الخميس، 7 أكتوبر 2010

إنفجار


إنفجار










إنفجار
لا يدرى هل هو حسن حظه الذى يجعله دائماً يتواجد فى الوقت غير المناسب فى المكان غير المناسب , أم هو سوء حظ لازمه طوال حياته
أياً كان الأمر فهو دائماً يستمر فى الحياة مبتسماً , متذكراً "اوديب" البطل التراجيدى متمنياً ألا ينتهى نهايته بما فعله فى عيناه , متذكراً كلمات الفنان الجميل الراحل الرائع "نجيب الريحانى"
أنا كده حظى كده ,
و كيف قص على صديقه
كيف كان حظه الرائع
فى إختياره السمكة المسممة
من وسط آلاف الأسماك فى السوق ,
و كيف كان أول مرتب يقبضه
به فلوس مزيفة ,
كان اضحك على كل حال
و يستمر فى الحياة مبتسماً ,
ضاحكاً على ما مضى ,
منتظراً بإبتسامة الرضا ما سيأتى .
كان اليوم إعادة إنتخابات
شعبة الإنتاج فى نقابة السينمائيين ,
و كان عليه الذهاب و كان يفكر
هل يذهب بالسيارة ؟
أم يترك السيارة عند المترو
و يأخذ المترو ؟
كما إعتاد حين الذهاب لوسط البلد ,
و سنتركه "هو" يقص من هذه اللحظة القصة بنفسه ربما تكون اقصوصة او مجرد موقف مر بنا كلنا ففى النهاية هى ذكرى عابرة و سنسميها كما قصها هو "إنفجار"
و لأننى كنت قد إستيقظت متأخراً
بعد سهرة الأمس ,
و بعد الدش و إرتداء الملابس
قررت الذهاب بالسيارة
حتى أستطيع العودة سريعاً
لموعدى فى مصر الجديدة ,
داعياً الله أن اجد مكان لللإنتظار ,
نزلت و ذهبت للإنتخابات و قمت بالإنتخاب
و إستأذنت معتذراً من أصدقائى للإنصراف
لوجود موعد هام عندى
و قام أحدهم بالغمز لى قائلاً ,
أيوه يا سيدى
المواعيد الحلوة اللى ما بتخلص ,
قلتله ماهو النق ده
اللى بيخللى ما فيش حاجة تعمر ,
ضحكنا و إنصرفت ,
و نزلت السلالم مجهد من قلة النوم ,
و النقابة لمن لا يعرف تقع أمام
المعبد اليهودى بالضبط
الذى كانت لى فيه حكاية لطيفة ,
و لكن تلك قصة أخرى ,
كنت أمر أمام مطعم
"Down Town" ,
حينما رأيت سيارة تاكسى
قد تعطلت ,
و نزل سائقها يدفعها
و ساعده بعض العابرين
من البسطاء
حتى إن أحدهم وضع كيس ورقى
به أشياءه على شنطة السيارة ,
و فكرت فى المعاونة ,
لولا إجهادى الشديد ,
و الذى يجعلنى
لا أستطيع سوى المسير ,
فى تلك اللحظة
رايت مجموعة من السائحين الأجانب
تتجه أنظارهم إلى نجمة "داوود"
التى تزين الواجهة الخارجية للمعبد ,
و كنت أنظر لهم و أنا سعيد ,
لأنهم سيعلموا أن بلدنا بلد السلام ,
و أنهم فى أرض السلام
التى لا تفرق بين الأديان ,
فمن هنا مرت كل الأديان
كل هذا مر فى ذهنى فى لحظات
و فى لمحة سريعة
مر بى ما حدث بينى وبين
السيدة اليهودية الجميلة فى باريس ,
و التى قالت لى إن طريقة تعاملى اللطيفة معها
ستجعلها تزور مصر بالتأكيد ,
فى تلك اللحظة سمعت صوت إنفجار قوى
أخرجنى من أفكارى ,
و لعجبى لم أهتز أو أرتجف ,
فى حين وجدت مجموعة الامن
المنتشرة بكثرة فى ذلك الموقع الهام
قد أخذت وضع الإستعداد ,
و كنت أمر أمام مجموعة منهم ,
ورأيت مجموعة السياح الأجانب
قد نظروا لمكان الإنفجار ,
و شعرت إن الزمن
قد توقف للحظات ,
حتى عادت الأمور لطبيعتها ,
حين إكتشفنا مع ظهور
سحابة دخان أسود
ورائحة إحتراق سيئة ,
إن ما حدث
هو ما نسميه فى السيارات القديمة
"مدفع"
حين يندفع صوت إنفجار
يحمل كمية من العادم من شكمان السيارة ,
حمدت ربنا على أن ما حدث لم يكن
إنفجار حقيقى
و إلا أين كنت سأكون ,
و ذهبت لأخذ سيارتى
وذهبت لموعدى فى مصر الجديدة .
الأربعاء 9 مايو 2010
محمد أحمد خضر
0020123128543
makarther@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق