من دراسة الفن السينمائى و بداية إشتغاله به إلى هيئة الأمن القومى لمكافحة إرهاب التسعينيات ثم تكون مكافأته الكبرى أن يصبح ضابط بجهاز المخابرات العامة
    قصة قد تبدو خيالية لكنها واقع نعيشه الأن

    ردحذف
  2. أمن قومى رواية من حلقات مسلسلة كيف تحول نبيل من دراسة الفن السينمائى و بداية إشتغاله به إلى هيئة الأمن القومى لمكافحة إرهاب التسعينيات ثم تكون مكافأته الكبرى أن يصبح ضابط بجهاز المخابرات العامة
    قصة قد تبدو خيالية لكنها واقع نعيشه الأن

    ردحذف