الأحد، 1 يوليو 2012

تختخ الأهطل


تختخ الأهطل

طفل
طفل لا يحمل داخله شر للعالم الخارجى يحافظ على أشياءه
مقلمته أقلامه البرجل و المنقلة و قوارير المعمل يقدم أعماله التعبيرية فى ملفات متميزة أحضرها مع أمه و أبيه و جدته حين كانوا فى أوروبا فهم يعتبراه أهم ما فى الوجود طفل مدلل لكنه غير فاسد كل مرة يقدم عمله التعبيرى أو الفنى لا يجده يقال له أن مس فلانة تركته فى المكتبة يبحث طويلا فلا يجده فيقول لنفسه بإبداعه الداخلى الساخر "لا بد ان القوارض المثقفة المقيمة فى المكتبة أكلته لتزداد ثقافة" يقولها ضاحكاً لنفسه متخيلاً الفار أبو نضارة يقرض فيما كتبه و هو يتحدث مع زملاءه القوارض حول "الإنشطار الذرى" و ينصرف ليصعد عربة المدرسة يجلس بجانب "جيرمين" اللبنانية الفاتنة فى غرام طفولى رائع و لكن فى يوم كانت "جيرمين" تنتظر موضوعه التعبيرى فلما لم تجده معه سألته :
-        أين موضوعك الذى إتفقنا ان نقرأه معاً ؟
-        بصراحة انا كل ما باقدم موضوع ما بألاقيش الملفات و باقول و قص عليها قصة القوارض ، و لما كانت "جيرمين" هاربة من حرب اتت على الأخضر و اليابس فى بلدها الجميل و مرت مع اهلها بقصة هروب صعبة رأت فيها الكثير قالت له بلهجتها المحببة للنفس :
-        خايفة حبيبى يكون القارض هدا "تختخ الأهطل" اللى بده يعرف إنت بتقدم ايش ليكون متلك و يحبه الاساتذة متلك بدل ما هو ما بيطيقوه .
-        لم يتحدثا فى هذا الأمر و حكى لها موضوع التعبير الذى قدمه فإن له ذاكرة حديدية و كان مقابل ذلك الموضوع قبلة رائعة و مضت الأيام به لا يفكر غير فى الدراسة و رأى "تختخ الأهطل" يقدم الموضوعات فى ملفاته التى لا يوجد مثلها هنا فصمت و لم يخبر احد حتى كان يوم موعد تقديم عدة موضوعات "علمية و ادبية و معملية"و بالليل بحث عن ملفات ليضع بها موضوعاته فلم يجد غير ملفان فلما سئل "والدته" قالت له :
-        لكننا حبيبى قد احضرنا من "أوروبا" ملفات تكفى العام كله و المدرسة تعيد الموضوعات بالملفات فأين ملفاتك حبيبى الاديب ؟ فإضطر ان يقول لها ماحدث و فى اليوم التالى اثناء عودتها من عملها عرجت السيدة المحترمة على منزل "تختخ الأهطل" بعدما اخذت العنوان من المدرسة فوجدت أمه ترتدى ملابس تنظيف البيت و تحمل فى يدها منفضدة و البيت رائحته طبيخ و رأته يجلس فى بلاهة أمام التلفاز يلعق أيس كريم و يضحك على اللاشئ فالتلفزيون مغلق
فما كانت منها إلا أن قالت للسيدة إنها قد حضرت لتطمئن على إبنها بعدما علمت من المدرسة انهم فى حاجة لمساعدته فى حالته الصعبة فتحركت الأم المسكينة لتتيح لها الفرصة لرؤية إبنها و قالت :
-        زى ما انتى شايفة كده حضرتك يقعد قدام التلفزيون المقفول يلحس الأيس كريم و لما يخلص يقعد يعضعض فى الخشبة و لما حاولنا نفتح التلفزيون ليه يقعد يصرخ و يخبط فى الأرض و يعيط و فى مرة ضرب كوباية عور نفسه هو حضرتك مدرسة الخدمة الإجتماعية ؟ نظرت لها ام صديقى البطل و قالت :
-        لا ، انا أم واحد زميله قالى عندنا واحد طيب فى الفصل عايز اتعرف عليه فقلت اجى اشوفه ، رب يكرمك فيه . قالتها و هى تنصرف و السيدة تغلق الباب خلفها متعجبة من ردها الغير مقنع بعدما ذهبت أمى إلى المنزل جلست مع ابى لحل ذلك الموضوع و كان ابى شخص عقلانى جدا فقال لها :
-        شوفى يا "سميرة" قدامنا حل من اللى حاقولهوملك يا اما نحول ابننا من المدرسة على مدرسة تانية و بكده نحل الموضوع ده لكن ما نضمنش حيقابل ايه تانى و المدرسين و المدرسات هل حيحبوه زى المدرسة الى هو فيها و هل حيقابل حالات أسوأ من اللى شافها و مش حيكتشفها غير بعد اذى كبير او نتقبل الحالة ديه و اهو عرف و عرفنا حالة زميله إختارى بعد ما تشاوريه و انا انفذ اللى تقولوا عليه .

بقيت فى المدرسة و كان من يتابع أعمالى "جيرمين اللبنانية" حتى انتهى زمن المدرسة الإبتدائى و فى الإعدادى إنصرف "تختخ الأهطل" إلى مدرسة تعتنى بمثله و بقيت مع جيرمين فى مدرستنا فى مراحل متعددة حتى كان وقت الجامعة فسافرت هى إلى "أمريكا" لتلتحق ب"هارفارد" و بقيت فى مدينتى "القاهرة الساحرة" و تقابلت فى الجامعة مع "تختخ الأهطل" أما ما حدث فتلك قصص اخرى . . .

تحياتى لكم أصدقائى و إلى لقاء قادم . . .
                                 
محمد أحمد خضر

+2 0122 3128543







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق