الخميس، 7 أكتوبر 2010

هليوبوليس


هليوبوليس



هليوبوليس
قصة و سيناريو و حوار وإخراج : أحمد عبدالله .
الأبطال:خالد أبو النجا ،حنان مطاوع ،هانى عادل ،يسرا اللوزى ،عايدة عبد العزيز
تصوير: محمد لطفى .
مونتاج: أحمد عبدالله .
موسيقى: أمير خلف .
مهندس الصوت: علاء عاطف .
جرافيكس: جورج عزمي .
تصميم مؤثرات بصرية : طارق حفنى .
مقدمة : أولاً احب أن أوضح لحضراتكم إننى قد وضعت أغلب أسماء الفنانين العاملين فى الفيلم ،وذلك لأن الفيلم به تجربة خاصة جداً وهى تجربة جريئة ،وهو أن أغلب العاملين فى الفيلم قد تناولوا جزأً من أجورهم ،والجزء الأخر سيكون بعد العرض من إيرادات الفيلم ،وهى تجربة جريئة تحرك دورة الإنتاج السينمائى ،و هى طريقة يلجا لها المنتجون فى فرنسا .
و لذلك وجب الإشارة لذلك و ذكر أسماء الفنانين المغامرين بقوة .
هليوبوليس
قصة و سيناريو و حوار وإخراج : أحمد عبدالله
صوت الفنانة عبير صبرى يشرح لنا الموضوع و هى تقول فى نهاية كلماتها التى تحمل قدر كبير من الشجن يقترب من الحزن "غريبة أد أيه بنتغير مع إن ما فيش حاجة حولينا بتتغيرفعلا" و هو ما نراه فى كل أحداث الفيلم حتى نهايته فلا شئ مما يحاول أبطال الفيلم تغييره يتغير .
كذلك نرى التوحد الذى أصاب المجتمع كله حيث أصبح كل شخص منفصل بحياته حتى لو كانوا يعيشون داخل نفس المنزل .
فقد نعيش كلنا فى نفس المكان و لكن لكلاً مننا حياته ،وفى طريقه ،ونمر فى نفس المكان يومياً ،ولكننا أبداً لا نتقابل فكلاً مننا يسير فى طريقه . زحمة الحياة أصبحت تجعل كل منا مهموماً بحياته .
وهنا يقدم لنا المخرج ذلك الفيلم و الحياة الجافة من خلال شرائح مختلفة من المجتمع يقدم لنا عدة نماذج قد تكون أنا أو أنت أو صديقك أو أخوك كلنا نسير دون أن يرى أحدنا الأخر فأحيانا يسير صديقك أو أخوك حتى على الرصيف و أنت على الرصيف المقابل دون أن يرا أحدكما الأخر فكل واحد مهموم بحياته و هو ما يقدمه لنا الفيلم من خلال مجموعة شخصيات كلاً منهم حياته متعلقة بمصر الجديدة الحى الذى تقع فيه الأحداث .
ولنبدأ معاً من البداية ................
البداية مع شاب(إبراهيم)"الفنان خالد أبو النجا" يقوم بعمل دراسة إجتماعية خاصة بدراسته و فى هذا يذهب لمقابلة سيدة يهودية عجوز"عايدة عبد العزيز" و تطلب منه ألا يخبر أحد أنها يهودية فالجميع يتعامل معها على أساس إنها سيدة أجنبية "خواجاية"كما أعتاد الناس تسمية الأجانب ثم يوضح لنا أن هذا الشاب فى حالة إنهيار عاطفى بسبب ترك حبيبته له .
ثم يتحول الفيلم لقصة الطبيب الشاب (هاني)"الفنان هاني عادل" الذى يرغب فى الهجرة إلى أهله فى الخارج و أظنه أرمنى فقد كان الأرمن أكثر سكان الحى القديم منذ بداية الحياة فى ذلك الحى و هو مرتبط بكلبه الوفى الذى لم يبق له فى الحياة سواه و هناك جارته الشابة الجميلة(كرستين)"الفنانة كرستين سليمان"التى توجه له الدعوة لحضور القداس فى الكنيسة حيث ترتل ونشعر بوجود حالة حب خفى من جانبها فى حين هو مشغول بقضاء حاجة كلبه و موضوع هجرته و لا يشعر بالرغبة فى البقاء .
و هناك الشابان المخطوبان(علي)"الفنان عاطف يوسف"و(ريم)"الفنانة سمية" اللذان يذهبان لتحضير باقى أغراض الشقة و قد أتفقوا مع (هانى) على أن يقوما بشراء شقته و يعرض لنا الفيلم حالتهما قبل الزواج فالأمر ليس سوى"جوازة و السلام" بمعنى بيت يلمهم و قضاء رغباتهم بشكل شرعى ،وفى حين نلمح بعض الحب فى عين الفتاة نجد الفتى مهموم دائما و حزين كما لو كان ما يفعله أمر وظيفى يؤديه و هو دائما يسير ونور سيارته الخارجى مضاء كتعبير عن إنشغاله الشديد بأمور الزواج حيث لا يجد وقت لأصلاح ذلك العطل .
ثم يعرض لنا الفيلم ذلك الجندى البسيط "الفنان محمد بريقع" الذى يتواجد للاشئ ويصادق الكلب الهذيل الذى يستأنس به و يشاركه طعامه البسيط و يصنع له بيت فكما له بيت يقيه الحر و المطر لا بد من وجود بيت للكلب و هو ما يدل على طيبته و نشاهد هنا الفارق بين (فولت) الكلب الجيرمن شيبرد كلب (هانى) و بين كلب الشارع البسيط ونرى علاقة الجندى الطيبة بأهالى المنطقة .
ثم يذهب بنا الفيلم إلى (إنچي)"الفنانة حنان مطاوع"موظفة الإستقبال فى فندق بسيط والتى ترسل لأهلها قروش زهيدة مع الفراش (سيد)"الفنان رمضان خاطر" والذى نتأكد جميعا أن تلك القروش تذهب لجيبه هو وليس لأهلها وهى تقول لأهلها بأنها فى باريس المدينة الرائعة و تصف لهم باريس كما لو كانت فيها بالضبط .
ونرى صديقتها(يسرا) "الفنانة يسراللوزي" و التى لا تجد بداً من الدخول فى علاقات جسدية لإطفاء أحتياجاتها و تدخل فى علاقة مع موزع مخدرات أو ما يسمى"ديلر" وهو "الفنان مروان عزب" وتحاول جذب زميلتها معها فى تلك العلاقات والذى يجلس معه الشاب الذى يقوم بعمل الأحصاء الدراسى "إبراهيم"على المقهى الشهير (السوايسة) وهو يوهمه بأنه يعرف كل شئ فى تلك المنطقة و لو أحتاج أى خدمة هو فى الخدمة ونجد إن صديق (إبراهيم) يحضر منه المخدرات ، الذى يغيب فيها الشباب كنوع من التعبير عن تغيب المجتمع ككل .
الفيلم يقدم لنا تلك الأنماط المختلفة ويستمر من حدث إلى الأخر دون تطور فى الأحداث و كله يؤجل حلمه للغد و فى النهاية تصبح الحياة برغم إيقاعها السريع غير أن إيقاعها بالنسبة لشخصيات الفيلم بطيئ جدا فكله ينتظر ويؤجل حلمه للغد.
التكنيك السينمائيي :
التصوير فى الفيلم كان مميز فى بساطته حيث لم يلجأ لحركات إفتعالية بل قدم لنا الأمر بعين المتجول فى منطقة الكوربة .
المونتاج :
كان يسير بشكل بسيط بطئ ليقدم لنا حالة الهدوء و الإستسلام لكل الشخصيات عدا فى جزء زحام الشارع و فى البار ،حيث كان لابد من إضفاء جو الشارع الصاخب و إندفاع الناس وفى البار حيث الصخب والصوت العالى ومع ذلك شعرنا بأن لا شئ سيحدث فالإمور تسير بهدوء .
أما الموسيقى :
فهدوءها كان مناسب لتكوين شخصيات الفيلم المستسلمة لحياتها .
الجرافيك :
ظهر دوره بوضوح مع شخصية (إنجى) فى عرض مشاهد لباريس ،و كانت طريقة العرض مميزة بحيث لم نشعر بأن الجرافيك زائد أو بدون ضرورة .
الفيلم عرض لنا حياة بعض الشخصيات فى الحى العريق "حى مصر الجديدة" و لجزء خاص جدا منه و هى منطقة الكوربة المنطقة القديمة جدا و التى يرجع تاريخ إنشاءها لنفس تاريخ بناء ذلك الحى على يد البارون البلجيكى "البارون امبان" صاحب القصر الشهير فى تلك المنطقة .
والفيلم به تجربة إنتاجية رائدة كما عرضت فى بداية الموضوع ،حيث أن كل العاملين بالفيلم من الممثلين و الفنيين عملوا دون تلقى إجورهم كاملة . كذلك فالفيلم تم تصويره بكاميرا الديجيتال مما يقلل فى التكاليف الإنتاجية من أسعار الخام و الإضاءة حيث يحتاج تصوير السينما لإضاءة اكثر من الديجيتال مما يكلف مبالغ ضخمة و لعل أهم النقاط هى تكلفة الخام .
ثم تم تحويله إلى فيلم سينما 35 ليتم عرضه بدور العرض السينمائى .
وقد سبقه فى ذلك أفلام مثل :
"عين شمس"،"كليفتى"،"المدينة"،"بصرة" .
و هى تجارب ناجحة فهل يعتبر ذلك حلاً لخفض تكاليف صناعةالسينما .
الموضوع مطروح بحيث يتم عرض كل الأفكار الإنسانية من خلال شاشات السينما بأقل التكاليف الممكنة .
و الفيلم فى مجمله أمتعنى و لكنه يحمل نوع من أنواع الشجن و الكثير من الحزن الذى أصبح السمة الغالبة على المجتمعات الحديثة .
فلا تجد أحد فى الفيلم مستمتع بحياته أو بما يفعله ، فالكل غير راضى ، و كما قلنا حتى "العريس" نجده كما لو كان يساق إلى شئ أخر غير الزواج .
فى النهاية أتمنى أن تستمتعوا بالفيلم فهو فيلم يستحق أن نراه ، و أتمنى أن نستمتع بحياتنا فالحياة خلقت لكى نستمتع بها .
القاهرة 3مايو2010
محمد أحمد محمد خضر
0020123128543
makarther@yahoo.com
makarther@live.com

هناك تعليقان (2):

  1. شكل المدونة جديد الف مبروك على المدونة ياعموما ومتابعين ومشاركين معاك يامعلم نتابع ابداعك ياكينج

    ردحذف
  2. مدونه رائعه شكرا لمجهوداتكم

    ردحذف