السبت، 5 مايو 2012

حارة المٌسعدين



حارة المٌسعدين




قام "خليل" من نومه هرش اسفل ظهرة و نظر إلى تلك النائمة بجواره تغط فى نوم عميق و تصدر صوت غير عادى يفوق صوته إنه يعلم تماماً مصدر صوته لكنه لا يدرى مصدر صوتها و لا يذكر من تكون هى قامت من نومها قائلة له بصوت غليظ :
-       إنت قمت يا "خليل" أنا قلت إنك مش حتقوم غير بعد يومين تحشيشة 
إمبارح كانت معتبرة قالتها و ضربت بكفها على صدره .
-       كان هناك فارق بين جسده الضئيل و جسدها السميك الغير بسيط و إستطردت تقول له :
-       طيب يالا يا عين أمك انزل  عشان تروح تشتغل و تجيب لنا الطفح . كان "خليل" ينظر لها يحاول ان يتذكر 
من تكون إنه يذكر تماماً ليلة الأمس كانت الجلسة فى الغرزة الشرقية نواحى الحارة القبلية و يذكر كيف كان الحشيش متميز و تتعالى صيحات و ضحكات الرواد و فى حين فجأة دخل "المعلم صندوق" و معه شخصية ضخمة ظنوها فى البداية كائن من كائنات ما قبل التاريخ مع ملاحظة عدم معرفتهم

بالتاريخ و ما قبله او بعده المهم أنهم وجدوا هذا الوحش البشرى يجلس بينهم و كان حظ "خليل" المتميز أن إختارت الجلوس إلى جواره و لقوة شخصيتها فقد جذبت الجوزة و شدت منها نفس قضى على الحجر كله فقام الرجال بإعداد حجارة معسل بالحشيش من النوع العملاق و قاموا بوضع الحجارة على الجوزة و يبدوا انها بدات تنجذب ل"خليل" فقد كانا شبيهان لا 
فى الحجم و لكن فى التكوين الوجهى فقد كانا الإثنان ممن يثبت نظرية داروين فى "النشوء و الإرتقاء" من إن "الإنسان أصله قرد" يذكر تماماً أن "المعلم صندوق" أقسم أن تبيت "خبيلة" و هو إسمها عند "خليل" لربما تكون فتحة خير عليه و يبدو أن الرجل كان يحاول التخلص منها و تذكر "خليل" أنه بعد أن 
صممت "خبيلة" على أن يتناول أخر نفس يستطيع تناوله بدأ فى الترنح و لم يستطع غير ان يفتح فمه دون ان يفعل شئ فما كان من "المعلم صندوق" إلا أن أخرج من جيب بنطلون "خليل" مفاتيح منزله و وصف طريق المنزل للرائعة "خبيلة" و رفعت "خبيلة" المذكور "خليل" بيد واحدة على أحد كتفيها و إنطلقت به كان كل هذا ما تذكره "خليل" سائق الميكروباص الضائع فى الحياة و التى كانت أغنيته المفضلة "جئت لا اعلم من اين و لكنى اتيتوا 
اوه اوه أوه أوه" فكان يضيف "اوه" من عنده كنوع من التحديث للأغنية و لتناسب الجو كما إعتاد ان يقول ، فتح "خليل" فمه الفتحة البلهاء التى إعتادها و قام و قال للرائعة "خبيلة" :
-       أنا داخل أطس وشى بشوية ميه
-       و ماله يا اخويا طس داهية يطسك عربجى يكون أعور و أعرج و اكرت و احول و اهبل زيك ، لم يفهم لماذا تقل هذا الكلام إلا بعد ان أردفت قائلة له :
-       يا واد يبقى نايمة جنبك موزة زيي و لا تيجى ناحيتها جتكوا القرف مليتوا البلد ثم إستجمعت قوتها و بصقت عليه بصقة ملئت وجهه كله و لم يدرى ما يفعله لكنه ذهب لغسل وجهه بالماء دون صابون فبيته أو فلنقل بدرومه اللى قاعد فيه لا يوجد به أى شئ فالبدروم الذى يسكنه به حصيرة ينام عليها و كرسى يضع عليه براد الشاى و ملابس النوم التى هى ملابس الخروج و السكر و بواقى الطعام أما ما قصته و لماذا نقدم له فهى قصة عجيبة غريبة فمن أين أتى و إلى أين سيذهب و هل سيكون للرائعة "خبيلة" دور فى حياته سنعلم كل هذا فى وقته .
بعدما طس "خليل" وجهه بالماء و إمتلات نفسه بدعاء الرقيقة "خبيلة" إتجه للخروج لم يرتدى ملابس الخروج لأنه كما إتفقنا ملابس الخروج هى ملابس النوم فكل ما يمتلكه طقم واحد ، خرج للحارة و كان يمر من أمام "عم صميدة" بياع الطعمية يمنى نفسه بقرص طعمية لكنه لا يوجد فى جيبه قرش صاغ واحد كان يعبر من أمامه عم "عتريس" الخضرى الذى أحضر لنفسه قرطاس طعمية و رأى نظرة "خليل" فقال له :
-       تعالى خد لك قرص يا "سى خليل"
-       كتر خيرك يا "عم عتريس" لسه فطران.
-       طب و العيش و الملح اللى ياما كلته أيام المعلم الكبير ابوك لتيجى تاكل معايا ، هنا تحرك "خليل" و إتجه إلى عربة "عم عتريس" و بدأ يتذكر كيف كان هذا الرجل الطيب عامل بسيط فى محلات والده بالحارة الطيبة و كيف حدث ما حدث و تحولت حياته لهذا الشكل ليبق من يتذكر والده و خدماته العديدة و من ينكر أن والده فعل به شئ طيب ، كان هناك و هناك ، فهناك من ظل وفى للجميل و هناك ناكر الجميل أما ما حدث مع :
-       حسنية مرات فادى امين الشرطة
-       فادى جوزها
-       المعلم حنيدق الجزار
-       الريس برص نشال الميتين
فكل شخص له قصة مع "خليل" تختلف عن الأخرى قصص قد يظنها البعض تتعدى حاجز الخيال و لكن لنسمعها بانفسنا
و نحكم . . .

تحياتى و إلى اللقاء  . . .


محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق