الخميس، 7 أكتوبر 2010

كابوتشينو كراميل

كابوتشينو كراميل
كابوتشينو بالكراميل
جلست معها فى ذلك المقهى الشهير فى "مصر الجديدة" ، كانت عيناها تلمع بشكل غريب ، و فجأة أمسكت فنجان الكابوتشينو الساخن ، و ألقته على وجهى و شعرى و ملابسى أمام كل من حولنا ، و أسرعت بالخروج ، خرجت خلفها سريعاً و أنا مندهش و مستاء ، مندهش من تصرفها و مستاء مما حدث لجسدى من إحتراق وجهى و تدمير ملابسى الثمينة ، التى لن أستطيع شراء مثلها مرة أخرى لأنها من أوروبا التى قررت عدم السفر لها منذ فترة ، و عندما لحقت بها سألتها :
-        ليه عملتى كده ؟
-        علشان تعرف تتسرمح مع النسوان زى ما أنت عايز . قالتها وهى تنظر لى فى سخرية شديدة و تهز رأسها .
-        نسوان إيه ؟ ! ! !
-        ههههههه ، آآآآآآآآآه فاكرنى نايمة على ودانى ، جالى يا حبيبى خبر الهانم أم شعر أحمر اللى كانت راكبة معاك إمبارح فى عربيتك ، شافتك صديقة عزيزة .
-        آه ، طيب تسمحي نوصل الصيدلية أشترى مرهم حروق لوشى و صدرى و أعمل تليفون قدامك على السبيكر علشان تسمعى كلام الطرف التانى أحسن أكون متفق معاه .
-        على إيه الموضوع أصبح ما يهمنيش من أساسه و أنا علشان بنت أصول و عامله حساب للعيش والملح حأجى معاك .
-        حضرتك حتيجى معايا علشان بتحبينى زى ما أنا بحبك ، ده قبل كل شئ و كمان لإبراء ذمتى .
ذهبنا للصيدلية و لا أستطيع وصف حالى من حظى التعس لأجد دكتورة جميلة جداً فى الصيدلية فتراجعت لأذهب لصيدلية أخرى فأمسكتنى من ذراعى و قالتلى :
-        إإيييييه تعرفها ديه كمان ؟
-        يا شيخة حرام عليكى ، شايفانى "دون جوان دي موركيو" و ألا "دون جيوفانى كازانوفا" .
و بمجرد دخولنا للصيدلية شهقت الطبيبة شهقة قوية من منظرى و قالت :
-        إيه اللى حصلك يا أستاذ ؟
-        أبداً الكابوتشينو وقع على .
-        وهو الكابوتشينو يوقع على الشعر ؟ ده أكيد ملاك رماه عليك .
و نظرت لها وهى تغمز وتشاركا الضحك و أنا واقف فى نص هدومى و الحلوة واقفة تبتسم إبتسامة الخارج من معركة منتصر و تهز فى رأسها كما لو كانت طالعة من الحرب كلها منتصرة و أنا واقف وسطهم زى الكتكوت المبلول اللى طالع من البحيرة بعد ما كان حيغرق ، المهم طلبت الدكتورة أن أخلع ملابسى لتضع لى الكريم المضاد للحروق و لما رفضت قالتلى :
-        خلاص يبقى لازم أبلغ الإسعاف لأنه خطر إنك تمشى كده .
نظرت لها فقالت لى بمنتهى الهدوء والرقة كما لو كان الملاك اللى وقع على الكابوتشينو هو من يتحدث :
-        أقلع يا حبيى خللى الدكتوره تشوف شغلها .
و بعد ذهاب الطبيبة لإحضار الكريم وجدتها تجز على أسنانها و تقل لى فى منتهى الهدوء :
-        إقلع يا حبيبى و أنا أقلعلك عينيك و نشوف أى كلب فى الشارع نأخد عينيه نحطهملك مكان عينيك الزايغة الحلوة ديه .
أصبحت فى ورطة كبيرة . فماذا أفعل ؟ عادت الطبيبة فقلت لها :
-        أشكرك يا دكتور جداً لكننى أنتمى إلى إتجاه فكرى يرفض خلع الملابس أمام أى شخص رجل أو أنثى .
-        لكن أنا دكتورة يا أستاذ .
-        أياً كان أنا لا أخلع ملابسى أمام أى شخص ، أشكرك جدا لو تحبى تبلغى الإسعاف تحت أمرك لكنى برضوا مش حأخلع ملابسى .
-        طالما ده إتجاه حضرتك الفكرى ، خلاص براحتك فإذا بمن معى تقل لى :
-        ما تخلع يا حبيبى هدومك و خلاص .
-        طب وعيونى ؟
فقالت الطبيبة :
-        مالها عيونك يا أستاذ و أمسكت وجهي تنظر في عينى فقرصتنى الجميلة فى ذراعى قرصة صرخت بشدة على أثرها فإنتفضت الطبيبة و كانت جميلتى ترقص لى حواجبها دون أن تراها الطبيبة و تقف كما لو كانت لم تفعل شئ . و قالت لى الطبيبة :
-        مالك يا أستاذ فيه حاجة وجعاك ؟
-        لا بس أنا لازم امشى .
-        طيب و عيونك .
-        أنا كان قصدي عيون الناس . قلتها و أنا أنظر لصديقتي و لسان حالي يقول آه عايزة تقلع عيونى و بالصدفة كان يمر كلب هزيل بالخارج .
خرجنا من الصيدلية إلى سيارتى و أنا لا أكاد أشعر بوجهى كان يؤلمنى بشدةو بمجرد دخولى سيارتى أخرجت الزجاجة المثلجة من مكانها بجوار مفتاح حزام الأمان ووضعتها على وجهى ، رأيتها تنظر لى كما لو كانت نادمة على ما فعلته ،كانت نظراتها تدل على ذلك ،هى تعلم تماماً إنها مهما فعلت معى لن أفعل معها أى شئ ربما أتركها و لكننى لن أستطيع أن أؤذيها ، أمسكت الهاتف المحمول و فتحت السبكير ، سمعنا صوت نسائي ناعم يرد قلت لذلك الصوت :
-        أمانى إزيك.
-        إزيك بيبى .
-        صفوت موجود .
-        بيريح شوية .
-        طيب أنا جاي لكم دلوقت ، و يا ريت تقولى للهانم مامتك تكون معاكم .أغلقت التليفون و أدرت محرك السيارة ليعمل الراديو على محطة الموسيقى الأوروبية ، تحركنا من "الكوربة" إلى منطقة "العروبة" كانت المسافة بسيطة لكننى لا أستطيع السير بحالتى تلك ، كانت بشرتى تؤلمنى بشدة من أثر ما قذف علىّ ، وكانت كرامتى تؤلمنى أكثر، كنا قد إتفقنا على الزواج ، و قد حاول كثير ممن عرفناهم تدمير العلاقة بيننا ،ولكننى وقفت بقوة و صلابة والآن هى من تحطمها ، كنت أعشق كل جزء فيها و هى تبادلنى عشقى بعشق أكثر ، و لكننى لم أعد أحتمل شكها القاتل ، كانت تشك فى كل تصرف أفعله تمنعنى من هذا وذاك ممنوع أتحرك إلا وهى معى ،تفتش فى موبيلى ، و إذا وجدت نمرة غريبة تصنع الأعاجيب . وصلنا بيت صفوت صديقى و أمانى زوجته ، حضر بعدما فتحت أمانى لنا و هو يلتف بالروب دى شامبر الشيك .وبعد التحية قال لى :
-        خير ،أمانى قالتلى إنك عايزنا وعايز مامتها تيجى و نقعد كلنا مع بعض فيه إيه ؟ مامتها مش حتقدر تيجى علشان مسافرة باريس .
-        طيب تيجى بالسلامة ، صفوت أنا عايز أسئلك أخر مرة كنت عندكم كانت إمتى؟
-        أول إمبارح ! قالها وهو متعجب من سؤالى .
-        كان مين معايا ؟
-        فيه إيه مش تفهمنى ؟!!!
-        أبداً ، ما فيش حاجة جاوبنى و خلاص بعد إذنك بدون أسئلة .
-        كانت حماتى !!!!!!!!!
-        كنا بنعمل إيه هنا ؟
-        كنتم بتصالحونى على أمانى .
-        ممكن تفكرنى بشكل حماتك ؟
-        هههههههه ، واحدة ست ، يمكن ست حلوة شوية ، بس بنتها أحلى ، و نظر لأمانى و غمز لها .
كنت فى غاية السعادة إن الإمور رجعت لمجاريها بينهم بعد أن كادوا ينفصلوا لموضوع بسيط ، برغم إنى إضطررت للسهر معهم ليلة كاملة و توصيل حماته ل"جاردن سيتى" و أنا خلصان لدرجة إننى ركنت العربية فى "صلاح سالم" بعد أن أوصلت حماته و نمت فيها خمس دقايق لحد لما فوقت .هنا قلت لصفوت :
-        فيه عندك صورة لحماتك .
-        عندى .
-        طيب ممكن صورة تكون كبيرة شوية .
-        حاضر .
و ذهب لإحضار الصورة . وقفت أمانى وأظنها فهمت ما خلف السطور و قالت لى :
-        على فكرة ماما بتقول عليك شخص محترم ، برغم إنها متعودة الرجالة تبص على جسمها علشان المينى جيب اللى بتلبسه لأنها كانت عايشة فى أمريكا طول عمرها ،لكنك لم تنظر لها بالعكس لما تفتح باب العربية ليها علشان تركبها بتبص على وشها علشان لا تجرحها ، و إنت بتنزلها نفس الشئ ، قالت عنك شخص محترم رجل بمعنى الكلمة ، شهادة ماما بتساوى كتير .
-        بالنسبة ليا شهادة مامتك تساوى أكتر مما يتخيل أى حد .
و نظرت لى و هى مندهشة بعدما تنبهت لإحمرار وجهى الشديد و بهدلة ملابسى ،كانوا معتادين على إحمرار وجهى حين يزيد الضغط عندى ،أما بهدلة الملابس فهو أمر لم يعتاده أحد على أبداً . فقالت لى أمانى متعجبة :
-        إنت إيه اللى مبهدل هدومك كده ؟
-        أبداً ، الكابوتشينو إتدلق عليا .
و أنقذنى من باقى الأسئلة حضور صفوت و معه صورة حماته . مددت يدى لها بالصورة مبتسماً حتى أخفى ما بداخلى من مشاعر تدفعنى للبكاء من بهدلتى على يد حبيبتى قائلاً لها :
-        والدة أمانى ذات الشعر الأحمر .
نظرت لى و قد إمتلأت عيناها بدموع الخجل الشديد و الرغبة فى الإعتذار ، إستجمعت نفسى و ودعت أصدقائى برغم تمسكهم بأن نجلس للعشاء ، لكننى إعتذرت لإرتباطى بموعد بعد قليل وعلى أن أذهب لتغيير ملابسى . نزلنا للسيارة أوصلتها إلى منزلها دون أى كلمة ،و عند البيت حاولت أن تعتذر ، قلت لها و أنا أبتسم :
-        حبيبى أنا عارف إنك بتحبينى لكن الغيرة حتدمرنا ، و حضرتك شديدة العصبية ، و قلتلك إنى لن أحتمل ، المرة دى رمتينى بالكابوتشينو المرة الجاية حتعملى في إيه ؟ و قبلها رميتي لى موبيلى من العربية و أنا على الهاى واى علشان لقيتى زميلة بتتصل بي ، و ممنوع ابص واحدة و هي بتكلمنى ، معلش حبيبى أنا فعلاً ممكن أكون بأحبك و إنتى كمان لكن مش حننفع بعض و كل مرة تتأسفى وأنا غلطانة و أوعى تسيبنى ،المرة دي أنا أسف أعتذر لحضرتك الحاجات اللى جبتهالك هدية منى ليكى ، و بكرة بعد الشغل حأجى لباباكى و مامتك أعتذرلهم عن إننا مش حنتخطب و معلش يا بيبى ربنا يوفقك مع حد تانى ، نزلت و فتحت لها باب السيارة وأمسكت يدها صافحتها و قلت لها :
-        لو سمحتى إطلعى أشوفك مع مامتك فى البلكونة للحفاظ على ماء الوجه أمام جيرانك ، و بعد كده ممكن تقولى أى حاجة .
نظرت لى و دموعها تملأ عيناها ، كانت دموع حزن تلك المرة حاولت أن تتكلم ، وضعت أصابع كفى على شفتيها و أنا مبتسم فلكم تناولت شفتاى رحيق شفتاها ، و كنت أتمنى أن نفعلها اليوم ، و لكنها دمرت كل شئ ، كانت ترتجف مما تسببت فيه ، ولجت من باب البناية وفى دقيقة كانت بجوار أمها فى الفراندة تشير لى و أنا مبتسم و بجوارها أمها أشرت لهم ثم عدت للسيارة منطلقاً بها للمنزل لتغيير ملابسى لأذهب لموعد العمل ، كان قلبى يتمزق ، و لكن حروق وجهى وصدرى كانت أشد ألماً ، و لم نتقابل بعد ذلك سوى عند ذهابى لبيتها بعدعشرة أيام لأعتذر لأهلها دون إحراجها . و فى طريقى إلى بيتهم حاولت مراجعة نفسى حتى لا أكون قد ظلمتها ، كذلك فإننى لا زلت أحبها برغم ما فعلته معى تذكرت كيف ألقت بالموبيل الخاص بى فى الطريق الدائرى بلا مبالاة و بإستفزازية ، و كنت متأكد إنها لو فعلت ذلك مع غيرى فسيفعل بها ما فعله معها من سبقنى إليها ، لكننى لم أكن أبداً ممن يستأسد على النساء ، ربما بطبيعة نشأتى و ربما بسبب تكوينى النفسى الذى جعلنى أحترم كل الناس ، ثم تذكرت وجهها و هى تبكى ممن ضربها بشكل غير طبيعى لشكه فيها و تركها بلا إهتمام بشعورها حتى فكرت ألا أذهب اليوم و أخُذ وقت فى التفكير لكننى تذكرت فعل فعلته كان مثار الأقاويل عنها فى كل مكان فقررت عدم التفكير مرة اخرى و إنهاء الموضوع تماماً بينى و بينهم "هى و أهلها" . كنت قد  رأيتها حين إنشغل الجمع بأمرهم فى مكانا ما تجلس مع شخصاً ما فى الظلام و هو يقترب منها يكاد يقبلها و يمسك جسدها ، هنا قررت عدم التفكير و ذهبت لمنزل أسرتها و جلست مع أهلها و أنهيت كل شئ فى هدوء و حين أحضرت أمها لى هداياى التى أحضرتها لإبنتها و لها ، صممت على ألا اخذهم لكنها اصرت فى أدب جم أن أخذ الذهب الذى أحضرته لإبنتها أخذت أشيائى و عدت لمنزل أهلى كانوا يعلمون أن هناك أمر ما يحدث بينى و بين من تحدثنا حول خطبتها و لكنهم لم يكونوا من ذلك النوع من الأهل الذين يتدخلون فى حياة ابناؤهم بل لقد تركوا لنا حرية إختيار طرق حياتنا بنفسنا ، عدت لأجد رسالة على البريد الإلكترونى تخبرنى بأشياء غير عادية عمن تركتها و تؤكد لى إن تركى لها هو الصواب و مرفق مع البريد صور غير عادية مسحت الرسالة من الوارد و تركتها فى ملف لا يتم فتحه غير بكلمة سر مكونة من ثلاثة عشر حرف منهم بعض الحروف اللاتينية و أرقام حتى لا يصبح فتح ذلك الملف سهل على أى كائن كان ، إحتفظت بالرسالة علىّ أحتاجها فى يوماً ما و قد حدث .
و لكن تلك قصص اخرى فإلى اللقاء . . .
تحياتى . . .

تحياتى و إلى اللقاء   . . .

محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543





www.facebook.com/makarther7


هناك 4 تعليقات:

  1. جميلة اوى القصة دى بس البنت فيها كانت جريئة جدا فى رميها للكابوتشينو فى وجة خطيبها ودة نتيجة الغيرة الغير محمودة الى وصلتها للشك الى بيدمر ويهدم اى علاقة حب --الغيرة مطلوبة فى حدود ضيقة جدا وهى علامة من علامات الحب بس الغيرة القاتلة دى بتوصل للشك ودى حاجة بتخنق جامد اوى وما يقدرشى اى انسان يتحملها
    والحب احساس ومشاعربين اتنين بتوصلهم للزواج وبيقوم على التفاهم والود والاحترام والثقة المتبادلة ولو كان الحب بالشكل دا هيكون مبنى على اساس سليم يبقى مش هيكون فية مجال للشك
    فية عبارة بتقول :لا تخنقهم بغيرتك اذا كنت تحرص على بقائهم معك فقد تخسرهم للابد
    ودا الى حصل فى القصة دى وبطل القصة دى ابن ناس وانا احترمتة جدا وهوة مش موجود فى الزمن الى بنعيش فية بس فى الاخر اداها الم متين على وشها وفعلا اتقى شر الحليم اذا غضب
    قال رسول اللة صلى اللة علية وسلم :ان اللة يغار وغيرتة ان تؤتى محارمة او ان تنتهك محارمة

    ردحذف
  2. غريبة الناس
    عجيبة الدنيا
    يبقى كل حاجة بين ايديها
    حب و احساس راقى
    تضيعه بغيرة طايشة
    قصة ممتعة
    فيها من الواقع أكثر من الخيال
    تحياتى يا فنان

    ردحذف
  3. داليا أمين30 مارس, 2012 11:32

    قصة مميزة وبتعبر عن واقع الحب والمشاعر بين الناس وقد أيه لازم الأنسان يراعى شعور الغير وميبصش لنفسه بس .... بجد قصتك عجبتنى وأتمنى أقرالك حاجات تانى

    ردحذف
  4. داليا ميرسيه على كلامك الحلو
    يا ريت تقرى أمن قومى
    من الحلقة الأولى
    حتشوفى فيها حاجات حلوة
    صباحك سكر

    ردحذف